أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - الهلاكوست (مذابح اليهود) حقيقة أم خيال؟!















المزيد.....


الهلاكوست (مذابح اليهود) حقيقة أم خيال؟!


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 294 - 2002 / 11 / 1 - 03:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

021031

 

في مقاله (أوربا لن تكون ما لم تتخلص من مرضها العضال)كتب السيد فرات العلوان ما يلي: (( العلة الأخيرة والأشد هي في رأس أوربا، هي عقدة الهلوكوست، وهي إبادة اليهود على عهد هتلر كما يقال. وأعتقد أن هذه العلة هي التي تتحكم بواقع أروبا ومنذ النصف الثاني من القرن الماضي. فكلما عطست أوربا عطسة العافية من مرض ما، يرفع بوجهها العداء لليهود وتبدأ المناعي عن الهولوكست،،، وهاهي مثلا ألمانيا تدفع تعويضات إلى إسرائيل، رغم إن إسرائيل لم تكن قائمة يوم أشيع عن ضحايا اليهود، أي هي لا تمثل الوجه القضائي للتعويضات، هذا إذا حدث فعلا ما يمكن إعتباره إبادة )) (كتابات يوم  021030)

وأوافق السيد العلوان، في شكه الذي يلوح من خلال المقتبس أعلاه، بحدوث إبادة (هلاكوست في اللغة العبرية) لليهود. وكنت قد نشرت بحثا عن هذا الهلاكوست ضمن كتابي (المراجعة ISBN 9163018314) سأعتمد على بعض منه في مقالي هذا.

نحن أولا وقبل كل شيء ضد الإبادة حتى لو كان المباد شخصا واحدا. مثلما تربينا على تراث ديني يمنع التمثيل والحرق وأي ما يمس بقدسية الميت. ونحن نستنكر وندين أي نوع من أنواع التعذيب والتمثيل وأي شيء يمس بخلقة الإنسان، في حياته أو مماته. ومن هنا، نحن نلتقي ولاشك مع أحد مضامين تكرار الحديث عن أي هلاكوست (أو أنفال أو حلبجة) والذي هو في جوهره فضح للأنظمة التي تسترخص حياة الناس، لأجل مكافحتها والقضاء عليها نهائيا.

ولاشك بأن محاربة الذين يسترخصون حياة الناس، يجب أن تستند إلى المصداقية. أي أن تخضع جميع حيثياتها إلى البحث المجرد. وإلا بقيت بحكم الإتهام السائب الذي لن يفعل أكثر تهييج المشاعر لحظات ثم ينتهي. ومن هذا المنطلق، سنبحث الهلاكوست الهتلري، المفروض أنه حدث في السنين الثلاثة الأولى من الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) حيث كما تقول القصة أن هتلر حرق في أفران الغاز ستة ملايين يهوديا أحياءً.

وجريمة مستنكرة كهذه، ما كانت لتمر وفي القرن العشرين لولا حالتين: أن يشترك بها كل العالم بهذا الشكل أو ذاك، أو أن تكون قصة كتبها أحدهم إشتركت دعاية العالم بجعلها حقيقة. فأي الحالتين هي الأصح؟

 

أولا: الأفران

إن الإهلاك كما نعلم تم بإحرق اليهود أحياءً في أفران الغاز، أو تسميمهم بالغاز داخل الأفران ومن ثم حرقهم. وهذه الأفران، رغم إسمها المرعب، حاليا موجودة في متاحف ومتاحة للزوار. وهي خمسة إثنان منها في بولندا والثلاث الباقية في النمسا وألمانيا. لكن ما تراه العين من حالة هذه الأفران، يطعن بدعوى الهلاكوست بالصميم، أو يجعل الفرق هائلا ما بين ما تعودنا على سماعه وبين الواقع المجرد. أو هذا ما توارد إلى ذهني وأنا أرى أول صورة لهذه الأفران. وهو الذي دفعني لدارسة ظاهرة الهلاكوست أصلا. فحجم الفرن الواحد من هذه الأفران الخمسة لا يتعدى النصف متر مكعب. أو هو حقيقة تابوت حديدي بأبعاد 0.25× 0.25 × 2م، وهو ما لا يسع أكثر من شخص أو جثة واحدة في الدفعة الواحدة.

