أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيمن الدقر - يوم مع وزير سابق














المزيد.....

يوم مع وزير سابق


أيمن الدقر

الحوار المتمدن-العدد: 973 - 2004 / 10 / 1 - 05:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مضى على التغيير الوزاري اليوم أربعة أشهر، ومن يوم تغيير الوزارة لم يخرج الوزير السابق من منزله.
قرر اليوم الخروج متوجهاً إلى من يمكن أن يساعده للوصول إلى مركز ما، على أن يكون بحجم الوزارة على الأقل، كان يقف قبالة المرآة يضع ربطة العنق التي فارقته منذ أشهر، تساءل إلى من أذهب ؟ لم يتصل به أحد من المسؤولين الذين كانت هواتفهم لاتنقطع، كذلك لم يعد أحد من الذين يحاولون الوصول إليه، سواء بشكل مباشر، أو عن طريق أحد معارفه، أو زوجته، أو أحد أقربائه، أو أحد أعضاء مجموعة المرافقة التي كانت لاتفارقه، لا أحد من هؤلاء حاول الإتصال به،و.... تذكر.. يا إلهي حتى رجال المرافقة لم أعد أسمع صوت واحد منهم، يطمئن عني على الأقل، أو يسألني إن كنت أريد شيئاً، يا إلهي كم الناس جاحدون، أمضى معهم أكثر من عشرة أعوام، يخرجون معه ويدخلون أينما حل، هل نسي هؤلاء العشرة أعوام!! قال في نفسه: كم الإنسان ناكر للجميل، تنبه... سأل نفسه: أي جميل؟... تذكّر....ياإلهي، لم أقدم لأحد منهم خدمة طوال الفترة الماضية، كنت أرفض أي خدمة لأي إنسان، ألم يطلب مني المرافق مصطفى أن أساعده في الحصول على قرض من المصرف العقاري لإتمام بناء منزله ورفضت؟ ألم أكن أظهر بمظهر من لا يحب الوساطة ، حفاظاً على المصلحة العامة؟ فقد كنت أتاجر برفضي للوساطات أمام كل من يطلب خدمة، يا إلهي كم أحرجت مصطفى هذا عندما كنت أسأله أمام كل من يطلب مني شيئاًً: قل له يا مصطفى، هل تدخلت في قرض منزلك عندما طلبت مني ذلك؟ وكان مصطفى يجيب بألم: لاياسيدي، وكنت فرحاً بإعجاب المستمعين لجواب مصطفى بي، كنت أقرأ نظرة الإعجاب بنزاهتي، ولكن هل كنت نزيهاً فعلاً! على كل لا أحد يدري بأسراري وطريقة تنمية دخلي، وعملي الدائم على رفع مستوى معيشتي، أليس من حقي؟ ألست وزيراً؟
إن كان لايحق لوزير تأمين مستقبله، فلمن يحق إذن!؟.. موضوع النزاهة موضوع نسبي، وما أراه أنا معقولاً، يراه غيري عكس ذلك،
نظر إلى وجهه في المرآة، تساءل: إلى من أذهب؟ وأين أتجه؟ أبو غصوب؟ أخرج من الوزارة مثلي، أبو حيان؟ لم يتصل بي مذ خرجت من الوزارة، ومن المؤكد سيضع الحجج لعدم استقبالي، تذكر الحجج التي كان يضعها هو للناس، قال: لابد أن الجميع سيضعون نفس الحجج في وجهي، الأقرباء؟ منذ الشهر الأول من ولايتي في الوزارة قطعت صلتي بهم، لن يستقبلوني حتماً، أشاح بوجهه عن المرآة وضحك بصوت عال، أنا أملك مالاً لاتأكله النيران، سأقتل الوحدة، سأبحث عن أصدقاء جدد، هم سيساعدونني حتماً
سأصل إلى ما أريد رغماً عن الجميع، سأدفع لهم مايريدون، سأشتري مجداً جديداً، ارتدى سترة بدلته، فتح باب الدار، أراد الخروج،
أغلق الباب ثانية، تهالك على مقعد وثير، إغرورقت عيناه بالدموع، سأل نفسه: من أين سآتي بأصدقاء جدد؟ وقد انقطعت عن الناس عشرة أعوام متتالية، ابعدت عني جميع الأصدقاء، تحاشاني كل من يعرفني، ومن لايعرفني ، لقد جربني الجميع، والمجرب لايجرب.



#أيمن_الدقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات ديمقراطية
- حديث ودي ممنوع من النشر
- هل نذهب إلى الحج؟
- التفكير بصوت عال
- قانون الطوارىء
- النكتة الواقع
- الأحزاب والرقابة
- الإصلاح بين التنظير والتفعيل
- البعث والإصلاح السياسي
- قانون حرية المعلومات
- قليلاً من الشفافية يا حكومة
- القمة العربية: قرارات دون الطموح
- زحفاً أم حبواً


المزيد.....




- لابيد يشن هجوما شرسا على نتنياهو
- -الجيش المصري مستعد-.. خبير يوضح رسائل القوات المصرية لإسرائ ...
- رئيس أوزبكستان يعرب عن تقديره الكبير لنتائج المحادثات مع نظي ...
- -يونهاب-: كوريا الشمالية تطلق صاروخا فوق البحر الأصفر
- رئيسة غاغاوزيا تدفع ببراءتها في قضية التمويل غير الشرعي للمع ...
- هنغاريا تعلن رفضها رصد 6.5 مليار يورو إضافية من صندوق -السلا ...
- بوتين وميرضيايف يؤكدان تمسّكهما بنظام عالمي يحكمه القانون ال ...
- Bild: بريطانيا وكندا وإستونيا على استعداد لإيصال المساعدات م ...
- المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تدين تأييد الحكم بحبس المعار ...
- زها حديد.. ما حقيقة عملة فئة 100 ألف دينار للمعمارية العراقي ...


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيمن الدقر - يوم مع وزير سابق