ليلى يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 18:32
المحور:
الادب والفن
هذا الإنعكاس
كلما مررت بمحاذاته
يديم التحديق بى
أنا أيضا أفعل مثله
تحدق كلانا فى الأخرى بدهشة
نمد يدانا لنتأكد من وجود مراّه
فتلمس يدانا ذات الموضع
نلتفت بغتة و نعاود النظر
فنرى ذات الغريبتين فى ذات المواجهة
أعلم أن وجهى الأندلسى القديم مازال يسكننى
مازلت أفتش عنه فى كل المرايا
يبعثنى كل مِزاج اندلسى
لرعشات الوجد
لأزمنة عشق منسية
أعلم ان أنين الحنين موجع
و أن القلب قد أصابه وهن الإغتراب
وأن وجهى لن يعود لى أبداً
بحد السكين
أسلخ الوجه الغريب
بيدٍ عاريةٍ من الندم
بلا ألم
بلا قطرة دمٍ واحدة
بعادية أى ربة بيت
بروتينية ملل تقشير الخضروات
لإعداد موائد الضجر اليومية
أعاود النظر فى المراّه
تطل على امرأة بلا وجه
للمره الأولى... تشعر كلانا بالألفة
بالقدرة على تبادل شىء ما
بلا شفاه... تقول كل منا بضعة كلمات مقتضبة
بلا عيون... تذرف كلانا بعض دموع... كما يليق بمراسم لقاء
و مراسم وداع
تعانق أحدنا الأخرى بحميمية غريبتين فى رحلة قطار
نفترق ...
فى مراّتى...
لا أرى شيئاً
بعض فراغ مؤطر...كمثلى تماماً
أشعر بالتخفف
اذ لا ترى ذاتك فى الاّخر... فتصاب بكمال العمى
فتعدل قناعاتك...
لتصبح عدم الرؤية دليل العدم
كما يليق ببهجةٍ بلهاء
أحمل ذاتاً خفيفة لإمراة بلا وجه
و مراّه معطوبة بلا إنعكاس
أبتسم لللا شىء
و أمضى...
#ليلى_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