أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ قصة الثورة الجزائرية/ احمد الشقيري















المزيد.....

كل يوم كتاب؛ قصة الثورة الجزائرية/ احمد الشقيري


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 19:50
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


#كل_يوم_كتاب
قصة الثورة الجزائرية كتاب للمناضل المرحوم احمد الشقيري، والكتاب يقع على متن ١٧٠ صفحة من القطع الكبير وهو من اصدارات الاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين فرع الجزائر سنة ٢٠١٩.

الكتاب يتحدث عن قصة الثورة الجزائرية من خلال تناول ستة خطابات ألقيت من على منبر الامم المتحدة واعيدت والقيت عبر مختلف المنابر والمحافل الدولية ونشرتها الصحف والمجلات، وهذه الخطب اعدت والقيت من قبل المناضل المرحوم احمد الشقيري -مؤسس ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية والتي لم تكن قد تأسست بعد- وكان الشقيري قد القاها على منبر الامم المتحدة بصفته مندوبا وممثلا للملكة العربية السعودية، وغالبا ما كانت هذه الخطب تحرج وتغضب فرنسا الاستعمارية، حتى انها لم تعد قادرة على احتمالها، فأخذ مندوبوها يضعون اصابعهم في اذانهم كي لا يسمعوها، واخيرا ادت هذه الخطب بهم الى مغادرة قاعات الامم المتحدة، واصبحت عادتهم الدائمة الانسحاب من جلسات الامم المتحدة بمجرد ان يعتلي الشقيري المنبر، كانت عدالة القضية الجزائرية وبحور الدم المراقة فيها تشكل للشقيري ذلك البئر الذي لا ينضب، والذي كان يستلهم كل كلماته منه، ويضيف اليها موهبته الفذة في الخطابة والتقريع والشرح والتفنيد، كان موقف الشقيري كمندوب للسعودية مدافعا عن الجزائر بالحجج والبراهين وبالادلة والاسانيد موقف اكبر بكثير من ان تحتمله فرنسا.

الخُطب والكلمات الموثقة في هذا الكتاب هي عبارة مرافعات محكمة اعدت بعناية من قبل الشقيري لشرح ابعاد وتفاصيل الثورة الجزائرية منذ بدايتها وحتى نيل الاستقلال، بهدف التعريف بالقضية الجزائرية والبحث عن الدعم والنصرة والتأييد الدولي لها، ويبدو في هذه المرافعات شرح مستفيض عن طبيعة الصراع مع فرنسا، وفيه تسليط للضوء على كثير من صور تجبر فرنسا الاستعمارية وتعنتها على تبعية الجزائر لها من نهب خيراتها واستعبادها ومحاولة تقسيمها وابقائها تابعة وملحقة تدور في فلك فرنسا ، وفيه ايضا استعراض لكثير من صور فرنسا الشنيعة واجرامها بحق الشعب الجزائري مثل قضية المعمرين والمستوطنين والاقلية الاوروبية وقضية الصحراء، اضافة الى استعراض دور امريكا وبريطانيا ودول حلف الناتو "الاطلنطي" في مساعدة فرنسا عسكريا واقتصاديا في حربها على الجزائر.

في هذا الكتاب يظهر للقاريء كم ان الشقيري مطلع على تفاصيل التفاصيل، حتى تحسبه انه ناطق باسم جبهة التحرير الجزائرية، وهذا ليس بغريب عنه، وهو صاحب الحجة المقنعة، والكلمة البليغة اللاذعة، التي يظهر اثرها جليا في مواضع كثيرة من هذا الكتاب ومنها:
"يجب على الرجل الابيض في افريقيا ان يسود وجهه ويبيض ضميره..ص ١٥٤."
" ان ادوات التجميل في باريس تستطيع ان تصنع الجمال، هذا ما نعترف به، ولكنها لا تستطيع ان تجعل الجميل قبيحا ص ١٤٦".
"لقد كان موقف فرنسا قائما منذ البداية على استراتيجية ملتوية وتكنيك منحرف...ان فرنسا لم تحضر مؤتمر ايفيان بنية صادقة لتنفيذ القرار الذي اصدرته الامم المتحدة في العام الماضي..لقد جائت فرنسا الى ايفيان لتقامر لا لتفاوض..وكما هو معروف فإن ايفيان هي دار القمار الاولى في اوروبا..ص ١٣٨".
"ان بعض الدوائر الفرنسية قد وصفت تأليف الوفد الجزائري بأنه مداعبة خالية من الطرافة والذوق.. ولكن هذه الملاحظة بعينها هي مداعبة خالية من الادب... ان الشعب الجزائري لا يعيش حياته في فراغ، حتى يملأها بالدعابة، المليحة او الممجوجة ، ليس عند الجزائريين وقت للدعابة والتظرف. انهم الان في شغل شاغل امام اقدس واجب لتحرير وطنهم..، وليس في قلوبهم متسع للمزاح، وهم يخوضون حربا طاحنة، هم عتادها ووقودها ص ١٠٠".
وفي معرض رده على فكرة فرنسا ورئيسها ديغول حول فكرة الادماج يقول الشقيري :" انه لمفجع حقا ان يصبح البطل العظيم الجنرال ديغول مصمما للازياء..يصنع للقضية الجزائرية كل يوم لباسا..لباسا يأبى الشعب الجزائري ان يلبسه..ص ٥٥".
وفي رد اخر له على فكرة الادماج يقول الشقيري :" ادماج الجزائر بفرنسا ... وهنا تكمن نواة هذه الاسطورة...ان الادماج ليس عملية كيميائية يمكن بموجبها جمع مادتين وخلطهما وتتم عملية الادماج.. ان الادماج ، اذا كان مقدرا له ان يتم، هو تطور طبيعي وتاريخي ووانساني...انه ينشأ نشاة طبيعية ، ولا يمكن ان يولد بطريقة صناعية..انه نشوء ذاتي، وليس بتركيب كيميائي مصنع..وبالنسبة لموضوع الجزائر ، فلسنا نرى عاملا واحدا يدعوا الى الادماج، كل العوامل تدعو الى الافتراق والانفصال ص ٥٤".

