أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر الجوهري - كورونا قصَّابٌ ثَمِلٌ














المزيد.....

كورونا قصَّابٌ ثَمِلٌ


عبدالناصر الجوهري
شاعر وكاتب مسرحي

(Abdelnasser Aljohari)


الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


أنتَ أخْفيتَ متْنَ الحقيقةِ عنِّي،
وسلَّمْتني للمنايا،
وأغْلقْتَ كُّلَّ السُّبلْ
أنْتَ ورَّطْتني في صراعٍ لعولمةٍ
طويل الأجلْ
الخفافيشُ في " الصِّينِ " مُنْذُ قديم الزَّمان،
ومنذ تسوَّق شعْبٌ يزاحمكَ الآن ،
إنَّ "طريقَ الحرير" اكتملْ
ليس فيروسُ طيرٍ تنقَّل؛
حتى يُسمِّمَ حلْقي ،
ويُدْفن جسْمي ،
وفي القبْر لا يُغْتسلْ
كيف يُغْلِقُ في رئتىَّ التَّنفُّس ؟
لم أستطعْ بالأدلَّةِ جمْع التَّقارير ،
من غُرْفةِ الإلتهابِ المُصنَّعِ
أو أُنْتشلْ
أنا في آخر الأرض؛
كيف إلىَّ انتقلْ؟
بينما شركاتُ الدَّواء غدتْ تشتهي رئتي
تغوَّل مَصْلٌ لها ،
واشتعلْ
وأنا في مُواطنتي الأعْزلُ ، المُبْتلى،
الكائنُ المُعْتدلْ
أنْتَ تجرِّدَ منِّي العِناقَ،
تجرِّدَ حتي القُبلْ
كيف تمْنعني أن أصافحَ دفْءَ الأحبَّةِ،
والشَّوقَ،
والهَوَى المُعْتقلْ؟
وتُحاصرُ فيَّ ارتجال القريحةِ،
تحظرُ تنْغيمَ قافيتي
وتحْظرُ نعْلي،
وخطْوي ،
وعقلي كريم المُثلْ
كيف تخشى الحبيبةُ فيَّ مواني الغزلْ
كيف أخشى سُعالاً ؛
ولو حَلْقُ حنْجرتي ذبُلْ؟
كيف تُفْزِعُ صدْري،
لدىَّ تحاولُ طمْسَ الأملْ ؟
ما الذي قد جرى،
والجوائحُ تنشر فينا الهلعْ
مِنْ جذْوري أنا أُقْتلعْ
وأُخزِّنُ زادي،
أخزِّنُ أجولةً لهمومي بقلبِ السِّلعْ
ما الذي قد جرى؟
علَّهُ فرَّ خُفَّاشُ معْملكَ المُتخفَّي؛
لكي تفْضحكَ الصَّفقاتُ،
وكل مزادٍ عليكَ رسا،
بين مُخْتبرٍ قديمٍ بنفس القوارير كان قُتلْ
فالنِّقاياتُ قد أينعتْ شكَّلتْ ذروةً لوباءٍ،
وما ادَّخرتَ جهدًا لوقف احتباسي الحراريِّ،
لكنكَ الآن
وسط حرب الهواتف كم تتشغلْ
في كويكبنا
تسْتبيحُ النِّفاياتُ وجه الفضاء ، البحار ، الغدائر
يا أيُّها المُتمادي كفى ،
واعْتزلْ
فمعاملُ بحْثكَ تخترع اليوم للناس أىَّ لقاحٍ
على فأْر تلك التَّجاربِ؛
تُفْلتَ صيْدًا فشلْ
والمُمرضةُ المُتقاعدةُ الآن عادتْ لمشفى المدينةِ ؛
كيما تسدّ - هنالك - عجْزًا،
وذعرًا بوقت العملْ
يتعافي الصَّباحُ
رويدًا ،
رويدًا؛
ليخرجَ من أجْل بدْء التَّسوُّق؛
يهربُ ، ثمَّ يعود لخيمته لو نزلْ
إنَّ قصَّابَ تلك المدينة يمسكُ سيقًا ،
يُلوِّحهُ في وجوه العوام،
وما زال يخطو إلينا ثَمِلْ
لم يكنْ قمري وحدهُ هدّهُ الخوفُ،
كل النُّجيماتِ
أدْمي بُكاها المُقلْ
ثمَّ تأتي عصافيرُ حُزْني
وتنْقرُ كل زجاج النَّوافذِ حولي
تداعبُ حتى انعكاس الشُّموس الخجلْ
كيف بين شفاهي تموتُ الحروفُ ،
وكيف يُكفَّنُ فىَّ المجازُ عباراتِ وصف الجُملْ
كيف أغفرُ جُرْمكَ،
أو ثأر جُرْثومةٍ
بينما قد عزلْنا ملايينَ قبل قدوم الهلاكِ،
وبعض الهلاك امتثلْ
إنني ما أزالُ حبيسَ الدِّيار،
ومُعْتقلًا بين جدران ذاك المللْ
أنتَ حضَّرتَ عفْريتَ حتْفي
ولم تصرف الموتَ عنِّي ،
وعن منزلي المُعْتزِلْ
لو فررتَ بجائحتي نحو فرض العقوبات
لست ستربحَ من بورصةِ المال كل التداول
أو تُرهب الكونَ،
أو تستبيح النُّزلْ
وخلايا دمي في انخفاض شديدٍ
تعاندُ فيكَ تسلْسل جين الهُويَّةْ
كيف تصيرُ علينا وصيًّا بأسلحةٍ للدَّمار،
و"فيتو " ،
وقُنْبلةٍ نوويَّةْ
أنْتَ ضحيَّةُ فيروس مثلي
كلانا ورا اصبعيْهِ توارى ،
وفي حَجْرِهِ يعتزلْ ؟
أنتَ مثْلي لجائحةٍ تمتثلْ
أنْتَ ما انقذتكَ صواريخُ فجَّرتها
لاختراق الحُصون،
وردْع وحوش الجبلْ
خاسرٌ أنتَ
لستَ ستصبحُ بين الملاحم ،
بين الدُّنا
خارًقًا ،
أو بطلْ
أنتَ مكَّنتَ - منِّي – عدوِّي الوَبَاءَ ،
وفاتِكَ كوكبنا المُحْتملْ
لسْتَ تحْكمُ كوْني ؛
هَوَ اللهُ يحْكمُ مُنْذ الأزلْ.



#عبدالناصر_الجوهري (هاشتاغ)       Abdelnasser_Aljohari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألْغامُ الفقْهِ
- قُرْب ساحةِ الأُمويِّين
- حمَّالةُ القشِّ
- بلا تصْفيقٍ
- غيماتُ الغُرْبةِ ..نبْضُ الوطنِ
- الحمْدُ للهِ
- الأدْعياءُ الجُدُد
- يتَّبِعُهُمُ المُتشاعرون
- أفكِّرُ كأنِّي واحدٌ منهمْ
- أساطيرُ الإغْريقِ
- الشِّعْرُ ذاكرةُ الغضبِ شعر: عبدالناصر الجوهري - مصر


المزيد.....




- “شو سارلك يا لولو”.. استقبل تحديث تردد قناة وناسة أطفال 2024 ...
- أحمد حمدي يخطف الأنظار بشخصية -حنظلة- الكاريكاتيرية
- شيخ الأزهر يغرد باللغة الفارسية تضامنا مع إيران
- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر الجوهري - كورونا قصَّابٌ ثَمِلٌ