أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (61) : الختان والاستمناء















المزيد.....



مسلسل جريمة الختان (61) : الختان والاستمناء


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 16:41
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الإستمناء، والذي يطلق عليه إسم «العادة السرّية» أو «جلد عميرة»، يعني طلب إخراج المني والوصول إلى اللذّة الجنسيّة بصورة عمديّة بغير جماع. ويختلف عن «الإمناء» أو «الإنزال» اللذان يحصلان في غير اليقظة ودون طلب. وهذا التعبير ينطبق على الرجل والمرأة. ويكون الإستمناء باليد أو غيرها من أنواع المباشرة، أو بالنظر أو بالفكر. ويكون من فعل الشخص أو فعل غيره.
والمتصفّح للكتب الغربيّة يجد أن الوقاية من الإستمناء من أهم الحجج التي ساقها المسيحيّون واليهود الغربيّون لإجراء عمليّة ختان الذكور والإناث. وقد كادت هذه الحجّة تختفي في الغرب بعد تطوّر نظرته عن الإستمناء. لا بل إن أكثر الغربيّين يجهلون في أيّامنا وجود مثل هذه الحجّة. أمّا في العالم الإسلامي، فإن مؤيّدي ختان الذكور والإناث اليوم ما زالوا يتحجّجون بها نقلاً عن الغرب جاهلين أن الغرب ذاته كاد يتخلّى عنها وأن كتب الفقهاء المسلمين القدامى لم تذكر الختان كوسيلة للحد من الإستمناء.

1) الإستمناء في المصادر العربيّة
--------------------
أ) موقف المسلمين من الإستمناء
-------------------
ترى الكتب الإسلاميّة بصورة عامّة أن حُكم الشرع في الإستمناء هو الحرمة وارتكاب الإثم. وهي تعتمد على الآيات التالية من القرآن:
- «والذين هم لفروجهم حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن إبتغى وراء ذلك فألئك هم العادون» (المؤمنين 5:23-7).
- «وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتّى يغنيهم الله من فضله» (النور 42:24).
- «ويحل لهم الطيّبات ويحرّم عليهم الخبائث» (الأعراف 157:7).
وترى الحنفيّة والشافعيّة والإمام أحمد أن الإستمناء مكروه. ولكن إذا كان لتسكين الشهوة المفرطة الغالبة التي يخشى معها الزنى فهو جائز في الجملة، بل قيل بوجوبه، لأن فعله حينئذ يكون من قبيل المحظور الذي تبيحه الضرورة، ومن قبيل إرتكاب أخف الضررين. وينقل القرطبي عن أحمد: «أحمد بن حنبل على ورعه يجوّزه ويحتج بأنه إخراج فضلة من البدن فجاز عند الحاجة». ويضيف القرطبي: «وعامّة العلماء على تحريمه».
ويتشدّد إطفيش (توفّى عام 1914)، وهو من كبار فقهاء الإباضيّة، في حُكمه على الإستمناء. فهو يقول إن من يرى رجلاً «يدلك ذكر نفسه بيد نفسه تلذّذاً، أو يديم نظره إلى عورة نفسه أو يحك ذكره بفخذه» أو إمرأة «تدخل إصبعها أو عوداً أو نحو ذلك في فرجها أو غير ذلك من المعاصي» فإنه يجوز له «أن يدفعه إن لم ينته بكلام، ويقاتله لأنه من جنس البغاة بذلك ولو أدّى دفاعه وقتاله إلى موته، ولا شيء على من دافعه وقاتله». ويقول مفتي عُمان الشيخ أحمد بن حمد الخليفي في عقاب هذه العادة: «من أصر على الإستمناء أدّبه الإمام بما يراه رادعاً لأمثاله». ويذكر عبد الرحمن الجزيري: «لا يقام الحد [على الفاعل] بإجماع العلماء لأنها لذّة ناقصة وإن كانت محرّمة، والواجب التعزيز على الفاعل».
ويأخذ إبن حزم، وهو ظاهري، موقفاً متحرّراً إذ يقول:
«لو عرّضت [المرأة] فرجها شيئاً دون أن تدخله حتّى ينزل فيكره هذا ولا إثم فيه. وكذلك الإستمناء للرجال سواء سواء، لأن مس الرجل ذكره بشماله مباح ومس المرأة فرجها كذلك مباح بإجماع الأمّة كلّها. فإذا هو مباح فليس هناك زيادة على المباح إلاّ التعمّد لنزول المني، فليس ذلك حراماً أصلاً لقول الله تعالى «وقد فصّل لكم ما حرّم عليكم» (الأنعام 119:6)، وليس هذا ممّا فصّل لنا تحريمه، فهو حلال لقول الله تعالى «خلق لكم ما في الأرض جميعاً» (البقرة 29:2). إلاّ أننا نكرهه لأنه ليس من مكارم الأخلاق ولا من الفضائل».
وإن يرى إبن حزم، مثل غيره من الفقهاء، ضرورة الغسل بعد الإستمناء عملاً بالآية «وإن كنتم جنباً فاطهروا» (المائدة 6:5)، إلاّ أنه، خلافاً لهم، يرى أن الإستمناء لا يفسد الصوم أو الإعتكاف أو الحج أو العمرة.
وفي عصرنا، تشدّد رجال الدين المسلمون ضد الإستمناء، فلا يسمحون به إلاّ لتفادي الزنى. ولا يكتفون بالإعتماد على آية المؤمنين 5:23-7 سابقة الذكر، بل يضيفون إليها آية «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» (البقرة 2: 195)، وحديث «لا ضرر ولا ضرار»، معتبرين أن الإستمناء محرّم ليس فقط لمخالفته التعاليم الدينيّة، بل أيضاً لمضارّه الجسميّة والجنسيّة والنفسيّة والعقليّة. وهو ما لم يقل بل أحد من الفقهاء المسلمين القدامى. وهذه الأضرار المزعومة للإستمناء كما يذكرها عبد الله ناصح علوان هي باختصار ما يلي:
- أضرار صحّية: إنهاك في القوى، نحول في الجسم، إرتعاش الأطراف، خفقان بالقلب، ضعف بالبصر والذاكرة، إخلال بالجهاز الهضمي، إصابة الرئتين بالإلتهابات التي تؤدّي إلى السل في أغلب الأحيان، وأخيراً تؤثّر على الدورة الدمويّة وتسبّب فقر الدم.
- أضرار جنسيّة: من أهم هذه الأضرار مرض العنّة، ومعناها عدم قدرة الشاب على الزواج. ولا شك أن هذا المرض يتسبّب عنه نفور المرأة من الرجل، ولا يمكن والحال هذه أن تدوم الرابطة الزوجيّة لتعذّر الإتّصال. ومن الأضرار إشمئزاز كل جنس من الآخر لاعتياد الرجل في إشباع الشهوة عن طريق هذه العادة الأثيمة. ومعنى هذا أن المرأة لم تجد حصانتها بزواجها من هذا الرجل المريض. وربّما يؤدّي الأمر في النهاية إلى الفراق أو إتّخاذ المرأة الخلاّن سرّاً لإشباع غريزتها.