وإذا أهملنا الوقت اللازم لجمع اليهود في معسكرات أولية ومن ثم في معسكرات الحرق، إذا أهملنا هذا الوقت، فإن كل عملية حرق ستشتمل بلاشك على إدخال الشخص ثم حرقه ثم جمع الرماد وتنظيف الفرن ليستعد لإستقبال الحالة التالية. ولو إفترضنا أن كل حالة حرق من هذه ستستغرق ربع ساعة. فلخمسة أفران سيكون العدد 20 حالة حرق، أي 480 حالة في اليوم أو 175680 حالة في السنة لمجموع الأفران، إذا إشتغلت بلا توقف على مدار الساعة وعلى مدار السنة. ومن هنا ولحرق ستة ملايين - الرقم المعلن عنه، نحتاح إلى 34 سنة أي عشرة أضعاف الزمن الذي يقال أن الحرق حدث فيه وهو السنين الثلاث الأولى من عمر الحرب. ولو بدأت الإبادة في عام 1939 فسينتهي حرق ستة ملايين شخص عام 1973.

أي إن حرق ستة ملايين نسمة وفي ثلاث سنين شيء من المحال، ما لم يكن الحرق حدث في المخيلة.

 

ثانيا: الرماد الناتج

كما إن كمية الرماد الناتج من حرق ستة ملايين شخص بملابسهم وأحذيتهم وأحشائهم لن تقل عن عشرة آلاف طن، أو بحدود المليون متر مكعب. أي ما يعبئ عشرة بواخر شحن عملاقة. ولابد أن رمادا بهذه الكمية الهائلة سيكون حول أو في معسكرات الحرق. وكان على الدولة العبرية التي أنشأت بعيد الحرب، إستعادة ولو طن واحد من هذا الرماد لتجعل منه مناحة للتاريخ أنفع بكثير من مناحة حائط المبكى. فأين هذا الرماد ولماذا تببد؟؟!

 

ثالثا: وسيلة الإبادة

لماذا إعتمد هتلر الحرق كوسيلة للإبادة، مع أنها تكلفته أعلى بكثير من القتل بالرصاص في بيت اليهودي أو في الشارع أو في المدينة، ويدفن مباشرة؟! لماذا نقل اليهود إلى معسكرات إعتقال صغيرة ثم إلى معسكرات أكبر ثم معسكرات الحرق، لا لشيء إلا للإبادة، ليتحمل الجيش الهتلري تكاليف النقل والبقاء على قيد الحياة حتى موعد الحرق؟ لماذا حرق هتلر اليهود في حين أباد قرى روسية بالرصاص؟ ألا نرى إن الحديث عن الحرق يضم في طياته إمكانية الإخفاء؟! نعم! لكن إخفاء ماذا؟ الجريمة؟ محال، لأن هتلر ما كان مهتما أو خائفا من دعاية مضادة عن إبادة، وهو الذي إجتاح أوربا وحكمتها ماكينته ولم يعد يخاف أي من دولها. فالإخفاء المحتمل إذن، هو ليس للجثث وإنما للحقيقة!

ثم إن الغاز المستخدم للتسميم أو الحرق هو أما البروبان أو البيوتان (المستعمل في المطابخ) وبطرق إنتاجه في الأربعينيات. ولتسميم الشخص الواحد ثم حرقة حتى الرماد الخالص سنحتاج إلى ما لا يقل عن لترين من الغاز المسال، إي إننا سنحتاج إلى 12 الف طن من الغاز المسال! فهل حقا كان لدى الجيش الهتلري فائضا في الوقود للتخلي عن كمية مهولة بهذا الحجم وأثناء المعارك؟! وإن كان لديه فمن أين أتى به؟! ثم ألم يحدث تسرب ما إلى المحيط؟ ألم تحدث حالة إنفجار أنبوب أو قنينة للغاز؟ ولم لم تذكر مثل هذه الحالات التي بواسطتها يمكن التثبت من المصداقية؟!

