|
الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 22:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الديموقراطية في العراق. .لاتبادل سلمي للسلطة
على وفق المثل العراقي تريد ارنب اخذ ارنب ، تريد غزال اخذ ارنب . استحوذت احزاب المحاصصة على الحكومة مرة اخرى . واثبتت الديموقراطية في العراق عدم وجود مايسمى التبادل السلمي للسلطة ، فتم تكليف السيد محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة الجديدة وعلى نفس الاسس المحاصصاتية . وذهبت كل الجهود المزعومة لتغيير هذه المعادلة ، وهكذا تتكرر تجربة الحكم في العراق كل مرة . ومع ذلك نجد اقلاما تدعو الى التفائل في تقديم الخدمات وانصاف الطبقات المحرومة ، واعطاء السيد السوداني الفرصة لاثبات ذلك !
يقول انشتاين . من الغباء فعل نفس الشئ مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفه . ونكاد نجزم ان نتاج هذه الحكومة سوف لن يختلف كثيرا" عن الحكومات السابقة . بسبب اوجه الشبه الكثيرة بين هذه الوزارة والوزارات التي سبقتها ، حيث تم تقاسم الوزارات ومؤسسات الدولة على وفق المحاصصة الحزبية ، ومهادنة الفصائل المسلحة واستمرار الفساد وتهريب الاموال . وككل برامج عمل الوزارات السابقة تضمن المنهاج الحكومي للسيد السوداني العديد من الطموحات التي يتعذر تنفيذها لابسبب عجزه او ضعفه ، ولكن لاصطدامه باشتراطات الاحزاب التي اوصلته لسدة الحكم . وهذه هي مشكلة الحكم في العراق منذ الاحتلال الامريكي الى يومنا الحاضر . فالمحاصصة سيف ذو حدين تتيح لاكبر عدد من الاحزاب المشاركة بالحكومة ، ولكنها تؤدي الى عرقلة تنفيذ اهدافها نتيجة الفساد السياسي والاداري لكون هذه الاحزاب وميليشياتها تمول من ميزانية الدولة ومن الاتاوات المفروضة على المقاولين والشركات المنفذة للمشاريع الحكومية . اضافة الى محاباة الفصائل المسلحة التي تدعي انتماءها للحشد ، واطلاق يدها في المنافذ الحدودية، وتهريب النفط والعبث بالامن والاقتصاد العراقي ! ومن هنا يبدو استحالة احتكار الدولة للسلاح وفرض سلطتها في الداخل وسيادتها في الخارج . حيث تنتشر الميليشيات والفصائل المسلحة التي تسببت ايضا" في منع سكان المناطق المحررة من داعش ، اضافة الى ديالى وسنجار وجرف الصخر من العودة الى دورهم بعد نحو خمس سنوات على انتهاء العمليات القتالية . اما انتشار المخدرات وسيطرة المجاميع المسلحة الحامية لها فحدث ولا حرج ، وما ان يتم القاء القبض على احد تجارها حتى يطلق سراحه في اليوم التالي ، مثله مثل متهمي الفساد الذين تصدر بحقهم مذكرات اعتقال حال خروجهم من العراق ! ! وفضيحة المبالغ الهائلة المنهوبة من اموال الضرائب والتي سميت بسرقة القرن ! ليست ببعيدة .
ومحاولة تسويتها اغرب منها ، حيث اخلي سبيل احد المتهمين بانتظار استرداده للمبالغ !
وكذلك تهريب العملة الصعبة من العراق تحت مسميات عديدة .
اما التجاوزات الاقليمية على العراق ، فقد بقيت دون حلول واقعية للحفاظ على وحدة وسلامة الاراضي العراقية ، وحماية الشعب العراقي .
واذا ما اضفنا انعدام الخدمات المقدمة الى المواطنين كمشاريع التعليم والصحة ، والفشل الذريع في توفير الكهرباء والمياه الصالحة للشرب وغيرها . فعندئذ سيتبين لنا عمق المشاكل والمعوقات التي ستواجه حكومة السوداني العتيدة .
صحيح ان هذه المعضلات ليست جديدة ولكنها تبقى مستمرة وتُدَّور الى كل حكومة لتستعرض الحلول الوهمية في برامجها .
اما التأييد الامريكي المفاجئ لترشيح السوداني فسوف يصطدم بموقف الحكومة العراقية الجديدة المؤيد لايران وسياستها في المنطقة . وبهذه الاستقطابات والمعضلات الداخلية والخارجية التي تواجه حكومة السوداني ، لايتوقع المراقبون حلولا حاسمة لكل هذه التحديات .
كما ان مظاهرات واحتجاجات ايران سيكون لها صدى في العراق ، بسبب العلاقات الوثيقة بين سياسيي واحزاب العراق مع النظام الايراني . اضافة الى ان ترشيح السيد محمد شياع السوداني يمثل نكسة لمطالب المتظاهرين الذين كانوا سبباً في إجراء الانتخابات المبكرة ، خصوصا وان اكثر شخوصها قد جاءوا من نفس البيئة السياسية السابقة .
فهل سيكون مصير حكومة السيد السوداني كحكومة عادل عبد المهدي ؟
Sent from my Galaxy
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام
-
الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة
-
وجهة نظر في تشريع قانون الخدمة العسكرية
-
نشأة الاسلام السياسي ونهايته
-
العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية
-
هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق
-
ادارة الذات. . فن الحياة
-
في المسألة الطائفية
-
اشكالية الاحتفال باليوم الوطني في العراق
-
الإعلام الجديد وثقافة الانترنت
-
الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة
-
أثر الاخبار الكاذبة على الدولة والمجتمع
-
حتمية انهيار النظام السياسي في العراق
-
الفرق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال الامريكي للعراق
-
التكنولوجيا الحديثة واثرها على مصادر السلطة
-
في العراق. . الشارع على فوهة بركان
-
بغداد من حاضرة الدنيا الى مدينة مهملة
-
الانسداد السياسي في العراق. . أسبابه وآفاقه
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فكرية؟
-
الحرب في اوكرانيا. . مولد نظام عالمي جديد
المزيد.....
-
كييف تشكل وحدات هجومية من السجناء المفرج عنهم
-
مركز الفلك الدولي يصدر بيانا حول موعد عيد الأضحى وهلال شهر ذ
...
-
مصر.. القبض على أحمد الطنطاوي لتنفيذ حبسه سنة بقضية -التوكيل
...
-
من ألمانيا: ماكرون يدعو إلى أوروبا قوية وموحدة
-
دول أوروبية تدرس تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية
-
السلطة الفلسطينية: نطالب بتدخل دولي
-
بوريل يدعو دول الاتحاد الأوروبي لعدم عرقلة إصدار الوثائق بشأ
...
-
بوريل: قرار العدل الدولية ملزم لإسرائيل
-
رئيس الوزراء الهولندي يدعو إسرائيل إلى وقف عمليتها في رفح ام
...
-
سيمور هيرش: بايدن يسعى إلى إشعال حرب مع روسيا لرفع شعبيته قب
...
المزيد.....
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|