أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - كورونا والإشتراكية الديموقراطية














المزيد.....

كورونا والإشتراكية الديموقراطية


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ندرك أن الحياة مستمرة ، وأننا لابد أن نتعايش مع الفيروس، ونستأنف حياتنا ، ولكن ظلت هذه المقالة الثالثة ، كان يجب أن تخرج، لتشارك فى الإجابة على كثير من الأسئلة التى طرحتها الجائحة، من المسئول عنها، الرأسمالية المتوحشة، أم الديكتاتورية المتوحشة، وعن أهمية دور الدولة ، التى أبرزته الجائحة واضحاً ، وعن النظام الأمثل للمستقبل، وذلك فى ظرف مشابه لظرف الخمسينات من القرن الماضى ، ومع إندلاع الحرب الباردة، حين إحتار العالم بحثاً عن النظام الأمثل، بين الرأسمالية المتداعية، والشيوعية الصاعدة، بين الحرية بلا عدالة، وبين العدالة بلا حرية، لتطل الإشتراكية الديموقراطية ، ونظيرتها الديموقراطية الإشتراكية ، وتحسم أمرها ، بعد صراع طويل مع الأممية الشيوعية، وتجيب على هذه المعضلة التاريخية، بخيار جديد، أو بطريق ثالث ، جمع بين العدل والحرية نظرياً، وأثبت نجاحاً كبيراً عند التجربة عملياً ، إن هذا المشهد التاريخى يتكرر اليوم، مع زيادة موضوعية فى الهدف، فى البحث عن نموذج الدولة التى تجمع بين العدل والحرية، لكن أيضاً فى البحث عن الدولة القوية، التى يمكن أن تحمينا من أى جائحة مستقبلية، حيث أثبتت الأحداث عدم إمكانية الإستغناء عن دور الدولة بعد فى حياة البشرية، وحيث أطلت الإشتراكية الديموقراطية مرة أخرى، لتجيب على هذه المعضلة ، الأكبر حجماً، والتى تستحق تسمية الجائحة فعلاً.
كانت الإشتراكية الديموقراطية نتاجاً فكريا أوربياً ، رداً على الشيوعية الماركسية، سرعان ماأصبح تياراً دولياً، تماماً مثل الشيوعية ، وذلك فيما يخص حتمية ديكتاتورية الطبقة العاملة ، والتغيير الثورى، من أجل تحقيق الإشتركية والعدالة الإجتماعية ، حيث لم يكن الطرح الماركسى التقليدى مقبولاً تماماً للروح الأوربية، التى إعتادت الحرية أساساً للمجتمع والحياة ، منذ بواكير الحضارة الغربية فى العصر اليونانى الرومانى ، وكانا الألمانيان برنار لاسال 1825- 1864، وإدوارد برنشتاين 1850-1932، من أوائل روادها اللذين عبروا عن إمكانية تحقيق الإشتراكية ، من خلال التطور الطبيعى للوعى المجتمعى ، والإختيار الذاتى لأفراده، أى فى إطار ديموقراطى، من تداول السلطة، بدون ديكتاتورية ولاثورة، فى ذلك الصراع الفكرى العنيف ، الذى أعقب الأممية الشيوعية الماركسية الثانية سنة 1889، وإستمر بعد الأممية الشيوعية الرابعة والأخيرة سنة 1938م ، عندما أعلنت الإشتراكية الديموقراطية إنفصالها عن الأممية الشيوعية، وعقدت مؤتمرها الأممى الأول فى فرانكفورت سنة 1951م ، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، برزت الأممية الإشتراكية ، كواحدة من أكبر الحركات السياسية العالمية فى التاريخ، شارك فيها أحزاب من جميع أنحاء العالم بلا إستثناء ،و تواصلت مؤتمراتها بلا توقف حتى مؤتمرها الأخير فى رام الله سنة 2019م، والتى عبرت فيه عن رفضها لخطة السلام الأمريكية ، المعروفة بإسم صفقة القرن.
وفى هذه المسيرة الطويلة حققت الأحزاب الإشتراكية الديموقراطية، ونظيرتها الديموقراطية الإشتراكية، فى أوربا بشكل خاص، الموطن الأصلى للتجربة الإشتراكية ، كثيراً من النجاحات ، حيث إستطاعت تحقيق التعاون بين الرأسمال العام والخاص، والمصالحة بين الطبقات، والحفاظ على الديموقراطية والسلم الإجتماعى وتداول السلطة، وقادت مسيرة بناء الإتحاد الأوربى، وتأسيس دولة الرفاه الإسكندنافية، أو ماعرف بالنموذج النوردى، وشكلت تياراً سياسياً عالمىاً ، مناصراً لقضايا السلام والحرية ، حتى دار التاريخ دورة أخرى ، بظهور مارجريت تاتشر ورونالد ريجن على أعتاب الثمانينات ، بأوهام النيوليبرالية ، المبشرة برخاء أكبر ، ومعهما تيار الإسلام السياسى، المبشر بأوهام الخلافة الخرافية ، مما حول دفة التاريخ بإتجاه الأحزاب النيوليبرالية والشعبوية والدينية ، كما هو الحال اليوم فى فرنسا ماكرون ولوبان، وأمريكا دونالد ترامب وإنجلترا جونسون ، وتنظيمات داعش والقاعدة، وحزب الله والحشد الشعبى ، وماترتب على ذلك من إضطرابات إجتماعية، وصراعات دينية ، أرهقت الفرد ،وأرهقت الدولة ، كإنفجار السترات الصفراء فى فرنسا ، وأجزاء كثيرة من أوربا ، وإعتراض برنى ساندرز فى أمريكا ، وتصاعد إرهاب وبؤس الشرق الأوسط ، فى عالم بدا مرهقاً ، قلقاً ، مهتزاً فاقد البوصلة ، حين إجتاحه الفيروس المدمر، ليذكره بأن الإشتراكية الديموقراطية كانت ، ومازالت ، هى النظام الأمثل ، حيث العدل، والحرية، والدولة القوية.



