أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة ( 15) الحياة في الموت ، والموت في الحياة !















المزيد.....

شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة ( 15) الحياة في الموت ، والموت في الحياة !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 00:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (15)
الحياة في الموت ، والموت في الحياة !!
تطرقنا في مقالات وخواطر سابقة إلى ضرورة الموت ،فدون الموت لن تجد الكائنات مكانا تعيش فيه ، كما لن يجد كوكب الأرض غذاء يمنحه طاقة متجددة تنتج غذاء جيدا ومفيدا يفيد دورة الحياة المتجددة . فالموت إذن ليس هو ما نعرفه من أن الحياة انتهت . لا ، الموت هو الخطوة الأولى في انبعاث حياة ثانية جديدة . وإذا كان الفكر الديني أو بعضه على الأقل يعد بحياة ثانية
في جنة أو عذاب في نار ، فإن فكرنا لا يعد بأي من هذه التصورات ، بل ولا يعتقد بها . وأما عن الفكر الديني القائل بالتناسخ والتقمص وحلول الروح في كائنات أخرى أو مواليد آخرين ، فقد نؤيد فيه فكرة تجدد الحياة دون أن نوافق على الصيرورة التي يتم بها الإنتقال والحلول ، ودون أن نوافق على المنتقل إليه روحيا والحال فيه تناسخيا . ثم إننا لا نوافق على الفكرة الهندوسية
بحد ذاتها المنطلقة من فكرة العقاب أيضا ، بأن الله - وهو هنا براهمان- يحيل الروح إلى كائنات أرقى أو أدنى حسب سلوكها في الحياة بما يتعلق منه بالخير والشر . فالطاقة القائمة وراء الخلق في مذهبنا لا تحاسب ولا تعاقب وغاياتها خيرانية وإن كانت لا تتحكم بعملية الخلق بشكل مطلق حتى الآن ، دون أن تتوقف عن السعي إلى ذلك . غير أننا لا ننكر وجود حالات خارقة للطبيعة
كأن يولد كائن لديه قدرات خارقة كحاسة الشم عند الكلب مثلا ، أو خلق انسان يجيد لغة دون أن يتعلمها ، أو خلق انسان يفعل ما لا يستطيع أي انسان آخر فعله . وهذا الأمر ينتج في الغالب عن تفاعلات نسبية في عناصر مادية لم تحدث من قبل . وقد يشير هذا إلى أن التفاعلات الصدفية أو التجريبية إن شئتم التي كانت تقوم بها الطاقة في بداية عملية الخلق ما تزال قائمة في جانب منها
إلى جانب تفاعلات مدروسة تم التأكد منها وربما وضعت تحت رموز ما تشير إليها . وفي الإمكان القول حسب هذا التصور أن التفاعلات تنقسم إلى قسمين . تفاعلات مدروسة ومعروفة ، وتفاعلات تجريبية . ومن التفاعلات المدروسة في الطبيعة هي ما ينتج عند الثدييات من بويضة انثى وحيوان منوي ذكري ، فتفاعلهما مدروسا فيما يتعلق بخلق الإنسان والكائن الثديي . وقس على ذلك عملية الخلق في الكائنات الأخرى غير الثديية التي تتكاثر بتفاعلاتها الخاصة المختلفة
بين عناصر مادية مختلفة .
سنعود في هذه المقالة إلى التوسع بعض الشيء في الموت والحياة وتجددهما المستمر والدائم .
" لو حاولنا فهم الحقيقة الفيزيأوية لجسم الإنسان عبر تحليله إلى مكوناته الذرية ، لوجدنا أنه يتكون من 65% أكسجين و18% كربون و10% هيدروجين و3% آزوت و2% كالسيوم و1% فوسفور . كما يتكون من كميات محدودة من البوتاسيوم والكبريت والصوديوم والكلور والمغنيسيوم والحديد ن وكمية من اليود والسليكون والفضة والذهب . ولا شك أن حركة الألكترونات في كل ذرة من هذه الذرات لهاطاقة كهربائية سالبة مقابل شحنة موجبة للبروتونات التي تقع في نواة كل ذرة . هذه الطاقة الأولى في الجسم هي أرضية كل الطاقات اللاحقة . ويجب أن نشير أيضا إلى وجود مواد مشعة بشكل طبيعي أيضا في الجسم البشري ، حيث تبين أن آثارا صغيرة من المواد المشعة توجد بشكل اعتيادي في الجسم البشري . ويرجع السبب في هذا إلى وجود مواد مشعة بكميات ضئيلة في المواد الغذائية التي نتناولها " (1)
وثمة تحليل أكثر تفصيلا سنورده أيضا :
"لو أرجعنا الإنسان إلى عناصره الأولية ، لوجدناه أشبه بمنجم صغير ، يشترك في تركيبه حوالي ( 23) عنصراً ، تتوزع بشكل رئيسي على :
1ـ أكسجين (O) ـ هيدروجين ( H) شكل ماء بنسبة 65% ـ 70% من وزن الجسم
2 ـ كربون (C) ، و هيدروجين ( H) و أكسجين (O) و تشكل أساس المركبات العضوية من سكريات و دسم ،و بروتينات و فيتامينات ، و هرمونات أو خمائر .
3 ـ مواد جافة يمكن تقسيمها إلى:
آ ـ سبع مواد هي : الكلور ( CL) ، الكبريت (S) ، الفسفور (P) ، و المنغنزيوم (MG) و البوتسيوم (K) ، و الصوديوم (Na) ، و هي تشكل 60 ـ 80 % من المواد الجافة .
ب ـسبع مواد بنسبة أقل هي : الحديد (Fe) ، و النحاس (Cu) و اليود (I) و المنغنزيوم (MN) و الكوبالت ( Co)، و التوتياء ( Zn) و المولبيديوم (Mo ) .
جـ ـ ستة عناصر بشكل زهيد هي : الفلور ( F) ، و الألمنيوم (AL ) ، و البور ( ، و السيلينيوم ( 2) ( Se) ، الكادميوم ( Cd) و الكروم ( Cr) .
