أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - ويكيلكيس عراقي















المزيد.....

ويكيلكيس عراقي


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات لموقع ويكيلكيس الذي يديره الاسترالي جوليان آسانج وقع خاص على أسماع البشر في جميع أنحاء المعمورة وأصبحت وثائقه الفضائحية تترقبها مختلف وسائل الإعلام لتنال سبق عرضها على الناس. وتلك الوثائق بنسختها الأخيرة اعتبرت أنموذجا لاستعراض أنواع العلاقات السياسية ورغبات الكثير من القادة لنوع الحدث الذي يحيط بمناطقهم. وأظهرت الوثائق عمق الهوة بين المعلن والمستور وكبر النفاق السياسي والرياء الذي يتمتع به الكثير من قادة العالم وسياسيه.
لم يكن العراق المحور الأكثر ظهورا وحيوية في الوثائق الأخيرة، ومع ظهورها تنفس الكثير من السياسيين العراقيين الصعداء فلم تأتي الوثائق بجديد مما يدين أو يطرح علامات الشك على أدائهم وعلاقاتهم. وفي ظني، حتى لو أراد السيد جوليان آسانج تقديم فصل خاص عن ساسة العراق فلن يأتي بشيء مخالف لما يعرفه الشارع العراقي. فالعراقي خبر جيدا حراك وأفعال جميع من يشترك في العمل السياسي سابقا وحاليا ويملك من المعلومة حتى أكثر من تلك النتف المبتورة التي قدمتها وثائق الإدارة الأمريكية وعرضها وفضحها موقع ويكيلكيس.
في السياسة العراقية هناك أكوام من المعلومات والوثائق الصادقة والمزورة والكاذبة وحتى المازحة التي يسترسل صاحبها ويصرخ وكأنه في حمام سوق يسمع صدى صوته بتلذذ دون أن يواجه تحد أو توجه له تهمة القذف فالجميع يعرف مكامن ضعف ورخاوة الجميع دون استثناء، والجميع يحملون من الآثام والخطايا ما يجعل بعضهم يستطيع أن يعرض الأخر على الناس صلوخ ربي ما خلقتني، ولكن وهنا تسكن العبرات، فالراعي الكبير يعرف جيدا دروب لعبة الحية والدرج والختيبله التي يمارسها جميع من اقتسم كعكة السلطة ووافق على قسمته ونصيبه بمقدار ما درت عليه من عوائد وفوائد، والراعي الكبير يستطيع أن يلقم الجميع بما يملأ الفم بالكثير من الأشياء القذرة.
الجميع يمارس الابتزاز ويعرض بضاعته إن كانت فاسدة أو صحيحة وينتظر ردود الفعل ومقدار ما يكسبه من أرباح توضع في جعبته وخرج جماعته. وظهر إن هناك في السياسة العراقية اليوم تصاعد لوتيرة تكوين مافيات مختصة بالترويج والدعاية والطعون وكذلك الردود، وهذا المشهد غير الصحي وضع العراقيين ومعهم جميع شعوب العالم في حيرة والتباس كبيرين في حالة إن أرادوا البحث عن حقائق الأمور وعن التفريق بين الصادق من الكاذب من بين قادة السلطة العراقية.
انتخب البرلمان العراقي السيد بهاء الاعرجي رئيسا للجنة النزاهة البرلمانية وهو أحد الشخصيات الثلاث المشاكسة في البرلمان مع السيدين النائب المستقل صباح الساعدي وخالد شواني رئيس اللجنة القانونية. وفي أول تعيينه رئيسا للجنة النزاهة راح السيد بهاء الأعرجي يلمح ويعلن في وسائل الإعلام عن وجود الآلاف من الوثائق التي تثبت وتدين الكثير من المسؤولين وتتهمهم بالتزوير والارتشاء وسرقة المال العام، وفي أخر تصريح له أعلن في مؤتمر صحفي عقده في مبنى مجلس النواب إن ( لجنة النزاهة النيابية أنهت دراسة 9003 مستند ووثيقة تخص ثلاثة ملفات مارس القائمون عليها الفساد الإداري والمالي، وأضاف أن «الملف الأول يخص أجهزة الكشف عن المتفجرات التي أحيلت فيه بعض الشخصيات إلى القضاء لكن ترك كبار الشخصيات المتورطة، لافتا إلى إن اللجنة أوصت هيئة النزاهة بالتحقيق مع الشخصيات الواردة في العقد المبرم مع شركة توريد هذه الأجهزة.
و بشهية مفتوحة مارس الكثير من البرلمانين أو منتسبي أحزاب السلطة ما يشبه تصريحات السيد بهاء الأعرجي. ففي يوم مضى قال عضو كتلة الحل وهي جزء من القائمة العراقية، السيد كامل الدليمي الذي تمتلك كتلته 12مقعدا في مجلس النواب العراقي لوكالة كردستان للأنباء(آكانيوز)، إن "تقاسم المناصب الوزارية والسيادية بين قادة القائمة العراقية جرى بصفقة مالية كبيرة"، مبينا أن "من فرض عملية تقاسم المناصب لقادة القائمة هو تاجر عراقي مقيم في الأردن". وحين أطلق السيد الدليمي تصريحه ذاك فهو حتما كان في حالة انتعاش وتوافق نفسي كون التاجر العراقي تصدق عليه وأبقاه رجلا يمارس العمل السياسي وعضوا في البرلمان وجزءا من قائمة يديرها ذلك التاجر من خارج الحدود. بعد هذا التصريح لم نسمع للسيد الدليمي صوتا مسموعا ونجده في الأخير يصمت صمت الحملان، ندما أو طمعا بما منح له من مكاسب مادية وفي الاحتمال الأكثر واقعية،صك أسنانه وعض على لسانه جراء رعب وفزع واجهه،لذا أعتبر تصريحه مزحة أو دعابة وإن وسائل الإعلام المغرضة شوهته أو أنه لم يكن يقصد القائمة العراقية بكامل رفاقها.
