أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند طلال الاخرس - اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (4-4)














المزيد.....

اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (4-4)


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7114 - 2021 / 12 / 22 - 00:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


وعن حكايته مع ابو عمار واجمل المواقف اختار صاحبنا ان يتحدث عن اكثر المواقف والحوادث التصاقا بالذاكرة، فتحدث صاحبنا عن مواقف بدا وكأنه استدعاها من خبايا الذاكرة التي يهزها الحنين.

* كان الموقف الاول هذا على طرافته قد جرت احداثه في مرحلة احداث ايلول الاسود في الاردن عام 1970: فقد حصل ان كنت اصحح بعض المواقع القتالية ومرّ علي أبو عمار.

حيث وجدني جالس وممسك بالمنظار المكبر واقوم بتوجيه مقاتل اسمه أشرف وهو المسؤول بدوره عن مدفع الهاون 120، وبأقول له: ع إيدك اليمين شوية، لقدام شوية، لحد ما يصيب الهدف، حيث يبقى يضرب أربع خمس ست قذائف لحد ما يصيب الهدف وكان يصيب الهدف في النهاية بطريقة دقيقة، ومع كثرة التعامل بيننا في هكذا مواقف اصبح يفهم علي سريعا ويستجيب بشكل افضل، وبحيث يتمكن من اصابة الهدف من قذيفتين او ثلاثة... وحصل ان جاء أبو عمار ذات يوم لتفقد الموقع، ووجدني اقوم بتوجيه ضارب المدفع وأقول له : ع إيدك الشمال شوية ع إيدك اليمين شوية، قال لي إيه ده إيه ده يا صلاح؟ إديني المنظار.. واخذ ينظر ويصدر تعليماته للمقاتل المسؤول عن ضرب المدفع، واخذ يوجهه قائلا: أيوه يا أشرف، الزاوية أبصر إيه على أبصر إيه، وسرعة الهواء ابصر ايه وسرعة الهدف اد ايه، فلم يستوعب منه ضارب المدفع اي شيء، واحتار وضرب اخماس في اسداس، وفي النهاية قال ضارب المدفع لابي عمار: اسمع إديني أبو الصادق، مش فاهم عليك!

*الموقف الثاني مع ابو عمار: فيضيف صاحبنا؛ كنت قد تعرفت على أبو عمار لما أول ما رحت أبو ناصر حرب في إذاعة العاصفة في منطقة كان اسمها التجمع. لحد ما وصلت، قالوا لي هذا التجمع، دخلت ولا بالصدفة أبو عمار قاعد تحت التوتة، في كان توتة.. أو تينة.. "تحت التينة... هلق تذكرت هذه، تينة. حاطين بيأكلوا..

صلاح الدين الحسيني: آه، تحت التينة آه لأنه هذا إشي واقعي هذا عشته وانحبست في ذلك اليوم ولتلك الحبسة قصة تستحق ان تروى..
اذ قال لي ابو عمار احبس حالك ففعلت..
حيث كنت قد ارتكبت غلطة كده، فجئته وقلت له أنا يا أبو عمار مش راضي عن حالي، انا غلط واعملت كذا كذا..
وكانت الغلطة أنه لما اجت أم الصادق عشان تزورني او تلتحق بي في عمان كانت عروسة جديدة، فرحت جبت مشروب وشربت.... فأنا لما تزوجت أم الصادق قعدت أسبوعا معها وسافرت بعدها الى الأردن. فقلت لأبي عمار والله أنا غلطت، قال لي إيه؟ قلت له الموضوع كذا وكذا، قال لي طيب وأنا مالي؟ أهه السجن موجود مفتوح الباب بتاعه، احبس نفسك شوف قد إيه وأنت حر.. وفعلا رحت حبست نفسي!

*الموقف الثالث مع ابو عمار يعود الى بداية تعرفي عليه: وفي التفاصيل، جئت لقيته تحت التينة هو وأبو جهاد وأبو صبري، وقاعدين بيأكلوا حاطين معلبات فاصولياء، والله بأتذكر.. معلبات وجنبه -بأتذكر- كيس بندورة وشوال بصل ومطرة ماء او ما نسميه زمزمية، جئت اليهم، رحبوا بي قائلين: تفضل كل معنا، وطلب ابو عمار مني التعريف بنفسي وسألني: من حضرتك؟ قلت له صلاح الحسيني، جاي من إذاعة العاصفة، قال لي تفضل اقعد، قعدنا، قال كل يا الله، وكيف ما أكلش أنا، وقد لاحظ أبو عمار ذلك، وراح مدلي بصلة، وقال لي دي ما اديتهاش لأي حد ، ده إكرام الضيف ... فأنا بديت اكل، وبعدين أخذت جبنة وحبة بندورة، ورحت ماسك البندورة عشان اكلها، فقال لي اغسلها مهي جنبك المياه، فقلت له يا راجل احنا فدائية، فقال لي : الله، يعني فدائية يتسمموا يا صلاح!
وبدأ ابو عمار بالقول: انت جاي تزاود علينا من أولها!
ومع هذه الحادثة بدأت الصداقة.

