أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - علاوي ينضم إلى الائتلاف الشيعي : وأخيراً، انضم المتعوس إلى ائتلاف خائبي الرجاء !















المزيد.....

علاوي ينضم إلى الائتلاف الشيعي : وأخيراً، انضم المتعوس إلى ائتلاف خائبي الرجاء !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 2776 - 2009 / 9 / 21 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس ثمة مناسبة ينطبق عليها المثل المصري القائل: " التم المتعوس على خايب الرجا " كمناسبة التحاق كتلة السيد إياد علاوي بالتحالف الذي يقوده السيد عمار الحكيم والمدعوم بقوة من نظام الحكم الطائفي الإيراني. فقد نقلت جريدة الحياة / عدد21 أيلول الجاري، خبرا بهذا المعنى. وأضاف كاتب هذا التقرير الإخباري أن عددا من نواب هذه الكتلة التي أصبحت شذر مذر، صرحوا بأن علاوي وجه ضربة قاصمة لما أسموه التيار اللبرالي والعلماني في العراق. وقال النائب عزة الشاهبندر والذي انسحب من هذه الكتلة باكرا ( لا اعتقد أن ائتلافاً بهذا الحجم يمكن أن يتشكل بجهد داخلي... إيران لعبت دوراً في تشكيله).أما العضو المنسحب الآخر من كتلة علاوي أسامة النجيفي فاعتبر ما حدث اندماجا للكتلة في الائتلاف الطائفي، وان علاوي سيخسر كثيرا من جمهوره.
النائبة صفية السهيل، وفي لمحة لا تخلو من نباهة ربة البيت الحريصة، إن ما حدث هو التحاق لحزب علاوي " الوفاق " بالائتلاف لأن كتلة " العراقية" لم يبق منها شيء في الواقع. ونقلت الصحيفة عمن وصفته بـ" سياسي منشق من قائمة علاوي رفض أن يذكر اسمه " قوله أن علاوي "أخذ ضوءاً إيرانياً أخضر لرئاسة الحكومة المقبلة... وأن طهران غاضبة من المالكي وهي تعاقبه على مجموعة سياسات اتخذها ولم تكن متطابقة مع المصالح الإيرانية "، مع أن القيادة الإيرانية والتي، بالمناسبة ، لا تفتقر إلى الدهاء، تعرف جيدا أن موهبة أياد علاوي الوحيدة هي جشعه السياسي وطموحه للوصل إلى كرسي رئاسة الوزراء حتى لو اضطره ذلك لشرب لتر من الزرنيخ أو القفز من قمة حصاروست! وبغض النظر عما احتوته هذه التعليقات من واقعية أو مبالغة يمكن لنا أن نستشف من هذا الحدث عدة أمور لعل من أبرزها:
- إن ضخامة الحشد الذي أصبح ائتلاف السيد الحكم يضمه، تدل بما لا يقبل الشك على ضخامة الخوف، بل والرعب الإيراني، من احتمال انهيار النظام السياسي الطائفي الذي داسته أقدام العراقيين في الانتخابات المحلية الأخيرة وأثخنته بالجراح رغم إنها لم تزهق روحه تماما، والذي مازال المالكي - حتى هذه اللحظة على الأقل – أقوى وأخطر المتمردين والمنشقين عليه، والمهددين له، رغم تردده وتلكؤه وافتقاده للخطوات العملية التي تكسو عظامه البارزة باللحم السياسي الحقيقي، وخصوصا في موضوع القطع مع الاحتلال ومعاهدته الأمنية الاستعمارية، و الخروج من قمقم العملية السياسية الاحتلالية إلى فضاء النظام الوطني الديموقراطي الذي يعمل على إنهاء الاحتلال سريعا، و يحرم الطائفية ويطلق عملية مصالحة اجتماعية وسياسية حقيقية تنهي عملية الانتحار الجماعي البطيء الذي يدفع الاحتلالُ الشعبَ العراقيَّ إليه.
- يستشف المراقب من هذا الحدث أيضا ، انتهازية ولا مبدئية وميكافيلية النظام الإيراني وحلفائه من قادة الكتل والأحزاب التي انضمت إلى ائتلاف الحكيم، فلم يكن البعض يتصور حتى في أشد الكوابيس فظاعة أن تحدث معجزة "في بلد الألف معجزة ومعجزة"، ويجلس أياد علاوي جنبا إلى جنب رئيس الكتلة الصدرية في تحالف سياسي واحد، أو أن يتخلى الجعفري عن طموحه لنيل كرسي رئاسة الوزراء لصالح خصمه اللدود علاوي.
