أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - النظام الفيدرالي وتوزيع الصلاحيات














المزيد.....

النظام الفيدرالي وتوزيع الصلاحيات


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 15:51
المحور: المجتمع المدني
    


يمكن عدّ الدولة جهاز إداري متكامل بوحدات إدارية مختلفة المهام والتخصصات تناط إدارتها بكادر فني يعي مهامه التخصصية ويتمتع بصلاحيات اتخاذ القرار، ومع تعدد التخصصات الفنية داخل كل مؤسسة فإنها تحتاج إلى كادر فني ينجز مهامه ويمتتع بصلاحية غير مقيدة في اتخاذ القرار داخل وحدته الادارية.
لذلك يمكن القول إن المؤسسة الواحدة مجموعة إدارات مستقلة تتمتع بصلاحيات معينة لانجاز مهامها الفنية والإدارية بما يحقق هدف المؤسسة العام، فكلما كانت وحدات المؤسسة الفنية والادارية موزعة على مناطق جغرافية متباينة وبعيدة عن مركز القرار تطلب منحها صلاحيات أكبر في اتخاذ القرار المهني لتنجز مهامها على أكمل وجه شريطة إخضاعها إلى اشراف مركزي غير مباشر.
حين يكون القرار في جهاز الدولة الاداري والفني مركزياً على نحو مطلق تصبح صلاحيات وحداته الادارية ومؤسساته الفنية هامشية ومنزوعة القرار، وتحتاج موافقة المركز ما يعرقل انجاز مهامها خاصة في الأطراف البعيدة جغرافيا التي تفاقمة مشكلاتها بفعل نهج المركز البيروقراطي القابض على كل صلاحيات اتخاذ القرار.
يتطلب تقليل الاجراءات الروتينية في الجهاز الإداري الحكومي وتفعيل عمل مؤسساته، إعادة توزيع الصلاحيات بين المركز والأطراف على نحو يقلل أعباء المركز ويمنح صلاحيات معينة للأطراف لإنجاز مهامها على نحو أمثل.
تعدّ الفيدرالية أحد آليات تقليل الأعباء عن المركز وتحميل مسؤوليتها إلى الأطراف ويرتبط نموذجها بحجم الصلاحيات على نحو لا يضعف ركائز الدولة الأساس ولا يخل بوحدتها الوطنية، توافقاً مع بنود الدستور الضامن للوحدة على نحو صريح وغير قابل للتأويل لقطع الطريق على أجندة الانفصال.
يقول (( ديودين لوكارد )) : " إن الفيدرالية تقر بوجود حكومات محلية تتمتع بصلاحيات محددة في إدارة شؤونها الخاصة بضمانات دستورية وفي إطار دولة واحدة ".
يهدف توزيع الصلاحيات بين المركز الأطراف بعدّه اجراءاً إدارياً إلى تقليل الاجراءات الروتينية للنهوض بالواقع الخدمي والانتاجي وليس إلى تفكيك الصلاحيات، فوحدة القرار تكمن في تحقيق الهدف المركزي على نحو مدورس ومخطط يشترك الجميع في تحقيقه وعلى قدر عال من المسؤولية لتعم الفائدة على الجميع.
بذلك فإن توزيع الصلاحيات بين المركز والأطراف يهدف إلى توحيد الجهود وعدم تشتتها بالاجراءات الروتينية المعطلة للمهام ما يعزز وحدة القرار، ويجب أن لايفهم خطأً أنه تعدد في مصادر القرار لأن رسم سياسات الدولة العامة تعدّ بمثابة توحيد رغبات الأطراف في إطار هدف مركزي يسعى الجميع إلى تحقيقه. ومن ثم فإن النظام الفيدرالي ليس اتحاداً بين أطراف كانت مستقلة بأهدافها وصلاحياتها، وإنما إعادة توزيع صلاحيات المركز عليها وتوحيد الجهود لتحقيق الهدف المركزي.
يبين (( وليام كروسكي )) " أن الخوض في مناقشة تفاصيل النظام الفيدرالي الامريكي لم تكن تهدف إطلاقاً إلى نظام اتحادي وإنما إلى نظام وحدوي ".
بغض النظر عن تعدد نماذج الأنظمة الفيدرالية وتباين الصلاحيات بين المركز والأطراف، تعدّ توحيداً لجهود الأطراف مع المركز لتحقيق الهدف المنشود ليس لكونه قراراً سياسياً لاتحاد أطراف مستقلة في إطار نظام اتحادي لانجاز هدف موحد، وإنما توحيد إرادات سياسية مشتتة بإرادة سياسية واحدة في إطار نظام وحدوي يحتكم إلى الدستور في توزيع الصلاحيات بين المركز والأطراف.
