أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - غباء سلاطين أم غباء شعوب؟.. سطور ساخرة وحكاية














المزيد.....

غباء سلاطين أم غباء شعوب؟.. سطور ساخرة وحكاية


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 11:03
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما يفلت صمام السيطرة والتعقل وتنخلع الحكمة من رؤوس المتسلطين وسلاطينهم لتلوذ بالفرار محتفظة بسمعتها الطيبة لتستكين في ركن ما ولو بين متسولي الطرقات الضيقة،فأننا ممكن أن نرى من البلاهة في الأداء العجب العجاب، الذي قد لا يبتعد كثيرا عن بلاهة الأداء في هذه الحكاية القصيرة (المأخوذة فكرتها من نكتة! )....... والتي سأرويها ولكن ليس قبل أن أبعثر بضع سطور ساخرة تليق بواقع سلاطين وشعوب هذا الزمان!!
..........

يقذف البحر بزبده على الشاطئ فيعفره بالطراوة ،
اما اذا هبّ النسيم على وجه الشاطيء الذي اكتسى بطراوة الزبد فأن عموم المكان سينتشي وستحط الطيور مصفقة بأجنحتها بوداعة لتنعم بثراء الطبيعة وتضفي على المكان هيبة التناغم والصفاء..
اما اذا قذف الزمن بأنسان أخرق متحذلق بغباءه، وألصقه على شيء محمول بأربع اوتاد من العاج ووضع فوق رأسه ذلك الشيء المذهل وغالبا ما يسمى"تاج" (( او هكذا اعتقد وحسبما فهمته من جارتي ليلة البارحة وهي تنشر الغسيل فوق سطح زريبتها وكانت تلوك اللبان بعصبية ومفترية على شيء اسمه عرش وآخر اسمه تاج!!))...
اقول أذا قذف الزمن بهكذا أنسان فسيعرف بأنه قد تم مسخه الى لغز محير ليصبح الفطحل الأوحد والمخترق للمُلك وحادي خنق الكائنات والذي يُطلق عليه عادة وحسب الأعراف المُنتَجة في مصانع العبودية " سلطان" ..
وستتعفر الأعضاء والأنسجة التي يحملها وخاصة ما يقع منها بين الجدران الغليظة برائحة الجرب وكل الروائح غير المستساغة مع بقاء وسامة المظهر لمصدر الإنبعاث طبعا!..
أما اذا هب النسيم على وجه الممسوخ الى سلطان والمكتسي او المتشبع بروائح الجرب، فأن عموم الفضاء المحيط سيتعكر وستنتشر الروائح بشكل لا يخضع للسيطرة لتنفذ الى أكبر عدد من الأرواح ،
أما اضعفها(تلك الروائح) فسوف لا يذهب هباءا بل سيكسي الوجوه الواقعة خارج دائرة الجرب المركزية (وهي كثيرة حسبما أرى!) بعلامات الدهشة والأستياء وعلامات التدهور في مستويات الذكاء من جراء الإستنشاق الأجباري!! وستتبخر الكثير من الأنسجة الحيوية ومنها أنسجة ذلك الشيء المتكور كمثل لب الجوز بين قشوره الصلبة والذي أُختِرع له اسم "دماغ" بعد جدال بين علم الفسلجة والعلوم اللغوية والذي تفتق عنه وضع "ما" بين حرف الدال أشارة لـ "دمامة/دماء/دبق " لربما وبين حرف الغين اشارة لـ "غباء/غمامة/غبرة".. علما أن "ما" ممكن أن تتراقص بجدارة بين أشياء جميلة للدال والغين ممكن أن يدركها من لم يسبق له التقرب من سلطان او لم يسبق له المسخ ...!
أعود لأقول ..سيتبخر ذلك المتكور ليساهم في انتشار كل ماهو سمج ليضفي على المكان نكسة التفاقم والخوار بسبب الأستنشاق المتواصل لعبير الجرب ونسائم العفن والغباء...
..........

نعود للحكاية.......

كثرت شكاوى المواطنين حول وجود حفرة صغيرة في منتصف الطريق السريع والتي تسببت بالكثير من حوادث المرور على هذا الطريق والكثير من الضحايا والجرحى، ولم يعد المستشفى الهزيل في الجوار قادرا على استيعابهم وتغطية أحتياجاتهم الصحية.... وقد تعاطف اصحاب الشأن من المسؤولين مع تلك الشكاوى ، فجاء الحل .. وهو تخصيص مبالغ لابأس بها لتطوير مبنى المستشفى وتوسيعه وتزويده بتقنيات افضل....!!