*الموقف الرابع مع ابو عمار له ظروفه الخاصة فحصل مرة ان وجدته بيكتب بلاغا عسكريا فقال لي تعال تعال أعلمك تعال، خلصني من الحكاية دي، وعَلَّمني كيف أكتب البلاغ العسكري.
وصرت ناطقا عسكريا.

*الموقف الخامس: حدث ان عاد ابو الصادق إلى غزة ليستقر فيها مع قوافل العائدين اثر اتفاق اوسلو، لكنه عاد وهجرها لأن حرية الثائر كادت تختنق من الوضع العام.

ويروي ابو الصادق حوارا دارت تفاصيله مع ابو عمار يلخص مضمونه حكاية الثورة وما الت اليه الامور؛ فبينما ابو الصادق يتجول بأسى وبخطى مثقلة في حديقة مقابلة لمكان اقامة ابو عمار في غزة، شاهده ابو عمار، وتوجه اليه، وبعد ان تعانقا وكانت البهجة والفرح بادية على محيا ابو عمار دون صاحبنا، هزه ابو عمار قائلا: ايه يابو الصادق، انت مش حتكتبلنا غنوة، او اي حاجة عن العودة والوطن ، احنا حلمنا اللي قاتلنا لاجله بدأ يتحقق يا ابو الصادق، ايه ، فش حاجة طلعت معاك، بص يا ابو الصادق ،احنا بقينا فين، احنا في غزة العزة، احنا قدام البحر اللي غنيتله، احنا فوق الارض اللي حبيناها وعشنا وضحينا عشنها، ايه يا بو الصادق، مالك انعقد لسانك...

عاوزني اقول ايه يا ابو عمار.
الله، هو انا اللي حقلك تقول ايه، اهي البلد قدامك بطول وعرض، واهو البحر وادي الناس والشوارع، ودا الشجر والسوافي ودا المدى ودي السما، واحنا تحتها يا ابو الصادق وفوق ارض فلسطين..
اقلك حاجة ، اكتبلك غنوة عن السلام..

الله عاوز ايه يا اخ ابو عمار، بتقول ايه سيادتك، عاوزني انا اكتب عن السلام، هوا فين السلام عشان اكتب عنه. انا اللي كنت اكتب من قلبي واغني من دمي: طل سلاحي من جراحي يا ثورتنا طل سلاحي، وانا اللي كنت بقول دربي مر ودربك مر ادعس فوق ضلوعي ومر، وانا اللي كنت بقول سنو عظامي سنوها ...اكتب وقول ايه عن هالحال يا ابو عمار...سلام ايه وبتاع ايه، هم اليهود دول بتوع سلام، ولو كتبت عن السلام حقول ايه. طب لو كتبت، حودي وشي فين من عيون الشهدا...



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (3-4)
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (2-4)
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق
- حكايتي مع هذا الكتاب؛ تاريخ فلسطين الحديث لعبد الوهاب الكيال ...
- حكايتي مع الُكتب-وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ-
- المحاكمة التي لم تتم؛ عاصم المصري
- انطونيو التلحمي..رفيق تشي جيفارا
- محمد اقبال، الشاعر الثائر والمفكرالمجدد
- ياسر عرفات؛ حياته كما ارادها
- ملاحم الكوماندوز
- أيام..كلام وخُطاً، خالد مسمار
- رحلتي؛ موجة من بحر جيلي
- 11 يوم مات بعدها جمال عبد الناصر
- هداية وحكاية الحزن الذي لا ينتهي..
- عمليات هزت عرش إسرائيل
- الكوفية الفلسطينية
- ناظم حكمت ثائرا
- حرب الاستنزاف، عبده مباشر واسلام توفيق
- باجس ابو عطوان مات البطل، عاش البطل
- أرض الغزالة، حسن خضر


المزيد.....




- مصر: القضاء يؤيد حكما بالسجن عاما بحق المعارض البارز أحمد ال ...
- -حزب الله- يبث لقطات من استهدافه لثكنة -زرعيت- العسكرية الإس ...
- روسيا والعراق توقعان اتفاق تعاون في مجال القضاء
- صور.. كارثة بابوا غينيا الجديدة التي دفنت -ألفي شخص- أحياء
- الجيش المصري يصدر بيانا بعد إطلاق النار في رفح ويعلن مقتل أح ...
- وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق أكثر من 50 صاروخا من جنوب لبنان ...
- مخيم رفح.. دمار جراء القصف الإسرائيلي
- الجيش المصري يفتح تحقيقا في مقتل أحد جنوده في تبادل إطلاق نا ...
- متحف -وان- التركي.. رحلة تاريخية في ملتقى حضارات العالم
- مراسلون بلا حدود تشكو إسرائيل أمام الجنائية الدولية بشأن مقت ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند طلال الاخرس - اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (4-4)