- أضرار نفسيّة وعقليّة: الذهول والنسيان، ضعف الإرادة، ضعف الذاكرة، الميل إلى العزلة والإنكماش، الإتّصاف بالإستحياء والخجل، الإستشعار بالخوف والكسل، والظهور بمظهر الكآبة والحزن، والتفكير بارتكاب الجرائم والإنتحار... إلى غير ذلك من هذه الأضرار التي تشل التفكير وتميّع الإرادة وتحطّم الشخصيّة.
ويضيف كاتب عماني الأخطار المزعومة التالية لهذه العادة على النساء:
- تكون أثديتهن مرتجفة هابطة يخرج منها سائل أبيض منتن وتراهن بلهاوات وينتهي حالهن بالجنون.
- أضرار نفسيّة فهي لو أنها تتم بالمجهود الشخصي إلاّ أنه لا شك أن الفتاة التي تمارسها ستشعر بعدها بالذنب.
- إلتهاب الجهاز التناسلي تتبعه إفرازات مهبليّة من الصعب علاجها، وذلك إذا ما أستُعمِلت في لمس الأجزاء الخارجيّة من الجهاز التناسلي بعض الأجسام الصلبة والتي غالباً ما تكون ملوّثة.
- إذا تكرّرت العادة كثيراً فإن ذلك يؤدّي إلى تضخّم شفتي المهبل ممّا يسبّب صعوبات كثيرة وبعض الآلام للسيّدة بعد الزواج.
- هناك إحتمال بأن يصل الجسم الصلب إلى داخل المهبل ويؤدّي إلى تمزّق غشاء البكارة، وفي بعض الأحيان قد تحدث جروح في الشفتين الخارجيتين مع نزف وآلام حادّة.
- من أهم المضاعفات أيضاً التعود على عدم الحصول على درجة النشوة إلاّ عن طريق هذه العمليّة، ويسبّب هذا أضراراً بليغة بعد الزواج حيث لا تشعر بالإتّصال الجنسي المباشر ولا تصل أبداً إلى هذه النشوة إلاّ بالرجوع إلى هذه العادة. وقد يكون ذلك سبباً في زواج فاشل.
ويذكر المؤلّف المغربي عبد الحق سرحان أن الإشاعات الشعبيّة في بلده تقول بأن هذه العادة تؤدّي إلى الجنون والسل ومرض القلب وفقد النظر تدريجيّاً، وتنبت الشعر على الكف التي تمارس هذه العادة وقد يصيبها الفالج عقاباً لها، وهذا الإثم يسجّل من قِبَل الملائكة على سجل الآثام التي لا تمحى، ويعتبر من يمارس هذه العادة كمن يمارس الجنس مع أمّه أو أخته.
وينصح علوان لعلاج الإستمناء بما يلي:
- الزواج في سن مبكّر.
- صيام النفل (خارج شهر رمضان) عملاً بالحديث: «يا معشر الشباب: من إستطاع منكم الباءة [تكاليف الزواج] فليتزوّج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء [أي قاطع للشهوة]».
- الإبتعاد عن المثيرات الجنسيّة.
- ملء الفراغ بما ينفع.
- الرفقة الصالحة.
- الأخذ بالتعاليم الطبّية كالإكثار من الحمّامات الباردة في موسم الصيف وصب الماء البرد على العضو التناسلي في الفصول الأخرى، والإكثار من الألعاب الرياضيّة والتمارين البدنيّة، وتجنّب الأطعمة المحتوية على بهارات وتوابل لكونها مثيرة ومهيّجة، والإقلال ما أمكن من المنبّهات العصبيّة كالقهوة والشاي، وعدم الإكثار من اللحوم الحمراء والبيض، وعدم النوم على الظهر أو البطن، بل السُنّة أن ينام على شقّه الأيمن مستقبلاً بوجهه القبلة.
- إستشعار خوف الله.
هناك إذاً تشدّد من قِبَل رجال الدين في أيّامنا ضد الإستمناء. وقد أضافوا إلى المنع الديني أضراراً صحّية وجنسيّة ونفسيّة وعقليّة لم يذكرها الفقهاء القدامى. كما أضافوا أيضاً وسائل جديدة لعلاجه. وهذه الإضافات ليس من الصعب إرجاعها إلى المصادر اليهوديّة والغربيّة كما سنرى لاحقاً.
وقد حمل محمّد جلال كشك على رجال الدين المتزمّتين. فبعد أن عرض المواقف المختلفة للفقهاء القدامى، قال محمّد جلال كشك:
«أنظر كيف كان من مضى أكثر فهماً لروح الإسلام، وأكثر قدرة على تفهّم إحتياجات الإنسان، وكيف يجأر الآن داعية مكبوت من فوق المنابر يحذّر الفتيان من العادة السرّية - وهو مصطلح غربي منحدر من الديانة اليهوديّة - المسيحيّة - وتأمل أنهم أباحوا ذلك في زمن كان يمكن فيه للمراهق في سن الثالثة عشرة أن يمتلك جارية يفرغ معها شهوته، بينما يحرّمونه الآن على شباب يعيش في أوروبا وأمريكا بلا زوجة ولا جارية حتّى مشارف الثلاثين».
وهناك كتابات عربيّة شعبيّة وعلميّة تعرّضت للإستمناء وحاولت تخفيف ضغط التيّار الديني نذكر منها كتاب الدكتور صبري القبّاني «حياتنا الجنسيّة» حيث نقرأ:
«يقال: إن من نتائج الإستمناء الجنون، العنّة، إنهيار الأعصاب، فقدان الحيويّة، الصداع، الشلل و... إلى ما لا نهاية!! وكل هذه الإتّهامات لا تمت للواقع بصلة. إن الإستمناء عند الأفراد ليس بحد ذاته عملاً غير طبيعي، بل إنه، كأي عمل جنسي آخر، وسيلة لإراحة الجسم، ولو أحسن العمل به لبقي الناس في جو أمين إلى أن تحين ساعة الزواج. إن الإستمناء العادي لا يؤثّر على الصحّة وقد أثبتت الإحصائيّات أن أكثر الناس يلجأون إلى الإستمناء في وقت من الأوقات».
ويضيف:
«إن الرهبنة أو الإنقطاع الدائم مضر كالإفراط في الإستمناء، لأنه يثير حرباً شعواء بين العقل ورغائب الجسد الثائرة. والإستمناء اللطيف (غير المرهق) في فترات متقطعة يقوّي الأعضاء الجنسيّة ويدرّبها على وظائفها ولا يفقد الجسم حيويّته».

ب) الختان لمكافحة الإستمناء عند المسلمين
-------------------------
رأينا أن موقف الفقهاء المسلمين القدامى من الإستمناء قد تأرجح بين التحريم والكراهيّة والإباحة. وهم ينصحون بالصيام والصلاة والزواج والإنشغال كوسيلة للحد منه، ولكن لا يذكرون بتاتاً الختان. غير أن مؤلّفين إيطاليين من القرن السادس عشر ذكرا أن من عادات بعض المتصوّفة الدراويش الأتراك أنهم كانوا يلجأون إلى شبك الغلفة حتّى يحرموا أنفسهم من ممارسة الجنس. وهناك إشارات في كتب من القرن السابع عشر أن عادة شبك الغلفة كانت تمارس من بعض متصوّفة المصريّين والعرب والفرس.