- إن انكسار وتلاشي الطائفية السياسية بلغ على المستوى القاعدي مرحلته النهائية، ولم يعد قادرا على أن يلم شعثه و يسند قامته، ولكنه على مستوى الزعامات والمؤسسات السياسية مازال كما هو إن لم يكن قد ازداد صلابة وتماسكا. فحتى الذين رفضوا انخراط علاوي في ائتلاف الحكيم، لا يخلوا رد فعلهم هذا من الرائحة الطائفية، وحتى الذين انسحبوا من أحزابهم ليشكلوا قوائمهم الخاصة وآخرهم السيد طارق الهاشمي، لا تخلوا دوافعهم من الحسابات الانتخابية الطائفية. فهؤلاء – وقد توجسوا خيفة من انصراف الجمهور في القواعد الشعبية عن الشعارات الطائفية – أرادوا أن يحافظوا على ما تبقى من الرصيد الطائفي القديم، تحت شعارات احترام ما يدعونه "التوازن الاجتماعي" وهو الاسم الحركي الجديد للمحاصصة الطائفية الذي اخترعه الهاشمي في طوره الجديد، ويضيفوا إليه شيئا جديدا من خلال الصراخ بالشارات " الوطنجية " الرائجة في السوق السياسي اليوم . الاستدراك الأخير لا يكاد يُستثنى منه طرف سياسي عراقي واحد.
- إن المأزق التاريخي المركب، عنينا: مأزق الاحتلال وحكم المحاصصة ومأزق ما تبقى من المقاومة العراقية وقوى مناهضة الاحتلال جمعاء، بلغ درجة لا تنفع معها الحلول الجزئية والترقيعية والأدوية المهدئة وليس من خيار آخر أمام قوى المجتمع العراقي سوى كنس الطائفية السياسية المتمثلة بائتلاف الحكيم وما تبقى من جبهة التوافق وإنزال الهزيمة بها في الانتخابات القادمة، أما على الساحة الكردية فليس بعيدا من أن يتمكن تيار المنشقين على دكتاتورين العائلتين " الطالبانية والبرزانية " من توجيه ضربة قاصمة وانتزاع التمثيل الكردي منهما، مع أن تغييرا كهذا لا يخلوا من خطورة صعود من هم أكثر تطرفا قوميا في التيار المنشق.
- تعكس الحملات الدعائية والحرب النفسية التي يشنها كتاب ونواب ومسؤولو ائتلاف الحكيم وأطرافه الجديدة ، والصدريون بخاصة، ضد قائمة المالكي " قائمة دولة القانون " وتصوريها بالخاسرة سلفا، والمنبوذة شعبيا وسياسيا، حجم الذعر والمخاوف الكبيرة من خسارتهم هم، وخروجهم نهائيا من الميدان بعد أن باعوا " الجمل بما حمل" لإيران. هذه الحملة ستستمر، وقد تتحول إن لم تكن قد تحولت بعد، إلى حرب اغتيالات شاملة ضد مناوئي الطائفية عموما، وضد مؤيدي المالكي وخصوا ضد الأكثر صلابة منهم في عدائهم للطائفية، بغية إخضاعهم أو الحد من نفوذهم وقد لا يسلم منها المالكي شخصيا فينتهي بالرصاص الإيراني غير المباشر أو بعبوة لاصقة .
- سيواصل المالكي تردده وتلكؤه السياسي، رغم ما عرف عنه من جرأة شخصية عالية ومزاج اقتحامي يتاخم حدود التهور أحيانا، و ستستمر محاولته للجمع بين ما لا سبيل إلى جمعه في سلة واحدة، فهو يريد أو – إن شئت الدقة - يزعم إنه يريد القطع مع المحاصصة الطائفية مع المحافظة على ما يسمى بـ "العملية السياسية " القائمة على أساسها. هذا التردد ناجم أصلا من قلة ثقة المالكي بالإرادة الشعبية العراقية، ومراهنته على إرادات مصطنعة بديلة، ومن الضغط الارتكاسي الذي يمارسه عدد من مستشاريه وبينهم طائفيون صرحاء لا يريدون القطع مع ائتلاف الحكيم، و للإنصاف فبينهم أيضا وطنيون ثابتو العزم صرح أحدهم بأنه يفضل أن يهزموا في الانتخابات القادمة مع الثبات على الخط الوطني المناوئ للطائفية على الانتصار الانتخابي بثمن المساومة على الثوابت الوطنية.
- الأطراف الأخرى المناوئة للطائفية والاحتلال كجبهة المطلك والكتل والجبهات والتحالفات الصغيرة الأخرى التي راحت تنتشر كالفطر، ستواصل سياسة الضياع وفقدان البوصلة وردود الأفعال الانفعالية التي تأخذ بها، أما حزب البعث ولا نقصد جناح محمد يونس الأحمد المتحالف مع تنظيم القاعدة التكفيري بل جناح الدوري فليس ثمة مؤشرات حقيقية على انه سيغادر سياساته الاستحواذية المعلنة تحت الشعار الأبله " نحن الممثل الشرعي والوحيد" التي تقوم على مطالبة المالكي بالاستسلام التام لهم والعودة بالعراق إلى المربع الأول، وهذا طبعا يصب في مصلحة أعداء المالكي في الائتلاف الطائفي المزين هذه المرة بعلماني علاوي المصابين بلوثة كرسي رئاسة الوزراء.
