|
نتانياهو والبارانويا ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 14:01
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
نتانياهو والبارانويا .. "إضطراب الشخصية البارانوئية :هم أشخاص يُعانون من الإحساس بالمطاردة والإضطهاد ، وتتجلى هذه الأحاسيس ، بمستويات عالية ومتطرفة من الشك وعدم الثقة بالأخرين " . هذا تعريف مبسّط للبارانويا ،وقد كان كبير الكُتاب في صحيفة يديعوت أحرونوت ، الصحافي ناحوم برنيع قد وصف نتانياهو بهذا الوصف ، وطالَبَ أن يتِمَّ إيداعه مستشفى الأمراض النفسية لتلقي العلاج النفسي . جاء تعليق برنيع هذا في إطار مُقابلة صحفية مع الشبكة الثانية للراديو ، مع البرنامج الصباحي واسع الإنتشار ، والذي تُقدُمُه الصحافية المعروفة ومُقدمة البرامج الحوارية في الراديو (الشبكة الثانية ) ، كيرن نويباخ . وليس سِرّا بأن نتانياهو يحمل عداء شديدا تجاه وسائل الإعلام ، وله تاريخ عريق في التحريض على الإعلام المقروء والمكتوب ، وهاجم بشكل شخصي بعض الصحافيين سابقا بمن فيهم ناحوم برنيع !! ويتهم الليكودُ ونتانياهو الصحافةَ المقروءة ، المسموعة والمرئية ، بأنها يسارية وتبُثُّ الأكاذيب عن نتانياهو وعن الليكود وسائر أحزاب اليمين . رغم أن معاهد رصد ، تُتابع وسائل الإعلام تقول العكس من ذلك ، فحسب هذه المعاهد فإن 60% من الأخبار التي تحدثت عن نتانياهو ، كانت إيجابية التوجه نحوه (أي ذكرتْهُ في سياق إيجابي ) . ومعروف بأن نتانياهو ،تربطه علاقات "ممتازة " مع بعض أصحاب الملايين "يهود غير إسرائيليين " ، من أمثال إمبراطور الكازينوهات والقمار الملياردير ، شيلدون إيدلسون ، الذي قام بإصدار صحيفة يومية مجانية إسرائيلية ، بإسم" إسرائيل اليوم" ، لتمدح صديقه نتانياهو . بمعنى أخر أنشأ إيدلسون بوقا دعائيا يوميا مجانيا ، لنتانياهو ، يمدحُه ويُدافع عنه . وبالمُقابل قامت الصحيفة اليومية الأقدم في إسرائيل (تصدر منذ 77 عاما ،أي قبل قيام الدولة )، صحيفة يديعوت أحرونوت ، بنشر تحقيقات صحافية عن البذح وسوء إستخدام السلطة في بيت رئيس الحكومة . كتبنا حول الموضوع مقالا هذا رابطه : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=453580 هذه التحقيقات وغيرها أثارت حفيظة نتانياهو ومعاونيه ، بحيث هاجم بشكل شخصي ، صاحب جريدة يديعوت أحرونوت ، وموقعها الإلكتروني " واي – نيت " ، الذي وصفه نتانياهو ب- "لاي –نيت" ، من الكلمة الإنجليزية "لاي " بمعنى يكذب !! وقد اعتاد اليمين تحريف الكلمة العبرية التي تعني صحافة وهي "تكشورت " ، إلى كلمة "تشكورت " والتي تعني المَكْذَبة ..!! ولا يكتفي اليمين بسياسة تكميم الأفواه ، ومُحاربته الشرسة لكل نقد ، بل لجأ نتانياهو والذي يشغل منصب رئيس الحكومة ويتقلد المناصب الوزارية التي كان يتقلدها أعضاء الأحزاب المستقيلة (يش عتيد ، وحزب تسيبي ليفني )، أكثر من 7 مناصب وزارية يتقلدها نتانياهو في هذه المرحلة الإنتقالية ومنها منصب وزير التربية والتعليم . ولجأ ،بصفته وزيرا للتربية والتعليم بالوكالة ، إلى إصدار قراريقضي بأن يَحُلَّ لجنة إختيار الفائز بجائزة إسرائيل للأدب ، وذلك بإلغاء عضوية أُستاذين جامعيين في الأدب، من لجنة الجائزة ،مما دفع بالعضوة الثالثة الى الإستقالة . ويسود