والغريب في الأمر أن بعض الكتّاب المسلمين الجدد في أيّامنا قد إستولوا على حجّة الإستمناء وجنّدوها في نضالهم لتأييد ختان الذكور والإناث، وهم عامّة يجهلون كيف نشأت هذه الحجّة في الغرب وأنها تكاد لا تذكر في أيّامنا هناك ولا يتمسّك بها إلاّ الذين أعمت التعاليم اليهوديّة بصائرهم. نحن إذاً أمام «إسرائيليّات» جديدة تنخر في عقولنا كما نخرت «الإسرائيليّات» قديماً في عقول قدماء الفقهاء المسلمين. ويكفي هنا أن نذكر بعض الأمثلة من كتابات المؤلّفين المسلمين الجدد في هذا المجال.
يرى عبد السلام السكّري وجوب ختان الذكور لأنه
«يقي صاحبه من كثير من الأمراض ومنها الإصابة بمرض السرطان وسلس البول ويخفّف من غلواء الإستمناء للبالغين».
وتقول الدكتورة نور السيّد راشد دفاعاً عن ختان الذكور:
«يخفّف الختان خطر الإكثار من إستعمال العادة السرّية لأن وجود الغلفة ووجود الإفرازات الجنسيّة المختزنة بها يثير الأعصاب التناسليّة المنبثّة حول قاعدة الحشفة وتدعو المراهق إلى حكّها والإستزادة من مداعبتها ومداعبة عضوه».
ولم يكتف الكتّاب المسلمون بتأييد ختان الذكور للوقاية من الإستمناء، بل أيّدوا أيضاً ختان الإناث لنفس الهدف. فالدكتورة نور السيّد راشد تطالب بممارسة ختان الإناث بقطع غلفة البظر عندهن لأن «ترك هذا الغشاء يؤدّي إلى الشبق الجنسي وأيضاً الإكثار من العادة السرّية وذلك لكثرة إحتكاك هذا الغشاء بالبظر». ويقول الدكتور حامد الغوّابي:
«إن البظر... ينتصب كعضو الرجل. فهذا قد يقود في المرأة إلى إستعمال اليد (جلد عميرة) وما يقود ذلك إلى أمراض كثيرة وفي بعض الحالات سبب ذلك تضخّم الشفرين الصغيرين (الذين يقطعان في عمليّة الختان) إلى درجة كبيرة مشوّهة المنظر».
ولا نعرف رداً من الكتّاب المسلمين على الإدّعاء أن ختان الذكور يقلّل من الإستمناء. بينما رد الدكتور محمّد رمضان على إدّعاءات أن ختان الإناث يقلّل من الإستمناء. فهو يقول:
«سبحان الله!! تحت أي منطق وعقل ودين يتم ذلك؟ ولماذا لا نفعل ذلك مع الأولاد فنقطع الحشفة (رأس القضيب) أو نزيل طبقة الجلد الخاصّة بها ويتركّز فيها الإحساس عنده - خاصّة أن ممارسة الأولاد لهذه العادة أكبر بكثير من الفتيات حسب الإحصائيّات [...]. وإذا كان لها ضرر، فهو عليهم أكبر من الفتيات. [...] وجود البظر لا يؤدّي إلى ممارسة العادة السرّية، ومن ستمارسها فإنها تفعل ذلك سواء مع غياب هذا العضو أو وجوده، لأن لها أسباباً أخرى مثل: الفراغ، والإنطوائيّة، وعدم الزواج، والمؤثّرات الإعلاميّة التي تهيّج الغرائز... الخ. كما إن بعض المتزوّجات المختتنات يمارسنها كمحاولة للحصول على اللذّة بعد أن فشلن في الحصول عليها بالمعاشرة».

2) الإستمناء عند اليهود والمسيحيّين الغربيّين
--------------------------
أ) موقف اليهود والمسيحيّين الغربيّين من الإستمناء
------------------------------
يأخذ رجال الدين اليهود موقفاً متشدّداً من الإستمناء. وهم يعتمدون خاصّة على النص الآتي من سفر التكوين:
«واتّخذ يهوذا زوجة لعير بكره إسمها تامار. وكان عير بكر يهوذا شرّيراً في عيني الرب. فأماته الرب. فقال يهوذا لأونان: أدخل على إمرأة أخيك وقم بواجب الصهر وأقم نسلاً لأخيك. وعلم أونان أن النسل لا يكون له. فكان إذا دخل على إمرأة أخيه، إستمنى على الأرض، لئلاّ يجعل نسلاً لأخيه. فقبح ما فعله في عيني الرب. فأماته أيضاً» (التكوين 6:38-10).
وزواج الرجل من زوجة أخيه المتوفّى التي لم تنجب منه فريضة في التوراة (تثنية 5:25-6)، وما زالت حتّى يومنا عند اليهود. والذي يظهر من قصّة «أونان» أنه كان يمارس «العزل» (أي إنزال المني خارج الرحم) حتّى لا تحمل إمرأة أخيه منه. فأماته الله لرفضه تنفيذ الشريعة. إلاّ أن رجال الدين اليهود فهموا أن «أونان» كان يمارس الإستمناء، وأن هذا هو سبب موته. وقد أشتقّت في القرن التاسع عشر كلمة onanism من إسم «أونان» لتعني الإستمناء كما سنرى لاحقاً.
ونجد إدانة للإستمناء في «المشنا» الكتاب الثاني بعد التوراة قداسة عند اليهود. فهي تقول: «يجب مدح يد المرأة التي تتفحّص بتكرار العضو الجنسي، ولكنّها إذا كانت يد رجل فلتقطع». ومدح يد المرأة سببه أنها تتفحّص أعضاءها التناسليّة لمعرفة درجة طهارتها والإمتناع عن الأعمال التي لا يحق لها عملها في حالة النجاسة. وقطع يد الرجل سببه ممارسة الإستمناء. ويعلّق التلمود على هذا النص أن الفرق بين النساء والرجل ناتج عن كون النساء غير حسّاسات على عكس الرجال. ولذلك يجب قطع يد الرجل بمجرّد مسّه قضيبه حتّى وإن لم يكن هناك تكرار. ويذكر لنا التلمود أقوال رجال الدين اليهود الذين يدينون الإستمناء ويمنعون حتّى مسك القضيب عند التبوّل سداً للذرائع، نذكر أهمّها.
يقول رابي «اليعازر» أن من يسمك قضيبه للتبوّل كمن يجلب الطوفان للعالم. وقد أشار عليه أحدهم بأنه إذا لم يمسك قضيبه فإن نقط بول قد تقع على رجليه فيعتبره الناس مبتور القضيب ويعيّروا أولاده بأنهم أولاد حرام. فرد بأن ذلك أفضل من أن يرتكب الشر بمس قضيبه أمام الله. ويقول رابي «يوحنّان»: إن كل من يخرج مناه يستحق الموت لأنه جاء في الكتاب المقدّس: «فقبح ما فعله في عيني الرب، فأماته أيضاً» (التكوين 10:38)، إشارة إلى فعل «أونان». ويقول رابي «أمّي» بأن من يخرج المني كمن يسفك دماً لأنه جاء في الكتاب المقدّس: «ألستم أولاد المعصية ونسل الكذب المثيرين أنفسهم عند البطم تحت كل شجرة خضراء الذابحين أولادهم في الأودية تحت شقوق الصخر» (أشعيا 4:57-5). ويحكي لنا التلمود أن رابي «يهوذا» ورابي «صاموئيل» كانا على سطح كنيس فأراد رابي «يهوذا» أن يبول. فأجابه رابي «صاموئيل»: إمسك قضيبك وبوّل خارج سطح الكنيس. فتساءل رجال الدين اليهود كيف يمكنه قول ذلك إذا ما إعتبرنا قول رابي «اليعازر» بأن من يمسك قضيبه كمن يجلب الطوفان على العالم. وأجاب أحدهم بأن خوف «يهوذا» من السقوط من السطح والخوف من معلّمه «صاموئيل» يمنعه من التفكير في اللذّة عند إمساكه قضيبه. وأجاب آخر بأن يهوذا كان متزوّجاً فيسمح له إمساك قضيبه للبول. وأجاب ثالث بأنه كان بإمكانه إمساك خصيتيه من أسفل.
