|
الثورة المصرية والبحث عن الحزب المفقود
عبدالجواد سيد
كاتب مصرى
(Abdelgawad Sayed)
الحوار المتمدن-العدد: 6803 - 2021 / 2 / 1 - 02:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس للعنوان علاقة برواية مارسيل بروست الشهيرة ، البحث عن الزمن المفقود، ولكنه بالتأكيد يحمل علاقة قوية بقصة الثورة المصرية ، التى أثارت ذكراها العاشرة سؤالين كبيرين ، ماذا و لماذا ، ماذا كانت الثورة المصرية ، ولماذا فشلت ووصلت بنا إلى هذا الطريق المسدود ، حيث فقدنا كل إمكانية فى المشاركة السياسية ، التى كنا نصبو إليها ، وكل إمكانية فى تقرير مصيرنا ، حتى ولو بمجرد كلمة ، وحيث بدا عصر حسنى مبارك السئ ، نعمة ، بالنسبة لعصر الحاكم بأمر الله السيسى الأسوء من كل عصر سابق . دعونا نبدأ فى محاولة الإجابة على السؤال الأول ، ماذا ، ثم نختم بمحاولة الإجابة على السؤال الثانى ، لماذا ، لعلنا نصل إلى الحقيقة ، أو على الأقل نقترب منها . ماذا كانت ثورة يناير ، مؤامرة ، ثورة إسلامية ، أم ثورة من أجل الخبز والحرية ، كما بدا من شعار الثورة ، أم كانت شئ آخر ، كانت شئ آخر ، كانت ثورة من أجل الحرية والتحول الديموقراطى ، فجرها مشروع التوريث لجمال مبارك ، وباقى العناصر الإسلامية والإقتصادية كانت مجرد عوامل مساعدة ، أما المؤامرة ، سواء كانت مؤامرة الجيش على حسنى مبارك ، أو مؤامرة أوباما على مصر والعالم العربى ، فلم يكن لها أى وجود إلا فى الخيال الشعبى المصرى المريض بنظرية المؤامرة أساساً ، أما لماذا فشلت ، فشلت لإنها إفتقدت الحزب السياسى المعبر عنها ، حزب الأغلبية الممزقة التى قامت بالثورة من أجل تلك الحرية و ذلك التحول الديموقراطى ، فخسرت الجولة الأولى أمام الأقلية الإخوانية المنظمة فى يناير ، ثم خسرت الجولة الثانية أمام الأقلية العسكرية المنظمة فى يونيو ، هكذا ببساطة. ومرة أخرى نتسائل ، ماذا كانت يونيو ، مؤامرة رتب لها الجيش ، أم ثورة حقيقية ضد حكم الإخوان الإستبدادى ، كانت ثورة ضد حكم الإخوان الإستبدادى، فجرها عملية إستبداد مرسى بفرض دستور إخوانى ، وليس دستور توافقى ، وإصدار إعلان دستورى يعطل به سلطة القانون لتمرير ذلك ، رغبة الجيش أو ترحيبه المفترض بالثورة ، كان مجرد عامل مساعد ، وإلا لما كان قد سلم البلد للإخوان فى حكم طنطاوى مقابل الخروج الآمن ، ورفض المطلب الشعبى الواضح ، الدستور أولاً ، لقد كانت جماهير يونيو الرافضة لدستور الإخوان الإستبدادى ، والتى قاتلت فى الشوارع لسبعة أشهر من أجل نفس هدف يناير، رفضاً للتوريث ورغبة فى الحرية والتحول الديموقراطى ، شئ واحد ، ولماذا فشلت إذن ، فشلت لنفس فشل ثورة يناير ، غياب حزب الأغلبية الممزقة المطالبة بتلك الحرية، وذلك التحول الديموقراطى ، أمام حزب الأقلية العسكرية المنظمة هذه المرة ، لقد كان عبدالفتاح السيسى صادقا فى زعمه بأنه لايطمع فى السلطة ، وإنه كما قال يوماً ، سيرحل فوراً إذا لم نريده ، لكنه عندما أدرك فراغ الشارع السياسى من ذلك الحزب المعبر عن مطلب الحرية ، وتمزق تلك الأغلبية الراغبة فى التحول الديموقراطى، وعجزها عن الحشد والعمل الجماعى ، وخاصة بعد هرب البرادعى