أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المشروع السياسي الوطني وقواعده














المزيد.....

المشروع السياسي الوطني وقواعده


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثر الحديث هذه الأيام عن تبني مشروع وطني للعراق وفي حقيقة الأمر أن في لغة الإدارة العامة ، فإن اي مشروع يقوم على مجموعة من الأهداف التي يتم تحديدها، وتصمم النشاطات فيه ضمن خطة تنفيذية تتضمن خطوات عملية تؤدي لتحقيق غاية عامة يستهدفها المشروع وتوصل لإنجاز رؤية جديدة تتمثل على أرض الواقع. وعندما تتطور وثيقة أي مشروع بمزيد من المهنية ، فلا بد من ربط الخطوات بالأهداف والنتائج بحيث تكون موصلة فعلا، ولا بد من تحديد بعض مؤشرات الإنجاز أو معالم في الطريق تؤكد وتضبط السير حسب الخطة المعدة وتسهم في مراقبة تحقق التقدم. فأيّ من هذه البنود يتوفر في عنوان فضفاض جعله أرباب المشروع مقدسا و منزل ؟وفي باب السياسة والفكر فإن "المشروع الوطني" هو فكرةأساسية، تتضمن تنظيما خاصا ومنسجمة لحياة الناس الذين يحلمون بها بحيث تترجم إلى تشريعات وقوانين تنضبط بالفكرة المراد للتأسيس عليها ، ويسعى القائمون عليها سياسيا لإيجادها عمليا في دولة تطبق تلك الأنظمة وترتقي بالناس او تنتكس فيها أوضاعهم فتعتمد على طرق العمل المعنيّة التي توصل لتحقيق ذلك. ويرتقي مستوى المشروع السياسي-الفكري أو الحضاري بارتقاء الفكرة الأساسية، بأن تكون مثلا ، و الأنظمة والتشريعات المنبثقة عن ذلك الفكر و الطريقة الموصلة إلى تحقيق ذلك المشروع، تحفظ للمواطنين حقوقهم الشرعية على أساس العدل والمساواة، بدون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة،والحديث عن المشروع الوطني العراقي ليس كما يتحدث عنه بعض الساسة حينما يجلسون في مناظرات تلفزيونية يحاولون من خلال تلك الأحاديث إقناع البسطاء من الناس أنهم سيغيرون وجه العراق ،لقد غدا المشهد السياسي في العراق قاتماً ويحتاج الى مزيداً من الوقت لقراءة مايحدث والوقوف أمام السياسة الإقليمية التي تحاول جاهدةً للقضاء على العملية السياسية وافراغها من مضمونها وهناك دلائل على أن قادم الأيام سيشهد تغييرأً كبيراً فى الخارطة السياسية العراقية ولعل تقارب قوى سياسية لم تكن فاعلة بالمستوى المطلوب ومؤثرة ويكاد يكون العنوان الأبرز فى المشهد السياسى المبهم تحركات متشبثة ، الأمر الذى يحتم على شعبنا اعادة بلورة الأمور و وضعها فى سياقها السليم لحماية المشروع السياسي على علاته وانتشاله من محاولات تهميش مكانة الوطن.إننا أمام مشاكل معقدة حقا، تتمثل بسيطرة البعض من الساسة الغير مبالين بمستقبل البلد و على مقدراته ، فهناك فرق واضح بين السياسي الذكي والسياسي الطفولي، فالأول لديه مشروع كبير ينطلق من خلاله لبناء الدولة المدنية وتغيير المجتمع نحو الافضل، وفق آليات فكرية عملية، يشرف على تنفيذها أشخاص بقدرالمسؤولية ، ويساعده مقربون أمناء، في التخطيط والتنفيذ، فيجعل من مصالحه الفردية والعائلية و والعشائرية في غير أهدافهم و اهتماماتم، بل ربما يلغونها من قاموسهم أو يخضعها لضوابط تنطبق على عموم الشعب، بمعنى يجعلون من انفسهم والمنضوين تحت وظائفهم أناسا لا يختلفون عن غيرهم في الحقوق والواجبات، يتحقق هذا ليس في الادّعاء والقول وحده، بل يتجسد من خلال العمل المرئي والملموس، وهو بذلك يسعى لنقل شعبهم الى مصاف أرقى وأرفع، ولكن حتى الآن بقيت امورالسياسيين تتراوح بين التراجع و الفساد والتجاوز على أموال الشعب.