ماجد ساوي
الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 23:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
القبيلة والدولة ان ازلنا الغشاء اللغوي الذي يحيط بالكلمتين المكتسب من كثرة الاستعمال لوجدنا انهما كلمة واحدة بكل مالهذا من معنى , الفارق البسيط هو ان الدولة هي القبيلة في وضع التنفيذ , اي الحال الراهن . من ناحية اخرى كلا القطبين الدولة والقبيلة تمارسان ما يشبه العلاقة الشاذة بينهما في معتركهما الوجودي , اعتراف سري وانكار علني , حب طي الكتمان وبغض في الخطاب المعلن , حرب لفظية بينهما في كل محفل من كلا الطرفين او في المنتج الثقافي لهما . على ان هذا الامر يظهر اكثر اختلافا حين تحتاج اي منهما لاي عون فاول المنبرين هو الاخرى , القبيلة تتصدر قائمة الداعمين للدولة والدولة تتصدر المساندين للقبيلة , طبعا في القراءة الواقعية الحقيقية .
الدولة بلا تاريخ , القبيلة كمية كبيرة من التاريخ , الدولة سيف ونطع القبيلة بلا سيف ولا حتى ابرة , القبيلة سلالة وقائمة طويلة من الاباء , الدولة تخترع وتنتج ابائها , القبيلة كيان ممتد عبر القرون , الدولة كيان ممتد في الجغرافيا , القبيلة لها منظومة من الاخلاقيات لا تستخدم الدولة اي منها وتحاربها ان صحت الكلمة , منظومة الاخلاقيات التي تعمل بها الدولة تعبير عن الافلاس في عرف القبيلة , لاوجود للدين في حقيقة الامر عند اي من الدولة ولا القبيلة لكنه – اي الدين – يعطي كل منهما اكسجين وجوده .
هل انهيار الدولة انهيار للقبيلة ؟ ربما لا لكن انهيار القبيلة يعني بلا ريب انهيار الدولة , قد تكون القبيلة حجر الاساس الذي يكسب الدولة قوتها , اي ضعف يعتري القبيلة ينعكس على الدولة و لا دولة في الحقيقة عادلة الا اذا كانت القبيلة فيها متعافية وليس العكس صحيحا , لان الدولة في نهاية الامر كم من العقود قد تنفع و تضر اي من او كل المتعاقدين بينما القبيلة عقود ايضا لكن غير قابلة للفسخ ولا خاضعة لسلطان الواقع . اخيرا , اي مجتمع بشري لا قبيلة فيه لا نظام فيه ويصبح هرطقة وكتلة من الفوضى , وتصبح فيه القبيلة كيانا منبوذا ويجب استئصاله !! . وتاكد انه وان كانت فيه دولة – اسمية غالبا - فهو عبارة عن مجموعة من العصابات المصلحية – المصلحية التي لا تعرفها القبيلة وتنبذها , والقارة العجوز خير مثال.
#ماجد_ساوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