أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - خاطرة الوصايا الستة!














المزيد.....

خاطرة الوصايا الستة!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 17:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهيم على وجهي متشظية المفاصل والروح...بين كلمات تلاحقني ...ولا أقتنع بجدواها..وبين صور تفرض نفسها على نومي ويقظتي...تخترق حشايا فراشي ومخدتي..بين لسعات سياطٍ أحسُ بها تنغرس في لحمي..وبين جحافل موتٍ ترمي بحممها فوق رؤوس من أحب ...لا أستطيع أن آويهم أو أوفر لهم حماية ما..معنوية أو مادية..أتارجح بين التعقل والجنون..بين فردوس قضيت عمري أنتظر دخوله من أبوابه السبعة*.....التي تنتظر حجاجها الزائرين، وبين جحيم يحرق كل جنان الأرض المقدسة ..المنكوبة بحكام الطيش والخرق والتوحش...
أعود لأرض رخوة..يمتد جحيمها هناك وتستعر أخبارها هنا، وفي كل بقعة من الكون المصاب بحمى الإهمال وقبح الضمير واستعذاب التعذيب لأقوام ٍغريبة على جنسهم ــ مع كل مايدعونه من انتماء لإنسانية فارقوها مذ تغلبت عليهم مصالح العشق لأوراق البنكنوت في البنوك والصناديق الدولية....تقرض بفحش وتتصيد بشباك سوس ينخر مراكب المشرق ويدمر بيوتاً سيبنونها بعقود تُخضعها لعقود قادمة واستعباد من نوع مختلف ــ....تتسمر قدماي وتأبى التنقل..وماذا بعد؟!.. ..ماذا بعد ينتظرني وينتظرهم ..ينتظر وطناً يعيش الضياع وتنهش أشلاءه ضباع جائعة الأشداق متعطشة لدماء بشرية حصراً؟!..
اخترعوا له...لنا .. وصايا ستة..سجلوها وختموا عليها بأختام سلاطين الكون..تختلف بمفاصلها عن وصايا الرب العشرة..تقوم كيفما أرادت لها الأمم القوية صاحبة القرار الإلهي في الكون أن تقوم..أو أن تظل طريحة فراش الإنعاش كمشروع ميت غير قابل للحياة في أرض البور السياسية، رسموها مومياء بستة أذرع...لها عشرات العيون المصابة بالكلل البصري، لاتستطيع الرؤيا دون عدسات وجدان معلق الرموش بمرافقات من أجهزة الطاغوت يذر أمامها رماد الموت فيغرقها بالليل.. وماتلبث أن تنكفيء وتعود لكهوف أمانها...أو تتأبط كتبها وتغلق مكاتبها إلى أن تَصدر أحكاماً إلهية جديدة تمنح المجرم مزيداً من الوقت لينهي مهمته.
قلنا وآمنا برب الأمم المتحدة وموفدها السفير فوق العادة " عنان"...رسول بحقيبة أممية جاء لجزيرتنا الغارقة ببحر من الدم ، يريد إنقاذ مراكبها.." مدنها" من غرق محتوم....قيل أنها اليد الإنسانية تمتد إلينا لسحب مركبنا المنخور إلى مرفأ" التغييرالسلس السياسي السلمي "!..عيونه المبثوثة في حاراتنا لم تصل إلا إلى ازدياد رقعة الدم ومساحة التهجير لنوارسنا الراقصة في الشوارع المنذورة للأمل..تهجير أو تقتيل..أو تدمير...أواستباحة أعراض ..فالمرأة قربان الثورة ووقود الحروب اللاأخلاقية... ما أن وطأ هذا المُمسك بعنانِ الفصل والتنفيذ ، وتقرير مصيرالأرض الموعودة بالشمس...المنتظرة لفجرحرية وعدالة.. حتى صارت المسافة بيننا وبين وصاياه الستة واحترام قدرتها في الفعل على أرض الواقع شاسعة بعيدة، لأن قراءة اليد القاتلة ونوافذ رؤيتها..وعلاقتها بالوطن والإنسان...قامت على خطأ وسوء تقدير، أو على تعامي وتغاضي على هول الموت وحجمه، لأنه يخدم بعض المصالح الممتدة أساطيلها لمنطقتنا المطلوبة في سوق الاستراتيجيات الدولية أو النفوذ وصراع القوى الاقتصادية والسياسية..
فماذنبي وذنبكم أنا ولدنا فوق أرضٍ..لايحرسها إلا طغاة..استباحوا عرضها وباعوه في أسواق النخاسة لمن يدفع أكثر؟!..ماذنب أطفالنا ونساءنا وشبابنا يلاحقهم الموت حتى فراشهم..بمن نستعين إذن؟.فلا شرق يعترف بحقنا ولا غرب يتعرف على بطاقات بريدنا الثورية، أو يستمع لصرخات الاستغاثة العالقة في البيوت المدمرة...وكأني بالجميع يسعى لمعاقبة شعب يرفض الذل والاستبداد..كأني بهم يرسلونا إلى حتفنا...فمالدينا لايُشبع خواء جيوبهم وصناديقهم...نحن أبناء الوطن المسكين ..الوطن المنكوب بحكامه وبجغرافيته.. وبعلاقاته وصداقاته...ليس لنا سوى أظافرنا وحدها القادرة على حك جلودنا...
ــ 18/6/2012.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية لابني السوري:
- لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد:
- من طقس درعا البارحة:
- لاتدخل المتن، وابقَ في الحواشي!
- إليكم شعاع من ضوء قلبي وبصيرتي:
- مخطوطات وحدوية!
- شهداؤنا
- مصفاة المحبة
- المرسل إليه - توفاه الله-!
- تحت قمصان حقوق الإنسان:
- الأرض لنا والفتى ولدنا:
- إله محايد!
- عالّم!
- حاء الحرية وحاء الحريق!
- المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!
- هل من ضوء في نهاية النفق؟
- أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف
- ملاحظات حول المجلس الوطني السوري:
- حمص
- لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!


المزيد.....




- جمهور النادي الأهلي يحرج محمد رمضان وكيت بلانشيت تثير الجدل ...
- محلل أمني عن الغارة على رفح: إسرائيل تتصرف بهذه الطريقة لأن ...
- هل يجر الحادث بين الجيشين المصري والإسرائيلي عند معبر رفح لم ...
- كيف نصبح سعداء؟ إجابة السؤال الصعب
- مقتل جندي مصري برصاص الجيش الإسرائيلي، فما الذي حدث على معبر ...
- نجم منتخب فرنسا السابق كاريمبو يؤكد مقتل 2 من أفراد عائلته ف ...
- الانحراف الحقيقي والممكن في الحياة السياسية بالمغرب
- التلفزيون الإيراني يبث تسجيلا لآخر اتصال مع مروحية الرئيس ال ...
- -مسألة فلسفية-.. بوريل يرفض التعليق على سياسات الاتحاد الأور ...
- الجزائر تطالب فرنسا بإعادة ممتلكات من حقبة الاستعمار ذات دلا ...


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - خاطرة الوصايا الستة!