أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سيامند ابراهيم - بين حلبجة وقانا والقاع يسكن تاريخ المأساة؟















المزيد.....

بين حلبجة وقانا والقاع يسكن تاريخ المأساة؟


سيامند ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 08:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


حلبجة مدينة كردستانية وأصبحت واحدة من رموز المدن التي كانت من ضحايا الإبادة الجماعية, كهيرو شيما, وناغازاكي, وحلبجة هي صاحبة تاريخ عريق في حقل الثقافة والسياسية,. ومن هنا فإن يومي السادس والسابع عشر من آذار مطبوعٌ في الذاكرة الكردية والإنسانية, عندما قامت طائرات (السوخوي) الروسية للنظام الصدامي البائد بقصفها, وقد كانت هذه الضربة هي ردة فعل من السلطات العراقية على دخول القوات الإيرانية لتلك المناطق أثناء الحرب العراقية –الإيرانية, الضربات الجوية أمر بها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والذي كلف بها علي الكيماوي بقصف مدينة حلبجة واستهداف كل شيء يدب على أرض هذه المدينة, التي غدت شعلة في ذاكرة التاريخ ورمزاً يضرب به المثل لسياسة الاستبداد التي تمارس على الشعوب الآمنة . ففي قانا قام الطيران الإسرائيلي بقصف السكان الآمنين وهدفهم كان البشر, وفي حلبجة كان الطيران العراقي والذي كان سلاحه أشد فتكاً من قانا الذي أخذ بقصف وإبادة البشر والشجر والطير هدفاً لهم , وفي ظل الصمت المطبق من الدول الإسلامية التي لم نسمع صوت إدانتها لهذه الجريمة, أجل هذه المدينة التي زارها الفنانون ورسموا لها لوحات سوداء وكانت الألوان من دم أبناء حلبجة خلدوا تاريخها, ومآسيها, فالشاعر الكبير شيركو بيكس عبر عن فجيعته وملأ دواته بدمعه وسطر بها في أروع القصائد ومنها حلبجة(1)
كان الرابع عشر من الشهر
على هامة "كويزة"
أختطفت الرياح قلمي
وحين وجدته وكتبت به
حلقت كلماتي أسراباً أسرابا
كان الخامس عشر
أخذ سيروان قلمي
وحين أسترديته وكتبت به
تحولت قصائدي, واحدة إثر أخرى
إلى أسماك
كان السادس عشر!
أخلى السرداب واتخذ الكرسي مصعداً
ومن عليه
علق عنق الرجل الأول
الغائب عن الوعي
, ورفيق صابر, لطيف هلمت, روز حلبجيي, وقد أثارت المشاهد المروعة لهذه الجريمة الحزن والأسى لشخصيات عالمية , الذين ما إن دخلوا أرض العراق وكردستان العراق بالذات حتى يزوروا وبالأخص مدينة حلبجة التي فجعت بهذه الجريمة النكراء, ورأوا آثار هذه الجريمة التي تركت العديد من بصماتها التدميرية على هذه المؤسسات الأهلية التي قامت بالعديد من النشاطات الإنسانية والثقافية هناك, بالإضافة إلى اهتمام الحكومة الكردية بتقديم الدعم المادي للمدينة وتطويرها وإن كانت لا ترقى إلى المستوى المطلوب من حيث أنها مدينة منكوبة, وقد أصبحت هيروشيما كردستان, حلبجة التي حركت مشاعر وقلب الشاعر الأمريكي (ترافنس فانست) وقد قامت بترجمتها عن الإنكليزية الشاعرة ماريانا قره جولي(2)
ما تستطيع أن تقول؟
بينما أنت..
على التنفس لست بقادر
وماذا ستقول
إن وجدت الكلمات المناسبة..
فهناك.. في الخارج
صف طويل من البشر السماويين
لا أحد يهتم
فهم فقط حزمة من الكرد
مبعثرين
في عتم الليل يلتهبون
كقراهم.. مدمرون
وفوق رؤوسهم
ليس هناك
من نجم ...دليل
هيا وقل..وداعاً لهذه الحياة
من الغريب
أنك لازلت
تصدق بوجود الإله
الأسود لون
أصبحنا نعيه
واليوم
طريقة ما
لوقتنا كيف نمضيه
والعدالة
هي واحدة من فرحاتنا الوحشية
ولست بحاجة لسبب
كي تسير على نفس اللحن..
كيف تعزف على ذات الإيقاع
كي تسير عبر الثلج المدمى
ولن تعلم شيئاً
فقط عليك أن تحتفظ
بوجودك كالكومة المتجمدة من الحجارة
إذاً
إنها قبلة يهوذا..
سوف لن يكون هناك
رذاذ الغشاوة فوق الحجارة
ولن ترى شيئاً
كأن عليك أولاً
اجتياز هذه الليلة
هيا..وأفق وقل وادعاً لحياتك
حقاً من الغريب أنك ما زلت تؤمن بالله.
ونجد في العراق صوت شاعر عربي يكتب قصيدة في ذكرى استشهاد مدينة هه له بجه يقول الشاعر عبدالستار نور علي في قصيدته : هذي حلبجة :

