أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - وليمةألحيتان(قصة سُريالية)














المزيد.....

وليمةألحيتان(قصة سُريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 14:02
المحور: الادب والفن
    



نفذ أو تموت,لامكان للضعفاء,ألعاب ألعقل ,عناوين تظهر أحياناً على قناة ناشيونال جيوكرافك,ما يشدني لمتابعتها, هو خيبة ألأمل التي تنتابني عند متابعة القنوات الفضائية العربية, تأملت أن يأتي شهر رمضان, يشد أزرها كما تعودنا في ألماضي, لنشاهد مواد درامية ترتقي بالمتلقي ,إلا أن الخيبة زادت هذا ألعام , وضعتنا على هاوية سقوط أخلاقي,كنت أعتقد أن للفن وألأدب مدارس, منها الكلاسيكية ومنها المعاصرة, إلا أني لم أعرف أن للسحر مدارس ,ومنها السحر المعاصر, كان ينفذ ألساحر من خلال جدار من الطوب في المدرسة الكلاسيكية, أما في السحر ألمعاصر,فأنه ينفذ من خلال زجاج شفاف في عرض مباشر, غمرتني إغفاءة قصيرة لجهلي بمدارس السحر, قادتني ذاكرتي المنهكة الى أعماق بعيدة ,لم أشعر إلا وأني على مسرح التاريخ, الشاعر مجنون ,منحوتات ضخمة تطفو فوق مويجات المسرح, الوهم يتحرك بشكل لولبي, ينتشر بين المتفرجين ,إنها عدوى إجتماعية, تخيلت , أن ساحرنا المعاصر قد ظهر مذ بداية الخلق,ماذا كان ليفعل, أعتقد أنه سيمتص ماء الطوفان ويبصقه بين الغيوم ويعيد الأرض الى الغمر الأول, ولتبعه الأولين ,ولما قتل قابيل هابيل, ولما شاهدنا المذابح المروعة وحرائق دم الأطفال, صادف اليوم عيد ميلادي وهو بالمناسبة عيد ميلاد نصف أبناء جلدتي, قررّت أن أحتفل على طريقتي الخاصة, أحضرت مجموعة من الأفاعي المبتسمة, سرحت شعرها في أكاديمية صالون الحلاقة ,هذه أكاديمية محترمة تذكرني بمدرسة (اثينا) تمنح شهادات أكاديمية غير مزورة بتصفيف الشَعر والشِعر , شعارها الكذب المزدوج, يحصل خريجوها على مراكز حساسة في جمهورية إفلاطون,أحدهم كتب على باب محله لافتة (أزياء روما )حسبت أن الفاتيكان يترك إيطاليا ويتسوق ملابسه الداخلية منه ,في حفلة عيد ميلادي لم أدعو أحداً, من وراء الوادي الكل دخل في قوارير ممهورة بأليأس, وضعت سلماً على سفح جبلٍ أنشقَ لتوه, تسلّقت الى ألقمه, إنتابني شعور بالزهو, إنزلقتُ على سفحه الشمالي تدحرجت بأنسيابية مذهلة وجدت البحرأمامي وجها لوجه ,لم لا أحضر للأحتفال وليمة من أعشاب البحر(حيدر حيدر)غطست بكل كبريائي ,نهرتني حيتان عملاقة, تأكل ألأعشاب بالأطنان, أومأت الى الجهة الجنوبية من جبلي السحري, تكلم كبيرها, يزن أكثر من مئة طن (هذا تقدير أولي....!)كان صوته خفيفاً على سمعي, لم يصرخ, لم يستعمل موجات فوق صوتية, وإلا لتبخرت, قال لي لتبحث عن وليمتك في وطنك, البحر وطننا, تسلقت جبلي ثانية إنزلقت الى الجهة الجنوبية ,أبحثت عن وليمة لأحتفل بها في عيد ميلادي, في الحقيقة تسلقت الجبل لأجلب وليمة إستثنائية من أعشاب البحر,لكن محاولتي فشلت بسبب الحيتان , أنا نباتي وأصحاب المطاعم في بلدي, يشوون السلاحف والصراصير ,يلفونها بخبز من جلد بشري, تركتهم قروش صغيرة عند بداية رحلتي, تسللوا بحماية الشيطان ,إستولوا على كل بنايات المطاعم, هذا ألاجراء لم يشمل ماكدونالد, إذ سيطر عليه الشيطان الأكبر, بعد التي واللتيا, وصلت الى مطعم وسط البلدة, بأندفاعي وحماستي قابلت كبير الطهاة ,أخبرته أني نباتي ولا أريد وجبة من لحوم هندية, أشار برأسه الى اليمين ,مكتب فخم عرضه ثلاث فراسخ وارتفاعه ثلاث فراسخ ,جلس خلف المكتب حوتٌ بأسنان قرش ,يبدو وجهه مؤلوف لي لكن على شكل مصّغر, تذكرته إنه كان بائع الخضراوات (الباكَة بربع) في السوق الكبير,لم تضخّم لهذا الحد....؟ حوتٌ كبير, يزن أكثر من مئتي طن, إقتربت منه ,ضعت بين أصابع رجليه, رائحتها نتنة تخدش بطانة أنفي, كيف أكلّمه......؟ إستفدت من تجربتي ألسابقة في التسلق, ما أخفاني هو أن يظنني ذبابة, لذا تسلقت بأدب ,تطفلّت على إليته, كانت تعج بالبنيات, كلها مطلية باللون الأسود ,مصارف, أسواق عمولات ,مكاتب سمسرة,معارض سيارات ,إنزلقت بأدب خارج المطعم ,إحتفلت بلا وليمة ,شربت كأسا من عصير الصبير بدون سكر, صحوت من غفوتي القصيرة على صوت زوجتي تقول لي عيد ميلاد سعيد, كنت تشخر لابد أنك كنت في حلم عميق ,أنظر ماذا كتب هذا الصحفي عن بلدي, قلت لها شكراً على الهدية ,دعك من هذا إنه عميل بدرجة ملك ولو أن الكثيرين في جمهوريات جزر الواق واق ملوك بدرجة عميل......؟.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديناصورات تنتعش(قصة سُريالية)
- كأسٌ و سَجع
- ألأبل تتأمل قوسُ قزح(قصة سُريالية)
- إزدحام ......(قصة سُريالية)
- المعاريض (قصة سُريالية)
- دولةُ حمزة الأصفهاني(قصة سُريالية)
- إغواء(قصةٌ سُريالية)
- نصٌ مدهش....!
- مقدمة في مفهوم ألتجريد تشكيلياً
- فياكَرا (قصة سُريالية)
- مصحةٌ نفسيةٌ للكلاب(قصة سُريالية)
- لعبة (قصة سُريالية)
- عشراءُ
- متاهة ألتماسيح(قصة سُريالية)
- إنتشاء (قصة سُريالية)
- أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)
- عندما تستيقظ التنانين ألزرق (قصة سُريالية)
- محاورات إفلاطون(قصة سُريالية)
- ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)
- ألناجية(قصة سُريالية) إلى روح جيفارا في ألابدية...


المزيد.....




- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - وليمةألحيتان(قصة سُريالية)