ويعيد علينا الحاخام والفيلسوف إبن ميمون موقف التلمود من الإستمناء ويرى أن من يمارسه هو كمن يقتل إنسان. وينصح الرجل بأن لا ينام مستلقياً على ظهره ووجهه إلى الأعلى إلاّ إذا كان منحنياً إلى إحدى الجهات حتّى لا ينتصب قضيبه. ولتفادي التهيّج الجنسي يحرّم إبن ميمون النظر للحيوانات التي تتزاوج أو للنساء التي تنشر ثيابها، ويحرّم السير وراء المرأة. كما يحرّم على الرجل غير المتزوّج مس قضيبه أو وضع يده تحت سرّته. وعندما يبول، يحرّم عليه مسك قضيبه إلاّ إذا كان متزوّجاً. وإن كان متزوّجاً أو غير متزوّج فعليه أن لا يضع يده على قضيبه إلاّ إذا أراد أن يفرج عن نفسه. كما ينصح الأباء بتزويج أولادهم وبناتهم في أسرع وقت ممكن عند بلوغهم لتفادي الإستمناء.
وقد أدان رجال الدين المسيحيّون الإستمناء معتمدين على نص الكتاب المقدّس اليهودي السابق الذكر الخاص بـ«أونان» وأضافوا إليه نصّاً من رسالة للقدّيس بولس يقول:
«أما تعلمون أن الفجّار لا يرثون ملكوت الله. فلا تضلّوا، فإنه لا الفاسقون ولا عبّاد الأوثان ولا الزناة ولا المخنّثون ولا اللوطيون ولا السرّاقون ولا الجشعون ولا السكّيرون ولا الشتّامون ولا السالبون يرثون ملكوت الله» (1 قورنتس 6: 9-10).
وقد فسّر بعض اللاهوتيّين كلمة «المخنّثون» (باللاتينيّة mols) بأنها تعني الذين يمارسون الإستمناء، ومنها جاءت الكلمة اللاتينيّة mollities للتعبير عنه، ولكن في حقيقتها تعني الذين يمارسون الشذوذ الجنسي. وقد بدأت بعض الكتابات الغربيّة في القرن السابع عشر تتكلّم عن مضار الإستمناء. ففي عام 1670 رأى الطبيب الألماني «ايتميلير» أن الإستمناء هو أحد أسباب «داء السيلان». وبعد ذلك بثلاثين سنة نصح الطبيب الإنكليزي «بينارد» باللجوء إلى الحمّام البارد لأنه يساعد للشفاء من الضعف الجنسي الذي يسبّبه الإستمناء.
وفي عام 1715 نشر دجّال إنكليزي مجهول الإسم كتيّباً تحت عنوان Onania في أقل من مائة صفحة حول مضار الإستمناء للذكور والإناث ووسائل مكافحته. وقد تتابعت طبعات هذا الكتيّب مع إضافات جديدة في كل طبعة حتّى عام 1778 وترجم إلى عدّة لغات. وعنوان الكتاب هو إشارة للنص التوراتي المذكور سابقاً ومنها تحوّر ليصبح Onanism، ليعني الإستمناء. وهذا الكتاب يذكر بين مضار هذه العادة داء السيلان والضعف الجنسي كما جاء عند الطبيبين الألماني والإنكليزي المذكورين أعلاه، ويزيد عليهما عدداً من الأعراض المرضيّة مثل القرح والتشنج والصرع وعدم النمو. ويرسم للإستمناء صورة مخيفة ويقول إنه يؤدّي إلى الموت. وإن تمكّن الرجل أو المرأة من الإنجاب، فأولادهما يموتون صغاراً. والمرأة التي تمارس الإستمناء تعرّض نفسها لخطر الإجهاض. ويضيف المؤلّف أن الذين لا يشعرون بتلك العاهات في هذه الدنيا، فهم معرّضون للمصائب في هذه الدنيا وللعقاب الإلهي في الآخرة.
وقد أثّر كتاب الدجّال الإنكليزي تأثيراً كبيراً في الفكر الغربي فصدرت بعده عدّة كتابات تناقلت ما جاء فيه إمّا نقداً أو تأييداً. وعلى أساسه إقترح الطبيب الفرنسي «بيرنارد دي ماندفيل» عام 1724 إقامة دور دعارة عامّة حتّى يقي الناس من الإستمناء الذي يخرّب الصحّة. ونجد إعادة لمضار الإستمناء في الكتب الطبّية كـ«القاموس الطبّي» الذي صدر في لندن عام 1743-1745 والذي يرى أنه لا توجد عادة سيّئة تؤدّي لعدد كبير من النتائج الوخيمة مثل الإستمناء.
وأكبر تأثير لهذا الدجّال الإنكليزي كان على الطبيب السويسري «تيسو» (توفّى عام 1797). فقد كتب هذا كتاباً باللاتينيّة عام 1758 حول حمّى المرارة ألحقها بنص حول الإستمناء ومضارّه. وعاد عام 1760 فنشر الملحق موسّعاً ضمن كتاب بالفرنسيّة. وقد طارت شهرة هذا الطبيب في كل أوروبا الغربيّة ممّا ساعد على إشتهار كتابه ضد الإستمناء فأعيدت طباعته سنوياً حتّى عام 1782 وقد ترجم لعدّة لغات أوروبيّة. وقد أثّر هذا الطبيب بدوره في الفكر الطبّي والفلسفي والتربوي الأوروبي في عصره. وقد بدأ تحت تأثيره منذ عام 1785 تصميم ملابس خاصّة تمنع الولد أو البنت من مس أعضائهم الجنسيّة لممارسة الإستمناء. وقد كان على علاقة ودّية مع «روسو» الذي مارس تلك العادة ونبّه ضد أضرارها معتبراً أنه من المفضّل أن يزني الإنسان ممّا أن يمارسها لأن الخروج من سيطرة النساء أسهل من الخروج من سيطرة تلك العادة. ونجد رأياً مماثلاً عند «كانت» الفيلسوف الألماني الشهير.
وقد مهّد رأي الدجّال الإنكليزي والطبيب السويسري لزرع الخوف من الإستمناء في أوروبا ومن بعدها في أمريكا خلال القرن التاسع عشر. فقد إنتشرت آراء تتّهم الإستمناء بأنه السبب الرئيسي لكثير من الأمراض. وقد عبّر عن ذلك «قاموس العلوم الطبّية» في فرنسا عام 1819 الذي يشير إلى أن الإستمناء، حسب أطبّاء عصره، يؤدّي تقريباً إلى كل الأمراض الحادّة أو المزمنة التي تعكّر إنسجام وظائفنا الجسديّة وينسب إليه الأمراض التي تصيب المخ والنخاع الشوكي والجهاز العصبي والعظام والعضلات وجهاز التنفّس وجهاز الهضم والجهاز التناسلي، كما أنه يؤدّي إلى الموت.