 

رابعا: الوقائع الديموغرافية

حسب معطيات الموسوعة اليهودية فإن عدد اليهود في العالم كان 16 مليونا عام 1939 و 18 مليونا عام 1946. ومليونان خلال سبعة أعوام (13% تقريبا) هو معدل طبيعي جدا للزيادة السكانية. لكن هذا يلغي حدّوتة الستة ملايين الذين أبيدو. أما إذا أضفنا الستة ملايين وولاداتهم المحتملة فالإجمالي الحقيقي كان لابد ويصل إلى ما يقارب الـ 26 ملونا عام 1946. أي بزيادة 63% خلال سبعة أعوام فقط وهو ما لايناسب حقائق الزيادات السكانية ولا أي من وقائع الديموغرافيا ناهيك عن شعب كاليهودي معروف بقلة النسل من جانب وبعدم الإعتراف بالنسل المختلط من جانب آخر. لذا، وفي عام 1970 تقريبا وحين إكتشفت المؤسسة اليهودية الإختلال بهذه الأرقام تراجعت بلا وازع وأعلنت أن عدد اليهود عام 1947 كان 11 مليونا (راجع كتاب قوة إسرائيل في السويد. أحمد رامي. ستوكهولم ‏‏1989‏‏) أي إن العدد الإجمالي مع المبادين والولادات المحتملة كان سيصل 19 مليونا تقريبا. أي إن الزيادة المتوقعة إذا كانت الظروف طبيعية هي 73% خلال سبعة أعوام. وهنا عادت نسبة الزيادة السكانية لتخرج عن المألوف وبشكل خارق للعادة. خصوصا وأن ظروفا طبيعية وأحسن من طبيعية خلفت الحرب وأعني بها الفترة ما بين 1947 - 1976 ومع ذلك كان عدد اليهود في العالم عام 1976 هو 18 مليونا. أي بزيادة 70% تقريبا ولكن خلال ثلاثين عاما. أي إن الوقائع الديموغرافية لا تؤيد هي الأخرى موت ستة ملايين خلال ثلاث سنين.

 

خامسا: وقائع المعارك

لقد كانت خسائر ألمانيا خلال فترة الحرب العالمية الثانية هي ستة ملايين ضحية. وهذا الرقم العالي جدا، نتج بالقصف المركز على المدن الكبرى كدرزدن وبرلين وغيرها، والخسائر الفادحة خلال معارك ستالينغراد وكورسك وموسكو ولينينغراد وشمال أفريقا والنورماندي. بما معناه أن ستة ملايين ضحية كانت نتيجة ستة أعوام من حرب ضروس ومعارك لا تكل على الجبهات وقصف مركز وطويل لمدن ومواقع ذات كثافة سكانية عالية وعلى مساحات شاسعة جدا. فهل حدث لليهود مثلما حدث للجيوش الهتلرية وسكان ألمانيا؟

 

سادسا: وقائع الإحتلال

حسب إدعاء المنظمة اليهودية العالمية أعلاه، فإن عدد اليهود في كل أوربا قبيل الحرب هو مليونان فقط. وقد إستطاع يهود الدول التي وقعت تحت السيطرة النازية الهرب إلى أمريكا وإسكندنافيا. وعلى سبيل المثال تمكن خمسة وعشرون ألفا من مجموع الثلاثين ألف يهودي في بولونيا من الفرار وبمعونة سفير السويد إلى إسكندنافيا ومن ثم إلى أمريكا. ومع ظروف الحرب الصعبة وكل المحن والمعارك على بولونيا، وحين إنتهت الحرب كان هناك أربعة آلاف يهودي. هذا ناهيك عن إنه لم يحدث أي مكروه ليهود الدول التي لم تقع تحت الحكم النازي، مثلما لم تقع أية مضايقات ليهود الدول الحليفة للنازية كإيطاليا و أسبانيا، ولم يعامل يهود فرنسا المحتلة بسوء. ولم يتأثر يهود إسكندنافيا ولا البلقان ولا بريطانيا ولا يهود القسم الأوربي من الإتحاد السوفيتي،، الخ. أي مجملا لم يقع تحت الحكم النازي أكثر من جزء يسير جدا من مجموع المليوني يهودي الذين كانوا موجودين في كل أوربا. وهو مع كل المبالغات لم يتعد الممئتي ألف نسمة، وبقي الكثير منهم أحياءً بعد الحرب وفي تلك الدول المحتلة. فكيف وصل الرقم الهولوكوستي إلى ستة ملايين؟

