أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - الوطن أغنية الأقوياء، ونشيد الفقراء في -ظل النعناع-














المزيد.....

الوطن أغنية الأقوياء، ونشيد الفقراء في -ظل النعناع-


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7376 - 2022 / 9 / 19 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


مرة أخرى تفاجئنا الأديبة اللبنانية اخلاص فرنسيس بكم الحس الانساني والوجع والهم المتكدس في دواخلنا في مجموعتها القصصية الجديدة "ظل النعناع" التي تقدمها مع حفنة من مشاعر جياشة وحس مرهف وبلغة شعرية متفردة وقالب قصصي متميز لتضيف لأعمالها المنشورة والمكتبة العربية عملا متميزا بحق.
"ظل النعناع" القادم من عوالم امراة عاركت الغربة، وعانت الوحدة رغم احتضان العالم لها لانها غادرت دفئ وجمال وطيبة لبنان بلدها، فجاءت كما كتب الشاعر حبيب يونس في كلمته على الغلاف: "ظلُّ النَّعناع سِفْرٌ من أسفارِ إِخلاص، تقرأُه فتعرف كم هي وحيدة، وكم هي ظلٌّ لوَحدتها، ولو ترامتْ من حولها مساكبُ النَّعناعِ والوجوه"
المراجعة اللغوية للكتاب قام بها الشاعر المعروف جميل داري، وتصميم الغلاف وبحلته القشيبة والتنسيق الداخلي قصي خميس، ولوحة الغلاف للفنان المعروف فاتح المدرس، وجاءت المجموعة في ١٥٦ صفحة، وتضم بين دفتيها 41 قصة قصيرة، متنوعة، تتناول مضامينها موضوع الإنسان وهمومه في الوطن العربي عامة، وتعالج قضية الوطن والاغتراب، في قص بلغة شعرية يجمع بين الرومانسية والاجتماعية، والوجدانية الرهيفة. ويصدر عن دار سائر المشرق ليشارك في معرض الرياض القادم للكتاب.
مقطع من قصة قصيرة بعنوان "رزق البحر"
"علت الأمواج، وراحت تضرب الريح بغضب وجوه المسافرين على القارب المطاطيّ. أين السواري، وأين السفر؟ راحت تتأمّل وجه وحيدها إلى بحر الوجود يا صغيري، علّنا نصل إلى مركبة الحياة الأخرى بعيدًا عن نار الأحقاد وجور الزعماء.
الوطن يا أمّي، الوطن يا ولدي أغنية الأقوياء، ونشيد الفقراء، الوطن كرسي الله على الأرض، إذا كان كذلك فلماذا نهرب من أوطاننا؟ نحن حصاة في بحر هذا الوطن، وحبّة رمل في صحرائه، ولكن الله رحيم يا أمّي، تدحرجت الدمع على خدّيها، لقد أجلسوا الله على الكراسي، وجلسوا هم حكامًا وأمسكوا المراسي. البحر جائع يا أمّي، لقد انعقد قران الليل على سفح الموج، وراحت الأرواح تتخبّط تحت عويل الظلام، ها البحر يريد استرداد الدين، أرهفي السمع يا أمّي، ألا تسمعين؟ راحت يداها تصرخان في وجع كما المخاض والوليد الذي في حضنها ينزلق نحو البحر، تشدّه الأيادي المالحة، يرتفع الزورق ويهبط، يضرب بقوة جلمود البحر، يصرخ البحارة، تنهض الريح من جديد من كبوتها، ويفتح اليمّ على غفلة من الأمّ فمه، ويخطف وليدها من حضنها، تصرخ لا يسمعها إلّا عويل الريح، لقد استردّ البحر دينه، وكنت أنت الثمن والخروف الذي علق على صليب من ملح. ناح الليل، ورقدت الروح في الأعماق المظلمة، سكنت الريح، شبع البحر من اللحم الطري، هذه هي ضحية الحرّية وضريبتها.
أشرقت الشمس على الرمل البارد، زرعت هناك قميصه الملون، ونثرت بذور القمح البلديّ، جلست تنتظر فلذة كبدها. سنلتقي، ولكن من يحدّد الزمان والمكان؟ ومن يقول للشمس: أشرقي أو اغربي؟ ومن يقول للبحر: سلم ما أخذت منّي، تنتظر رحمة الإنسان، ولا تجد. أيها البحر أرخِ جدائل النسيان على وطني، وخبّئ على شواطئك مأساتي، واكتم فها أنا هائمة بين الأزل والأبد، جسد بلا روح، وأمّ بلا ولد.
هنا أقيم في مدن الرحيل، على فراش الزبد الأزرق، دفنت في قبر مالح أحلامي، ما بين عويل الماضي وألم الحاضر ازدرت الحياة بي...."



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة موجزة في المجموعة الشعرية “عشر رسائل وغيمة”
- الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي.. شهيد الإنسانية
- خليل كالو... فارس القلم الذي لم يترجل
- خجادور آبوفيان
- الشاعر جمال خليل
- وبها يليق الاحتفاء
- رغبات مهشمة ونافذة على الروح
- عامودا ...جمر يتقد في الذاكرة
- “علاوي” على موعد مع الحياة
- عمر حمدي “مالفا”… ثورة اللّون
- -عشق ثلاثي الأبعاد- بين صقيع أوروبا ودفئ دمشق
- -درمالا- عادات وتقاليد من ذهب
- أشتاقك في هديل احتراقي
- كهوف مكرون وعبق التاريخ والفلسفة
- “كوباني.. مملكة الماء والغرانيق”.. مدينة تولَد مرتين
- قراءه في كتاب تاريخ كردستان... إمبراطورية الكرد الأيوبيين/ ا ...
- محمود عزيز شاكر… نصف قرن مُكلّل بالعطاء. حاوره/عبد الرحمن مح ...
- الشاعر والقصيدة… من يكتب الآخر؟
- أرواح ثائرة في “رغبات مُهَشَّمة”
- قراءة في كتاب -مالفا MALVA- -بين صخب اللون وهمس الشعر-


المزيد.....




- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - الوطن أغنية الأقوياء، ونشيد الفقراء في -ظل النعناع-