مرت الأيام والشهور ... وقد أزدادت الحفرة اتساعا وأزداد عمقها مما سببت بالمزيد من الحوادث والأختناقات المرورية والكوارث، وأصبحت تسمى من قبل العامة "بحفرة عزرائيل" لما سببته من إزهاق للأرواح... وتصاعدت الشكاوى ووضعت أمام الوزير المختص شخصيا... وجاء الحل.. وهو جرف الدور على الناحية الأخرى من الطريق وتعويض ساكنيها لأقامة مدينة طبية كاملة ، وكان القرار حاسما بضرورة المباشرة الفورية وبسقف زمني قياسي!.........

صفق المواطنون!!!!! لسرعة إتخاذ القرار وسرعة تفعيله... فقد كان التجاوب مع معاناتهم مميزا!!!
وأنجزت المدينة الطبية وتم افتتاحها بتغطية أعلامية مكثفة .....

مر الزمن (فاغرا فاه وكالعادة) ..... ولم تنته المشكلة!!! فقد ازدادت الحفرة سوءا واصبحت بعمق متر تحت مستوى التبليط وأزدادت كوارثها بشكل خيالي....هذه المرة رفعت الشكاوى الى السلطان شخصيا !!!...

اهتم السلطان ودعا الى عقد اجتماع طارئ وفوري مع المسؤولين والطواقم الفنية... وكان الأجتماع مطولا وعلى غير العادة !!!!
بعد الأجتماع ظهر السلطان خلف منصة عريضة وأمام الكاميرات ليتحدث عن المشكلة التي تسببت بمعاناة طويلة الأمد للمواطنين ومخاطبا أياهم.....

بدأ خطابه بالأعتذار عن سوء التعاطي مع المشكلة وعدم وضع الحلول المناسبة لأجتثاثها، كما أعلن عن خلعه للوزير المعني الذي فشل في إظهار التفاني لمعالجة الموقف بتناوله حلولا هامشية! ومؤقته اهدرت الكثير من المال العام والجهد والوقت، وصرح عن عقوبات مناسبة ستلحق بشأن المسؤولين الآخرين وممن تسببوا بتفاقم المشكلة..... كرر السلطان أعتذاره مرارا وتكرارا للمواطنين، وبين لهم بأنه قد قام شخصيا بدراسة ملف "حفرة عزرائيل" وجذرو المشكلة وبالأستعانة بالمتخصصين من الكوادر الهندسية والفنية الأخرى وقد وضعوا أيديهم بعد نقاشات مكثفة على الحل القاطع الذي سيغلق الملف ويريح العامة ،ودعاهم الى الأطمئنان التام،.. وجاء بيان الحل كالتالي..... بالنظر لأن الحفرة قد أتسعت وقد اصبح عمقها مترا تحت مستوى التبليط عليه فقد قررنا بالمباشرة فورا بتوظيف كل كوادرنا وأمكانياتنا الفنية لتعديل منسوب البلد جغرافيا وذلك بتنزيله مترا عن مستوى تبليط الطريق السريع....!!!!
كما اشار الى ضرورة مراعاة الدقة للتأكد من الفروقات بين المناسيب المختلفة لأرض البلد ومنسوب الحفرة قبل المباشرة بالعمل حرصا على الوقت والأموال العامة وطبعا الجهد!!!!
أطمئن المواطنون وناموا ليلتهم الأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة بسلام!!

فاتن نور
05/10/02





#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمعتك تثرثر من وراء الحجرات..
- وهل تنتظر .. الطفولة؟ حوار مع القاص العراقي محمد رشيد
- وهل تنتظر .. الطفولة؟.....
- حوار يتأرجح بين ظرفين.....
- صلوات للتفخيخ!
- رجلان..مشهد..مختصرات
- مسودة دستور ...ومعضلة شعب ..6
- توجعات.. بلا هوية
- مسودة دستور..ومعضلة شعب..5
- مسودة دستور .. ومعضلة شعب..4
- مسودة دستور.. ومعضلة شعب ..3
- مسودة دستور... ومعضلة شعب...2
- مسودة دستور.. ومعضلة شعب 1
- أين... وطني؟
- تصدعات جنوبية.. بين السيكارة وعقبها
- أنثى..
- غريب.. بين الرصيف والرصيف
- !! صدام.. ثروة قومية لا يستهان بها
- البعث خطار قاصدنه
- ويح اسمي والوطن......فضفضة حول تطويع الدين لخدمة الأرهاب وال ...


المزيد.....




- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - غباء سلاطين أم غباء شعوب؟.. سطور ساخرة وحكاية