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب أساطير الدين والسياسة-تأليف عبدالجواد سيد
- رسالة شادى حبش إلى الأجيال
- كورونا وصراع الحضارات
- حرروا وزارة الخارجية الإسرائيلية من الحجر الصحى- نمرود جورن ...
- خطة ترامب ليست الطريق لدفع السلام الفلسطينى الإسرائيلى-معهد ...
- كورونا ونهاية التاريخ
- الجذور التاريخية والسياسية للصراع المصرى الإثيوبى
- حسنى مبارك بين السياسى والديكتاتور
- حسنى مبارك فى ميزان التاريخ
- الدور المصرى الغائب وتأجيج الصراع الإقليمى فى الشرق الأوسط و ...
- الحرية للمعتقلين
- مقتطفات من كتابى قصة مصر فى العصر الإسلامى/ العصر العثمانى
- كل عام وأنتم بخير
- ثورة العراق ولبنان، وداعش الكبرى إيران
- المصادر الأصلية للقرآن -كلير تيسدال - الفصل الثالث - مؤثرات ...
- الحرب الأهلية اللبنانية - ذكريات ومؤشرات
- جامعة دمنهو ومقالى المغدور
- حراك مصر والسودان وحزب فرعون
- الأستاذ طارق حجى - رؤية غير محايدة
- تاريخ الإسلام بين الوعى الزائف والصهر القسرى


المزيد.....




- -أبو الهول- بمنظور فريد.. هكذا يبدو -حارس- أهرامات الجيزة من ...
- مصادر لـCNN: إسرائيل قد تُظهر مرونة بشأن نقطة الخلاف الرئيسي ...
- العراق.. تفاصيل مقتل 61 شخصا بحريق الكوت ووجود 14 جثة مجهولة ...
- لليوم الثاني على التوالي.. الدروز في مجدل شمس يحاولون عبور ا ...
- حماس توافق على خريطة الانتشار الإسرائيلية.. فهل بدأت ملامح ا ...
- النرويج تعلق ملاحقة أنثى الدب البني بعد عضّها رجلاً.. وارتيا ...
- مشاركة عزاء للرفيق ابو العبد شاتيلا بوفاة زوجته الرفيقة رسمي ...
- تزلج في ساحة المسجِد النبوي يشعل مواقع التواصل
- السنغال: احتفال تاريخي بمناسبة انتهاء الوجود العسكري الفرنسي ...
- السلطات السورية تسحب قواتها بالكامل من محافظة السويداء


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - كورونا والإشتراكية الديموقراطية