 

سابعا: معطيات مؤتمرات بوستدام ويالطا وطهران

لقد كان ستالين فاشيا، وبعد قتله تروتسكي، أزاح اليهود عن كل المراكز الحساسة في السلطة. لكنه لم يكن معاديا لليهود إلى الدرجة التي تجعله يبيدهم. ومع ذلك لا يمكن الركون إلى آراءه، إذا كانت له أراء عن القضية اليهودية. لكن أحدا لا يشك بولاء روزفلت وترومان وأتلي وتشرتشل، لليهود وهم جميعا تقريبا نتاج فكرة اليهودي دزرائيلي القائل بالحكومة السرية في العالم والتي يحركها اليهود عموما. أو لنقل لا يشك أحد بموقف هؤلاء الأربعة الحازم تجاه قضية من قبيل الإبادة الجماعية، ولمن؟ لليهود! فلماذا خلت وثائق مؤتمرات طهران ويالطا وبوتسدام من أي ذكر لمذابح ولا معلومات عن حرق أو تسميم أو إبادة لليهود، لا في مناقشات الجلسات العلنية ولا السرية ولم يرد ولو كقرار تعزية أو تأسف أو فضح لجرائم النازية؟؟ مع العلم بأن السمألة اليهودية ذاتها لم تكن غائبة عن المؤتمر حيث وفي الجلسة الخامسة لمؤتمر بوتسدام، وخلال مناقشة قضية إعادة المستعمرات الإيطالية إلى إيطاليا، قال تشرتشل: (( لقد درسنا إمكانية إسكان اليهود في إحدى المستعمرات ولكننا نعتقد بأن توطين اليهود هناك سيكون مزعجا جدا للإيطاليين )) (مقررات مؤتمرات طهران، يالطا، بوتسدام - منشورات الفاخرية، ودار الكاتب العربي)

ولو كانت هناك مذابح وهلاكوست حقيقي لما أغفل تشرشل ذكرها. وإن أغفلها هو فلن يغفلها أتلي، غريمه السياسي والذي حل محله خلال الحرب. وإذا أغفلاها، فسيذكرها الرئيس الأمريكي روزفلت أو نظيره ترومان. أي لا يمكن إتهام هؤلاء بمؤامرة صمت. علما بأن هذه المؤتمرات الثلاثة أتت على كل شيء تقريبا بما في ذلك إعادة رسم خارطة العالم السياسية. مع العلم أن هناك 900 رسالة متبادلة ما بين ستالين وأتلي وترومان وتشرشل وروزفلت، لم تأت أي منها على ذكر لمذابح أو إبادات لليهود. ناهيك عن إن محاكمات نورنبوغ، لم تدن أي مسؤول هتلري بإبادة اليهود. بل أدين بعضهم بإبادات عامة لم تذكر اليهود مطلقا. مثلما لم تفرض أية تعويضات على ألمانيا بسبب مذابح يهود. والمئة مليون دولار سنويا التي تدفعها ألمانيا لم تقرر بمحكمة، وإنما هي تُدفع تحت بند مساعدات إلى دولة إسرائيل، وبدأت من منتصف الستينات أي في إشتداد الحرب الباردة، وبضغط من أمريكا أيضا.

