|
القرضاوي وكذبة رجل الدين
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 00:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلما يجتمع رجال دين في قضية سياسية يثير ذلك فزعي ، لأنهم لايجتمعون على حق دائماً وفي الغالب وشاهدي على ذلك تلك الدعوة التي تبنوها في الجهاد في البلاد السورية ، دعوة ما أنزل الله بها من سلطان بل جاءت لتقف بوجه شعب سوريا هذا الشعب المسكين الذي يحارب في النيابة عن الغير حرب تكرس فيه الإنفصال والكراهية والتدمير ، ولقد كان للقرضاوي هذا الشيخ الخرف الدورالرئيس في ذلك كما له الدور الواضح في تأليب الناس بعضهم على البعض الأخر ، القرضاوي هذا منذ مدة وهو يحمل سيفه ويناكف ويشاهر ويجاهر بالعداء للشيعة ، من غير حق سوى الغيرة والحنق واللؤم ، مع إن الحكمة تقتضي منه ومن غيره ممن يدعون الإسلام الدعوة للصلاح والإصلاح والوحدة بدل التنافر والتنابز ، طبعاً هذا إن كان مؤمنا ومعترفاً بحق السماء ورسالة الله ، في سوريا يتطاحن الأخوة ويتقاتلون على لا شيء بل هم راكسون جميعاً في الفتنة والظلم والبغضاء ، أهل سوريا يحتاجون من يلم شملهم ويرتق فتقهم لأن مايجري ليس ثورة بل نكسة وتدمير وفناء ، وفي كل مرة كنا حذرين من المأل ولذلك كنا ننبه أبناء سوريا ليكونوا معاً في صف واحد يعالجوا مشكلاتهم وهمومهم بعيداً عن الأعراب والعربان وبعيداً عن السواقي وخدم السلطان ، كنا نريدهم أحراراً غير منحازين وغير مندسين كنا نريدهم أن يتقوا شر دعاة الفتن من وعاظ السلاطين والجهلة ، كنا نريد لهم أن يتقدموا ويحملوا راية الحرية من غير أحقيات ومن غير دعاوى وزيف وبطلان ، كنا نعرف إن الحرب في سوريا ستطول وتطول كثيراً وستحرق كل الأخضر وكل اليابس ، فالثورة فقدت روحها وبريقها وعنفوانها وأصبحت أسيرة تحت ظل دعاوى وفتاوى رجال التزييف من الوعاظ المتخلفين ، لقد رأينا كيف تشوه الإسلام بفعلهم وكيف تشوهت الأهداف وكيف تنسف القيم وكيف يحتقر الإنسان ، وكنا على الدوام حذرين من إدخال الدين في السياسة لأن عاقبته هي كذلك ، فتن وطوائف وزيف وخداع ، أهل سوريا كانوا أشد الناس حرصاً وحباً وتوقاً للحرية وللعدالة وللسلام ، لكن هذا كله قد تبدد بفعل مايجري من قتل وتقسيم وتصنيف وتوزيع للمناطق وللبشر ، سيخسر القرضاوي هذه المرة المنافسه لأنه ينفث بالكير ويألب بأسم اللات كل العصبيات القبلية ، سيخسر الدنيا كما هو خاسر للآخرة بكل تأكيد ، لكنني أثق برجال الدين المخلصين الشرفاء أثق بعزيمتهم وحرصهم على الوحدة وعلى قول الحق وعلى تجاوز القرضاوي وخرافاته ، سوريا تمر الآن بأخطر مرحلة من تاريخها وهي في ظل هذا الأحتراب سوف لن تكون هناك سوريا إن طال المدى ، وسنصبح على قطع متنافرة من طوائف وأحزاب وجماعات وملل ، إن كان هذا الذي يريده القرضاوي فقبح الله صنعته ، سوريا تئن من جراح الحرب القذرة وهي اليوم مسرح لمن هب ودب من جناة التاريخ يفعلون بها مايشاؤون فلايجوز لأهلها التحارب في النيابة عن الأغراب دعاة الفتنة والقتل ، إنني أحذر من كل الذي يُراد لسوريا وأحذر شعب سوريا مما يخطط لهم بالخفاء ، وأدعوهم للكف والتوقف ومراجعة النفس وشجاعة الموقف وإرادة المستقبل فمصيرهم يجب ان يكون بأيديهم لا بأيدي الغير ، وليحذروا القرضاوي ومن على شاكلته من الجهلة والمتخلفين أنصاف الرجال ...
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تعني السيادة الوطنية ؟
-
موقفنا مما يجري في المناطق الغربية
-
بمناسبة الإنتخابات البلدية في العراق
-
عقلية الطوائف
-
حينما يتكلم الملك
-
المعركة في سوريا
-
العلمانية كما أرآها
-
قول في الوطنية
-
مبادئنا
-
كيف ننقذ الوطن ؟
-
الإصلاح الديني ... لماذا وكيف ؟
-
فوضى التظاهرات
-
رأينا في الأزمة الجديدة
-
مصلحة العراق فوق الجميع
-
حوار في قضية الحسين
-
الليبرالية الديمقراطية في مواجهة التحديات
-
الليبرالية الديمقراطية ... مشروع الحضارة
-
لماذا نؤوسس لليبرالية الديمقراطية ؟
-
نمو التيار الليبرالي الديمقراطي في المنطقة العربية
-
معركة بناء الدولة في العراق
المزيد.....
-
ماما جابت بيبي يا أولاد..ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي
...
-
استئناف التصويت في الانتخابات الهندية والمسلمون في مرمى مودي
...
-
الهجرة اليهودية لفلسطين.. شجعها نابليون وقاومها السلطان عبد
...
-
“اضبط” احدث تردد لقناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على الناي
...
-
في ذكرى النكبة.. المسجد الأقصى تنتظره انتهاكات إسرائيلية بال
...
-
الهند: الانتخابات تدخل مرحلتها الرابعة مع تزايد حدة الخطابات
...
-
قائد الثورة الاسلامية يزور معرض طهران الدولي للكتاب
-
المشكلة في -مركز تكوين- أم في التنوير -سيئ السمعة-؟!
-
قائد الثورة: جميع الأئمة (ع) كانوا يسعون إلى الحكم الإسلامي
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|