ما يعنينا من كل هذه العناصر هو أنها كلها موجودة في تراب الأرض أو في باطنها الذي يحوي أكثر من مائة نوع من العناصرالمادية . وهذا يعني أن ثمة عناصر مادية في تربة الأرض لم تستغل حتى الآن ليس لأنه لا حاجة لها في عملية الخلق بل لأن توظيفها أو توظيف معظمها
في الكائنات الحية لم يتم التوصل إليه حتى الآن أو لا حاجة له أو لبعضه ، لكنه يقوم بدوره في عملية الخلق ضمن باطن الأرض ذاته .
قد لا يبدو التطرق إلى هذه العناصر مهما لما نبحث عنه وهو الحياة والموت وتجدد دورتهما
في حياتنا . تعالوا لنتخيل حالا ليس فيها موت للكائنات . ماذا سيحدث :
في البدء لا بد من القول إن هذا التخيل شبه مستحيل بالمطلق . لأن الكائن الحي وبشكل خاص الإنسان والحيوان اللاحمين لا يمكنهما البقاء إلا بالقضاء على حياة حيوانات أخرى أضعف منهما ، إلا إذا قررا التحول إلى النبات ، وهذا أمر مستحيل .
لن ندخل مطولا في أبعاد هذا التخيل . ولنبق على تخيل عدم الموت وبشكل خاص للإنسان والحيوان الأقوى والنبات الذي يعمر طويلا جدا . ما الذي سيحدث في هذه الحال ؟
لن تجد الكائنات مكانا يتسع لوجودها . فلو افترضنا أن البشرية تزداد مليارا كل قرن ، فسيكون
لدينا عشرة مليارات في ألف عام فقط ، ومائة مليار في عشرة آلاف عام فقط . أي بزيادة مقدارها ثلاثة وتسعين مليارا عن عدد سكان البشرية اليوم .
لا يتخيل أحد انه لو تم ذلك لكان الآن يعيش مع جلجامش ومع الربة إنانا أو مع الإله مردوخ ، أو مع أثينا وهرقل ، لأن ذلك مستحيل وهو ما لم يتم ولن يتم .
هذا على صعيد الإنسان فقط وفي حدود عشرة آلاف عام فقط ، ومن يريد أن يمعن في الخيال ويتصور الحال مع الكائنات الأخرى وعبر زمن يمتد إلى مئات آلاف الأعوام ، فليمعن ليجد نفسه
في ما لا يمكن تصوره .. ليصل إلى نتيجة تفيد بأن الموت ضرورة حتمية ، لكي تستمر الحياة .
هذا فيما يتعلق بالكائنات الحية وافتراض أنها لن تموت ، فماذا عن كوكب الأرض الذي لا يعتبره
أحد كائنا حيا ، رغم أن الحياة تنشأمنه !
بالتأكيد سيفقد كوكب الأرض معظم عناصره الهامة التي يتكون منها . فقد يقل إن لم ينضب منسوب الحديد والنحاس والصوديوم والبوتاسيوم والمنغنيز .... إلى آخر المواد التي تتكون
منها عناصر أجسام الكائنات الحية .. إلى حد قد تصبح معدته خاوية وجسمه ذابلا ، وإني لأتخيله
لحظتئذ يفتح فما مهولا ليبتلع كل ما هو كائن عليه ، وقد ينطق بلغة ويشرع في شتم الكائنات
التي سلبته قوته وغذاءه !
دخلنا في حالة أدبية وثمة قراء كثيرون لا يستهويهم الأدب ، وقد يكون الحق معهم ، فنحن الآن في عصر العلم الذي يحتم علينا أن نعرف من نحن ولماذا وجدنا ومن أوجدنا ،كما حاول أجدادنا أن يعرفوا بدورهم حسب ثقافة زمنهم .
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (3)
- غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (2)
- غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (1)
- أقل الكلام في خير ما سطرته الأقلام !
- على هامش الحوار بيني وبين صديقي المؤمن - العقل الحر والعقل ا ...
- ( أصابع لوليتا ) حب وألم وفهم خطأ لسفر أيوب !
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (14)
- -قناديل ملك الجليل - ملحمة الفارس الأسطورة !
- -غريب النهر - سفر الشتات الفلسطيني
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (13)
- البطولة الجماعية في ( فرس العائلة )
- حوار مع صديقي المؤمن !
- سعود السنعوسي يحلق عاليا في - ساق البامبو-
- عزازيل : صراع الكنائس حول طبيعة المسيح؟
- ماذا فعلت بعلاء الأسواني في نادي السيارات ؟!
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (12)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (11)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (10)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (9)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (7)


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مرابض العدو في الزاعورة و ...
- الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى والاحتلال يعتدي عل ...
- ”على Nilesat“ اضبط تردد قناة طيور الجنة toyor al jana TV على ...
- الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا أشعل النار بكنيس يهودي في روان
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات با ...
- -تينكوف- الروسي يطلق بطاقة مصرفية إسلامية
- كيف نقرأ -الجهاد- في المصادر الإسلامية؟
- مقتل رجل على يد الشرطة حاول إضرام النار في كنيس يهودي شمال غ ...
- الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا حاول إضرام النار بكنيس يهودي
- فرنسا.. الشرطة تقتل رجلا حاول إضرام النار بكنيس يهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة ( 15) الحياة في الموت ، والموت في الحياة !