 

ثامنا: واقع دولة إسرائيل

لقد بدأت الهجرة إلى إسرائيل عام 1900م. والتجميع في إسرائيل - الأرض الموعودة من قبل الرب، ليس كالتجميع لأجل الإبادة. أي هناك وازع الدين والحياة الرغيدة وكل ما يساعد على الهرولة وليس التجميع القسري. ومع ذلك، ومع كل المغريات المادية والدينية، ومع كل الدعم العالمي لم يجتمع في إسرائيل وخلال مئة عام أكثر من 3 ملايين يهودي، فكيف جمع هتلر ستة ملايين وفي ظرف ثلاث سنين.

 

الإستنتاج:

لنلاحظ ما يلي:

1 - تقول الفقرة الثانية من الجزء السابع من بروتوكول حكماء صهيون الذي كتب عام 1900 تقريبا، ما يلي: ((يجب أن نثير البغضاء والاقتتال والعداوة في جميع أنحاء العالم. إن هذا يحقق لنا هدفين. الاول عندما تستحكم البغضاء والعدواة بين الدول فسيعود العالم إلينا ويرى فينا أهون الشرور. والهدف الثاني فالحكومات المتعادية سترتبط بنا إن من خلال القروض التي سنقدمها لها أو من خلال الاتفاقيات الاقتصادية، أو من خلال إدخال عناصرنا في المجالس الوزارية ))

وهو الأمر الذي يجب الإستناج منه، أن هناك نية مبيتة للدفع للإقتتال، وعلى أساس هذه النية طبعا فإن (سنجر) كبرى شركات ألمانية ذات الملكية اليهودية، دفعت للحزب النازي الكثير من الأموال خلال الفترة ما بين (1933 - 1937) فقوت عوده، وما تركته وهرب رؤساؤها إلى أمريكا، إلا في اللحظة التي بلغ فيها من الشدة والقوة، ما يؤهله للعدوان.

 

2 - تقول الآيات التالية من العهد القديم: ((وقاتلوا مدين كما أراد الرب وقتلوا كل ذكر وسبى بنو إسرائيل نساء مدين وأطفالهم، وقال الرب إقتلوا كل ذكر وكل إمرأة عرفت المضاجعة أما الاطفال الإناث اللائي لم يعرفن المضاجعة فإستبقوهن لأنفسكم )) (عدد). (( إذ أدخلـك الرب إلهك الارض التي أنت صائر إليها لترثها وأستأصل امما كثيرة من أمام وجهك، لا تأخذك بهم رأفة. حين تقترب من مدينة لكي تحاربها إستدعها إلى الصلح. فإن أجابتك وفتحت أبوابها فكل الشعب الموجود يكون لك للتسخير ويستعبد لك. وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فإضرب جميع ذكورها بحد السيف. وأما النساء والاطفال والبهائم وكل ما في المدينة فتغتنمها لنفسك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا. أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة. بل تحرمها، تحريم الحثيين والاموريين والكنعانيين والفزريين والحويين واليبوسيين، كما أمرك الرب )) (تثنية)

والتحريم بالمصطلح التوراتي يعني الإبادة الكاملة للعمران والناس. ويتكر طلب الرب لبني إسرائيل بالتحريم عشرات المرات خلال أسفار العهد القديم. وهو ما جعل العقلية الأصولية اليهودية مهيّأة أصلا لتقبل فكرة (أو دعاية) حدوث هلاكوست، طالما سبق وحدث في القصص التوراتي، وبأمر من الرب. فإذا حدث في الماضي فحدوثه في الحاضر غير مستغرب.

3 - إن الرقم 6 هو من الأرقام المقدسة توراتيا، ويرد ذكره لما لا يقل عن مئة مرة في أسفار العهد القديم وهو أيضا أسهل الأرقام للحديث ويعادل الرقم 40. والحديث عن أصل الرقم 6 السومري، خارج عن إطار بحثنا هنا.

4 - إن جميع الفضائح الدولية، أو التحقيقات فيها، تلقيناها من خلال الصحافة الأوربية والأمريكية. وحين تكون هذه الصحافة مملوكة لليهود بشكل كامل، فهي إذن، نزيهة فيما لا يخص اليهود عموما. ونتيجة فهي التي هيّات قصة الهلاكوست أصلا. وإلا لم أصبح موت موهوم مقدسا بينما لم يذكر أحدا سبعين مليونا هي مجمل ضحايا الحرب العالمية الثانية، عشرين مليونا منهم من القسم الأوربي من الإتحاد السوفييتي فقط.

