أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - الخليج..الولع بالخرائط الملونة














المزيد.....

الخليج..الولع بالخرائط الملونة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 01:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا نستطيع النظر الى التجاهل الاقرب الى التعتيم من قبل الاعلام الخليجي تجاه تصريحات جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية, والذي اعلن فيها بان بلاده لن تعترف بمناطق حكم ذاتي داخل سوريا، الا انه دليل مضاف الى التوجه المحموم نحو تثقيف منظم وممنهج لشعوب المنطقة نحو مشاريع تقسيمية قد لا تجد نفس الاهتمام في دوائر صنع القرار "الحقيقية" في العالم..
فبعد الاهتمام الاقرب الى التهليل الذي غصت به وسائل الاعلام الخليجية "والمتخلجنة" لاعلان مؤتمر رميلان لـ" وثيقة النظام الإتحادي الديمقراطي الفيدرالي في روج آفا – شمال سوريا" والتبشير بان هذا الاعلان هو القاطرة المرتجاة لمشروع تقسيم سوريا, نجد ان الفتور الاعلامي - بل قد يكون الحنق -الذي قوبلت به الاعتراضات الواسعة على هذا الاعلان قد يكون مؤشرا الى توجه خليجي ثابت ودؤوب تجاه تسويق اي عملية تقسيمية او انفصالية على انها حاجة مجتمعية وقرار دولي راسخ دون المرور على النتائج الكارثية المتوقعة تجاه مثل هذه الاندفاعات الاحادية على وحدة واستقرار وسلم وامان شعوب المنطقة..
بل ان الترويج الواسع والمفتقر للتوفيق - والاقرب الى المفارقة - في تمرير مثل هذه المشاريع على انها الوسيلة الوحيدة للحفاظ على وحدة سوريا - وكذلك كان يقال عن العراق- وضمان مشاركة كافة مكونات الشعب في حكم البلاد وربط علمنة المجتمعات ودمقرطتها بتغليب النزعات الانفصالية , يشي بـ"عروبية خليجية" خالصة لمشاريع التقسيم لضمان هيمنة النموذج العائلي المغلق وتفوقه على كل التجارب الديمقراطية الناشئة في المنطقة , خاصة في افتقار هذا التوجه للدعم الدولي المطلوب, الذي يصل حد الرفض والقلق من نتائج هذه الممارسات على الامن والسلم الدولي..
فوضوح الطرح الامريكي بان الهدف هو "سوريا كاملة موحدة غير طائفية" يتعارض تماما مع التلقف الخليجي لاي جهد بحثي او تصريح اعلامي او حتى مقال في جريدة محلية مسبقة الدفع يتناول التقسيم والتفتيت على انه معبر عن راي المنظومة الدولية وقواها العظمى حد التوسل بمتبنيات المراكز البحثية الاسرائيلية ورؤاها تجاه خارطة المنطقة ..وهذا قد يكون السبب وراء ذلك الجهد الخليجي -حد اللهاث- نحو ضبط مسارات احداث الربيع العربي وما اعقبه من تداعيات ضمن الاطار الطائفي والعرقي المؤدي بالضرورة الى تشظية المجتمعات الوطنية تجاه الهويات الفرعية المغلقة..
وهذا الواقع قد يقودنا الى السؤال الاهم عن توقيت هذه الطروحات مع تزايد الاشارات المبشرة بامكانية التوصل الى حل سياسي للازمة السورية, ومكانيتها في مناطق معينة خرجت عن سيطرة الدولة بسبب قوى الارهاب التكفيري المرتبط بالعديد من الخيوط الفكرية والعقائدية والمالية بدول الخليج التي تدعم علنا عدم عودة تلك المناطق الى حضن الدول الوطنية مما قد يثير الكثير من علامات الاستفهام عن الدور الحقيقي للحركات التكفيرية ومديات ارتباطها الفعلي بمؤسسة الحكم في دول الخليج مع وضوح وعلنية تواشجها مع اهداف ومتبنيات العديد من المنابر الدينية والاعلامية والمؤسسات المالية المدعومة من نفس تلك المؤسسات الرسمية..
