أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد فيادي - رواية درويش للكاتب ماجد الخطيب














المزيد.....

رواية درويش للكاتب ماجد الخطيب


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 6821 - 2021 / 2 / 22 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


رواية درويش هي الأولى للكاتب ماجد الخطيب، أصدرتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في العام 2020. ولانني قرأت العديد من نتاجات الكاتب المسرحية، كنت متلهفا كيف يكتب الخطيب الرواية، فمسرحياته التي قرأتها تعتمد اسلوب البناء الدرامي، بداية لعرض الشخوص، ثم تصاعد الاحداث في الوسط، تعقبها نهاية لا تخطر على بال احد، النهاية في مسرحيات ماجد الخطيب، هي الاساس الذي يبني عليها كامل قصته، لهذا لا تحاول ان تتوقع شكلها.
على عكس مسرحياته تبدأ رواية درويش من النهاية، في الساعات الأخيرة من حياة جد الكاتب ماجد الخطيب، وهو يضعنا امام شخصية اسطورية لا تتردد في محاربة ملك الموت، عزرائيل، عندما طلب سيفه، لينقذ أبنائه واحفاده من نهاية الموت، هذه الشخصية حتى وهي تحتضر تفكر بغيرها، ما يجعل القارئ يتوه، ما هذه الشخصية الغريبة، من اين لها تلك القوة، هل درويش مؤمن بالله، ام ملحد؟ فالتناقض بين الايمان بوجود عزرائيل، لا يقابله الرغبة بقتله لإنقاذ البشرية من النهاية الحتمية، الموت.
الرواية توثق قصتين، شخصية درويش البطل الباحث عن الخلود دون ان يدري، وشخصية مدينة البصرة، متعددة الثقافات والامكانيات، حيث ولد درويش ومات فيها، فالخطيب يرسم شخصية دروش من خلال القصص التي عاشها، في نفس الوقت يركز كثيرا على وصف مدينة البصرة، حاراتها، انهارها، جسورها، عوائلها، ويفرد قصة كاملة لحوار بين نخلتين، رمز مدينة البصرة، هذا المزج يجعل القارئ يذهب مع الشخصية والمدينة ليعيش احداث لم يشهدها وأماكن لم يزورها، فمن لم يذهب للبصرة ولم يلتقي بدرويش، لا ينتابه العناء في معرفة ردود أفعاله، كما انه لا يتيه وهو يعبر جسورها ويتنقل بين بساتينها، او يستطعم تمرها.
يأخذنا ماجد الخطيب لنعيش مع شخصيات، اثرت في حيوات البصرة ومجتمعات أخرى، مثل صبري صندوق امين البصرة، شخصيات يهودية نجحت في إسرائيل، عبيد وسيدات، مشاهير ونكرات، وكأنه يقول ان البصرة مثلما فيها ثروات طبيعية، فيها أيضا ثروة بشرية لم يجري الاهتمام بها، ولعل انتصار درويش على بطل الزورخانة الإيراني، ومن بعده النجفي، هو اعلان عن علو كعب البصرة على المدن العراقية الاخرى في رسم التاريخ، ولنقل انه الاعتداد بالمدينة وتاريخه الشخصي، لم يغيب عن الرواية دور المرأة البصرية، فراح يوثقه بعدة قصص وبمختلف الاشكال، من يعرف ماجد الخطيب سيعرف جيدا لماذا اختار تلك النساء ولماذا قدمهن بتلك الاشكال، بين عزباء لا احد يعرف ان كانت متزوجة ام لا، او مطيرجية تقف في سوق الرجال، أم ترمي نفسها بالنهر لاجل طفلها، امرأة شرسة لا تتردد عن القتال بالشارع، كلهن نماذج قوية يريدها لصورة المرأة