ومن هنا، لم يعد من شك لدي إن الحادثة موهومة ولم تحصل مطلقا خصوصا بشكلها المعلن وهو الحرق أحياءً. وفي الحقيقة فقد تم حرق في معسكرات الإعتقال، لكن للموتى ومن جميع الأجناس وحسب الطقوس المسيحية. وقد زاد عدد الموتى في معسكرات الإعتقال هذه منذ العام الثالث للحرب حيث وعت القيادة النازية فشل مشروعها المقيت، ووعت أن الإمكانيات المتاحة لها دون أن تسمح بإحتلال العالم أو بتوحيد أوربا قسريا على الأقل. لذا نتج من التقتير في الغذاء والدواء، العديد من الأمراض وتفشى الجوع في هذه المعسكرات. وزادت نتيحة لذلك الوفيات. كما لا ننكر أن معسكرات الإعتقال هذه إحتوت العديد من الأجناس ولم يكن اليهود متميزين من بينهم عدديا. نعم تميزوا عنصريا من قبل ألمانيا الهتلرية، وإضطهدوا، لكن كذلك الإضطهاد الذي حدث للمعتقلين الروس واليونان وغيرهم من أسرى الحرب.

ولكن يا ترى، هل البشرية معصومة عن إتيان الإبادة. لا طبعا! وقنبلتا هيروشيما وناجازاكي وحرب كوريا وفيتنام وإبادات بول بوت وحلبجة وحرب أفغانستان والعدوان القادم على العراق شواهد. لكني أرى إبادة قادمة، سيكون ضحيتها الشعب اليهودي البسيط، وواقعيا هذه المرة. فلابد أن الحقد يتراكم في النفوس جراء رفع المؤسسات الصهيونية في أوربا سيف العداء للسامية، وسيف المحافظة على دولة الرب، وسيف النهب المالي. هذه السيوف لابد وتولد سيوفا مضادة وأعدادها بالملايين. لذا لابد من الإنتباه قبل فوات الأوان. والشعوب الأوربية ليست عتصرية إلى تلك الدرجة التي تحدث فيها المذابح. لكنها ليست معصومة عن ردة الفعل. أما ما يفعله الطغاة فهو فعل الطغاة وليس فعل الشعوب. ولو حدث إضطهاد لليهود، فالأولى أن يكون هذا عبرة تستنير بها خلال تعاملها مع الآخرين لا أن يكون مبعثا للثأر، وممن؟! ممن لا علاقة له بالإبادة، وهو الشعب العربي الفلسطيني.

 

 



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا مرحبا، يا أشبال بدر!!
- الماركسية ووجود الله!!
- كشمير الشرق الأوسط - فدرالية كردستان
- ومضة اليأس
- شـَمـَاتـــة
- دكتاتورية البروليتاريا
- الى السيد عمرو موسى رئيس الجامعة العربية!!
- موت في المِهجر!!،،،
- سلاما آل البيت!!،،
- الدمع المراق لِما رسمته كُندليزا للعراق!!،،
- ما هي خلفيات هؤلاء حقيقة؟
- ديدن الجاهل!!
- الرد على تشبيه المدلسين
- السيد الفاضل إبرهيم عبد الفتاح المحترم
- الإعتراف بالجرم!!
- تبدِّل الأفعى جلدها وليس دخيلتها!!،، هل ثابوا أم هو وازع الط ...
- التحالف مع اليسار حرام والتحالف مع أمريكا وإسرائيل حلال!!
- ثوابت الحزب الشيوعي العراقي (( الكادر الحزبي )) الوطنية!،،
- السيد مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله على خامنآي ...
- ما نؤآخذ الحكيم عليه


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - الهلاكوست (مذابح اليهود) حقيقة أم خيال؟!