أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - عندما يبتلع الزمان المكان














المزيد.....

عندما يبتلع الزمان المكان


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 10:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عندما يبتلع الزمان المكان
تتحكم السرعة في الحياة في عالمنا السريع. الكل يريد ان يكون سريعا. السفر و السيارة و الاتصالات و و الكومبيوترات و التنقل و العمل و التسوق حتى التنزه اصبح سريعا. تحول الاكل و الشرب و الجنس و غيرها من ملذات الحياة ايضا الى مسابقات و لكن هل تساعدنا سرعة حياتنا ليكون لدينا وقت اكثر؟ تدخير الوقت يعني تقليل السرعة و التمتع ببعض لحظات الهدوء. اخفض السرعة الان اذا تمكنت.

التقنية هي المسؤولة وراء هذه السرعة الجنونية. هناك دائما تغيرات كثيرة و سريعة لتحول الانسان الى آلة او عبدا لها. لا يمكن ان يستغرق الطريق للمطار اكثر من 35 دقيقة. يجب ان يكون القطار الجديد اسرع و تمتليء الشوارع بالسيارات و السماء بالطائرات. لقد انتصر الزمان اخيرا على المكان في حياة الانسان رغم ان المكان هو اصل الزمان في الكون. لقد فقدنا اخيرا الوعي بالمكان لطغيان الزمان. هل نسيت (اين) بسبب (متى) لانك اصبحت عبدا للوقت؟ يختفي المكان في الزمان لاننا نتصارع مع الزمان في كل دقيقة. الانتظار يقتلنا. طائرة تأتي بعد طائرة و سيارة بعد سيارة حتى القراءة اصبحت سريعة. لقد صغر العالم في السرعة. وقعنا في خطر انهيار قطع الدومينو عندما يتحطم جميع انظمة السرعة واحدة تلو الاخرى. كل تاخير يؤدي الى تأخير الى ان يفقد الانسان السيطرة و الهدف.

لا توجد مدينة دون سرعة. حولت فلسفتنا الوقت الى نقود Time is Money و اصبحنا مدمنين على شراء اجهزة جديدة اسرع من سابقاتها حتى اذا كنا مفلسين.
تضربنا السرعة نحن معشر الحمير بسوطها و تطاردنا لتخوفنا رغم اننا من جنس السرعة المحدودة. اعمل بسرعة لان الطائرة اسرع من سرعة الصوت. تحرك بسرعة لا تنتظر ان يأتي دورك. ادفع بالناس جانبا لتكسب الوقت و تموت في الفزع و الذعر في التمدن. لم تترك المدينة السريعة اللعينة قرية هادئة لانها تفرض السرعة افقيا و عموديا عليها. رفقا يا سادة بالكبار بالسن. وقعنا جنون العمل السريع في منافسة مريضة لا نهاية لها.

هل تصدق اذا قلت لك بان هناك برامج تسمى بالالمانية Zielrufsteuerung تساعدك ان تجد المصعد الاسرع في بناية تجارية كبيرة عالية مزدحمة بالبشر لكي تدخر وقتك عند الصعود او النزول؟ عندما تعمل 40 الى 60 ساعة بالاسبوع و تلصق عيونك بشاشات التلفزيون و الهاتف النقال ستتلاشى بالتأكيد مهاراتك المعرفية و حاساتك الاخرى. لقد تحول كل شيء الى شاشة و الامل اليوم هو البث المباشر للانسان لاسلكيا في المستقبل لزيادة السرعة في مطاردة اخرى من مطاردات افلام السينما الرديئة.

تخلق الصناعة اليوم معامل و مخازن ذكية فيها سلع ذكية تعرف متى ولدت و متى تموت. سلع تحاول اطالة حياتها اذا كانت مواد غذائية لتستطيع البقاء في رفوف محلات البيع فترة اطول shef life او تقصر حياتها بنفسها اذا كانت اجهزة لتجبرك على شراء سلع جديدة. لقد وقعنا اخيرا في فخ السرعة. انظر الى الاسواق المالية كيف تنهاربسبب مرض السرعة , حتى الاطفال اصبح لديهم تقويم مواعيد و هواتف نقالة. قلل من السرعة اليوم. خفضها درجة downshift قبل ان تبلعك و تسحقك في طاحونتها.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربية و البرطيل (رشوة)
- ليس الكمال لله
- الى اين يا انسان المستقبل؟ Primo Posthuman
- الانجليزية و اتخاذ القرارات De-cisons
- العاطفة اقوى من العقل و هذه هي الكارثة
- العنصرية في الجنسيات
- هل التواضع فضيلة؟ 2
- هل التواضع فضيلة؟
- اسلحة صدمة الموت
- الحب متقلب كالقلب
- و قس عليها
- كيف تشعر اذا كنت خفاشا؟
- ماهي الحرب؟
- لمذا لدى المرأة ثدي؟
- الحفرة هي الركيزة 2
- الحفرة هي الركيزة
- من التاج الى الاكليل
- الحصو و النعال
- نظرة ايجابية للتحرش 4
- نظرة ايجابية للتحرش 3


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - عندما يبتلع الزمان المكان