قد لا نملك ترف التغاضي عن مشاريع تغيير البنية الجيو-سياسية للشرق الأوسط التي قد تدور في اذهان القوى الكبرى , ولكننا لا يمكن ان نتجاهل كذلك معلنات تلك القوى بتعزيز الإصلاح السياسي في البلاد العربية كخيار استراتيجي، وتحجيم دور الديكتاتوريات نحو المزيد من اللا مركزية وشمول الجميع بدور اكبر في ادارة النظام السياسي والاقتصادي للبلاد في اطار الدولة.. وان كانت النخب العربية السياسية والمثقفة تفتقر الى رؤى متكاملة وواقعية للتعاطي مع الاختناقات المجتمعية وتحديات الاصلاح, فلا يعد ذلك مبررا كافيا لذلك الولع الخليجي بالخرائط المملوءة بالخطوط الملونة ولكنها تقتصر على الدول المحيطة باسرائيل وتستثني دول مجلس التعاون وحدودها المرسومة بالمسطرة الوهمية في تيه الجدب القديم..
ان على المنظومة الخليجية الابتعاد قليلا عن تقمص دور الدول المركزية المؤثرة على الاحداث واستنباط العبر من التجاهل الغربي الكامل لرؤى دول مجلس التعاون في قضية الاتفاق النووي مع ايران او استبعاد السعودية من مخرجات التعاون الروسي الامريكي في التعاطي مع المعضلة السورية لتعرف بان الخليج غير مسموح له حتى الان بان يكون له دور مستقل في رسم خارطة المنطقة وان كان ما زال يشكل اداة مالية وتحريضية جيدة في يد بعض القوى الاقليمية والكبرى..وهذا اقصى ما يمكن ان تصل اليه الامور في العالم الحقيقي خارج وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شقشقة أوباما
- ضوء من اليمن..أم صراع اجنحة
- الارهاب والفساد..وجهان لجناية واحدة
- لبنان ..بين المر والأمّر
- ما بعد داعش..ما قبل التحرير
- احباطات السيد السفير
- آخر حروب الجنرال
- التقسيم..واقع..حلم.. أم طموح؟؟
- حديث الاستفتاء..نظرة من خلف الباب
- التقسيم.. ليس قدراً
- غزوة -السومرية-..المؤمن العراقي والجحر السعودي
- التصعيد السعودي في منتهياته
- الشيخ النمر..اعدام سياسي
- الجعفري..بين فكي الشرق الاوسط
- الجزيرة..تحت وقع الصدمة
- من الذي اتصل ب(داعش)؟؟
- خريف الباب العالي
- تحالف بن سلمان
- انسحاب ام اعادة انتشار.. ليست هي القضية
- تركيا..تذهب بعيدا


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يكشف عدد الجنود المصابين بجروح خطيرة جراء ه ...
- موقع إسرائيلي يسرب تفاصيل زيارة -سرية- قام بها رئيس -الشاباك ...
- -نريد شربة ماء-: نساء في تونس يقطعن مسافات طويلة بحثا عن الم ...
- زار قاعدة -جولاني-.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يتحدث عن نت ...
- روسيا تكمل اختبار طائرة -جالوت- المسيرة الجديدة في منطقة الع ...
- طهران: سنحاسب إسرائيل على اغتيال نيلفروشان
- مذنب -تسوتشينشان أطلس- في أقرب نقطة من الأرض (فيديو)
- -مصر ليست في عجلة من أمرها-.. الإعلام العبري يوضح ملامح أزمة ...
- ما هي قدرات المسيرات الانقضاضية التي استخدمها -حزب الله- في ...
- ترامب يؤيد استخدام الجيش ضد الأميركيين وهاريس تتهمه بالضعف


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - الخليج..الولع بالخرائط الملونة