اما الاخر ( اي السياسي الطفيلي ) فليس له مشروع ولا يفكر بذلك أصلا،سوى انهماكه بجباية الفوائد وتشريع الامتيازات له وذويه وحاشيته، و لا يعلم أن بهذا السلوك يحفر قبره تحت قدميه بنفسه، لكي يسقط حتما، في حفرة الطمع والشراهة والفساد، وحتما هو يجهل حتى أساليب المراوغة والخداع التي ينتهجها كطرائق عمل في حياته السياسية البالية، ومنصبه وصلاحيته أيا كان نوعها، هي الداء الذي سينقضّ عليه ويطيح بمستقبله وربما برأسه، كما حدث لجميع الساسة الذين تجاوزوا على حقوق شعوبهم كما فعل ( صدام حسين العراق ، ومعمر قذافي ليبيا،و حسني مبارك بمصر ،وبن على بتونس، وعلي صالح باليمن ... وآخرين )، إذ لم يحدث أن أفلت سياسي واحد من العقاب على ما اقترفه بحق شعبه ، للخلاص من هذه المعاضل فإن هذا الأمر يتعلق بدور النخب المثقفة وسواها، من اجل ان تبادر بتوجيه المسارات نحو الافضل، ومقارعة جميع الذين يشتغلون السياسة من أجل المال، كما هو الوضع الآن، حيث يلهث كثيرون نحو السياسة والعمل فيها، وهم ليسوا من اهلها ولا اصحابها ويدعون بالاهلية ، وكان الشعب لا يعرف بفعل سنوات الممارسة أن هذا كله هراء. وتنطلق،التزاماً بالعقد الإجتماعي المشوه، إلى تحقيق مصالحها المجتمعية، وتعميق ثقافة الخلاص الفردي، برعاية هكذا تحليلات، التي تستند في مبناها إلى “المشروع السياسي“الواهي الذي كان ولما يزل، المصدر الرئيس والحصري للهزائم المتكررة. كل هذا يدفع للتفكير داخل مساحة العماء الذي تقودنا اليه تلك المناقشات والحوارات والكتابات،حول تلك “المشاريع السياسية”، التي يتم اعتبارها مشاريع نموذجية، تشبه إلى حد التطابق ، النماذج المعتمدة عالمياً، دون أي إعتبار للاستثناءات التأسيسية التي قامت عليها هذه المشاريع في حين يغيب عنها أهل الاختصاص، من ذوي المشاريع الحقيقية القادرة على إصلاح الأوضاع الخطيرة في العراق، ولكن يبقى الأمر الحاسم بمن يحق له اختيار السياسي الناجح الذي يمكنه إنقاذ البلاد في هذه المرحلة الشائكة والحاسمة.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية والإصلاح والهوية
- السلطة والدولة بين مفهومين
- الطائفية العلمانية و التأسيس الاستهلاكي
- الحكيم بين العقل والادراك
- الارادة السياسية مقياسها العمل
- الهوية الفيلية والحفاظ على المستقبل السياسي
- التسرب التعليمي الأسباب والعلاجات
- البروفيسور كامل حسن البصير اقحوانة البلاغة
- الإمارات وشواهد خلق الازمات
- أوقفوا المذابح قبل الذهاب للفواتح
- عراق التشتت والخلافات النفعية
- المثقف والمفكر بين الوعي والاداء
- طهران - رياض والخطوات الايجابية
- لا يمكن انكار الحقيقة
- الانتخابات العراقية بين التشكيك واليأس
- تبادل الثقة ...تعني انتصار القيم والمبادئ
- اللحظة الاخيرة وساعات الحسم
- الانتخابات العراقية بين القبول والرفض
- الثقافة والتراث جوهرى الأمم
- اغفال الحقوق يُفضي الى كوارث


المزيد.....




- معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات ...
- للمرة الثانية منذ 7 أكتوبر.. إسرائيل تمنع لازاريني من دخول ق ...
- ضابط فرنسي: قواتنا في أوكرانيا ستكون بمثابة قطرة في بحر مقار ...
- السلطات التركية تنفي تقارير عن تعرض سائح سعودي لاعتداء في إس ...
- صحيفة Yle : فنلندا تخطط لبناء مصنع ينتج مادة -تي إن تي-
- -حماس-: مصممون على اتفاق ينهي العدوان ووفد الحركة قد سلم الو ...
- وسائل إعلام تؤكد تقديم روسيا معدات عسكرية ومساعدات إنسانية ل ...
- أبو مرزوق: هناك لقاء فصائلي قريب في الصين نأمل أن ينهي الانق ...
- ماكرون يدعو نتنياهو إلى استكمال المفاوضات مع -حماس- للإفراج ...
- تحقيق للوموند: هذه خطة إسرائيل لإعادة تشكيل قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المشروع السياسي الوطني وقواعده