يبحث الكاتب في مشاكل المجتمع البصري كنموذج للمجتمع العراقي، وهو يغط في الخرافة وهيمنة رجل الدين والجهل، عندما يروي لنا قصص متعددة يمر بها درويش، أحيانا يلجئ الى الحوار، وأخرى يضطر ان يأخذ دور البطل الاسطوري، حتى يثبت للناس، ان ما يؤمنون به ليس اكثر من خرافة، واحيانا يجبر على ممارسة دور ما، لا بد ان يكون البطل فيه، هنا يطرح القارئ السؤال، هل اختار ماجد الخطيب الزمن المحدد لإصدار روايته، وهو يرد على خرافات المجتمع العراقي التي يغرق بها اليوم، ام ان المنتفظين الهبوا قريحته لكتابة روايته الاولى، عن جده الاسطوري والبصرة صاحبة الامجاد.
عندما يتجول القارئ في رواية درويش وهو لا يعرف الكاتب، لن يشك ان ماجد الخطيب مزج بين قصص جده درويش، وقصصه الشخصية، ولا ندري قد أضاف قصص أخرى لشخصيات مرت بحياته، هذا التلاعب بالقارئ يبدو مقصودا، أما لان تاريخه المتنوع قد تمرد عليه، وقفزت تلك الشخصيات اللا بصرية من عقله الباطن، أو هي رغبة شخصية في نقل تجاربه ومعارفه الى القارئ، وفي كلا الحالتين هو تحايل مقبول، لما يحمله من اهداف نبيلة، ترتبط بين متعة القراءة والخزين المعرفي، والقدرة على ترجمتها في قصص محبكة ضمن رواية ممتعة.
لو عدنا الى اسلوب كتابة الخطيب لمسرحياته، سنجده حاضرا في رواية درويش، بل هو لم يستطيع الخروج منه الى عوالم الرواية الاكثر مشقة، فقد استعاضة عن رسم خطوط درامية مرافقة للدرامة الرئيسية، بان قَطَعَ الرواية الى قصص قصيرة، تنتهي بسرعة، فيدخل القارئ بدوامة القصص وكانه في الف ليلة وليلة، وبدل ان ننتضر شهرزاد لتروي الحكاية ننتظر درويش في موقف بطولي اخرى. الى اي مدى نجح الخطيب في الهروب من اسلوب الرواية، الجواب يختلف من قارئ الى اخر، لكن المتعة اكفلها لكم.
يبقى ان نقول ان خاتمة الرواية لم تاتي منسجمة مع قدرات ماجد الخطيب التي اشرت لها انفا، فلو انه انتهى بالعودة لليلة وفاة درويش، واقفلها لكانت اكثر اقناعا من إضافة فصل فلاش باك على الرواية، هذا الفصل لم اجد له تفسيرا غير، ساعات الغيبوبة التي سبقت طلب السيف لمقاتلة عزرائيل، وهو ما كان يدور في ذاكرة درويش، عندما بقى لوحده بالغرفة، فهل كان الراوي درويشا ام هو ماجد الخطيب؟ اترك لكم حيرتي بعد ان تختموا قراءة الرواية.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان قرار الحرب حكيما
- لا يمكن للمليشيات ان تلتزم بالقانون
- يا فرحة ما تمت
- دراسة في توجهات الرأي حول تصريح السيدة هيفاء الأمين
- مراقب الصف
- سياسيون عراقيون متخلفون
- يبقى الحال على ما هو عليه
- حملة تشويه للتظاهرات
- بيادق البرلمان القادم
- منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا تستضيف الرفيق حسان عا ...
- المواطن العراقي كرة جوراب بين هذا المتنفذ وذاك
- مناقشة لرؤية د. فارس كمال حول التقارب المدني الصدري
- نفس الوجوه الكالحة ونفس الضحايا
- ابكتني ميرنا
- لاجئون خمسة نجوم
- الاقنعة والمرجعية
- قضيتان للنقاش تستندان لحزمة الاصلاحات التي اقرها رئيس مجلس ا ...
- امسية سياسية للتيار الديمقراطي بالمانيا
- العملية السياسية سرقت
- الاحكام المسبقة


المزيد.....




- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد فيادي - رواية درويش للكاتب ماجد الخطيب