أمام تحدى فض رابعة بالقوة ، بدأ فى الطمع ، ثم فى الجشع ، ثم فى ألإستبداد السياسى ، حتى تحول أخيراً إالى الحاكم بأمر الله السيسى. هذه هى أزمة الثورة المصرية المزمنة ، منذ عصر ناصر عندما كتب طلاب جامعة القاهرة على الجدران كلمة ديموقراطية إحتجاجا على هزيمة 1967 والمحاكمات الهزلية التى نتجت عنها ، وحتى عصر الحاكم بأمر الله السيسى ، غياب الحزب السياسى المعبر عن مطلب اللحظة التاريخية العاجل ، فى الحرية والتحول الديموقراطى ، والتى تطالب به أغلبية ممزقة ، عاجزة عن الحشد والعمل الجماعى ، تهزم دائماً أمام الأقليتين السياسيتين المنظمتين، الإخوانية والعسكرية، مما يثير السؤال الطبيعى الثالث، وماالعمل ؟ العمل يكمن فى عنوان المقال ، الثورة المصرية والبحث عن الحزب المفقود ، الحشد والعمل الجماعى من أجل حزب الحرية و التحول الديموقراطى ، الذى طال إنتظاره ، حزب الأغلبية الممزقة ، التى تهزم فى كل المعارك ، حزب واحد وليس إئتلاف أحزاب أو توافق ، حزب واحد يقطع الطريق على كل من لايتبنى مطلب الديموقراطية العاجل ، مطلب أساسى يشمل كل المطالب ، حتى لاتتكرر فوضى يناير ، وتستمر مصر بلداً تعيساً ، تعبث به الأقدار ، وتتقاذفه أقدام الإخوان والعساكر !!!
#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)
Abdelgawad_Sayed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسائل العام الجديد 2021- إلى الأجيال الجديدة - تحرروا من تار
...
-
كوفيد وإبراهيم والطواغيت، والشرق الأوسط الجديد
-
ماذا فعل لنا ترامب؟
-
نهاية عصر الكفيل ، وتآكل موروث العبودية
-
مصر السيسى ورياح الإقليم
-
رؤية نقدية للقرآن
-
قصة أهل الكهف والوحى الغشاش
-
الخلط بين مريام أخت موسى وهارون، ومريم أم المسيح أفدح أخطاء
...
-
تطبيع الإمارات بين السلام والعدوان
-
التحالف الفرنسى المصرى وأمن المتوسط الكبير
-
مصر بين تركيا وأثيوبيا والمستقبل
-
نتنياهو وضم الضفة والخطيئة الكبرى
-
كورونا والإشتراكية الديموقراطية
-
كتاب أساطير الدين والسياسة-تأليف عبدالجواد سيد
-
رسالة شادى حبش إلى الأجيال
-
كورونا وصراع الحضارات
-
حرروا وزارة الخارجية الإسرائيلية من الحجر الصحى- نمرود جورن
...
-
خطة ترامب ليست الطريق لدفع السلام الفلسطينى الإسرائيلى-معهد
...
-
كورونا ونهاية التاريخ
-
الجذور التاريخية والسياسية للصراع المصرى الإثيوبى
المزيد.....
-
ماذا نعلم للآن عن محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا؟
-
بوتين وشي يوقعان بيانا بشأن تعميق الشراكة الشاملة والتعاون ا
...
-
باكستان تعلن نجاح تجربة إطلاق صواريخ -فتح-2- بعيدة المدى (في
...
-
كلب بودل أنيق يفوز بجائزة معرض وستمنستر للكلاب
-
غارة إسرائيلية تدمر مبنى سكنيا في مخيم جباليا شمال غزة
-
حياة رئيس الوزراء السلوفاكي بعد الجراحة لا تزال في خطر
-
طرق بسيطة تساعد على النوم
-
شويغو يكشف عن مهمته الأساسية في منصبه الجديد
-
أبو الغيط يحذر من -عمل أحمق- قد تقدم عليه إسرائيل
-
بوتين وشي يوقعان بيانا بشأن تعميق الشراكة الشاملة والتعاون ا
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|