من الواضح أن فرزا عميقا يحدث هذه الأيام في المشهد السياسي العراقي ، ويخطئ من يستسهل الأمور فيرمي "الرضيع مع المياه الوسخة التي في الطشت " على اعتبار أن السمكة جائفة من رأسها، فهذه النظرة العدمية ستؤدي إلى كوارث جديدة، غير أن من يراهنون على المالكي دون قيد أو شرط، لا يقلون عدمية وسذاجة لأنهم يراهنون على قبضة شعارات وأنصاف خطوات وأرباع إنجازات وخيبات عديدة تسبب بها تردده وشراسة ودهاء خصومة من الطائفيين الشيعة والسنة والقوميين الأكراد.ولكن، ما لا جدال فيه، هو أن انتصار ائتلاف الحكيم سيعني كوارث أثقل عيارا ، لعل من أولها ضياع كركوك التي سيضحي بها عبد المهدي أو علاوي للأكراد مقابل ضمان أصوات كتلتهم لنيل الكرسي، واشتعال الوضع الأمني الذي قد يؤدي سريعا إلى العودة المليشيات وفرق الموت الطائفية الشيعية والسنية إلى التذابح الطائفي والقتل على الهوية وبشكل يفوق ما حدث في سنتي 2006 و2007 .كما إن هذا الانتصار سيعني أيضا تاريخيا وعمليا : أن العراق قد دخل مرحلة الاحتلال الإيراني المباشرة!
إن أعداء المالكي خارج ائتلاف الحكيم من أمثال المطلك يدركون ذلك، أو أغلبه ، ولكن أنانيتهم تمنعهم من الخروج على أسطواناتهم السياسية المشخوطة وعنجهيتهم التي هي عنجهية مهزومين أولا وأخيرا، أما المالكي ذاته فهو أمام الخيار التاريخي: فإما أن يكون ممثلا ومطبقا عمليا للثوابت الوطنية التي كررها لفظيا مرارا، وإما أن لا يكون شيئا مذكورا فينتكس ويلتحق بعلاوي والجلبي والجعفري في تحالف الحكيم .. إنه خيار صعب دون شك، يفاقم من صعوبته الوضع الخاص بالمالكي داخل بيته السياسي(حزب الدعوة وقائمة دولة القانون ) والذي يلخصه بيت المتنبي العظيم مخاطبا سيف الدولة الحمداني ،مع الفارق الهائل طبعا بين "سيف الدولة" و "دولة المالكي" ، يقول أبو الطيب إذن :
وسوى الرومِ خلفَ ظهرِكَ رومُ...... فعلى أي جانبيك تميلُ ؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحادثة الطائفية المزعومة في جامعة تكريت حول الشاعر حسب الشي ...
- ج2/ البيان الانقلابي لثلاثي دوكان : اللعب بدماء العراقيين لأ ...
- بيان ثلاثي دوكان خطوة حمقاء لإنقاذ المحاصصة الطائفية المحتضر ...
- خيار المحكمة الجنائية الدولية : آن الأوان لتدويل قضية دجلة و ...
- آن الأوان لتدويل قضية دجلة والفرات وإلا فليتحمل أقطاب حكم ال ...
- ردا على البلطجة التركية والإيرانية : آن الأوان لتدويل قضية د ...
- تخبطات حكومة المالكي ورد الفعل السوري المذعور عليها: شتائم ر ...
- القنوات الفضائية -المرائية - وإذلال الفقراء باسم التبرعات ال ...
- سؤال استفزازي موجه إلى السياسي الطائفي أيا كان: ما الفرق إذن ...
- دجلة والفرات: مرونة تركية لفظية وعدوانية إيرانية
- بعيدا عن فحيح الإعلام الطائفي - السني والشيعي-.. دعونا نفهم ...
- قضية الصحفي أحمد عبد الحسين و الفرق بين تقاليد التضامن النقد ...
- تفاصيل خطيرة عن السد التركي العملاق - أليسو - ومخاطره المدمر ...
- تفاصيل خطيرة عن السد التركي العملاق - أليسو - ومخاطره المدمر ...
- تفجير سامراء / قراءة في السياق السياسي للجريمة !
- دماء المدنيين الأبرياء في رقاب رجال الدين شيعةً وسُنة
- مقاربة المدنس لفهم المقدس في أقدم مهنة في التاريخ
- محاكمة صدام بين مأزقين ...فهل تخرجها استقالة القاضي رزكار من ...
- قصة -المؤتمر التأسيسي- من الألف إلى الياء :كيف ومتى ولِدَ ول ...
- زوروا موقع -البديل العراقي - ......!


المزيد.....




- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961 ...
- شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال ...
- خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
- بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
- الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
- روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس ...
- ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق ...
- تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح ...
- تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - علاوي ينضم إلى الائتلاف الشيعي : وأخيراً، انضم المتعوس إلى ائتلاف خائبي الرجاء !