وقد صاحب الخوف من الإستمناء نشوء نظريّة في القرن التاسع عشر في إنكلترا تقول بأن كل الأمراض يمكن ربطها بسبب واحد هو ضعف أو قوّة النشاط العصبي. وقد طوّر هذه النظريّة الطبيب الأمريكي «بنجامين روش» الذي درس في سكوتلندا حيث إعتبر أهم نشاط عصبي هو الإرتواء الجنسي. ففي عام 1812 كتب بأنه يجب عدم التساهل مع الجنس لأنه يسبّب ضعف الحيوانات المنويّة والعنّة وعسر البول ووجع الظهر والسل الرئوي وسوء الهضم وضعف النظر والدوخة والصرع والوسوسة المرضيّة وفقدان الذاكرة والحماقة والموت. وفي عام 1855 كتبت إفتتاحيّة مجلّة طبّية أمريكيّة أنه لا الطاعون ولا الحروب ولا الجدري ولا عدد من الشرور الأخرى المماثلة أدّت إلى مصائب للبشريّة أكثر من تلك التي أدّى إليه الإستمناء.
وقد إنتشرت فكرة ضرر الجنس المفرط والإستمناء في كل الدول الغربيّة ولكن بدرجة أكبر في إنكلترا والولايات المتّحدة تحت وطأة الفكر الفكتوري في عصر الملكة فكتوريا 1837-1901 حيث ترعرعت فكرة أن هناك عنصر بشري أعظم من غيره. وعلى العنصر الأعظم السيطرة على تصرّفه الجنسي لإبقاء سيطرته على الغير إذ إن التصرّف الجنسي المفرط يؤدّي إلى الخمول العقلي. وفي الولايات المتّحدة كتب عالم الفيزياء «جورج بيرد» مطالباً بالحرص على النشاط العقلي عند المثقّفين، وهذا يعني السيطرة على النشاط الجنسي. وكان العصر الفكتوري معادي للجنس بسبب النظريّات الطبّية حول الإستمناء. وقد حدّدت العلاقات الجنسيّة حتّى بين المتزوّجين إذ أعتُبِر بأن تلك العلاقة يجب أن لا تزيد عن مرّة واحدة في الشهر أو حصرها بالإنجاب فقط. وكان يُظن أن المرأة التي تمارس العلاقة الجنسيّة خلال الحمل لا بد أن تفقد طفلها بالإجهاض.
ومن أكبر معادي الإستمناء الطبيب الأمريكي «جون هارفي كيلوج». ففي عام 1882 كتب أن الإستمناء خطيئة ضد الطبيعة ويساوي اللواط، لا بل هو أكثر خطورة منه لكثرة إنتشاره. وكان يرى بأنه يسبّب ما يناهز 31 عاهة. وقد وضع عدّة معايير يمكن من خلالها معرفة الشخص الذي يمارس الإستمناء منها الأرق والخجل والأكتاف العريضة وعدم بروز الثدي عند المرأة والتدخين وحب الشباب وقرض الأظافر بالأسنان واستعمال الكلمات البذيئة. وقد إقترح لمكافحة الإستمناء تناول إفطاره المشهور الذي يحمل إسمه وإجراء عمليّة الختان.
ورغم إستمرار معاداة التعاليم الدينيّة للإستمناء، فإن الطب أصبح تدريجيّاً أكثر تسامحاً معها. وقد بدأ الأمر في إنكلترا. ففي محاضرة نشرها الطبيب الإنكليزي «جيمس ماجيت» عام 1875 حول مرض الوهم الجنسي رأى أن الضرر ليس في الإستمناء ولكن في تكرارها الذي قد يؤدّي إلى التعب. ونفس النتيجة تنتج عن العلاقة الجنسيّة المتكرّرة.
وفي عام 1877، كتب الطبيب الفرنسي «شارل مورياك» مقالاً في «قاموس الطب والجراحة الجديد» عن الإستمناء مكرّراً مضارّه ولكن محذّراً من المزايدات المضحكة في إعتبار كل الأمراض ناتجة عنه كما فعل الطبيب السويسري السابق الذكر. وكتب عالم الجنس الألماني «مانيوس هيرشفيلد» عام 1917 بأنه يرى ضرورة ترك كل ما كتب عن المضار الصحّية للإستمناء لأنه لا إثبات له. وتحوّل قاموس «لاروس الطبّي المصوّر» من موقف المحذّر من أضرار الإستمناء عام 1922 إلى موقف مختلف تماماً عام 1924 حيث نقرأ بأنه من الغلط أن ينزعج الأهل أمام هذه العادة التي ضخّمت أضرارها. وفي عام 1949 رأي عالم الجنس «اوسفالد شفارتز» بأنه لا توجد أضرار على المدى القريب أو البعيد للإستمناء. والدكتور «بنجامين سبوك» قال عام 1971 بأنه غير صحيح القول بأن الإستمناء ضار، إلاّ إذا لجأ إليه بصورة غير معتدلة.
وتدريجيّاً تغيّر أيضاً موقف الشبيبة من الإستمناء وفقد الخوف منه. حتّى أن الشعور بالخطيئة بدأ بالتراجع في الأوساط الكاثوليكيّة. ففي عام 1966 كتب الأب الدومينيكاني «بلي» بأن الحجج التي بنيت عليها فكرة أن الإستمناء «خطيئة مميتة» يمكن إعادة النظر فيها. فمن الصعب القول بأنها عمل ضد الطبيعة. والتلويح بالخطيئة أمام هذا التصرّف أمر خطير. فقد يؤدّي ذلك إلى دفع الشخص في الهاوية. ولكن موقف الكنيسة الكاثوليكيّة الرسمي بقي رافضاً. ففي عام 1976 نشرت «جمعيّة تعليم الإيمان» تصريحاً شديد اللهجة ربطت فيه بين العلاقات الجنسيّة الشاذّة والعلاقات الجنسيّة قَبل الزواج والإستمناء. وقد علّق الأب «ريني سيمون»، الأستاذ في المعهد الكاثوليكي في باريس على هذا الموقف قائلاً: «إن مصيبة الكنيسة هي أنها تكرّر بصورة قطعيّة مبادئ أخلاقيّة تتعلّق بالجنس في وسط تغيّر تماماً موقفه من الجنس».

ب) الختان لمكافحة الإستمناء عند اليهود والمسيحيّين الغربيّين
------------------------------------
أمام الخوف من الإستمناء وسيلان المني في النوم، كان لا بد من اللجوء إلى وسائل لمنعهما. فبالإضافة إلى الوسائل الروحيّة مثل التوبة والإماتة والأعمال الصالحة، كان الأطبّاء ينصحون بوسائل غير جراحيّة وجراحيّة من بينها الختان.
ومن بين الوسائل غير الجراحيّة كان الأطبّاء ينصحون الذكور والإناث بغسل الأعضاء الجنسيّة بالماء البارد، وممارسة الرياضة حتّى يتعب الجسم ولا يفكّر الإنسان في اللجوء لتلك العادة بل ينام حال إرتمائه في السرير. وكان عليهم تجنّب الألعاب الرياضيّة التي تسبّب إحتكاك الأعضاء الجنسيّة مثل الإنزلاق على خشبة الدرج أو التأرجح على آلة الحصان أو شد الحبل الملس، وتفادي بعض القراءات التي تهيّج المخيّلة، ومنها بعض نصوص التوراة مثل سفر «نشيد الأناشيد».