وسبق تأليف الوزارة الأعجوبة التي استقرت قيادتها لصالح السيد المالكي وصديقه الحميم جدا حسب الخيار الأمريكي صالح المطلك، سبق كل ذلك مفاجأة من النوع الثقيل ظهرت في المشهد السياسي هي انشقاق السيد سلام الزوبعي عن قائمته العراقية وإعلانه وبضجيج إعلامي صارخ نيته فضح بعض ممارسات قادة القائمة العراقية وارتباطاتهم بالأجندات الخارجية. في تلك اللحظات شد السيد الزوبعي له أسماع وأنظار الناس بما جعلهم ينسون ما يقوم به موقع ويكيلكيس الدولي واتجهت الأنظار نحو موقع ويكيلكيس سلام الزوبعي المحلي.
السيد سلام زكم علي فضلي الزوبعي مواليد 1959 هو أحد قادة جبهة التوافق وأمين عام حزب مؤتمر أهل العراق وسبق أن عين نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الأمنية والخدمات وقدم استقالته من المركز الوظيفي بعد تعرضه لتهديدات عديدة من عشيرته ومحاولة اغتيال كادت تودي بحياته.
في مفاجأة غير مسبوقة في الشارع السياسي العراقي أعلن السيد سلام الزوبعي عن دعوته إلى اجتماع عاجل للقائمة العراقية وخلال 72 ساعة لبحث أمور تتعلق بطبيعة مسارها السياسي، مهددا بان خلاف ذلك سوف يقوم بكشف الكثير من الأسرار داخل القائمة العراقية وعن ما وصفه بخيانة بعض قادتها للوطن والشعب وقال بأنه سوف يطالب بإحالة هؤلاء للقضاء. ثم حدد بعد ذلك فترة عدة أيام تعقب عدم استجابة القائمة العراقية لطلبه حينها سيقدم وثائق ومستندات تكشف المستور. مضت الفترة الزمنية التي حددها بطلبه دون أن تظهر أية بوادر لقبول مقترحه، لا بل جوبه بهجمة شرسة أعلن فيها قادة القائمة عدم صلة الزوبعي بمكون القائمة العراقية واتهم بأنه شخص يبحث عن الشهرة والمنصب، وأدار جميع أعضاء القائمة ظهورهم للزوبعي مهملين تصريحاته وتهديداته. بعد ذلك عقد السيد سلام الزوبعي مؤتمره الموعود ليعرض وثائقه. حشد الفضول الصحفي كان غير مسبوق، فالقاعة ضجت بالكثير من الصحفيين المنتظرين على أحر من الجمر الإعلان عن فضائح وخيانات قادة القائمة العراقية بما عرف عن موقع السيد الزوبعي المتمثل بمسؤوليته الأمنية في مجلس الوزراء سابقا وكونه يسكن في منطقة غالبيتها تناصب العداء للحكومات التي شكلت بعد سقوط حزب البعث. ولكن ظهور السيد سلام الزوبعي وتصريحه أحبط الهمم وشتت الفضول وخيب الظنون.
ربما أصاب الزوبعي بعض الخجل من أن يعلن للحشد بأن موقع ويكيليكس الخاص به والذي حوته وثائقه قد تعرض للقرصنة من قبل الراعي الأكبر للعملية السياسية في العراق ولم يجد ما يكفي من الوثائق لعرضها في مؤتمره الصحفي فقدم عموميات لا يجهلها حتى أصحاب عربات الحمل في أسواق العراق العشوائية، قائلا أن شخصيات في القائمة العراقية تسعى لجر العراق إلى منزلق طائفي، وتريد أيضا جر البلد إلى حرب خارجية جديدة مع إيران وحرب أهلية بين العرب والكرد، وإن كل ما جرى ويجري في العراق لم يكن محض صدفة وأن هذه الأعمال يجري التخطيط لها وبدعم دول الجوار وهناك بعض البعثيين عملاء للأجنبي ويتحالفون مع الشيطان من أجل العودة إلى السلطة.
أذن هذا كل ما حوته جعبة السيد سلام الزوبعي وموقعه الويكليكسي وكأنه حين قدمها أكتشف إن الشتاء دائما يعقب الخريف. وبعد هذا الاكتشاف والوثائق الخطيرة التي يظن إن غيره يجهلها ؟؟!!، صمت السيد الزوبعي وسكتت عنه أصوات أصحابه من القائمة العراقية وبات موقعه الويكليسي في خبر كان، وذهب السيد سلام ليخفي معلوماته عن الشعب العراقي وكانت تضحية كبيرة منه، ومثله فعل الدليمي حين أخفى أسم التاجر العراقي القاطن في الأردن.
في وثائق الوكيليكس العراقي هناك نهايات حتمية يعرفها الشارع العراقي. فبعد كل ذلك الضجيج الإعلامي والصراخ، نجد أصحاب التصاريح الثقيلة والمشاكسة وقد أغلقوا أفواههم صمتا للملمة فضائح سوف تطالهم وشركائهم أو يأتي السكوت رعبا من الراعي الكبير أو حفاظا على الحياة حين يأتيهم تهديد علني ووعد قريب بلاصقة أو كاتم صوت. وتصريح السيد بهاء لا يختلف عن ما أعلنه ويعلنه شركاؤه في العملية السياسية وأصحابه من أعضاء البرلمان الذين درجوا على كشف فضائح من النوع الثقيل دون إن تكون هناك نتائج ذات وزن أو طعم أو رائحة.
ونحن ومعنا الشعب العراقي ننتظر وبشيء من الصبر القانوني ما سوف يفصح عنه السيد بهاء الأعرجي ولجنته النزاهية البرلمانية حول تلك 9003 وثيقة ومستند، ونتسائل هل تكون لديه خيارات أخلاقية تجعله يخرج عن مظلة المحاصصة وسياسات الرعب، وعن ما اعتدنا عليه من تصريحات وكليكيسية أتحفنا ويتحفنا بها ساستنا الذين تهدلت ألسنهم من كثرة ما تناولوه من حلاوة السلطة والسحت الحرام.
وفي حالة صمته نسأله: ما الذي تطلق من تسمية على عملك هذا ؟؟؟



