أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - متلازمة الشتيمة عند السّوري














المزيد.....

متلازمة الشتيمة عند السّوري


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 15:40
المحور: الادب والفن
    


الشعبوية داء ابتلى به الكثير من السّوريين ، وبخاصة أولئك الذين يظهرون على السوشل ميديا بلباس ثوري، وذقن إسلامية، أو علمانية ، يعتمدون على الخطاب الحماسي، حيث يمكنك رؤية التفاتيف حول شفاههم . ربما تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي المكان الوحيد الذي يمكنهم فيه وضع قناع وإخفاء نقاط ضعفهم وإهانة الآخرين. لا يمكنك العثور على أي منهم يقول نفس الكلمات خارج الإنترنت.
كان صعود العصر الرقمي هو الجانب الأكثر إبداعاً في الألفية. لقد جعل العالم أقرب ، مما سهل نمو الاتصالات والأفكار وبالتالي التجارة، لكنه
عجل بعالم افتراضي أدى إلى ظهور مرتكبي الجرائم الذين خلف شاشات الكمبيوتر الخاصة بهم من خلال نشر تعليقات مسيئة في منصة وسائل التواصل الاجتماعي. إن كبح مثل هذه الأنشطة هو ضرورة الساعة من أجل حماية الضحايا الضعفاء من الكرب النفسي.
قد يفكر المواطن الغربي في رفع دعوى تشهير ضد الطرف الذي ينشر التعليقات ، قد يكون قادراً على استرداد التعويض عن الأضرار التي لحقت به، لكن ماذا عنّا نحن كسوريين ؟
لقد طفا على سطح وسائل التّواصل، وبخاصة اليوتيوب مجموعة من السّوريين تقدم لنا إما التفاهات، أو القذح و الذّم إن تجرأنا على " الحلم" مثلاً بدولة علمانية . لمن نشكو، و أين نقيم دعوى القذف و الذم ، ونحن لا نملك قانوناً للنشر الالكتروني؟
لفت نظري البارحة كميّة الشتائم التي نالتها الكاتبة و الطبيبة نوال السعداوي من السّوريين ، و أفترض أنّني سوف أناقش الأمر بحيادية . أدّعي أنّني كاتبة ، ولن أضع قيداً على فكري ، فأكتب نصّاً ، أضعه على الفيس بوك كي أختبر القراء، فتأتي التعليقات على شخصي ، وهي تعليقات جميلة ، لكن النّص لم يكن عنّي حتى لو كنت موجودة فيه ، وهنا سوف أتحدّث القليل عن نوال السعداوي، و الكثير عن الشتائم .
نوال السّعداوي في عمر أمّي ، أفكارها عن المرأة ربما في عمر أحفادنا ، و أكثر ما كان يعجبني بها أنّها تستطيع الرّد على رجل دين أو مذيع بقناعتها ، وتضعه عند حده . ربما لا أتفق مع نوال حول أن المرأة تشبه كومة لحم إما أن نغطيها، أو نكشفها ، فأنا مولعة بالموضة، وطالما حلمت في مراهقتي أن ألبس فستاناً يعري كتفيّ، و أرقص على شاطئ البحر ، و إلى جانبي كلب أليف ، كما أنّني أتمتّع بمشاهدة الرّقص ، و أعتبر أن التّعري هو جزء من تألق الراقصة أحياناُ، وهذا ليس مهماً، المهم أنّ نوال السعداوي كاتبة دفعت ثمن فكرها السجن ، لكن كونها طبيبة وفرّ لها إمكانية النّشر ، و الانتشار، ولو أن أحداهن كتبت مثلها لما انتشرت، لكن بعد أن سوقت إبداعها ونالت الجوائز، وتركت ثروة هي فكرها الذي سوف يدّر الكثير من الرّبح على أولادها .
قد تكون الكاتبة نوال السعداوي حققت شهرة أكثر منها طبيبة، وكانت مشغولة على مدى حياتها بالكتابة ، وعلينا أن نحترم من يدافع عن فكره.
الموضوع عند السّوريين لا يتعلق بنوال السّعداوي ، بل يتعلّق بمتلازمة الشتيمة التي أصبحوا يعتبرونها نضالاً ، ولذلك على نوال -كونها امرأة بالدرجة الأولى –
أن تنال النصيب الأكبر من الشّتيمة ، الموضوع لا يتعلق بمواقف سياسية .
أنا لست نوال السعداوي ، فهي لا تخاف، و أنا أخاف ، أحياناً أنشر مقالاً دون أن أشاركه على الفيس بوك كي لا أتعرض للشتيمة، فأنا أعرف أن أغلب الفيسبوكيين الشّتامين لا يقرؤون خارج نطاق الفيس ، لذا لن يقرؤوا مقالي ، وفي أغلب الأحيان يقرؤون أنفسهم . متلازمة الشتيمة تحتاج لأخصائي في العلاج، وذلك الأخصائي سوف يكون سوريّاً ، ويأتي بعد رحيل الأسد حيث يضع قانون مقاضاة الذّم و القذح على المواقع، و لو كان جيلي على قيد الحياة سوف أقيم دعوى على جميع الذين يضعون نكتاً مبتذلة حول النّساء ، أو الزوجات .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى عيد الأمّ و عيد النوروز على وسائل التّواصل
- يوم الجوع السّوري
- انتصار رجل
- العنف ضدّ النّساء
- عشرة أعوام مضت على الثورة السّورية
- يغتنون على بساطتنا
- أعتذر عن غفلتي
- عالمك الدّاخلي يخلق عالمك الخارجي
- درس في الوحدة
- وردة لي ، و أخرى لرجل محب
- وردة لي، و أخرى لرجل محبّ
- جزء من سيرة ذاتية في العمل النّسوي
- لعبة الخاشقجي السّياسيّة
- الهيكيكوموري
- بلا كرامة منذ أكثر من ألف عام
- عزيزتي المرأة النّذلة
- الزوجات القويات اقتصاديّاً
- من تجارب النّساء -2-
- من تجارب النّساء
- إعادة التّدوير


المزيد.....




- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - متلازمة الشتيمة عند السّوري