|
الدولة الفاسدة
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 20:15
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
منذ زمان والعالم يحكي عن العراق وعن معنى الدولة الفاسدة ، ونحن معشر العراقيين نفسر الفساد بيننا تفسيرات محلية ، فنقول : - تارةً إنه بفعل السياسة و العمل السياسي ، ونقول أخرى إنه بفعل الفساد في الإدارة والمديرين ، وثالثةً نقول إنه بفعل سطوة أهل الجريمة والمجرمين والإرهاب والإرهابيين وغياب القانون - ، لكن للفساد في العراق وجه قبيح أخر يتعلق بالتبديد المتعمد للثروة والسرقات ، وغياب منهاج الضبط في المجالين الإقتصادي والمالي ، وكنت قد نبهت منذ فترة لذلك عبر مقالات كنت أظن إن لها - أذنٌ واعيه ، تستمع القول فتتبع أحسنه - ، وكان ظني خاطئ ( إذ لا يصلح العطار ما أفسد الدهر ) ، وهنا أشير لجملة أعمال وممارسات وتشريعات ما أنزل الله بها من سلطان ، فالتشريع المثير والفاقد للشرعية هو ذلك الذي : - أعطى لجماعة رفحه السعودية رواتب لا أعلم لماذا ؟ وعن ماذا ؟ - ، ومنحهم دور وأراض سكنية ، مع إن الغالب العام منهم يعيش خارج العراق ويتنعم برواتب ومعيشه لا بأس بها في دول الإغتراب - ، والمغتربين ليسوا بحاجة لهذا المال ولهذه الدور وكلكم تعلمون ذلك ، ولا أدري لماذا سن البرلمان قانون في ذلك ؟ ، فهل للمجاهد في سبيل الله ثمن ؟ ، أم إنهم من المؤلفة قلوبهم ؟ ، أم إنهم مرتزقة ؟ ، أم إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؟ ، وفي هذه بالذات لا يحتاجون إلى فدية ولا إلى جزاءات دنيوية ، طالما كان المراد والهدف هو مرضات الله ، إنه القانون السيء الفاسد الذي يتعمد تبديد الثروة في مجال وفي محل لا يستحقه من يعطى له ، جماعة رفحاء إنتفضوا ضد الظلم ودعوا للعدالة الإجتماعية ، وهذا شيء ليس له ثمن في حالتهم التي هم عليها الآن ، إذ ليس فيهم إلاَّ القليل من فضل العراق على بلاد الإغتراب ، هذه واحدة من الموبقات التي جاء بها نفر من عديمي الضمير مخالفين الطبيعة والحاجة وطلبات المجتمع ، وإن كان المراد هو جلب المهاجرين للعراق فهذا لم يحصل فالكل فضل البقاء خارجاً ، ثم إن كان في العراق فائض مال فلماذا لا ينفق ويصرف على عوائل الشهداء ؟ وعلى النساء المطلقات وعلى الأطفال الذين لا معيل لهم ؟ ، لماذا لا يصرف هذا المال على البنية التحتية للعراق مدارس مستشفيات وصرف صحي ومراكز تعليميه وشوارع ؟ ، لماذا تحول العراق إلى بلد فاشل وفاسد ، ودائماً مثله الأعلى في التربية والتعليم بلدان فاشلة وساقطة ؟ ، لماذا لم يُعاد له نظامه التعليمي المجاني والضمان الصحي للمواطنيين ؟ ، لماذا لا يعتنى بالجيش والشرطة والحشد ؟ فهؤلاء أولى من هذه الجماعة المغتربة . هذا واحدة وثانية الفساد هو إعطاء رواتب للمتقاعدين من الدول العربية الأخرى ، هل سمعتم في ذلك في الملة الأخرى ؟ ، وهل هناك تقابل بالفعل يكون للعراقي ما يكون لغيره من الذي يعملون في الخارج ؟ أخص الدول العربية ، أية قوانين هذه التي تتعمد إفقار العراق وجعله متخلفاً ؟ ، ثم لماذا تتباكون عليه وعلى مظلوميته ؟ ، أي رجال أنتم إيها !!!!! لمن هب ودب ؟ ، بئس الرجال أنتم وبئس القوانين تلك ؟ ، هذه دول الخليج جارتكم ليس فيها مثل هذه القوانين مع قدرتها على ذلك ، لماذا أنتم سباقون للشر نزاعون لجعل العراق بحاجة على طول الخط ؟ ، لماذا لا تنتظرون حتى يتعافى العراق ويسدد ما عليه من فواتير الحروب والدم والموت ؟ ، لا أدري من أقترح ذلك ومن سعى إليه وعمل به ؟ ، إني يائس منكم جميعاً لا أستثني أحداً منكم ، فجميعكم عمل القبيح ومارسه ودعا اليه ، جميعكم سوآءاتكم كسوءة عمرو بن العاص معاصرة وتقبح وجه التاريخ ، وأنتم خير من يمثل هذا القول : - إنتم شر مكانا - ، ويحكم أرجعوا إلى أنفسكم وحاسبوها ، هل يحل لكم ذلك ؟ ، في تبديد ثروة العراق والمشاركة في تخلفه ، يا أشباه الرجال ولا رجال ..وعقول ربات الحجال ، كما قال الإمام علي عليه السلام : - وددت إني لم أركم ولم أعرفكم ..- ، أما فيكم رجل رشيد ، يعيد للعراق بعض ألقه ووزنه وكرامته وطعمه ولونه ، أما فيكم من نعتمد عليه حين تدلهم بنا الخطوب ، أما فيكم من نرجوا الله فيه معينا وناصرا ، أرجوكم لا تدفعوا العراقي ليقيس بينكم وبين من سبقكم ، إنها إذن قسمة ضيزى .. راغب الركابي
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تظاهرات في فرنسا
-
لإحتفال الدولي بنهاية الحرب العالمية الأولى
-
العلاقة بين الفكر والسلطة
-
القوي الأمين
-
القانون المخروم
-
زمن التوافه
-
مقابر المسلمين
-
الحكومة العتيدة
-
رسالة مفتوحة منا للأخ السيد مقتدى الصدر
-
أوهام الإنتخابات
-
دفاعاً عن الدكتور خالد منتصر
-
الإستفتاء في كردستان
-
جدل في تونس حول حقوق المرأة
-
ما بعد الموصل
-
بمناسبة عيد الفطر
-
داعش في طهر ان
-
مشروعية الإغتيال السياسي
-
لسنة 2017
-
حثالات تُثير الفتن
-
قانون الحشد الشعبي
المزيد.....
-
نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا
...
-
محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
-
التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة
...
-
غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
-
الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار
...
-
يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024
...
-
مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب
...
-
فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم
...
-
بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع
...
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|