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز اختفاء موسى الصدر يكشفه عبد الحسين شعبان
- فتوى سياسية لغلق مقر الحزب الشيوعي
- المالكي في ملكوت الكرسي
- عطايا قليلة تدفع بلايا كثيرة
- ما فضحته مظاهرات 25 شباط
- شلون أو وين ويمته
- البو عزيزي العراقي
- كلمة السر مقر اتحاد الأدباء
- أجندة الأحزاب الدينسياسية
- عجائب وغرائب ساسة العراق
- رحيم الغالبي وجسوره الطينية الملونة
- في انتظار جوده
- السيد جوليان آسانج يشرب نقيع وثائقه
- الارتزاق وأجندة دول الإقليم
- من يربح البرلمان
- جيش محمد العاكَول في البغدادية
- النوارس تشدوا للفرح والسلام
- انتخابات الخارج دعوة مفتوحة للسرقات
- طريقان لا ثالث لهما
- انتخابات عجفاء وخيار كسيح


المزيد.....




- عملة تذكارية تكريما لقوات الحلفاء والمحاربين القدامى
- الحرب في غزة في يومها الـ228| معارك محتدمة في غزة وعمليات عس ...
- أوستن ينفي تورط واشنطن بمقتل رئيسي
- فرنسا تعرب عن دعمها -للجنائية الدولية-
- مركز روسي يعلن عن -مكافأة مالية ضخمة- للجنود الروس مقابل الا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.05.2024/ ...
- شاهد.. لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني المنكوبة
- ?? مباشر - بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- واقعة جديدة في مصر.. سائق سيارة نقل خاص يتحرش بفتاة والداخلي ...
- فرنسا تدعم سعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - ويكيلكيس عراقي