أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيامند ابراهيم - سعود جميل دريعي في أتون الزمن المر














المزيد.....

سعود جميل دريعي في أتون الزمن المر


سيامند ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:46
المحور: الادب والفن
    


على ضفاف الخابور ضمد القمر جراحه, وراح يسير بأناة في دروب يبحث عن وجه قمري آخر يشبهه, وجه جميل يشع نوراً, يبتسم, يضحك, القمر الذي يختزن في قلبه آلاف قصص العشق, ومئات الحكايات التراجيدية, لكن فجأة يتغير لونه ويلثغ جراحات سطرت على صفحة قلبه الأبيض, ست سنوات مرت وأنا أستعيد الزمن المقهور, الزمن الذي أمسى صديقي وحبيب قلبي الكاتب والناقد سعود جميل دريعي(1) في غياهب النسيان, في (الأرض الصامتة), كما قال الشاعر الإنكليزي, زمن مر ونحن نلج أتون هذه الحياة التراجيدية, الزمان الذي يحملنا على راحته ويمضي بنا كالسحاب الراعف, سحاب يئن تحت وطأة أوجاعنا, يشمئز من قلوبنا الثكلى, من وجوهنا الكالحة, يمضي ويضحك ملأ شدقيه يلفنا ويوسدنا تحت فضاءات هذه السماء الرحبة.
سنين مضت, ولا نعرف قيمة لهذا الزمن, الزمن الذي نحتفي به في كل موسم من مواسم العطاء, تعود بي الذاكرة إلى ما قاله الأستاذ العقاد في السجن يقول إن الزمن كالتراب نحاول أن نكنسه ولكنه لا يذهب، وكان طه حسين يقول إن كلمات الوداع طويلة أو قصيرة حسب من الذي نودعه( 2) لكن الوداع المميت حدث لصديقي سعود وهو ينتظر أن يحصل على بطاقته وهويته السورية, مات وهو يحلم بأن يكتب باسمه الحقيقي في وطن تضيق آفاق الحرية على أرضه.
أتذكر الزمن الذي نعيشه, وهذه السنوات الكئيبة التي مرت ونحن نودع الكاتب سعود جميل دريعي الذي حمل اليراع بقلب أخضر وعيون حالمة لغد مشرق ينطلق في آفاق الكتابة, ونخرج من حيثيات الأسماء المستعارة, سعود الذي نسيه حتى الأصدقاء المقربين في مدينة الحسكة, أتسائل ونحن في عصر التكنولوجيا كيف نعيش خارج الزمن؟ بعد سنة من رحيل هذا الشاب, استوقفني أحد أصدقائه, وحياني وسأل عن صديقه أيضاً, وأصر على زيارته مساءً والاطمئنان على أحواله وأحوال أولاده؟
بالفعل يبدو أن البعض كصعايدة مصر فإلى الآن يظن البعض منهم أن الرئيس جمال عبد الناصر ما زال حي ويحكم مصر, ولازالوا ويدعون له بطول العمر!؟ وهذا هو حال صديقي الحسكاوي الذي لم يسمع بموت صديقه أبداً, قابلني بحرارة وقال ما رأيك أن نزور منزل الأخ سعود في المساء,
قلت:" ماذا سنأخذ معنا له, قال بعض الفواكه وبعض الحلويات.
قلت " نشتري بعض الحلاوة ونوزعها على روحه الطاهرة
وقف صديقنا ملياً وقال لا سنأخذ الحلويات إلى منزله لنأكل بعض منها معه.
استغربت كثيراً وتأسفت وقلت له دعك من الحلويات؟ فماذا إذا أخذنا باقة من الورد إلى قبره؟! كاد أن يغمى عليه وقال هل مات صديقي.
قلت نعم لقد رحل الأستاذ منذ عام, عندئذً أجهش بالبكاء ولم ينبس ببنت شفة ولم يعرف ماذا يقول؟! نعم إنه الزمن الذي دعا البعض أن لا يسأل الأخ عن أخيه المادة التي أوصدت قلوب البعض, وزرعت الكراهية والتعالى على الأصدقاء وعدم السؤال والاطمئنان على أحوال وصحة الآخرين
كاتب وشاعر كردي سوري
[email protected]

(1) سعود جميل دريعي- كاتب وناقد تشكيلي مواليد قرية الشور الشرقي 1960, كان رئيس الوفد الذي دخل القصر الجمهوري في نوروز 1986 في دمشق, كتب باللغة الكردية دراسات نقدية في مجلة آسو, وباللغة العربية في مجلة كولان, و له مسرحية مشتركة مع المثقف خوشناف سليمان, وله العديد من الأشعار باللغة الكردية, توفي في مدينة الدرباسية أثر جلطة قلبية, ودفن في مدينة الحسكة.
(2) الملك فيصل والسلطان فؤاد: يعيش يعيش؟! الزمن: مقياس الحركة- - مقال للأستاذ أنيس منصور- العدد 9980 – جريدة الشرق الأوسط-26 آذار 2006
-



#سيامند_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاق الصحافة (1-2)
- دعوة دريد لحام لحضور (فضيحة) جديدة في مركز (عامر) للحبوب في ...
- اختلاف طقوس الكتابة الإبداعية عند الكتاب والشعراء
- الإبداع بين جلادت بدرخان, أوصمان صبري و أدونيس
- مع محمد شيخو في صومعتي القامشلاوية
- محمد الغانم ودعني قبل سفري إلى كردستان العراق
- الزرقاوي رقم 4 وثقافة الرعب على الإنترنيت
- فرحة الصندوق الأسود في الغرفة الأنيقة
- فيروز بين دمشق الحالمة و أماسي كردستان الحالمة
- رسالة مع فائق الحب إلى محمود درويش في دمشق
- الجوع يقوّي الذاكرة وهذا مفيد لنا في سورية؟
- الفنان (شفان برور) أسطورة الأغنية الكردية
- بدايات الصراع بين الشيوعيين والكرد في حي الأكراد بدمشق
- الوزيرة السورية بثينه شعبان
- قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم في سورية أن يصبح ذليلا


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيامند ابراهيم - سعود جميل دريعي في أتون الزمن المر