كل يوم كتاب؛ لبنان آخر واطول حروب اسرائيل

مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 13:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

#كل_يوم_كتاب
لبنان آخر وأطول حروب إسرائيل والكتاب من تأليف زئيف شيف واهود يعاري ويعقوب تيمرمان ترجمة علي حداد، والكتاب يقع على متن 350 صفحة من القطع الكبير وهو من اصدارت دار المروج للطباعة والنشر والتوزيع بيروت 1985.

الكتاب يتناول احداث حرب لبنان والاجتياح الاسرائيلي لبيروت 1982، وهذه الحرب هي موضوع هذا الكتاب الذي يضم بين دفتيه كتابين متكاملين:

الكتاب الاول : لبنان آخر حروب اسرائيل، لمؤلفيه زئيف شيف واهود يعاري، ويؤرخ لفترة حرجة من تاريخ المنطقة ، ويكشف حقائق على جانب كبير من الاهمية، بدأ بأول لقاء مسيحي ماروني لبناني-اسرائيلي واستعراض لتاريخ هذه العلاقات وتحلفاتها وارتباطاتها، وينتهي بانتهاء احداث الشوف وعالية. وفي هذا الكتاب حاول المؤلفان ان يكونا موضوعيين في الصراع، حاولا ذلك انسجاما مع معتقداتهما ومحاولاتهما الدائمة لنقد الية الحرب العسكرية الاسرائيلية بعقلية اسرائيلية، طبعا هما لم ينتقدا جيش الاحتلال فالموضوع بالنسبة اليهم محاولة انتقاد شارون وزير الدفاع والطغمة العسكرية التي يقودها.

الكتاب بجزئه هذا يشكل اضافة ذات قيمة كبيرة ومهمة لاسيما في ثلاث مفاصل رئيسية جسدت مرحلة لبنان وتركت بصمتها عليه بشكل كبير وهي:مرحلة نشوء وتطور العلاقة المسيحية المارونية-الاسرائيلية، ومرحلة مجريات الحرب وتتبع يوميات الاجتياح حتى الوصول لبيروت والحصار ومن ثم الخروج، ومرحلة ما بعد الخروج واهمها وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا وصدى تلك المجزرة وتقرير لجنة كاهاناة بخصوص التحقيق باحداث المجزرة وتحديد المسؤولية عنها بالنسبة لمرتكبيها.

والكتاب الثاني: لبنان اطول حروب اسرائيل لمؤلفه يعقوب تيرمان ويعالج قضية رفض الشباب الاسرائيلي لحرب لبنان، ليس حبا بلبنان والفلسطينيين طبعا، بل حفاظا حسب ما يدعون على اخلاقية اسرائيل ومصداقيتها داخليا وخارجيا.

والجزء الثالث من الكتاب جاء عبارة عن مجموعة من الملاحق والمصادر والاخبار التي تخدم فكرة الكتاب وتؤيد وقائعه.

الكتاب في عام صدوره كان مهما وغير عادي لانه ساهم بالكشف عن كثير من الحقائق الغير عادية، والكتاب ايضا تعبير عن جودة المعلومة وقيمتها في وقتها، اضافة الى ان هذا الكتاب جمع كل الشهادات والاقوال واكمل منها الصورة الوافية التي تعين على قراءة المشهد وتفسير الاحداث ضمن الصورة الشاملة.

يعتبر هذا الكتاب اول محاولة اسرائيلية موضوعية لمعالجة كيفية تحول اسرائيل الى دولة عسكر بدلا من دولة لها جيش دفاع من خلال توجيه الادانات ليس لفكر الدولة بل الى الذين انحرفوا عن هذا الفكر.

في الحقيقة والواقع فرغم مرور كل هذه السنوات على حرب لبنان ورغم كثرة الكتابة عنها وتنوع مصادرها، الا ان هذه الكتب جميعها بقيت قاصرة للان عن الاحاطة بكل ظروف الحروب واطرافها وتسجيل يومياتها وبالذات بطولات اهل بيروت والفدائيين الفلسطينيين، والاهم مواقف العواصم العربية والتي منها المتخاذلة والمتواطئة والمتأمرة ومنها العاجزة...الاهم من ذلك ان المصادر الفلسطينية السياسية والعسكرية لم تصدر او توثق وتؤرخ ما يشفي الغليل ويحفظ دورها في التاريخ رغم بطولاتها الجمة في تلك المعركة.

الكتاب مهم ويقرأ ويؤخذ منه ويرد عليه، وميزته الاساسية تكمن في نقطتين :
الاولى انه يسلط الضوء على تاريخ وطبيعة العلاقة الاسرائيلية-المسيحية وطبيعة دورها الخسيس والمتواطيء والخائن تجاه فلسطين القضية والشعب وتجاه العروبة والدين..

والثانية : ان الكتاب باقلام اسرائيلية يشهد لها- وان كنا نختلف معها احيانا كثيرة- فهذه الاقلام معروفة واقرب للموضوعية واقرب لخفايا الحقائق في كيان الاحتلال، وهي على معرفة واطلاع جيد بطبيعة عقلية القيادة الاسرائيلية وخلفيتها الدموية، اضافة الى اطلاعها على كثير من الاسرار من مصادرها الخاصة.

#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل