أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - عذوبة 2














المزيد.....

عذوبة 2


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 20:16
المحور: المجتمع المدني
    


نبتعد لنكون أقرب.. ونقترب لنكون أبعد..

كم نستطيع أن نتحمل من الخيانات الجسدية والنفسية والروحية، كلها تشكل بعضاً من الخيانة العظمى فينا، وتشكلنا في صور جديدة كل يوم؛ لنكتشف مع الوقت أشياء جميلة تحدث لنا دون أن نشعر بها؛ لتكون نهاية مشاعرنا ونحن ضحايا الصمت الخادم لكل خيانة عظمى داخلنا، لجعلها تحت عنوان المتغيرات في زوايا حياتنا اليومية.

مما نحن خلقنا، وفي أي وقت سيئ مزجنا حضارة الأخلاق بقانون التظاهر بعدم وجود أي خلل عاطفي فينا؟

رحلة الوعي لم تتمكن من قبل أن تتكلم بحقائق البشرية كاملة، بل استأنفت التجاهل بالحب الأبدي البعيد عن الخيانة، وعبرت ردهة الزمن بجهل كبير؛ لتخلق بين سراديب الليل أشباحاً تدَّعي الحب وتغذيه بكل خيانة ممكنة، فلا حب دون تقدير منها، ولا يوجد حب وحنان دون صورة مقابلة له من جوهر الخيانة في أكبر عصور العشق، فهل كان المقدور أن يكون هناك شيء واحد فقط في الكون ونظيره دوماً؟

تلاقى مصير الضعفاء أمام الأقوياء، وكل صفة من صفات أهل الجنة لها نقيضها في النار، وكل حب أعمى له نظيره حب غير أعمى، وكل عشق بلغ ذروته تعلقت الكراهية في أذياله بذروتها.

وكل كلمة لها ضدها كما النهار والليل، فهل ستنفي الخيانة الوفاء في الحب، وأيهما أقوى أم يتعايش صداهما في لعبة القدر المتحكم فينا؟

هدية القدر لنا أن العشق السرمدي وليد الخيانات المستمرة منذ بداية الكون، يرتبطان بأخوية كاملة بلا هزيمة وبدون أي انكسار، وحده الحب الفاني لا يعرف قانون التناظر ولكن أي مخلوق يمتلك القدرة عليه؟

العظماء هم مَن ينظرون إلى الحب الفاني بشفافية أرواحهم كحب حقيقي، بلا خيانة، بلا ضجيج.

وحده من كتب القدر يولع هذا الحب في روحانية القلوب العظيمة، كاستثناء وإجراء احتياطي لنسخة إنسانية عالية الجودة.

وأفضل الخيانات عشق ينتهي بالوداع والتصميم أن شيئاً لم يحدث، وكلا الطرفين يلعب دور التناسي، للتنسيق بالعودة إلى أولى خطوات هذا العشق التي لم تحمل الألم، ولم تتعدّ ضربات القلب السريعة وابتسامة هنا وهناك.

الضرر أقل والألم أقل والفرح أكثر.. ما الذي يغيرنا حتى يرتبط الحب بالألم؟
وترتبط الخيانة بالحب؟
وكلها أصابع تحرك فينا مشاعر من نار وكأن الحب مرتبط بجهنم قبل الجنة.

أي كارثة نحظى بها -نحن المحظوظين- في عالم الأحلام وعالم الخيالات المتراكمة فينا لحظة بلحظة، مما يرفع سقف توقعاتنا في العشق، ولكن النتيجة دوماً تكون صعبة للغاية، لدرجة أننا لا نصدق ما يحدث في خيالنا وواقعنا، ونحن المحظوظون في عالم من واقع لا واقع فيه سوى بالأحلام.

يغوص العقل الأبدي في مزاحمة من الأفكار الجديدة التي لم تكن هناك من قبل، وإنما هي وليدة اللحظات الجميلة فينا.. ربما الجميلة، ولكن النتيجة دوماً تكون ليست في حدود توقعنا.

ويفترض بنا أن نفهم.. يضحكني فهمنا لمستويات العشق، وبتجرد يؤلمني أن نكون عاشقين.



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابق عدوك بجانبك
- المتغير الأعظم فينا
- اليوم سيطلبون رأسي وغداً سيمجدون حذائي
- من النهايات تعرف البدايات
- لا يوجد شيء جديد تحت الشمس
- كيف انفردت الوحدانية لله الواحد الأحد
- فسحة on line
- طبيب الأرواح
- فتى وفتاة سكايب
- لا يقهر المرأة إلا المرأة
- أخطر أشكال العنف ضد المرأة!
- الرجل سلعة العصر
- السفر بين الأزمان
- امرأة من جينز -Jeans-
- رسائل الغفران
- من هم الذين يبقون في زوايا حياتنا ؟
- حضارة التكنولوجيا والوعي الروحي
- أنثى من خشب
- عذوبة
- كيف تفكر بشكلِ إنسان؟


المزيد.....




- حصري لـDW: من جلادين في أقبية التعذيب إلى قوات حفظ السلام ال ...
- محدث:: إصابة شاب برصاص الاحتلال واعتقال آخرين في جنين
- الاحتلال يوسع اقتحامه لجنين ويشن حملات اعتقال في القدس والخل ...
- أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو
- لاجئو السودان في تشاد.. توقف الإغاثة و-ازدواجية المعايير-
- خيم اللاجئين تثير الجدل قبل نهائي -يوروبا ليغ-
- معاريف: بريطانيا تطلب من مجموعة السبع منع الجنائية الدولية م ...
- -التعليم العالي- تبحث ترتيبات إطلاق المنصة العربية للتعليم ا ...
- ما عواقب صدور مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو؟
- مطلوبون للعدالة.. أبرز القادة الصادر بحقهم مذكرة توقيف من ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - عذوبة 2