أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالامير العبادي - الواح من ثلج














المزيد.....

الواح من ثلج


عبدالامير العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 6907 - 2021 / 5 / 23 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


الواح من ثلج للشاعر عبدالامير العبادي
مشاهد ينتابها ألصراع

جبار النجدي

يلفتنا الشاعر عبدالأمير العبادي إلى شعر يتحدث بلغة الفقراء لكن بعمق شديد ومن دون إسراف ولهذا لا نستطيع أن ننحي جانبا مجموعته الجديدة(ألواح من ثلج) عن بقية مجاميعه الشعرية فسرعان ما نجد أنفسنا نعود إلى إشتغالاته الشعرية كلها التي تستند إلى مشاهد ينتابها الصراع في تحولاتها اليومية سواء على مستوى الأمكنة والأشياء والإنسان إن المعنى والدلالة يتباينان حسب سياقات منكبة على اوجه الحياة الجديرة بالتحديق لإثارة ماهو متخيل في أذهاننا عبر بوح شعري يجري حول مظاهر حياتية تثير ضربا من الدهشة رغم شيوعها إن تلك المظاهر المتخفية يستقصيها الشاعر( العبادي) ويضعها في موضع الشجب فقد ظلت طويلا على غير يقين وذلك مسعى إلى التفريق بين وجودين لحالة واحدة يجري ذلك وفقا لرغبة الشاعر في تحرير المعنى من وثاق الواقع وصرامته فالقصيدة لاتتكشف تماما إلا بنهاية السطر الأخير فيها استنادا إلى قدرات البسيط وعمقه في آن ، وهكذا يهيئ الشاعر لمشهده غير مرة بقوله ( اسجل لي سبقا)

إن الشاعر سيترك المعنى يمضي قدما والى حد بعيد املا في الوصول إلى حالة قائمة في داخل الجملة الشعرية الواحدة تلك التي لا يمكن عزلها وراء قناع كونها ترجمة شعرية لواقع بعينه ، لاتتخلله الرأفة بالأشياء والمخلوقات وفي ذات الوقت ، يذكرنا بأن حياة الناس البسطاء ثرية بالكنوز ، وذلك يتطلب لغة غير منطوية على نفسها ولاتزدحم بكلمات زائدة :

ويسألونك عن قراك
قلت اخذتها الريح
ألقتها في جب ضاع ماؤه
ووقفت فوقه الغربان
او:

لا أدري لماذا تتقوس
وتنحني أشجار قرانا
مع إنها تصلي قياما وقعودا

يبحث الشاعر في الأبعاد الشاسعة للبيئة ليجد ضالته في مناحي قد عرضت عنها اعين الناس،ومن هنا نجد إن نصوص المجموعة فاعلة ومنفعلة في ألاوان ذاته وغير منتهية إلى حل ما يجعلها نصوصا مفتوحة لانجرئ على توقعها فالاحساس بمتعة النص خير من بلوغ نهايته،
إن إشتغالات الشاعر لاتحدها حدود في السعي بلا توقف وأستكناه مايتساقط من الذاكرة ،
إن التخييل من جهة الشاعر هو جزء من ميراثه العقلي والعاطفي ،حيث تدعو الحاجة إلى إفساد الدليل الواقعي الذي لايتتطلبه الشعر ،بقدر ماينطلق منه لبلوغ أغراضه ،لاسيما تلك التي تقع بين تذوق الشعر ومعرفته ، يتضح ذلك في المجموعة عبر أنماط شديدة الاختزال ،بل إنه الشعر المتحدي لنفسه بأستمرار :

يامن حفرتم الجب
اتعلمون إنه أذل زليخة
قتل مفاتنها
جردها من جمال الله الساحر
ماتت زليخة كمدا
وظل الجب يبتلع ألآف الزليخات
الجب عاد الآن
ليبتلع وطنا إسمه يوسف

إن الاقتضاء يجعل من مغزى الشعر في نصوص العبادي موضع جدل مع إن النصوص تجري عن طيب خاطر وتلقائية لاسيما تلك النصوص المفرطة في الرقة وأظهار العاطفة الانسانية حين يصبح الشعر في وجه من وجوهه ترويجا للجمال :

تمردت أيقونة العطر
أبت أن تعطرني
أخبرتها قسما
سوف أعطر الآخرين معي

فتحت أجنحتها لتشاركني
كرم نشر عطرها

ومن جانب آخر يحتل الوطن زاوية مهمة في نصوص الشاعر عبد الأمير العبادي وعلى الأخص ما يتعلق بتعرض الوطن لنكبات ومخاطر وحروب جرت على نحو جنوني فحين تنتهي حرب وتلتقط الناس أنفاسها تكون العودة لمزيد منها ماخلف قدرا من اليأس والضياع ونتيجة لذلك تغيرت طباع الناس واختلت حتى صفات التربة ،
ذلك يكشف لنا مقدارا من الشواهد على ما فعلته الحروب عبر مغامرات عديمة الفائدة :

كنا نكتب رسائلنا

بأقلام الرصاص

لكنهم علمونا أن للرصاص قرينا
أضدادا بين شهادتين

الأولى حياة
والأخرى موت

بناء على ما سبق فان الشاعر عبدالأمير العبادي يتجه يوما بعد يوم إلى ترسيخ تجربته الشعرية ودوامها.



#عبدالامير_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميراث
- شعوب تزرع الشوك وتشتري الورد للاخرين
- المربدبين الامس واليوم
- عن الثورة وترف السلطة
- بكاء
- عن الليل
- موت
- الاحزاب والتيارات الشيوعية العراقية
- من وحي الفيض
- حين تغرد بعض اطراف اليسار
- اسئلة
- العيون والدمع
- رأي في تظاهرات العراق
- الحزب الشيوعي العراقي و(العملية السياسية)
- ياساسة الحكم المستورد
- اعتداد
- هل النظام الحالي شرعي؟
- عن انتخابات اتحاد ادباء البصرة
- موضوعة انتخابات اتحاد الادباء
- العراقيون الى متى تلاعبهم الريح؟


المزيد.....




- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالامير العبادي - الواح من ثلج