|
بمناسبة الحكم الصادر على قتلة الشهيد حسن شحاته
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 16:52
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لقد هزني في العمق وألمني وآذاني هذا الحكم الصادر بحق قتلة الشيخ الشهيد - حسن شحاته - ، وإني من موقعي هذا أندد بأشد العبارات لهذا الإستخفاف المتعمد والمقصود ، والذي فعله قضاة لم يرعوا الحق والعدل والإنصاف . فإنه وبحدود علمي المتواضع تكون عقوبة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد هو - الإعدام - ، هذه العقوبة المقدرة والمعلومة يجري تطبيقها في جميع البلاد العربية والإسلامية والكلام من حيث المبدأ عملاً بالنص القائل ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) ، وتتضاعف هذه العقوبة شدة وقوة إن أتخذت الجريمة طابعاً إرهابياً أو ذي دوافع طائفية وعرقية مقصودة ومعينة ، فالقضية المعروضة أمامنا هي في هذا الحكم المُخفف الذي صدر على قتلة الشيخ الشهيد حسن شحاته مع أبناءه في مصر . والجريمة تمت بدوافع طائفية ومذهبية وبتحريض من يوسف القرضاوي شيخ الإرهابيين والقتلة ، إنها إذن تمت بدافع جرمي مشهود والسبب إن - الرجل شيعي المذهب ويدافع عما يؤمن به - ، ونحن هنا إنما ننبه إلى أن القضاء المصري يحكم في مثل هذه الحالات بالإعدام ، وقد نفذ ذلك بحالات مشابهة ومنها قضية قتل القاضي هشام بركات قبل فترة من الزمن ، أقول هذا من وحي الحكم الذي صدر على قتلة القاضي هشام بركات ، والتي أعدم من أجلها تسعة من الشباب المصري ، فالجريمة هي الجريمة والقتل هو القتل والقانون يجب ان يكون كذلك . أما حينما تتدخل العوامل الطائفية والأحكام المسبقة والضغينة والكراهية والحقد على التشيع من عقل القاضي ، فحتما سيكون الحكم مخروماً وبائساً ومنحرفاً وظالماً ومجافياً للحقيقة ، إذ ليس من العدل أن يُحكم على هؤلاء القتلة بهذا الحكم المخفف ، وليس من العدل أن يميل القضاء المصري حيث يميل الهوى مع التيارات السلفية والعنفية والإرهابية الحاقدة ، فالقضاء المصري كنا إلى وقت قريب نحترمه ونُقدره ، وليس من العدل ان يذهب دم الشهداء سدى ، تحت ظل تهاون وليونة وإنحراف قضاة ينتمون للدائرة نفسها التي قتلت الشهيد . وإني وسائر الناس نسأل : لماذا هذه الخفة في الحكم والشدة هناك على قتلة هشام بركات ؟ ، مع إن الأثنيين من الجنسية المصرية والهوى والإنتماء ، ولماذا يُرخص دم الشهيد حسن شحاته ويحترم دم المغدور هشام بركات ؟ ، لماذا هذا الكيل بعشرين مكيال في قضايا الإنسان وحقوقه وتطبيق القانون ؟ ، وإلى من يلجأ الناس حين يظامون وحين تهدر دمائهم وحقوقهم ؟ ، إن لم يكن لهم سند وظهر ؟ !! ، إلى من يلجأ البائس الفقير حين تعوزه الحيلة ؟ ، و حين يتولى القضاء فئة من هذا النوع ، لا تحسب للإنسان حساباً إلاَّ من باب من معي ومن ضدي !! . القضاء يجب ان يكون نزيهاً ويجب أن تكون أحكامه واحدة في القضايا المشابهة وفي الجرائم العمدية ، لقد آلمني ذلك الإستهتار بدماء الشهداء وآلمني أكثر ، حين وجدت المجرمين فرحين بما آتاهم من حكم ، آلمني أن لا يكون القضاء خصماً للظالم وعوناً للمظلوم ، ولقد كنت أشاهد سرديات الحكم وحيثياته ، ولهذا كنت ظاناً إنه سيكون حكماً عادلاً منصفاً يحقق لأهل المغدورين بعض حقوقهم ، ويردع القتلة من الإستخفاف بدماء الناس وأعراضهم ، ولم يكن في علمي ( إن مصر قد ألغت حكم الإعدام ) ودخلت دائرة الدول المانعة لهذا الحكم !!!!!! ، لا أدري إن كان لشيعة مصر ربٌ يحميهم أم لا ، رب يدافع عنهم فلقد أستبشرنا خيراً حين هوت حكومة الأخوان ، التي بظلها وقعت حادثة القتل الشهيرة ، وكنا ظانين خيراً بأن الجريمة التي باركها القرضاوي ستنال ما يستحق من العقاب ، لكن في الظميمة ظميمة لا يعرفها غير سلفيي مصر وبعض الأوباش من نبذة الكتاب ومحرفي الكلم . وإنني في موقفي هذا أُعيد التنديد مرة أخرى ، مستخدماً حقي المدني في رفع الصوت عالياً ضد كل ظلم ، قد يعطي الحق للقتلة في ممارسة دورهم البشع في القتل والإرهاب ، وسيشجع قوى وتيارات أخرى في إرتكاب جرائم مشابهة أخرى ، طالما كانت يد العدالة مُقصرة وغير فاعلة ومنحازة ، وإنني أدعوا إلى إعادة إستئناف الحكم من جديد والنظر بعين الرعاية للحاضر والمستقبل ، فلكي نبني دول ونتعايش مع بعضنا يلزمنا إحترام الحريات الدينية والشخصية و حُسن نوايا والتطبيق الصارم للعدل ، ذلك هو الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه ... راغب الركابي
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزواج المدني
-
رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس برهم صالح رئيس الجمهورية
-
داعش تعود من جديد
-
أمُنيات 2019
-
الدولة الفاسدة
-
تظاهرات في فرنسا
-
لإحتفال الدولي بنهاية الحرب العالمية الأولى
-
العلاقة بين الفكر والسلطة
-
القوي الأمين
-
القانون المخروم
-
زمن التوافه
-
مقابر المسلمين
-
الحكومة العتيدة
-
رسالة مفتوحة منا للأخ السيد مقتدى الصدر
-
أوهام الإنتخابات
-
دفاعاً عن الدكتور خالد منتصر
-
الإستفتاء في كردستان
-
جدل في تونس حول حقوق المرأة
-
ما بعد الموصل
-
بمناسبة عيد الفطر
المزيد.....
-
تعليم: بيان اللجنة الإدارية الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم
...
-
تأجيل محاكمة المناضلين الداعمين للشعب الفلسطيني والمناهضين ل
...
-
إلى الأمام… من أجل جبهة عمالية وشعبية موحدة لصد العدوان الثل
...
-
الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين في جامعة كالي
...
-
هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس والفصائل الفلسطينية
-
نواقص رؤية لحراك 20 فبراير منتسبة إلى الماركسية نقاش مع الرف
...
-
رفح والفاشر: حرب الإبادة والتضامن الواجب
-
كلمة الرفيق أمين عبد الحميد خلال الندوة الصحفية لجبهة مناهضة
...
-
الإمارات تعتمد الإقامة الزرقاء 10 سنوات لذوي الإسهامات الاست
...
-
العدد 556 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك من الخميس 16 إل
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|