أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ طريق الجنوب/ عثمان ابو غربية















المزيد.....

كل يوم كتاب؛ طريق الجنوب/ عثمان ابو غربية


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 22:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


#كل_يوم_كتاب
طريق الجنوب رواية لعثمان ابو غربية ، والرواية تقع على متن 300 صفحة من القطع المتوسط، وهي صادرة بطبعتها الثانية عن دار سمير الجندي للنشر والتوزيع في القدس سنة 2014.

الرواية غاية في الروعة والجمال، وهي ذات جمال أخاذ ومشوق، ومنبع هذا الجمال اسباب كثيرة: قد يكون احدها ان كاتبها هو المناضل المرحوم عثمان ابو غربية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وابن جناحها المقاتل العاصفة بالاضافة لكونه المفوض السياسي فيها، لكن الاهم والاساس بنظري ان الرواية جائت تجسيدا حياً لسيرة المناضل والفدائي الاثير من ذلك الزمن الفدائي الجميل عثمان ابو غربية، كيف لا وهو صاحب النهج الثوري الملتزم والفكر الخلاق والمسلك القويم، هذا بالاضافة الى كون تلك السيرة التي يتداخل فيها الخاص بالعام قد أصبحت ملكا جمعيا يؤرخ ويوثق لمسيرة الشعب الفلسطيني ونضالاته وحجم الماسي التي تعرض لها.

الرواية جائت سلسلة وبلغة بسيطة وجميلة وبعيدة عن التعقيد والتكلف، وتدور احداثها حول واقعة اعتقال عثمان ابو غربية ومجموعة من رفاقه المقاتلين من قبل القوات اللبنانية الانعزالية المتصهينة في عرض البحر قبالة السواحل اللبنانية وهم في طريقهم بالبحر من قبرص الى صيدا للالتحاق بقوات الثورة في الجنوب.

تبدأ احداث الرواية عند قرار عثمان ابو غربية بترك اسرته في الكويت والرحيل عنها بغية الالتحاق بقوات الثورة في جنوب لبنان والذي كانت قد اشتعلت فيه الحرب الاهلية منذ فترة، ومع ذلك يصمم عثمان ورفاقه على المضي قدما والالتحاق بقوات الثورة رغم المخاطر الجمة، وحصل ما يخشى منه الجميع، اعترض مركبهم في البحر دورية صهيونية ولحق بها دورية لبنانية تتبع الانعزاليين، ومن ثم تقتادهم الدورية للتحقيق معم في بيروت.

يعتقل افراد عثمان ومجموعته في سجن تابع للكتائب، ويقرر افراد المجموعة مواجهة مصيرهم بايديهم، فيعدون خطة محكمة للاسئلة التي سيواجهونها في التحقيق، ويطلعون بعضهم عليها، ويتولى عثمان سد الثغرات التي تعتري حكاية ومبررات كل شخص من المجموعة حول اسباب قدومه للبنان في مثل هكذا ظروف.

تتطور الاحدات وتتابع، وتزداد حدة الاشتباكات حول مقر الكتائب وسجنهم، ويزداد القصف ومعه يزداد التعذيب لافراد المجموعة، ومع ذلك تصر المجموعة على اقولها وعلى اسباب تواجد كل واحد منهم على ظهر المركب وبالتالي التأكيد على سبب قدوم كل واحد منهم للبنان.

التحقيق لا يخلوا من المفاجئات، ففي اللحظة التي اعتقد عثمان مثلا انه نجح بتضليلهم وانه اقنعهم بروايته المحكمة ، عادوا وبأيديهم دليل جديد على عدم صدقيته، كان الدليل عبارة عن شهادات جامعية لقريب له من نفس العائلة وجدت في حقيبته، كانت هذه الشهادات دليل بايديهم على عدم صحة اسمه وجوازه اليمني!

تتعقد الاحداث ويبرز شكل اخر للصراع والتحدي، وتبدا لعبة اكل الاصابع، ومعها يبدأ التدبير ومعركة الافكار وتصارعها وهزيمتها تارة وفوزها تارة اخرى، لكن الغلبة في النهاية ليست للعبة الحظ بقدر ما هي لقدر كبير من التفكير والتجهيز والتخطيط وحسن التدبير والقدرة على ضبط النفس وتجاوز حدود الخطر وصد المفاجئات والرد عليها.

ينجح عثمان ورفاقه بالصمود ويخضع لعملية تبادل للاسرى بين قوات الثورة والكتائب، لكن هنا تحدث المعضلة الاخرى؛ فالثورة كانت تبحث عن عثمان باسمه الحقيقي لاتمام عملية التبادل، ولم يكن عثمان اخبر الكتائب بإسمه الحقيقي، فقد التزم بنفس الاسم اليمني المكتوب على جواز السفر الذي يحمله. هنا مكمن الحدث والحبكة، وهنا يحدث التعقيد، فمع قدوم الوسيط لاستلام عثمان ابو غربية واتمام عملية التبادل يُنكر عثمان نفسه، وينكر اي معرفة له بهذا الاسم، ويصر على انه يمني وان اسمه الموجود على جواز السفر هو الصحيح، وتتعقد الامور وتصعب المهمة اكثر.