كما كانوا ينصحونهم بإتّباع نظام غذائي خاص. فالدجّال الإنكليزي السابق الذكر إقترح تجنّب أكل الفول والبازلاء والخرشوف لأنها تنفخ الأعضاء الجنسيّة. وغيره نصح بتجنّب أكل الوجبات المهيّجة أو شرب الخمر أو حتّى الإكثار من شرب السوائل لأن ذلك يؤدّي إلى الذهاب للحمّام كثيراً ولمس الأعضاء الجنسيّة. وقد ذكرنا أن الطبيب «كيلوج» قد نصح بتناول إفطاره الشهير. وكان الزواج هو إحدى وسائل إبعاد الشاب عن تلك العادة. فملك بلجيكا «ليبولد الأوّل» كتب للملكة «فكتوريا» عام 1853 بأنه يريد الإستعجال بتزويج إبنه البكر الذي يبلغ عمره 18 حتّى يخلّصه من تلك العادة.
وإذا لم يتخلّص الولد أو البنت من هذه العادة، كان الأطبّاء ينصحون الأهل بربط يدي أولادهم وبناتهم بقضبان السرير أو إلباسهم إحدى المعدّات الميكانيكيّة والملابس والأحزمة الغريبة التي تحيل دون لمس الأعضاء الجنسيّة. وفي عام 1781 إخترع أحدهم حزاماً يشبه حزام العفّة لمنع الإستمناء. وقد كان هناك عام 1860 سوق في باريس لهذه المعدّات دون أن تثير الغرابة في ذاك الوقت. وقد أصدرت الولايات المتّحدة ما بين عام 1861 و1932 قرابة 20 براءة إختراع لمعدّات القصد منها منع الإستمناء. وفي كتاب «رعاية الطفل» الذي أصدرته عام 1921 «دائرة الأطفال» الحكوميّة الأمريكيّة نصيحة للأهل بأن يلجأوا إلى تلك المعدّات الميكانيكيّة لمنع الولد أو البنت من ممارسة الإستمناء الضار الذي يدمّره مدى الحياة. ولكن عام 1929 لم يعد هذا الكتاب يؤمن بتلك الوسائل وحظر على الأهل أن يلجأوا إليها لأنها قد تؤثّر بهم نفسيّاً. وبدلاً من ذلك ينصح الكتاب أن يلهى الولد قَبل النوم بلعبة. وفي طبعة 1942 يقول الكتاب بأن الأم الحكيمة لن تهتم بهذه العادة التي يمارسها الأطفال بصورة طبيعيّة. وفي عام 1951 ينصح الأم بأن لا تقول للطفل كلمة «لا» لأن ذلك قد يزعجه.
بالإضافة إلى الوسائل غير الجراحيّة، نصح الأطبّاء بإجراء عمليّات جراحيّة لمن يتمكّن من دفع تكاليفها، وخاصّة الطبقات العليا في المجتمع، تلك الطبقة التي يأتي منها أكثر الأطبّاء. وقد زاد من اللجوء إلى هذه العمليّات إدخال التخدير في الطب حوالي عام 1850. وقد تفنّن الأطبّاء فاقترحوا ثقب غلفة القضيب وشبكها بحلقة. وشبك الغلفة هذا لمكافحة الإستمناء نجده في كتب ألمانيّة من القرن الثامن عشر. وقد إقترح جرّاح ألماني عام 1827 بأن تمارس عمليّة شبك الغلفة لتحسين الجنس البشري ومن يزيل هذا الشبك يجب معاقبته بشدّة. وقد إقترح كتاب طبّي شعبي صدر عام 1920 في مقاطعة «اوهايو» الأمريكيّة أن يلجأ إلى شبك غلفة القضيب ضد الإستمناء.
كما أن الأطبّاء إقترحوا الختان بقطع الغلفة بمقص مفلول، وحتّى الخصي. واقتراح الختان نجده عند الطبيب الفرنسي «كلود فرنسوا لالمان» (توفّى عام 1853). وقد تسرّبت نظريّته هذه إلى الولايات المتّحدة في كتابات الطبيب الأمريكي «ادوراد يكسون» (توفّى عام 1880) الذي إقترح في كتاب صدر عام 1845 فرض ختان الأطفال كما هو الأمر عند اليهود. وقد ساعد في إنتشار هذا الفكر في الولايات المتّحدة الطبيبان اليهوديّان «موزيس» و«جاكوبي». فكل منهما إدّعى بأن اليهود لا يمارسون الإستمناء، وأن سبب ذلك هو الختان، وأن غير اليهود يميلون كثيراً للإستمناء، ولذلك فهم أكثر عرضة للأمراض الخطيرة بسبب وجود غلفة عندهم. وكانا يريان أن الغلفة تسبّب الصرع وضعف التغذية والهستيريا وكثيراً من الإضطرابات العصبيّة. وقد كتب «موزيس» مقالاً عام 1871 في مجلّة طبّية يقول فيه أن الإستمناء يحدث بسبب الغلفة الطويلة. وأضاف بأنه لم ير حالة واحدة لطفل يهودي يلجأ لمثل هذه العادة إلاّ إذا عاشر أطفالاً تغطّي حشفتهم الغلفة فعودوه عليها. وقد ذكر مقال صدر عام 1895 أن الختان هو أقرب صديق للطبيب في كل حالات الإستمناء. وللحصول على النتيجة الأفضل لا بد من قطع أكبر قدر من الجلد والغشاء المخاطي حتّى يكون الجلد مشدوداً في حالة الإنتصاب. فيجب أن لا يكون هناك مجال لتحريك الجلد، بل يجب أن يكون الجلد متساوياً مع القضيب حتّى لا يلجأ الإنسان إلى الإستمناء دون أن يضيّع وقتاً كثيراً لبلوغ اللذّة. وكلّما كان الوقت المطلوب أكبر، كلّما كانت الفائدة أكبر.
وفي عام 1914 كتب الطبيب اليهودي الأمريكي «ابراهام وولبارست» أن من واجب كل طبيب أن يشجّع ممارسة الختان على الصغار. وفي عام 1932، كتب مقالاً يقترح فيه تعقيم من يمارس الإستمناء ومنعه من الزواج. ونتيجة لمواقف هذا الطبيب المؤيّدة للختان، تم إعادة كتابة كتب تعليم الطب لتحث أطبّاء التوليد بفحص كل طفل يولد. فإذا وجدوا أن غلفته لا ترجع إلى الوراء، كان عليهم قطعها حالاً.
وقد ذكر الدكتور «هولت» في كتابه «أمراض الطفولة» المنشور عام 1897 أن الإستمناء يداوى بالقمع الميكانيكي والقصاص والختان. وفي طبعة كتابه التي صدرت عام 1936 إعترف المؤلّف أن هذه الوسائل لم تنجح في إستئصال الإستمناء. ورغم ذلك إستمر في إقتراح الختان لمداواة الإستمناء حتّى يتعلّم الطفل من خلال ألم العمليّة أنه عليه أن يترك تلك العادة. وقد تبنّت هذه الوسيلة «مجلّة الجمعيّة الطبّية الأمريكيّة» في إفتتاحيتها لعام 1928. وقد كتب الدكتور «كوكشات» عام 1935 مقالاً يقول فيه:
«إني أقترح بأن يتم ختان جميع الأطفال الذكور. إن هذا العمل مخالف للطبيعة، ولكن هذا هو فعلاً المقصود بتلك العمليّة. فالطبيعة قد خلقت الشباب في حالة إستعداد دائم للجماع كلّما سنحت الفرصة، ولذلك غطّت الحشفة الحسّاسة حتّى تبقى دائماً قابلة للإثارة. أمّا الحضارة، على عكس الطبيعة، فإنها تطلب العفّة. والحشفة المكشوفة بالختان تكسب خشونة تخفّف من حساسيّتها. وهكذا يكون الشاب أقل إنجذاباً إلى قضيبه. فأنا مقتنع بأن المختونين أقل ممارسة للإستمناء. وفي هذا الموضوع لا مجال للقول بأن الله يعرف ما هو أفضل للطفل الصغير».
