حيدر الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 22:48
المحور:
الادب والفن
أحلام أدوية الملاريا (2)
شعر براين ترنر
ترجمة حيدر الكعبي
قاعدة عمليات أناكوندا المتقدمة، العراق.
إنها الخامسة فجراً هذه المرة.
يمكنه أن يرى يديه
ترفعان الماء الى وجهه.
وأن يرى نفسه منعكساً في المرآة،
صورةً للأبدية،
وهو يَحْلق لحيته وعنقه،
والنصلُ الفضيّ الحاد يلمع تحت الضياء الساطع،
وهو يمد يده الى الوراء
ويحك بالشفرة قبة الوعي الناعمة،
والحرارةُ المركزة تنسلخ قشوراً كقشور الثمرة،
كجلد الخوخة، ثم ينحدر بيده الى الجبين،
ماراً بالحاجبين والخدين والفكين،
سالخاً الدمَ والجلدَ في ماء الحوض،
مكرراً ذلك المرة بعد المرة،
رابطَ الجأش، ثابتَ العينين.
الليلة يستلقي في فراشه
والقمر الدخانيّ يبترد غامساً بوزه الضوئي
في أذيال غيمة.
وهو يغسل ساعديه الآن بغاز القداحة،
ثم يقدح رأس عود ثقاب
ويضرم النار في جلده.
ويفعل الشيء نفسه بفخذيه وربلة ساقيه.
ويحرق صدره كالسفانا.
وقبيل الصباح يكون قد احترق كله، حتى رأسُه،
فيما ترتفع الشمس فجراً
كفمٍ مفتوح لقاذفة لهب بزاوية 140 درجة.
#حيدر_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