أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمه الهمامي - جاء الخريف... جاء عيدُ مِيلادِها














المزيد.....

جاء الخريف... جاء عيدُ مِيلادِها


حمه الهمامي
الناطق الرسمي باسم حزب العمال التونسي


الحوار المتمدن-العدد: 7439 - 2022 / 11 / 21 - 14:35
المحور: الادب والفن
    


حلّت بهذا العالم في خريف 1953 وتحديدا يوم 21 نوفمبر من ذلك العام... إلى راضية هذه الكلمات في عيد ميلادها التاسع والستين... عاشت بحبّها للناس... وهي اليوم تواجه أتعاب المرض بعزيمتها الاستثنائية وبمحبةّ الناس الاستثنائية لها...
-------
مرّ الصّيفْ...
وجاء الخريفْ
ولم يكن في ذلك العامْ
كسائرِ فصولِ
الخريفْ...
------
كان رُمّانُ ذلك العامْ
أحْلى منَ العَادة
وكان السّفرجلُ
ألذَّ منَ العادة
وكانَ زيتُ الزيتونْ
المنسابُ ذهَبًا
أخْضرْ...
وتَمْرُ الجريدِ الشّهِيّ...
يتلألأنِ أكثرَ من
العادَة...
-------
حتّى الرّعْدْ،
والنّاس في بلَدي يَخْشَوْنَ
رعْدَ الخريفْ،
كان في ذلِكَ العامْ
لطيفْ...
والبرقُ... كان، على غير العادة،
يُضِيءُ البَرَارِي بلا
صواعقْ،
وكانَ مَوْج البحْرِ في ذلك العامِ
خفيفْ...
يَرْسمُ ألواحا في الفضَاءْ،
ولا يُؤْذِي،
على غيْرِ العَادَة،
مراكب الصيّادين الصّغِيرة...
--------
كان كلُّ شيْء
في خريف ذلك العامْ
مختلفا عن العادَة
كان كلُّ شيْء
يُبَشِّرُ بالحدث الجليلْ...
بميلادِكِ
سيّدتي الخارِقَةِ لِلْعَادَة...
وحينَ أَطْلَقْتِ صرخَةُ
الحياةِ الأولى
انضافت نجمةٌ في السماء
تضِيءُ عوالمَ
المُعذّبين في الأَرْض...
--------
يا أيّها الخريفْ
يا سيّدَ الفُصُولْ
فيكَ شيْءٌ من الصّيفْ
وفيك شيْءٌ من الشّتَاءْ
وفيك شيْءٌ من الرَّبِيعْ
وفيكَ يمضي القَدِيمْ
ومِنْ حِمَاكَ يأْتِي الجدِيد
والكُلُّ يخْلقُ عالَمَكَ
البديعْ...
--------
يا أيّها الخريفْ...
وَلَدَّتَ شَبِيهَتَكَ...
فيها ما فِيكَ من كلِّ الفُصُولْ
رَعْدُكَ المزمْجِرْ
ومطرُ الشّتاءِ الهَاطِلْ
وزهْرُ الرّبيعِ العَاطِرْ
وشمسُ الصّيفْ...
تَنْشًرً الدِّفْءَ
في كلِّ المحَافِلْ...
--------
مرَّ الصّيفْ
وجاءَ الخريفْ
ولم يكنْ في عامِ ثلاثٍ وخمسينَ
وتسعمائة وألْفْ
كسَائِرِ فصُولِ الخَريفْ
كان يحْمِلها إلى الدّنيا،
فَاتِنَتِي الجَمِيلَة،
لتُصْبِحَ حُبَّ الضّعفاءِ
والمقهورين...
تملأُ دُنْياهُمُ نُورًا
وَحَيَاة...
فِي زمن العَتمَة...
وفِي سِنِيِّ الشّقاء...
--------
عِشْتَ أيُّهَا الخَرٍيفْ
يا سيِّدَ الفُصولْ
وهَبْتَنِي أحْلَى مَا فِيكْ
وأجْمَلَ مَا عِنْدَكْ...
وَهَبْتَنِيها وفي يدِها
مفاتيحُ السّعادة...
وفي قلبها الحبُّ الصّافي،
"لأنّها لا تعرف أسلوبا آخرَ"(1)
غيْرَ الحُبِّ الصَّافي،
"الذي لن يَضِيعَ هبَاء أبدا"(2)
وَيَوْمَ يغْمرنا الترابْ
"فالأرضُ بِه ستُواصِل الحياة"(3)
ستواصلُ الحياة...
آهِ يَا سيّدة السَيِّدَاتْ...
وعاشِقة العاشقاتْ...
---------
"أراك فتحْلو لديَّ الحيَاة..."(4)
ويزّدادُ عِشقِي لهذا الوطنْ
لأنَّكِ فِيه زرَعْتِ الأَمَلْ...
لأنّكِ فيهِ زرعْتِ الأملْ...
تونس في 20 نوفمبر 2022
--------------------
(1) و(2) و (3) بابلو نيرودا
(4) أبو القاسم الشابي



#حمه_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ...
- -الدستور- والاستفتاء: ثلاثة أجوبة عن ثلاثة أسئلة
- حُرِّيَتِي... نصّ:
- وتستمرّ المهازل... في ليلة عيد الأضحى
- -دستور- قيس سعيد: نظام أوتوقراطي لا دولة مدنية ولا جمهورية
- بعد رسالة بلعيد... هل يتّعظ المتّعظون وهل ينفضّون من حول الا ...
- قاطعوا الاستفتاء حتّى لا يستعملكم سعيّد حطبا
- مثقّفون انتهازيّون في خدمة الانقلاب
- لِماذا نُعَارِضُ الاسْتفتاء وندعو إلى مقاطعته؟
- إِلَى الخَالِد… نبيل بَرَكَاتِي في ذِكْرَى اسْتِشْهَادِه
- بعد الاستيلاء على الفضاء السياسي: قيس سعيد يحاول الاستيلاء ع ...
- مَا أغرب العيش… وما أعذبه في وطني
- وَاقِفٌ والجُرْحُ يَنْزِف…
- سَيِّدَتِي الجميلة…
- على هامش تعيين امرأة “رئيسة حكومة”: الخيارات والبرامج أوّلا…
- اللَّتَانِ أُحِبّ…
- فِي الثَّامِنِ مِنْ آذَار… (اليوم العالمي للنّساء)
- عشر سنوات بعد الثورة: ما الذي تحقّق وإلى أين يجب أن نمضي؟
- لاَ شيْءَ فِي وَطَنِي…
- تحية وفاء: لا تقتلوا الإنسان فيكم فهو هويّتكم وسرّ وجودكم


المزيد.....




- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...
- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمه الهمامي - جاء الخريف... جاء عيدُ مِيلادِها