الإعتقاد بأن السبب وراء هذه الخطوة ، يكمن في إحتمالية أن يختار أعضاء اللجنة ، الكاتبَ اليساري ، دافيد غروسمان ، كفائز بجائزة إسرائيل ... ودافيد غروسمان روائي مشهور محليا وعالميا ، وحظي أحد كُتبه "الزمن الأصفر" بإنتشار واسع وخاصة عند قراء العربية ، وفيه يفضح الإ حتلال الإسرائيلي وموبقاته . وقضية ، أن نتانياهو لا يرغبُ برؤية دافيد غروسمان يتسلم جائزة إسرائيل هي قضية واضحة للعيان ، فالإبداع في إسرائيل وغيرها هو يساري بإمتياز ، لكن ما يخشاه نتانياهو وعلى ذمة كاتب كبير أخر ، يارون لندن ، هو خوف نتانياهو من أن يرفض غروسمان تسلُم الجائزة من يدي نتانياهو !! وفي رأيي المُتواضع لا يُعاني نتانياهو من بارانويا ، فهو يستمتع وزوجته بإمتيازات رئيس الحكومة ، يسافر على حساب أصدقائه الأغنياء ، ويرد لهم الجميل بتخفيض الضرائب عن أرباحهم الطائلة ، يحرم الفقراء من مخصصات التأمين الوطني للإطفال ، ويُعطي "بكرم " لإصدقائه في المستوطنات ومن الرأسماليين . نتانياهو يخوض معركة إنتخابات مصيرية له ولحزبه ، وكعادة اليمين فإنه يستعمل كل وسيلة متاحة لتكميم الأفواه ، ومهاجمة اليسار أفرادا وأحزاب ، متهما إياهم باللاوطنية واللاصهيونية . لقد إفتعل نتانياهو "خصومة " مع البيت الأبيض ومع الإدارة الأمريكية ، لأن هذه الخصومة ستزيد من حظوظه وحظوظ حزبه للفوز برئاسة الحكومة .. القضية هي السلطة ، القوة والنفوذ الذي سيضمن لنتانياهو شخصيا ولأصدقائه من الرأسماليين مزيدا من الثراء على حساب الفقراء .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المصطلحات لا تخلق واقعا ..
-
من يُريد رمادا مُشتعلا ؟!
-
مشاهير ومحبوبون
-
تعويذة الأزهر : مزيدٌ من القتل البارد ..
-
حُرّاس -ألعائلة الملكية - الإسرائيلية .
-
صراع حضارات ..؟؟!
-
التنميط .
-
تجسيد الموت .
-
بَعْدِيَ الطوفان ..
-
نعمة النسيان
-
رحيل طفل في الخامسة والسبعين ..
-
قائمة مشتركة والزميلة عايدة سليمان عضوة كنيست ..
-
كوميديا سوداء ..
-
الأقلية ومؤسسات السلطة ..!!
-
ألذكاء ومؤخرات الأمهات ..!!
-
داعش عندنا ؟ لا مرحبا ..
-
لِكُلٍّ من إسمه نصيب ..حتى موقع الحوار .
-
ما زالوا يُشمّرون ..!!
-
دمعة محمد وبرائته ..
-
-هأرتس- في مرمى النيران .
المزيد.....
-
م.م.ن.ص// جرائم حرب الإبادة الجماعية بغزة مستمرة..
-
مصير الرهائن - الهجوم الإسرائيلي على رفح يؤجج غضب المتظاهرين
...
-
الفصائل الفلسطينية تخوض الآن اشتباكات دامية مع الجيش الإسرائ
...
-
فلسطين.. ستة أشهر من الإبادة الجماعية والمقاومة
-
فيديو.. الجامعات الاميركية تخذل الطلاب المتظاهرين
-
ماكونيل يدعو وكالة الخدمة السرية إلى إبعاد المتظاهرين عن الم
...
-
على حافة حرب نووية: مقابلة مع فيدل كاسترو من أرشيف بي بي سي
...
-
الرفيق جمال براجع يعزي الجبهة الديمقراطية في استشهاد القائد
...
-
البيان الختامي للمؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي
...
-
الإسرائيلي يورام هازوني.. معبود اليمين المتطرف في العالم
المزيد.....
-
كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رؤية يسارية للأقتصاد المخطط .
/ حازم كويي
-
تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
المزيد.....
|