يعتقد (( دانيال ويستر )) " أن الدستور الأمريكي الذي جسد فكرة الفيدرالية لا يعدّها اتفاقاً بين ولايات وأقاليم على نحو اتحاد فيدرالي، وإنما سلطة حكومية عليا دائمة ومستقرة يمنحها الدستور صلاحيات تفوق صلاحيات سلطات الولايات والأقاليم وتلتزم بقرارات المحكمة الدستورية العليا في تفسير بنود الدستور لتوزيع الصلاحيات ".
إن عدّ النظام الفيدرالي وتطبيقاته المتباينة في دول العالم على أنه الوصفة السحرية لحل المشكلات السياسية في الدول النامية، يماثل الوصفات السابقة في نسخ تجارب الدول الاشتراكية على نحو قوالب جاهزة وعدّها صالحة لمختلف دول العالم وشعوبها المتباينة الثقافة والوعي، ما عرضها إلى كوارث سياسية واقتصادية ما زالت تدفع ثمنها الباهض.
لذلك يجب التمييز بين الإجراءات الإدارية في توزيع الصلاحيات بين المركز والأطراف لتوحيد الجهود المشتتة لتحقيق هدف الدولة المنشود وبين التوجهات المريبة التي تفسر الفيدرالية تبعاً لأجندتها الخاصة بعدّها خطوة نحو تقاسم مؤسسات الدولة لتحقيق أجندة الانفصال.
إن النظام الفيدرالي ليس طريقاً صحيحاً لتمرير فكرة الحق في تقرير المصير، وإنما تكريساً لوحدة المصير في اطار دولة موحدة لا يقر دستورها بالانفصال. السياسيون الجهلة يعدّون النظام الفيدرالي مخاتلة سياسية، لكسب الزمن وخداع المركز وابتزازه بالمال والصلاحيات لتحقيق هدفهم الانفصالي.
يتطلب تبني النظام الفيدرالي إدراك النخب السياسية لماهيته الأساس ووعي اجتماعي لمفرداته التطبيقية بعدّه نظاماً وحدوياً وليس انفصالياً وتوحيداً لجهود الأطراف لدعم المركز وتعزيزه وتوزيع الصلاحيات على نحو أمثل وليس ابتزازاً للمركز واضعافه، ولا نهباً للمال العام بعيداً عن الرقابة المركزية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معيار نجاح الدولة أو فشلها
- فشل أنظمة الاستبداد في إدارة الدولة والمجتمع
- التماهي بسلطة الاستبداد
- الممارسات العنفية لسطة الاستبداد ضد المجتمع
- سلطة الاستبداد وحزبها الفاشي
- السلطة المستبدة وأزمتها السياسية
- تحدي سلطة الاستبداد
- خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف
- تقويض شرعية سلطة الاستبداد
- تحديات السلطة والمعارضة
- لغة الحوار السياسي
- انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين
- أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم
- عنف الحاكم واستبداده
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة


المزيد.....




- من بينهم أمل كلوني.. خبراء قانونيون يوضحون سبب دعمهم لإصدار ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين ...
- بايدن: طلب المحكمة الجنائية الدولية مشين
- جونسون: الكونغرس الأمريكي قد يتخذ أي إجراءات ضد المحكمة الجن ...
- هل الجنائية الدولية قادرة على اعتقال نتنياهو بتهم جرائم حرب؟ ...
- جنوب إفريقيا ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن أوامر ...
- ماذا بعد طلب خان إصدار أوامر اعتقال ضد قادة بإسرائيل؟
- جنود احتياط إسرائيليون يتظاهرون ضد حكومة نتانياهو لأسباب متع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - النظام الفيدرالي وتوزيع الصلاحيات