أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - أرض الغزالة، حسن خضر














المزيد.....

أرض الغزالة، حسن خضر


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6925 - 2021 / 6 / 11 - 17:44
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


#أرض الغزالة حسن خضر كتاب يقع على متن ١٧٦ صفحة من القطع المتوسط، وهو من منشورات بيت المقدس برام الله والصادر بطبعته الاولى سنة ٢٠٠٣.

كتاب يتضمن سيرة حية ومُعاشة، ومن رحم الواقع لمسيرة المناضل والمثقف والمهجر الفلسطيني في حله وترحاله عبر سنين الغربة والتشريد، ومواكبته لكل الفصول التي تعرض لها الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية من القهر والاخضاع والافناء والترحيل والتهجير الى العودة الى ارض الوطن.

والكتاب بهذا المعنى جاء كسيرة وطنية مترجمة كقصيدة ملحمية او نصا نثريا ذي عمق فلسفي يُطرب ويفرح، وهذا النوع من النصوص قل نظيره في نتاجنا الادبي وهي جائت على نفس المنوال الذي جاء به رسول حمزاتوف في كتابه الشهير "داغستان بلدي" ويتشارك معه في نفس المضمار خطبة سياتل زعيم الهنود الحمر "الدواميش" في امريكا في خطبته الشهيرة امام المُحتل الابيض الامريكي، وهذه النصوص الثلاثة: ارض الغزالة وداغستان بلدي وخطبة سياتل تكاد تكون من اجمل ما كتب في هذا المضمار، فمثل هكذا كتابات تُعبد الطرقات الى قلب الوطن ليصبح الوصول اليه اسرع واجمل، لكن قيمتها الاكبر تكمن في انها تعيد نحت حدود الوطن في اعماقنا ليبقى متجذرا فينا اكثر، ولكي نبقى فيه الى الابد.

الكتاب بفصوله وعناوينه االسبع ( شظايا الواقع والزجاج، حكاية عائلية، خبز العرب، هل كنتُ هنا، رجع الصدى، ارض الغزالة، ظل بعد الغياب) كتاب يستحق ان يقرأ لجزالته وعمقه واشكالية الاسئلة التي يطرح، فالكتاب ونصوصه هي من ذلك النوع ذو الاثر العميق الذي يبقى يعتمر الذهن وتختمر فيه الافكار، وبحيث تبقى هذه الافكار تعانق سدرة المنتهى بما لها من دالة على فضاء الحرية الرحب، وبحيث تبقى هذه الافكار تتصارع حد الجنون الى ان تعطينا نصا مكثفا غنيا بالمعاني وزاخرا بحكايا الوطن ويحمل في طياته كل معاني الحب والجمال لفلسطين الوطن والانسان والتاريخ والقضية، فمثل هكذا نصوص لفرط جمالها، ولعمق ادراكها لطبيعة الصراع، ولتمكنها الجميل من تصنيف الاشياء وتوصيف الخصوم، ولوطنيتها المرهفة المكللة باكليل الغار والزيتون؛ تستطيع ان تحجز مكانها في الذاكرة رغما عن النسيان واعوانه، فمثل هكذا نصوص اثرها يبقى ولا يزول.

في هذا الكتاب ان تمعنت نصوصه بجدية، تجد ان مسا من شعر محمود درويش قد اصابه، وان تمعنت اكثر ربما تجد ان كثيرا من افكار ومواضيع تناولتها قصائد درويش قد خضعت للبحث والتمحيص مع حسن خضر صاحب هذا النص، في هذا الكتاب حتما ستجد كثيرا من الافكار المتلاقحة بين حسن خضر ومحمود درويش، لكن الاهم من كل ذلك ان حسن ومحمود كلاهما ادرك مبكرا معنى ان نطرز من اسم فلسطين الصورة الاجمل، وان نعطي ونعطي بلا ثمن، لاننا من هنا وهذا بيت القصيد وزبدة الحديث ومربط الفرس.

هذا الكتاب لا يكتمل التقديم والاحتفاء به إلا وكان من الواجب استعراض بعض المقتطفات من نصوصه، فمثل هكذا كتابات قد تظلمها بعض القراءات والمراجعات المكتوبة على عجل.

☆في يوم موغل في القدم ، عندما إكتشف المكان صورته في مرآة الزمان، لم تتغير أشياء كثيرة منذ ذلك اليوم ، لم يتغير المواطنون ولا الغزاة، بل تغيرت أدوات الحرب فقط.

