أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ماء الحب وهواؤه:














المزيد.....

ماء الحب وهواؤه:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 14:49
المحور: الادب والفن
    


ماء الحب وهواؤه:

ثمة قطبان رئيسان، ينوس بينهما موشورالعاطفة عند أي كائن بشري، وهما:الحب والحقد،حيث أن كليهما بلا ضفاف، إذ يمكن في ظل توافرالود والوئام-وهما من مفردات معجم الحبِّ- تقديم أعظم الإنجازات في حياة الإنسان والعالم،على حد سواء، وإن في ظل الكراهية والضغينة-وهما بدورهما من مفردات معجم الحقد، خطورة هدم كل شيء،في حياة الإنسان والعالم أيضاً.
وفي التوغل، في التفاصيل التي تتعلق بهذين العالمين المتناقضين،فإنه يمكننا الإشارة إلى أن الحب ليمتلك قوة جبارة، يستطيع أي فرد، بوساطتها كسرالحواجزالتي تحول بينه وبين غيره، للانطلاق من أجل تحويل الكون بأسره إلى عنوان أزلي للإبداع،بيد أن مجرد شيوع وباء الحقد، يعني إمكان احتمال الإجهاز على النفوس،لتتحول إلى مراتع منتنة للبغضاء،وكي "يأكل" المرء "لحم أخيه"، بل إن قتل قابيل لأخيه هابيل، إنما جاء بعد اشتعال شرارة الضغينة التي كان من نتائجها خسارة نصف العالم، إذ أننا نجسد امتدادنصف،قابيلي،فحسب، ومن هنا، فإنه لابدَّ من التخلص من آثاروساوس الشرورالتي من شأنها إشعال وطيس أية حرب، سواء أكانت صغيرة الدائرة كي تكون بين كائنين بشريين،أو كبيرتها لتودي بالوئام بين أسرتين، أوقريتين، أو مدينتين، أوبلدين، أو شعبين، أو أمتين،كي تودي بها كلها، ويظل جسد الحياة مكتوياً بآثار كل ذلك، إلى يوم الدين.
وإذا كان كلا المعجمين:معجم الحب ومعجم الحقديتوزعان فضاء شاسعاً من المفردات المكونة لهما، فإن في إمكان معجم الحب أن يسجل انتصاراته الأزلية في حقل المعجم النقيض، إلى الدرجة التي يمكن أن تتلاشى لغة البغضاء كاملة، ويكفَّ العالم عن النفخ في مكوناتها،من خلال النأي عن استخدامها،وذلك في ظل التبصر، والحكمة، والعقل، لأن أي تفكيرسديد،من قبل المرء في النتائج التي تترتب عليه، وهويقف أمام خياري: جمال الحب، وقبح الكره، وهما هناغيرمتداخلين، البتة، في ما لوحصن أسوارإمبراطورية الحب في نفسه، بمايليق بها، من جدران،تمنع انتهاك حدودها، من قبل جنودالضغينة، ووساوسها، كي تفتك بها، سيكون السبيل واضحاً له تماماً، مادام أن من شأن استيقاظ إبليس الفتنة من سباته، إثرفكِّ الأغلال التي يربط بها-الأغلال التي ترهن قوتهابمدى قوة حكمة وشكيمة الإنسان-أن تودي ليس بمن يحيطون بالمرء وحده، بل بنفسه، وقد يمتد ذلك إلى المحيط،عامة، وما الحروب الكوني-نفسها- إلا نتيجة سطوة خميرة الحقد، في النفوس،على حساب خميرة الحب، لأن كلتا الخميرتين المتناقضين، تعيشان جنباً إلى جنب، في ذات أي إنسان، وأن أي استسلام أمام غوايات الفتنة، والانزلاق إلى مجاهلها، تحت تأثيرة ردة فعل،أو سوء نوايا، تؤدي إلى هلاك الأخضرواليابس، في آن واحد، وتحول العالم العالم إلى" أثربعد عين"..!.

إن حسم المرء خياره في الانخراط في عالم قطب الحب، تحت سطوة سحره، وقيمته، وجدواه، ومقاومة دواعي الانزلاق في فخاخ فتنة قطب الحقد، لينم عن أن هذا الإنسان، قادرعلى التحكم بالموازنة بين طرفي معادلة الطبيعة البشرية، وهو مدعاة سعادة كبيرة من قبله، لأن الحقد ليستهلك من المرء طاقات هائلة، بينما الحب ليمدَّ جذوره في روحه بسلاسة، وعفوية، كي تكون وضَّاءة،خيِّرة، معطاء، وفي ذلك الضمانة الكبرى لاستمرارالطمأنينة والاستقرارلديه، بل إن تطبيق هذا النمط الأعلى من الثقافة، الأسمى،يجعل العالم فردوساً أرضياً، وبيتاً تتعايش فيه المليارات السبعة، بأمان وسلام...!؟
[email protected]
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش اتفاقية المجلسين الكرديين: أسئلة التطبيق والضوابط1
- على هامش اتفاقية المجلسين الكرديين:أسئلةالتطبيق والضوابط
- أولى ثمارالدبلوماسية الكردستانية
- الشاعروقصيدته التالية:
- عزلة المثقف الكبرى
- المثقف الكردي: مهمَّات عاجلة..!
- الأديب والرحلات:أدب يكاد ينقرض في زمان سهولة وسرعة وسائل الا ...
- اتحاد تنسيقيات شباب الكرد يشعل شمعته الثانية1
- ثنائية الثقافة ووسائل الإعلام الحديثة
- أميربوطان في القصرالجمهوري
- الشاعرروائياً
- حرب التماسيح على الدم الفصيح
- في ردم الهوة بين النقد الأدبي والنص
- صناعة الماضي
- موَّال ديري*
- حقيبة الحكومة الأخيرة
- البريد الإلكتروني
- البريد الإلكتروني2
- مابعد الأدب؟.
- ثقافة البيئة.. ثقافة الحياة..!


المزيد.....




- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ماء الحب وهواؤه: