أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - حكاية متقاعد .. بين مكرمة الكاظمي ولصوص الكيات!!














المزيد.....

حكاية متقاعد .. بين مكرمة الكاظمي ولصوص الكيات!!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6565 - 2020 / 5 / 16 - 17:35
المحور: المجتمع المدني
    


بقلم : مهند سري
لم يعد الراتب التقاعدي محصناً، وحقاً ثابتاً للمتقاعد الذي أفنى حياته في خدمة الدولة العراقية، ودفع ثمن هذا الراتب جهداً وأموالاً رصدت تحت بند التوقيفات التقاعدية، فهو في معاناة دائمة، كلما إنتهى الشهر، فالتأخير مستمر، ولايوجد سقف محدد لموعد الراتب، فيما تأخذ التصريحات المتضاربة حيزاً من مكابداته، ولاسيما تلك التي تهدد مصدره المعيشي الوحيد، بذريعة الأزمة النفطية، برغم أنه لم يتقاضى حصته منه، في أيام الرخاء، والموازنات الإنفجارية، وظل يعيش بالوعود، تأسياً بالمثل الشعبي " اللي توعده خيرمن اللي تاكله".
مثل بقية الشرائح المجتمعية، رضي بقليله، مكتفياً بدخله الشهري، تاركاً النفط " للشفاطة"، ومع موقفه المحايد هذا، فإن الأزمات التي تمر بها البلاد لاتتركه "خارج التغطية"، وانما تفرض عليه المسؤولية الأولى لمواجهتها، وعليه أن يكون الأول في طابور المضحين، ويقنع بالمقسوم، ولسان حاله ومقاله يردد " بخيرهم ما خيروني .. بالفقر عموا علي".
العميد المتقاعد جمال محمود محمد علي الجميلي، كان على موعد مع الراتب التقاعدي الذي تأخر طويلاً، لأسباب تتعلق بتشكيل الحكومة، وتدهور أسعار النفط !!, حتى جاءت مكرمة إطلاق الصرف، من دولة رئيس الوزراء الجديد، مصطفى الكاظمي !!، ولأن الضمانات محدودة، والثقة مفقودة، سارع في صباح اليوم التالي الى المصرف لتسلم " المعاش"، كما يسميه، وقف بالطابور بإلتزام، وترك لمخيلته توزيع النفقات المطلوبة منه، حتى وصل الى المحاسب، وسلمه الماستر، وقلبه يدق خشية أن تكون هناك مشكلة في الراتب، فهو مثل بقية العراقيين من محدودي الدخل، يعيشون في خوف دائم على الراتب، الذي تحيط به عيون المسؤولين بالحسد.
غير أن الشريط الخاص به خرج من الجهاز مثبتاً راتبه التقاعدي، وتسلمه من دون مشاكل كانت توسوس في رأسه، عده مرة بعد مرة، ودسه في جيبه على أمل أن يوصله الى البيت كاملاً، قبل أن يعيد توزيعه على الميزانية التي وضعها.
وما إن وصل الى الشارع العام، شاهد حافلة صغيرة نوع كيا بيضاء، ولايوجد فيها سوى راكب واحد، رآها هو فرصة في زمن كورونا، ركب، وقد انهكه تعب السنين، وإنطلقت به، لكن السائق طلب منه النزول بعد مئة متر، وهو يقول له " ما نوصل"، و"داس" مسرعاً حتى إختفى من أمامه.
مد يده في جيبه، فلم يجد الراتب، وضاعت آمال شهر كامل، وسط ذهول عطل كل تفكيره، فيما إعتصره هم مصروفات العيد الذي على الأبواب، وعيدية الأحفاد.
الحكاية انتهت الى هنا، لكنها ستكرر، ومصائد المغفلين لاتتوقف، والحكومة غير قادرة على توفير الأمن لهذه الشريحة من السرقة، ولا لغيرها طبعاً، لكن بإمكان الدولة بمعناها المؤسسي أن تقدم خدمة إيصال رواتب المتقاعدين الى المنازل، أسوة بدول العالم، ربما يصفنا بعضهم بالبطر، لكنا نتوسم خيراً بالكاظمي.



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية كتاب …أذهلني !!
- حرية وهرج وتهريج الصحافة المحلية ..الى أين؟!
- يوميات رسام عربي إقتحم العالمية ..
- ملاحظات ونصائح مطبخية !
- هل سرق - الفيل - شعيل سندبادنا أم نحن كما العراق بعناه ؟!
- محمد ﷺ أبو الايتام والفقرا الداعي الى إغاثتهم في كل ا ...
- طريق ال 1000 ميل يبدأ بخطوة واحدة من حذاء محلي الصنع !
- شكرا -جنات -رسامة القدم ..مازلت استلهم من صبرك العزيمة و اله ...
- شوربة عدس+ جدران وأسلاك وحزن !
- أن يكون ماضيك - اسود - لايعني ان حاضرك - بمبي - !
- حرامي لاتصير من -ربيع الجياع - لاتخاف !
- -دراما رمضان -العربية كانت للتمييع والتخليع فصارت للتطبيع وا ...
- نساء أحببن محمدا ﷺفنطقنَّ الشهادتين رغما عن أنف المشك ...
- عراقية لها في رثاء زوجها نمط خاص !
- قلوب تهفو الى مكة والمدينة بينها لمشاهير أجانب أسلموا فحجوا ...
- ألق يتجدد طيفا من بغداد الى كتارا
- قبل أن ينقرض الرجال ..الرجال!!
- رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!
- أنقذوهنَّ قبل نضج التين والعنب ..ملاك ليست الأولى ولن تكون ا ...
- مبادرات إنسانية لتجاوز الحقبة الكورونية !


المزيد.....




- الرصيف العائم جاهزا.. ماذا سيتغير في الوضع الإنساني في غزة؟ ...
- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق
- روسيا والصين تؤيدان طلب بغداد إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة ...
- -ما علاقة التحيز الجنسي والمثلية؟-..عمدة لندن يهاجم ترامب
- 15 دولة أوروبية تقترح -حلولا جديدة- لتسهيل نقل المهاجرين إلى ...
- الأمم المتحدة: دخول المساعدات برا هو الأسرع لتجنب المجاعة بغ ...
- 15 دولة أوروبية تطالب بحلول ابتكارية لنقل المهاجرين
- اعتقال أستاذة بجامعة كاليفورنيا لدعمها احتجاجات الطلبة المؤي ...
- جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن ...
- مطار العريش يستقبل 125 طن مساعدات لإغاثة غزة من روسيا وباكست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - حكاية متقاعد .. بين مكرمة الكاظمي ولصوص الكيات!!