ومع تراجع الخوف من الإستمناء، بدأ التراجع عن وصف الختان كوسيلة لمنعه. فقد أوصى الأطبّاء مثل الدكتور «بنجامين سبوك» عام 1942 بعدم اللجوء إلى الختان لمداواة الإستمناء رغم أنه كان ما زال يؤيّد ختان الأطفال حديثي الولادة. وقد تراجع عن تأييده للختان كلّية عام 1976 إذ صرّح: «إني أؤيّد أن يترك القضيب على حاله. إن الرأي في طب الأطفال يبتعد عن عمليّة الختان الروتينيّة لكونها عمليّة غير ضروريّة وأقل ما يقال عنها أنها خطيرة نوعاً ما. وإني أؤمن باحتمال حدوث ضرر حسّي بسبب العمليّة. يجب على الأهل أن يتأكّدوا ما إذا كانت هناك أسباب مقنعة لأجل الختان - ولكن لا توجد مثل تلك الأسباب حسب معرفتي».
وكتب الطبيب «جوتماخير» عام 1941 أن ختان الأطفال يساعد على تفادي الإستمناء عندما يكبر الأطفال، ولكنّه يرفض اللجوء إلى الختان كعلاج للإستمناء. وقد أعاد نفس الفكرة عام 1956. ولكن في عام 1966 بدأت الكتابات الطبّية تتساءل ما إذا كان هناك فعلاً علاقة بين الغلفة والإستمناء. وقد تحوّل هذا الموقف تدريجيّاً حتّى أن الدكتور «روبيرت جولد» كتب عام 1977 أنه من الصعب أن تجد خبيراً في العلاقات الجنسيّة يعتبر الإستمناء ظاهرة غير طبيعيّة أو غير صحّية. وعليه فإن الإستمناء لم يعد بعد سبباً للختان رغم أن تلك العادة ما زالت تمارس، وأن شعوراً بالذنب ما زال يصاحبها، وأن بعض الأطبّاء والعامّة يرون فيها ضرراً. وقد يكون هذا أحد الأسباب التي تدفع بعض الأهل لإجراء عمليّة الختان لأطفالهم. ولكن مع مرور الوقت ستنتهي هذه الحجّة.
هذا وقد إقترح أيضاً الأطبّاء الغربيّون ختان الإناث لمعالجة الإستمناء والأمراض المرتبطة به مثل الهستيريا تحت تأثير العادات القبليّة الإفريقيّة حيث ذكرت تقارير الرحّالة وعلماء الإنسان أن النساء الإفريقيّات لهن بظر كبير وأنهن إذا بقين على حالهن دون ختان يصبحن هائجات. ومع موجة الخوف من الجنس الذي إجتاحت الغرب، تم تبنّي هذه العادة.
ويشار هنا إلى أن كلمة هستيريا تأتي من الكلمة الإغريقيّة «هيسترا» والتي تعني الرحم. ثم أصبحت تعني الجنون. والكلمة hysterectomie تعني إستئصال الرحم ولكنّها تخفي في ثناياها معنى الحد من الجنون. وهذه النظرة مستلهمة من رأي للفيلسوف اليوناني أفلاطون (توفّى حوالي عام 348 ق.م) الذي يقول:
«إن الأعضاء الجنسيّة عند الذكور هي بطبيعتها متمرّدة وأمّارة بالسوء كالحيوانات الطرشاء التي لا تصغي لصوت العقل. وهذه الأعضاء، تحت تأثير رغبات هائجة، تريد أن تتحكّم في كل مكان. وهذا يحدث أيضاً عند المرأة ولنفس السبب. فإن ما نسمّيه الفرج أو الرحم هو حيوان يحيا في داخلها راغباً في الإنجاب. وإذا ما بقي عاقراً مدّة طويلة بعد المراهقة، فإنه لا يستطيع تحمّل هذه الحالة فيسخط ويتوه عبر كل الجسم، فيسد ممرّات النفس ويمنع التنفّس، ويؤدّي إلى ضيق شديد وأمراض مختلفة حتّى تتاح الفرصة لأن تجمع الرغبة والمحبّة الجنسين ليجنيا ثمرة كما عن شجرة، ويبذرا الحيوانات المنويّة في الرحم كما في تلم المحراث».
وأوّل عمليّة ختان أنثى ذكرت في الغرب هي تلك التي تمّت في برلين عام 1822. وقد لجأ الطبيب «جيستاف براون» إلى ختان الإناث كوسيلة للحد من الإستمناء في فينا خلال الستّينات من القرن التاسع عشر. وفي جدل دار في جمعيّة الجرّاحين في باريس عام 1864 ناقشوا خلاله عدّة وسائل لمنع الإستمناء منها بتر البظر عند الفتاة، ووضع أملاح البوتاسيوم عليه، أو كيّه. ولكن البعض فضّل إبقاء البظر وإخاطة الشفرين الكبيرين بحيث يغطّيان البظر لمنع ملامسته وتهييجه مع إبقاء فتحة للبول.
وقد بلغت عمليّة ختان الإناث في بريطانيا ذروتها ما بين عام 1858 و1866. وكان المدافع عن هذه العمليّة الدكتور «إسحاق بيكر براون» (توفّى عام 1873) الذي أختير رئيساً للجمعيّة الطبّية في لندن عام 1865. ففي عام 1858 أسّس مستشفياً خاصاً في لندن زاره قرابة 3417 طبيباً للإطّلاع على فن العمليّات الجراحيّة التي كان يجريها. ويُظن أنه أجرى عدّة مئات أو عدّة آلاف من عمليّات الختان خلال السنين التسع التي بقي فيها في هذا المستشفى. وكان هذا الطبيب يبحث عن الإضطرابات العصبيّة عند النساء والتي ربطها بالإستمناء. وكان العلاج لتلك الأمراض بتر البظر. وقد أخذ أحد المحلّلين لصحيفة دينيّة مسيحيّة موقفاً مؤيّداً لأحد كتب هذا الطبيب وطلب من رجال الدين أن يحضروا النساء الفقيرات من رعاياهم للأطبّاء حتّى تجرى عليهن عمليّة بتر البظر. ولكن سرعان ما أنتقد هذا الجرّاح من قِبَل الأطبّاء هناك وطرد من جمعيّة الجرّاحين عام 1867 وتخلّى عن رئاسة الجمعيّة الطبّية. وهكذا سقطت عادة ختان الإناث في إنكلترا.
