أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى يوسف - أبجدية كفيفة














المزيد.....

أبجدية كفيفة


ليلى يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 20:59
المحور: الادب والفن
    


الأبجديه لأعمى القلب كبدقيه لأعمى البصر
وحده العاشق من له أجدية قادرة على التجسد ..دون ذلك كل الحروف بنادق و لا يعول عليها
--------------------------------------------------------------------------------------

يفترشن الطرقات كلها كندابات الجبانات..يتكاثرن بقانون مجهل كمعجزة ...ربما هو استجابه الطبيعه التى تعمل كمراّه...فالمرايا لا تجيد الخلق فليست سوى محض انعكاس ...فوحده المنوط به الابداع والخلق... وحده القادر على صناعة الحياة ... انزوى فى تضخم العجز ...ليتمخض عن تلك الكائنات المشوهه المتكاثرة كطفرة لجنون ما. يفرضن نواحهن الكئيب كجبايه على العابرين ببهجه ...فالبهجه محرمه ...و المرايا الصدئه عاجزة عن الرؤية....لا تعكس الا ما يناسب طبيعتها ...البهجه تثير حفيظتهم ..لا يفهمن كنهها فافئدتهن قد نخرها سوس العجز وختم عليها بشمع الاستعلاء...يتوحشن ازاء شعورهن بالنقص ...يزددن شراهة وشراسة فى وأد المغاير لمعرفتهن باستحاله استئناسه و تهجينه لصفوفهن...فالقطيع لا يتوقف عن القنص لاستقواءه بالكثرة

فى الحقيقة نوحهن لا يخلو من جمال ما ..لكنه كوردة صناعيه لا عطر لها ولا سر... لذلك ليس لنوحهن وجد..و ليس لانينهن بوح
فيهن لفاقدى البصيرة ..الكثير مما يسبى البصر ...بالكلمة احيانا... وتارة بالصوت و اللحن ...وكل اشكل جمال الزخرف المعصوم عن اى مضمون قادر على خلق حياة كالحياة ...يشبقن الوهمى الباحث عن اقصى المثالى فى عالم يحكمه اقصى المتاح ...و الوهمى كالحمل الكاذب عاجز ان يتمخض سوى سراب

الوضع اخذ فى السوء ...فهن لا يكتفين بالتكاثر بل اصبحن يتضخمن و يتمددن ايضا..كغيلان منتفخة بعيون حمراء مسلطه على رقاب العباد و ضمائرهم فربما العزف على اوتار الذنب يجذب المشبوقين لاوهام المخلص و الخلاص...لم تفلح كل محاولات المحبة فى استمالتهن... اذ لم تجد المحبة اى ثغرة يمكنها الولوج منها...ذوات مسمطة متخمه بالوهمى المحصن بكبرياءه المنيع

اخطئنا فى البدء إذ هالنا ما شهدناه من انسداد شريان المدينه بفعل كل تلك الكتل البشريه الاسمنتيه ...خوفنا على سريان ترياق الحياة بفعل السم السارى كالهشيم جعل البعض يتخبط فى مواجهة قصوى تفرض جبرية دفاع عن النفس و التورط فى حلول حلزونية اشبه ببيت جحا لا تشفى سقم ولا تنزع الجذر الفاسد ..اصابنا هوس التشخيص و العلاج و الرغبه فى اجراء جراحات عاجلة لوقف نزيف التشوه
فجأة ...دون مقدمات او تفاسير منطقية ...الظاهرة المؤقته التى حجبت الشمس عن مدينتنا بدات فى الزوال رويدا رويدا و من تلقاء ذاتها ...يأخذن فى الاختفاء بنفس القوانين المجهله التى انبثقن منها ...ككومبارس اعتلى خشبة مسرح فى غفلة من ابطاله ...مستعد ان يسقط العرض ولا يسقط كبريائه ..فى النهايه لا يصح الا الصحيح و للحياة كما للطبيعه قوانينها العادلة الصارمه التى لا تحيد عنها ابدا...يأخذ الجميع مكانته عن استحقاق .و يعود الكومبارس ادراجهم لمقاهى العجز


المدينه الحزينه تخلع انكسارها ... تنتشى شروقا و بهجة ... الطرقات تستقبل بالاحضان خطوات العابرين بمحبة و سلام ... السماء تعود ادراجها لمعانقه قوس قزح سرمدى يخلق جمالا على كل ثراء وتنوع اطيافه

لو انتبهبنا منذ البدايه لما اهدرنا طاقتنا فى مقاومة ما لا يحتاج مقاومه ...ما يحمل فى طى بذرته كل اسباب فنائه ...و لعرفنا ان للحياة صيرورتها الازليه الابديه و للحتمية سيف يسبق العزل وان البقاء كان دوما للاجمل
لو انتبهنا منذ البدايه لما تعطلنا عن البناء ..والان بعد انحسار الوهم..نستكمل... نعود بالمحبة وحدها .... للقدرة...للحياة و الخلق والجمال












#ليلى_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنفسج
- خروج اّمن
- جرحٌ أعزل
- ترياق
- صورة عائلية
- ما أسهل الحرف...ما أصعب الكينونة
- أرنى بدائلك
- نوستالجيا
- نزف
- بوح مشروط
- مملكة الزومبى
- اله المتجسدون
- وصلٌ مشفر
- لا تأسرنى هنا
- إستواء
- وشايه
- فداء
- أحلام البعث
- عهد الصبار
- كيف أنا !


المزيد.....




- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين
- صلاح الدين 25 .. متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 25 م ...
- غزة تحت النار.. الشعراء الشهداء إذ ينثرون إبداعاتهم


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى يوسف - أبجدية كفيفة