أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - كيف أصبح حراك تشرين ؟














المزيد.....

كيف أصبح حراك تشرين ؟


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 24 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن حراك تشرين كان علامة فارقة في تاريخ السياسة العراقية الحديثة، ومثل تحولا مهما في التفاعل الشعبي مع القضايا العامة، وإنقلابا أبيضا من غالبية الجمهور العراقي، على الأحزاب الحاكمة وطريقة إدارة الدولة، وتداعيا خطيرا كاد يعصف بمجمل العملية السياسية العراقية التي تشكلت بعد عام 2003.
بعد عام ونصف من إنطلاق تلك المظاهرات ما زلنا نعيش أحداثها وتداعياتها، فالبعض عارضها إبتداء لأسباب كثيرة منها فكرية وأخرى عقائدية، لكن غالبها سياسية وحزبية بفعل إختلاف المفاهيم عن المتظاهرين، والإرتباط الحزبي والسياسي مع السلطة آنذاك، بينما إنطلقت أمواج الجماهير بصورة عفوية رفضا للواقع الإقتصادي والخدمي المزري وحجم الفساد المستشري في مفاصل الدولة، دون أن تكون هناك أجندة موحدة تحركهم.
على أرض الواقع حققت تلك التظاهرات تغييرا في الحكومة العراقية، نتج عنه إشراك بعض من يسمون قادة الحراك فيها، لم تحقق نسبيا ما كانت تطمح له تلك الأمواج البشرية، لكنها ما زالت تلملم تداعيات الأحداث السابقة على المستوى المحلي والدولي، محاولة السير بقارب ينضح إليه الماء من ثقوب عدة، وصولا الى شاطئ الإنتخابات القادمة وإعلان نتائجها.
إنقسم حراك تشرين الى جهات متعددة، فالغالبية إكتفت بتغيير الحكومة خوفا من تدهور الأوضاع الى الأسوء، بفعل ما رافق تلك المظاهرات من أحداث قتل وعنف شوهت صورتها وحاولت إخراجها عن سلميتها، بينما إنقسهم بعضهم الى جماعات متعددة تقودهم إنفعالات شخصية، دون وضوح في برنامج سياسي أو أهداف محددة، وبقي بعضهم يجول في الشوارع يثير الشغب والإعتداء على الممتلكات العامة، تحقيقا لصراعات حزبية على المال والسلطة.
كان من إرهاصات الحراك التشريني تشكيل أحزاب متعددة تحمل توجهات مختلفة، هدفهم المشاركة في الانتخابات القادمة والمشاركة في القرار السياسي حالهم حال الأحزاب الحالية، وبالتأكيد لن يستطيعوا الحصول على جميع الأصوات فهم لا يمثلون كل العراقيين، وكذلك الأحزاب الحالية سيكون لها النصيب الأكبر في التواجد في السلطة، لذلك على التشرينيين أن يدركوا أنهم لا يمثلون الجميع وأنهم يجب أن يكتفوا عن مهاجمة الأحزاب وجمهورها ونعتها بالذيول، كما على الآخرين أن يمتنعوا عن وصفهم بالجوكرية.
ولأن الأحزاب التشرينية حديثة العهد، ولا تمتلك من الخبرة السياسية ما يمكنها من الحصول على موقع التأثير في القرار السياسي وإدارة الدولة في المستقبل القريب على الأقل، ولما تتضح أهدافها وعناوينها الى جمهور الناخبين لغاية الآن، إنما تعتمد على الخطاب الشعبوي وردود الفعل الآنية وعملية التسقيط لكل ما موجود في الساحة السياسية صالحا كان أم طالحا، لا بد لهذا الحراك أن يعمل على إيجاد أحزاب وتيارات قريبة من توجهاتهم، فالتغريد منفردا لن يحقق الاهداف المنشودة، والعملية السياسية في العراق بنيت على تحالف كتل وأحزاب متعددة تحمل أهداف مشتركة.
لا بد أن نفرق بين حراك تشرين العفوي الذي خرج بمظاهرات عارمة، حاملة مطالبة حقة هدفها الاصلاح الإقتصادي والسياسي، حضيت بدعم شعبي وجماهيري منقطع النظير وكادت تودي بأحزاب السلطة الحالية لو إستمرت على وتيرتها السلمية والشعبية، وبين ما يحدث الان من صراع بين جهات سياسية لا علاقة له بالمظاهرات، ونبقى ننتظر النتائج المرجوة من تلك المظاهرات بعد إعلان نتائج الانتخابات القادمة.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فزاعة طحنون بن زايد
- زيارة البابا بعيون عراقية
- الحلم العراقي المستعصي
- البحث عن الهوية العراقية
- الأهم من إنتخاباتنا المبكرة
- الراقصون على الجراح
- مطلوب حارس شخصي
- العراق والتعليم وكورونا.. مصير المجهول
- الموت في العسل
- رفعت الجلسة الى إشعار اخر
- الإنتخابات العراقية المبكرة.. بين القول والفعل
- أريد عدس
- الوطنية بين سندان المحاصصة ومطرقة الطائفية
- إنتخابات جديدة وتحديات قديمة
- العراق بين صراع المحاور وصراع المناهج
- تاريخنا.. بين التزييف والسرقة
- المرأة التي أرادت وطن
- الإحتياط أفضل من الأساسي.. أحيانا
- أكلة عراقية
- الحكومة الخامسة والتكليف الرابع


المزيد.....




- روسيا تبدأ تدريبات بالأسلحة النووية التكتيكية.. وأمريكا: موس ...
- -اتصل بنا وإلا سننشر أنك وشيت بجيرانك لحماس-.. صحيفة عبرية ت ...
- مجتمع الميم-عين: ماذا يعني أن تكون مثليا في العراق؟
- بلينكن: الإدارة الأمريكية ستعمل مع الكونغرس لصياغة -رد مناسب ...
- مظاهرة احتجاج صاخبة ضد عمدة العاصمة الألبانية تيرانا
- روسيا والعالم الإسلامي.. عرى صداقة ثقافية لا انفصام لها
- زيلينسكي يدعو السوداني للمشاركة في قمة سويسرا حول أوكرانيا
- السفارة الروسية: العقوبات الكندية الجديدة كسابقاتها عديمة ال ...
- تايلور غرين تصف زيلينسكي بالديكتاتور لإلغائه الانتخابات الرئ ...
- أبرز مواصفات هاتف Xiaomi الجديد


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - كيف أصبح حراك تشرين ؟