تفشل المساعي للمبادلة لعلة عدم العثور على عثمان وعدم اقراره باسمه الصحيح، ويتولى الوسيط الذي قابل عثمان في المعتقل نقل تفاصيل ذلك اللقاء الى قيادة الثورة، ولحسن الحظ والتدبير كانت قيادة الثورة قد انتبهت للرسائل المشفرة التي حملتها اجابات عثمان ردا على اسئلة الوسيط، وعليه تأكدت الثورة ان الشخص اليمني هو نفسه عثمان، وان اعتبارات وظروف معينة املتها طبيعة المعركة حتمت على عثمان ورفاقه ان يستخدموا اسماء وجوازات مزورة، وعليه يتقرر جولة جديدة للوساطة ومقابلة عثمان بالمعتقل، ويتم التأكد من شخصيته وهويته ويتم الافراج عنه دون باقي المجموعة، وهو ما دفع بعثمان للاستمرار بحملته حتى اطلاق سراحهم جميعا وعودتهم احياء، وهذا ما تم بالفعل بظروف صعبة وغاية في التعقيد، الا انه تم في النهاية، وتمكن معه عثمان من مقابلة ابو مروان زميله ورفيقه في الاسر بعد اطلاق سراحه والذي قال له :"علينا مهما تعقدت الظروف أن لا نفقد طريق الجنوب" ص 298.

الرواية سيرة وشهادة حية على الزمن الثوري الجميل، ومن شخص شهد له الجميع بتوقد الفكر ونقاء السريرة، وانه من قامات النهج الثوري السليم والملتزم بفلسطينيته وفتحاويته حتى النخاع.

الرواية لم تقتصر على احداث الاعتقال والتعذيب والتحقيق التي تعرض لها عثمان ورفاقه، بل كانت مليئة بالاستدعائات والاضاءات على كل الظروف والمحطات التاريخية التي عايشتها الثورة في محطات سابقة، بل اسهب الكاتب وهو يربط احداث الحرب الاهلية في لبنان مع سابقتها وشبيهتها احداث ايلول الاسود في الاردن، وهذا الربط كان موفقا جدا، ومن خلال هذا الربط تحدث الاسقاطات واستعراض كثير من الحوادث والظروف المشابهة، والتي ادت كلها لنفس النتيجة الكارثية والموجعة حد النحيب والتي تمثلت بالهاء الثورة واشغالها عن هدفها، وتجميع التناقضات بداخلها ومن ثم تفجيرها، وطردها من عمقها العربي المؤازر ووضعها في صلب واقع كاره ومبغض وطارد لها، والاهم من هذا كله ان مجمل هذه الاسباب ادت الى النتيجة المرجوة للعدو الاسرائيلي واعوانه بإخراج قوات الثورة الفلسطينية من الاردن ولاحقا من لبنان وتشتيتها وتمزيقها على امتداد الساحات العربية بعيدة المدى .

في هذا الكتاب او الرواية او الشهادة -لن نختلف على الاسم والتصنيف- نماذج لعديد من التجارب والدروس الثورية التي تستحق ان تُدّرس لكل الكوادر وان تكون نمذجا لدى كل المدارس التنظيمية والحزبية، فالفكرة هنا مقرونة بالسلوك والعمل، وهذا اهم ما يميزها ويميز سيرة صاحبنا؛ اذ ان مجموع الافكار الثورية والفلسفية المطروحة في الرواية أُلحِق بها مباشرة او عبر صفحات واحداث لاحقة نماذج من العمل الميداني المواكب لها والمُصدّق والمترجم لما ورد بها، وهنا ايضا تبرز عظمة هذه الافكار ومصداقية صاحبها ومدى التزامه بالنظرية والتطبيق عند الممارسة السلوكية، وهذا بالذات ما يميز الثائر الحق والمتطهر، وهذا هو حال صاحبنا.

هذا الكتاب من سلسلة الكتب النادرة والتي تفتقر لها مكتبتنا الثورية الفلسطينية، فهذا الكتاب وحجم الدروس المستقاة منه والتجارب الثورية الواردة فيه؛ تقشعر لها الابدان وتجري معها كثير من الدمعات، لكنه حتما يجعل الخطوات تسير بكل إقدام وعنفوان نحو حدود الوطن....

في هذه الرواية تجد ذلك الفدائي البطل الذاهب ليقطع النهر ويقطع معه كل الخوف من كل تلك الرصاصات التي تأتينا دائما من الخلف...، ذلك الفدائي وامثاله ذاهب ليعبر كل الحدود والاسلاك الشائكة التي تفصلنا عن اقدس بقعة في الكون.

هذه الكتاب كصاحبه يبقى اثره ولا يزول...



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يوم كتاب؛ 80 يوم خلف متاريس بيروت
- كل يوم كتاب؛ الرحلة الاخيرة/هشام شرابي
- كل يوم كتاب؛ احلام لم تتحقق، مصطفى ابو علي
- كل يوم كتاب؛ تحت اعواد المشنقة/يوليوس فوتشيك
- كل يوم كتاب؛ موسوعة اعلام فلسطين(8 اجزاء)
- كل يوم كتاب؛ ليلة الطائرات الشراعية
- كل يوم كتاب؛ رحلة العمر/ عبدالعزيز العطي
- كل يوم كتاب؛ ايام في قطر
- كل يوم كتاب؛ عين المرآة
- كل يوم كتاب؛ ابو علي شاهين مسيرة شعب
- كل يوم كتاب؛ بيروت 1982
- كل يوم كتاب؛ احلام بالحرية
- كل يوم كتاب؛ قالت لنا القدس
- كل يوم كتاب؛ لبنان آخر واطول حروب اسرائيل
- كل يوم كتاب؛ الرفاعي رواية لجمال الغيطاني
- كل يوم كتاب؛ حقل ارجوان رواية لحيدر حيدر
- كل يوم كتاب؛ الحفار رواية لصالح مرسي
- كل يوم كتاب؛ من أين يأتي الفدائيون؟
- كل يوم كتاب؛ ابو جهاد الوزير امير الشهداء
- كل يوم كتاب؛ ثلاثون عاما من العبث


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ طريق الجنوب/ عثمان ابو غربية