☆يقول جابوتنسكي : يحب الفلسطينييون بلادهم كبقية شعوب الارض،لذلك لن يقبلوا بمشروعنا ، ومن العبث التفكير بحلول وسط معهم، فما علينا فعله حماية المشروع بجدار من الحراب،وعدم المساومة معهم او التفكير في حلول وسط معهم ،بل دحرهم بعنف كلما حاولوا إختراق هذا الجدار وهدم المشروع. بهذه الطريقة فقط وبعد هزيمتهم يمكن التوصل الى اتفاق معهم.

☆طردونا وطاردونا، ولا نشعر بالخروج من التاريخ، او بالهزيمة النهائية، فكلما لاحت نائبة من النوائب، نقول المرة القادمة خير، ننتظر خير المرة القادمة، فتأتي المرة القادمة بمزيد من النوائب، نقول المرّة القادمة خير. كأن المرّة القادمة اسمنا الحركي، وعلامتنا في التاريخ والزمن.

ولمن يريد العثور على علامات المرّة القادمة ان يتأمل وداع امهات قرويات لاولاد هربوا من البيت، رغم ارادة العائلة، وسقطوا شهداء. فجأة ، وسط تلك اللوعة التي لا تعرفها سوى الامهات-اللوعة التي نفشل في تحويلها الى كلام- تقول الام الثكلى: فداء لك يا فلسطين...

☆ لا احد ينجو من مصيره، ولا احد يعيش خارج زمنه. وقد شائت لنا الاقدار ان نقطع الطريق على قبيلة تريد الثأر من التاريخ، وتريد تحويلنا الى دليل على كفاءة الانتقام، شاءت لنا الاقدار ان نعترض طريق الخرافة، كما فعل آباؤنا واجدادنا منذ مائة عام وحتى الان.

سنسقط وننهض، ونسقط وننهض، ونسقط وننهض، حتى تسقط الخرافة وننهض، لأننا هنا ومن هنا. ذلك ما يقوله مشهد اولاد يجابهون الفولاذ بقبضات مؤمنة ودم صريح.

☆في صيف عام 1948 جاء آخر العابرين على الأرض. جائوا من كتب قديمة تطعم الخليقة لغول الخرافة.....
لم يتركوا ولم يخرجوا بل أخرجوا. حملوا الاسم والمفاتيح الخشبية والمعدنية الغليظة، وتركوا للوادي الذي استأنسوه ولم يكفوا عن الشكوى منه، ان يأخذهم في النهار الى اول ليلهم وأوضح الغياب.

لم تكن الخيام قد ظهرت. ولم يكن العالم قد اكتشف ، بعد، ضرورة تنظيف ضميره بالبطانيات والمعلبات. هام اللاجئون في طرقات المدينة ، وجد الاوفر حظا صداقة قديمة تعفيه من شبهة التشرد، وعثر الاقل حظا على بيت مرتجل من الصفيح في ارض خلاء.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يوم كتاب؛ قصة الثورة الجزائرية/ احمد الشقيري
- كل يوم كتاب؛ طريق الجنوب/ عثمان ابو غربية
- كل يوم كتاب؛ 80 يوم خلف متاريس بيروت
- كل يوم كتاب؛ الرحلة الاخيرة/هشام شرابي
- كل يوم كتاب؛ احلام لم تتحقق، مصطفى ابو علي
- كل يوم كتاب؛ تحت اعواد المشنقة/يوليوس فوتشيك
- كل يوم كتاب؛ موسوعة اعلام فلسطين(8 اجزاء)
- كل يوم كتاب؛ ليلة الطائرات الشراعية
- كل يوم كتاب؛ رحلة العمر/ عبدالعزيز العطي
- كل يوم كتاب؛ ايام في قطر
- كل يوم كتاب؛ عين المرآة
- كل يوم كتاب؛ ابو علي شاهين مسيرة شعب
- كل يوم كتاب؛ بيروت 1982
- كل يوم كتاب؛ احلام بالحرية
- كل يوم كتاب؛ قالت لنا القدس
- كل يوم كتاب؛ لبنان آخر واطول حروب اسرائيل
- كل يوم كتاب؛ الرفاعي رواية لجمال الغيطاني
- كل يوم كتاب؛ حقل ارجوان رواية لحيدر حيدر
- كل يوم كتاب؛ الحفار رواية لصالح مرسي
- كل يوم كتاب؛ من أين يأتي الفدائيون؟


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - أرض الغزالة، حسن خضر