هذي حلبجة ُ في المدى أخبارُها ....
لتثيرَ في همم ِ النفوس ِ شرارها
وتعيدُ قصـة َ ذبحـها وحريـقها
صوراً من الحقدِ اللئيم ِ شِفارُها

تلك الضحايا تسـتـثيرُ نداءها
عـاماً فعاماً كي تـُقربَ ثارَها
فهي الجراحُ النازفاتُ روافـدٌ
للناهضاتِ الحاشداتِ قرارَها

فجموعُ هذي الناسِ ما فتئتْ ترى
في الكيمياءِ القتل ِ فيضَ نهارها

إنَ المواجعَ لم تزلْ تسري على
دمـنا شـموعا ً نقـتفي أنوارَها

هذي حلبجةُ جرحُها لا ينتهي
أبدَ الدهورِ ولا يذوبُ أوارُها

ستظلُ ملحمةَ الدماءِ تسـيلُ في
عِرقِ الترابِ سـقاية ً أمطارُها

وتظـلُ تنبضُ في القلوبِ روايـة ً
تحكي لجيـل ٍ بعـدَ جـيـل ٍ نارَها

فارفعْ سـليلَ الأرضِِ زهرةَ تربها
فوقَ الشـفاهِ وفي العيونِ ديارَها

فهي التي رفعتْ لواءَ شهادةٍ
معمـودةٍ بصـغارها وكبـارِها

هذا ابنُ شهر ٍ بينَ حضنِ رضيعةٍ
ذاك ابنُ سـبعين ٍ يشــدُ إزارَها

هذي عروسٌ ترتدي حُلَلَ الهوى
لم يحتضنْ غيرَ الترابِ سـوارُها

وأزقة ٌ ملأى بأجسـادِ الورى
متوسـدين ترابها وحجارَها
كلٌ تهاوى في دخـان ِ نزيلـة ٍ
سوداءَ منْ صدرٍ خبيثٍ ثارُها
اللهُ .. هل في الأرضِ صوتُ نزيهةٍ ؟
مازالَ صوتُ الأرضِ في أسـرارها
تبتْ يداك أبا لـُهيبٍ ما اكتوتْ
إلا يـداك بعـارها وشـنارِها
هـذي حلبجـة ُ لم تـزلْ مقرونـة ً
بالشمسِ حتى لو نويتَ دمارَها
فالشمسُ إنْ ضمتْ سحابٌ وجهَها
سـتظلُ شـمساً يسـتحيلُ سـتارُها
يا شـعبَ كردسـتانَ حرقـة َ لاعج ٍ
حملَ الجراحَ على الضلوعِ ونارَها
كم في مسيركَ هجرة ٌومحارقٌ
تـتشـقـقُ الأرضون من آثارِها
ويحَ الطغاةِ وإنْ تـنمرَ ذلـُهم
لحفيرةٍ تهوي لتلبسَ عارَها
صحفي وشاعر كردي سوري
رئيس تحرير مجلة (آسو ) الثقافية الكردية في سوريا
--------------------------------------------
المراجع - ماريانا قرجولي شاعرة كردية سورية( ترجمة عن الشاعر الأمريكي ترافنس فاست)
(2) مختارات من الشعر الكردي المعاصر – للشعراء شيركو بيكس, عبد الله بيشو , ريق صابر. لطيف هلمت, ترجمة صلاح برواري



#سيامند_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعود جميل دريعي في أتون الزمن المر
- أخلاق الصحافة (1-2)
- دعوة دريد لحام لحضور (فضيحة) جديدة في مركز (عامر) للحبوب في ...
- اختلاف طقوس الكتابة الإبداعية عند الكتاب والشعراء
- الإبداع بين جلادت بدرخان, أوصمان صبري و أدونيس
- مع محمد شيخو في صومعتي القامشلاوية
- محمد الغانم ودعني قبل سفري إلى كردستان العراق
- الزرقاوي رقم 4 وثقافة الرعب على الإنترنيت
- فرحة الصندوق الأسود في الغرفة الأنيقة
- فيروز بين دمشق الحالمة و أماسي كردستان الحالمة
- رسالة مع فائق الحب إلى محمود درويش في دمشق
- الجوع يقوّي الذاكرة وهذا مفيد لنا في سورية؟
- الفنان (شفان برور) أسطورة الأغنية الكردية
- بدايات الصراع بين الشيوعيين والكرد في حي الأكراد بدمشق
- الوزيرة السورية بثينه شعبان
- قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم في سورية أن يصبح ذليلا


المزيد.....




- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...
- إسبانيا تمنع سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في أ ...
- مقتل 3 فلسطينيين بالضفة الغربية
- تونس تتحفظ على بعض النقاط في بيان -قمة البحرين- بخصوص القضية ...
- هزة أرضية تضرب ولاية البويرة الجزائرية
- الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة ...
- الأردن.. مقتل مهربين اثنين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب ...
- فيرشينين: روسيا مستعدة لتوسيع مساعداتها الإنسانية لسكان غزة ...
- واشنطن: لا يمكن للصين تحسين علاقاتها مع الغرب ودعم روسيا في ...
- تركيا: السجن عشرات السنوات في حق اثنين من زعماء حزب مؤيد للأ ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سيامند ابراهيم - بين حلبجة وقانا والقاع يسكن تاريخ المأساة؟