عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 15:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن مناسبة هذا الحديث، هو أن ابني اصطحب معه نسخا من كتابين صدرا لي في القاهرة، حملهم له صديقه المصري الشاب بعد كفاح لسنوات وهو يطالب لي بحقوقي المالية عن طباعة الكتابين، وكان يتذرع الناشر كاذبا مثل معظم الناشرين العرب محترفي النصب ،حيت اضطر الشاب ربما - بسبب فتوته العضلية الشابة- أن يأخذ رغما عن الناشر صاحب المكتبة - إرغاما أدبيا ومعنويا- بعض النسخ ..بعد خمس سنوات على نشرها ...
الأول صدر عام 2008، وهو (طه حسين رائد العقلانية الليبرالية ) عن دار رؤية ...والثاني كتاب ( ذهنية التحريم أم ثقافة الفتنة : " حوارات في التعدد والتغاير والاختلاف" )، والكتاب الثاني نشر طبعتان دون الإشارة إلى ذلك، لكن ما كشف ذلك للشباب - أن هناك نسخا قد كتب اسم المؤلف على كل طبعة بشكل مختلف عن الأخرى، حتى على الغلاف (مرة عبدالرزاق وهو صحيح ، ومرة ثانية: عبدالرازق .. أي باللهجة المصرية ..الخ ) ..
طبعا إن عزاءنا مع نصب الناشرين كان دائما هو شيخنا الكبير نجيب محفوظ ...الذي كانت تطبع كتبه في كل البلاد العربية دون أن يصله مليم، سوى حقوقه عن نسخته الأولى ولمرة واحدة ...
ولذلك كان الرجل الراحل يوافق على تمثيل رواياته للسينما (عشان العيش)، ولهذا علق الممثل الراحل أيضا فريد شوقي ساخرا بود، عندما أعلنت الأخبار العالمية عن نيل نجيب محفوظ جائزة نوبل قائلا بما معناه (الحمد لله أن الرجل لن يضطر بعدها للعشر جنيهات التي كنا ندفعها مساعدة له مقابل سينارويوهات أفلام روياته ...!!!
طبعا شكوى الكاتب العظيم محفوظ يتصل سياقها الثقافي السياسي بالدولة الناصرية التي واكبها من بدايتها إلى نهايتها، وهي دولة استمرار وتكريس بنية الدولة العميقة (بوليسيا) في مصر، لكن عادة ما تخفف سيرة عبد الناصر النزيهة، من فداحة الفساد في عمق الدولة المصرية، الذي راح يتمأسس (بيروقراطيا )، مع ازدياد هيمنة العسكر والمخابرات على السلطة ...
لكن تجربتي مع الناشر المصري ( المحتال) باسم القضية ( قضية "رؤية" ..ورؤية التنوير)، منذعام 1997 ، حيث أني انهيت كتاب طه حسين وأنا في مرحلة التواري قبل الهجرة إلى فرنسا !!! نظرا لقناعتي أن وظيفة الكتاب راهنية حتى اليوم (العقلانية الليبرالية التنويرية) وربما ستبقى راهنية حتى لقرن قادم .
أي أن الناشر كان يسرقني حتى في زمن فورة الربيع الديموقراطي، منذ مبارك مرورا بمرسي وصولا للسيسي، حيث ظلت نواة الدولة العميقة ( استبدادا وفسادا ) رغم ما سالت من دماء في مصر ...ولن نتحدث عن سوريا التي غاصت في الدم والفساد والاحتلال والخيانة الوطنية العظمى الرعاعية الحثالية، التي تسلم فيها البلاد لا غرب استعمار في التاريخ (حيث المستعمر بكسر الميم، متخلف عن المستعمر بفتح الميم )، هو استعمار (ايراني) لحضارة ما بين النهرين ولبلاد الشام ...
حيث عمامات السواد الملالية تشيع سوادا قاتما ظلاميا لا يترك في فضاءات بيروت اية نبرة أو صوت للحرية، أو أية مساحة للشعر والفن والرحابنة وفيروز .. يستحيل ان تسمع فيروز وبيروت معمم راسها بسواد العمائم الشيطانية، ومكلل بالمأساة والدماء ومتوجة بصورخامنئي، مع وكيل ولي فقهانيته : نصر الشيطان اللاتي الحالشي .
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