هذه الخطب وبعض المقتطفات اللاذعة منها تبين مدى تمكن الشقيري واطلاعه على تفاصيل وحكاية الثورة الجزائرية، علاوة على ان هذه الخطب والكلمات تؤدي دورها في الوعي والمعرفة والاقناع، وبالاضافة الى ذلك كله فهذا تأكيد اخر على ان الشقيري خطيب مفوه، تتلون الكلمات بين يديه كما يريد، لكن جمال تلك الالوان هنا كان ينبع من عظم تلك التضحيات التي بذلها الشعب الجزائري في سبيل حريته واستقلاله.

كل ذلك يتبين للقاريء من خلال المحاور التي يتطرق لها الشقيري، وهي المحاور التي كانت محل مباديء وثوابت الشعب الجزائري وجبهة التحرير الجزائرية، وهذه المحاور تناولتها خطب الشقيري الستة والتي تمثل فصول هذا الكتاب وهي:
اولا : منشة الذباب والاستعمار الفرنسي
ثانيا : الرئيس ديغول خيب آمالنا في الجنرال ديغول
ثالثا : الرئيس ديغول يخون الجنرال ديغول
رابعا : الشيخ كينيدي يتحدى الرئيس كنيدي
خامسا :الرئيس ديغول يقامر في ايفيان
سادسا : الجنرال ديغول حرر فرنسا مرتين

الكتاب وبشكل مكثف يتناول قصة الثورة الجزائرية بمسارها السياسي ومعتركاته التي خاضها في هذا المضمار، والكتاب يتتبع تطور مسار الحل السياسي من خلال تطور موقف الامم المتحدة والجمعية العمومية لها ومن خلال القرارات الاممية الصادرة في هذا السياق.

الكتاب ومن خلال كلمات الشقيري في حينه يتولى الرد على كل طروحات ومراوغات فرنسا الاستعمارية ويتولى ضحدها والرد عليها بالدليل القاطع والحجة والبرهان الشافي، وهذا لم يكن يتأتى للشقيري وحده لولا كم التنسيق بينه وبين اصحاب العلاقة من الشعب الجزائري وقيادته التحريرية ولولا الاسناد العربي وامتلاكه لموقف عربي متجذر واصيل في هذا السياق، اضافة الى كم المعلومات ودقتها والتي كان الشقيري دائما يستند اليها في تفنيد ادعاءات فرنسا الاستعمارية ومراوغاتها المضللة والكاذبة. وهذا مانجده في ص ١٥٦ حيث يقول الشقيري:" ان العرض الذي قدمته اليكم عن سير المفاوضات في ايفيان ولوغران ليس مستندا الى قصاصات الصحف، ولكني اعتمدت المحاضر الرسمية، وانا اتحدى حلفاء فرنسا ان ينقضوا كلمة واحدة مما قدمته اليكم عن سير المباحثات...ومن شاء ان يتحدى فليتفضل!!



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يوم كتاب؛ طريق الجنوب/ عثمان ابو غربية
- كل يوم كتاب؛ 80 يوم خلف متاريس بيروت
- كل يوم كتاب؛ الرحلة الاخيرة/هشام شرابي
- كل يوم كتاب؛ احلام لم تتحقق، مصطفى ابو علي
- كل يوم كتاب؛ تحت اعواد المشنقة/يوليوس فوتشيك
- كل يوم كتاب؛ موسوعة اعلام فلسطين(8 اجزاء)
- كل يوم كتاب؛ ليلة الطائرات الشراعية
- كل يوم كتاب؛ رحلة العمر/ عبدالعزيز العطي
- كل يوم كتاب؛ ايام في قطر
- كل يوم كتاب؛ عين المرآة
- كل يوم كتاب؛ ابو علي شاهين مسيرة شعب
- كل يوم كتاب؛ بيروت 1982
- كل يوم كتاب؛ احلام بالحرية
- كل يوم كتاب؛ قالت لنا القدس
- كل يوم كتاب؛ لبنان آخر واطول حروب اسرائيل
- كل يوم كتاب؛ الرفاعي رواية لجمال الغيطاني
- كل يوم كتاب؛ حقل ارجوان رواية لحيدر حيدر
- كل يوم كتاب؛ الحفار رواية لصالح مرسي
- كل يوم كتاب؛ من أين يأتي الفدائيون؟
- كل يوم كتاب؛ ابو جهاد الوزير امير الشهداء


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ قصة الثورة الجزائرية/ احمد الشقيري