وإن كانت نظريّة هذا الطبيب قد إنتهت سريعاً في بريطانيا، إلاّ أنها أثّرت على كثير من الأطبّاء في دول أخرى، وخاصّة في الولايات المتّحدة. فقد أشارت إليها إحدى المجلاّت الطبّية الأمريكيّة عام 1866. ورغم ما دار من جدل ضد ختان الإناث في بريطانيا قام الأطبّاء الأمريكيّون بتبنّي هذه العمليّة وزيّنوا لها. وفي نهاية السبعينات من القرن التاسع عشر قام طبيبان بإجراء عمليّة جراحيّة مزدوجة تم فيها قطع البظر واستئصال المبيضين. ويُظن أن عدد العمليّات التي أجريت هناك في هذا الشكل يصل إلى عدّة آلاف. ثم فصلت العمليّتان في الثمانينات من القرن التاسع عشر وتركت عمليّة إستئصال المبيضين بينما أستمر في إجراء عمليّة ختان الإناث.
وقد دافع عن ختان الإناث الطبيب «روماندينو» عام 1891 حيث إعتبر ممارسة عادة الختان الإفريقيّة وسيلة للشفاء من الأمراض العصبيّة وللحد من الطلاق في الولايات المتّحدة. وقد ذكرنا كيف أن الدكتور «هولت» في كتابه «أمراض الطفولة» قد أيّد اللجوء إلى الختان لمكافحة الإستمناء. وهذا الطبيب إقترح فيما يخص البنات اللجوء إلى الختان التام وكي البظر وجلد الفخذين والرحم وغلاف البظر.
وقد إنتشرت عمليّة ختان الإناث في الولايات المتّحدة بصورة واسعة ما بين الثمانينات من القرن التاسع عشر والأربعينات من القرن العشرين لمكافحة الإستمناء. وفي عام 1941 أوصى كتاب كاثوليكي موجّه للكهنة في «كرسي الإعتراف» بأن ينصحوا قطع أو كي البظر بالنار كعلاج للنساء الشاذات جنسيّاً. وكانت عمليّة الختان تجرى على النساء في كل الأعمار حتّى سن اليأس، وحتّى في الخمسينات. وكان هناك قرابة ثلاثة آلاف إمرأة تختن سنوياً في السبعينات من القرن العشرين في المستشفيات الأمريكيّة. وفي عام 1973 نصحت مجلّة طبّية ختان الإناث لمداواة البرود الجنسي. وكانت شركة التأمين Blue Shield تدفع تكاليف مثل هذه العمليّات عام 1977. ونعيد القارئ لما ذكرناه في الفصل السابق حول ختان الإناث واللذّة الجنسيّة.
لقد فسّر تغلغل ختان الإناث في الولايات المتّحدة بأنه نتيجة عدم تطوّر طب النساء في ذلك البلد حيث كان يُظن أن كل إضطراب نسائي سببه الجنس، كما كان يُظن أن سرطان الرحم يكثر عند المرأة التي عندها مشاعر جنسيّة قويّة والتي تمارس الإستمناء. ولم يكن هناك أي نوع من العلاج لمثل تلك الأمراض غير بتر البظر. وقد ساعد على إنتشار هذا الأمر في الولايات المتّحدة وجود عدد كبير من السود والمهاجرين الذين أمكن إجراء تجارب جراحيّة عليهم دون أي نقد. فكان الجرّاحون يشترون العبيد المتمرّدين أو على حافّة الموت من الذكور والإناث بدولار واحد لإجراء تلك التجارب عليهم. وكان العبيد في المنزلة الثانية بعد الحيوانات لمثل تلك التجارب الجراحيّة. وكان الكشف الطبّي لمعرفة ما إذا كانت السيّدة بحاجة إلى ختان أم لا هو بأن يضرب على ثديها أو بظرها، أو كليهما. فإذا تبيّن أنها قد وصلت إلى الإرتواء، وجب ختانها.
ومهما كان موقفنا من الإستمناء، يبقى السؤال الأساسي وهو: هل الختان يحمي فعلاً من الإستمناء؟ ولماذا؟ لا يرد مؤيّدو ختان الذكور والإناث على هذا السؤال الأخير. ولا توجد أيّة دراسة تثبت أن المختونين والمختونات يمارسون الإستمناء بصورة أقل من غير المختونين وغير المختونات. وإن كنّا اليوم نعتبر إجراء ختان الذكور والإناث لمنع الإستمناء شطحة من شطحات رجال الطب تحت تأثير الهوس الديني الذي أعمى بصائرهم، فإنهم لم يتوقّفوا عند هذا الحد. فقد إقترحوا إجراء الختان لأمراض أخرى آخرها مرض الإيدز. وهذا ما سنراه في المقالات القادمة.

----------------------
سوف اتابع في مقالي القادم الجدل الطبي فيما يخص ختان الذكور والاناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
اذا اردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل كتاب اكتبوا لي على عنواني التالي
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (60) : الختان والنظافة
- مسلسل جريمة الختان (59) : الختان والزواج
- مسلسل جريمة الختان (58) : الختان والشذوذ الجنسي
- مسلسل جريمة الختان (57) : الختان والمخدرات
- مسلسل جريمة الختان (56) : ختان الاناث واللذة الجنسية
- مسلسل جريمة الختان (55) : ختان الذكور واللذة الجنسية
- مسلسل جريمة الختان (54): قائمة الأضرار الصحّية لختان الإناث
- مسلسل جريمة الختان (53) : قائمة الأضرار الصحّية لختان الذكور
- بعض كتبي التي قد تهمكم
- مسلسل جريمة الختان (52) : الأضرار الصحّية لختان الذكور
- مسلسل جريمة الختان (51) : ما سبب تتفيه أو تجاهل الأضرار؟
- مسلسل جريمة الختان (50) : من فقد الرحمة فقد فقد كل شيء
- مسلسل جريمة الختان (49) : لماذا لا نستمع الى ألم الطفل أو نن ...
- مسلسل جريمة الختان (48) : هل يحس الطفل بالألم؟
- مسلسل جريمة الختان (47) : لماذا يتم تتفيه ختان الذكور أو الإ ...
- مسلسل جريمة الختان (46) : الختان عمليّة بتر عند الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان (45) : تباين المواقف من ختان الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان (44) : الختان بين الخطاب الديني والخطاب ا ...
- مسلسل جريمة الختان (43) : تصادم رجال العلم ورجال الدين
- مسلسل جريمة الختان (42) : عندما يتآمر رجال الدين مع رجال الط ...


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظات عراك وفوضى في برلمان تايوان.. والسبب مناقش ...
- محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يظهران في صورة مشتركة للمرة الأو ...
- ما أحدث القدرات العسكرية التي كشف عنها حزب الله خلال تبادل ا ...
- اشتعال الجبهة اللبنانية.. حزب الله يطلق 75 صاروخاً نحو إسرا ...
- وثيقة أمنية إسرائيلية تكشف: حُكم غزة سيكلف تل أبيب قرابة 6 م ...
- دخول أولى المساعدات إلى غزة عبر الرصيف الأمريكي العائم
- الضيف: ايمن العراقي، مدير تحرير وكالة انباء الشرق الاوسط
- الجيش الإسرائيلي يعلن تخليص جثث 3 أسرى إسرائيليين في غزة
- رئيس الإدارة العسكرية المدنية لخاركوف يؤكد تقدم القوات الروس ...
- استدعاء نواب مدينة أوكرانية للخدمة العسكرية بطريقة غريبة (في ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (61) : الختان والاستمناء