أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - تفاصيل خطيرة عن السد التركي العملاق - أليسو - ومخاطره المدمرة على الكيان العراقي والعراقيين















المزيد.....

تفاصيل خطيرة عن السد التركي العملاق - أليسو - ومخاطره المدمرة على الكيان العراقي والعراقيين


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قراءة في بحث علمي لنوار جليل هاشم / ج1
كنت قد وعدت القراء الكرام في نص سابق * بأني سأعود بشيء من التفصيل إلى سد أليسو التركي العملاق لأستعرض ما ورد في دراسة قيمة للباحث العراقي نوار جليل هاشم نشرها في مجلة " المتابع الاستراتيجي " عدد 14 الصادرة عن مركز الجنوب للدراسات والتخطيط الستراتيجي ، نقلا عن مجلة المستقبل العربي وهاأنذا أفعل :
تفاقمت مشكلة نقص مياه نهري دجلة والفرات مؤخرا في العراق وبات شبح الجفاف والتصحير والحروب العشائرية على المياه يحوم في طول وعرض البلاد تصاحبه عواصف ترابية ورملية غير مسبوقة تضرب المدن العراقية بشكل شبه يومي .. لأخذ فكرة عن هذه المشكلة الخطيرة نستعرض هنا دراسة قيمة للباحث العراقي نوار جليل هاشم نشرها في مجلة " المتابع الاستراتيجي " عدد 14 الصادرة عن مركز الجنوب للدراسات والتخطيط الستراتيجي ، نقلا عن مجلة المستقبل العربي :
يعتبر سد أليسو الذي بدأت تركيا في بنائه حيث وضع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حجر الأساس له في آب من عام 2006 من أكبر السدود التي سوف تقيمها تركيا على نهر دجلة .. وأما بخصوص حجم الأضرار التي سوف يلحقها هذا السد بالعراق والعراقيين نعلم أن :
- كميات المياه الواردة إلى العراق عن طريق نهر دجلة ستنخفض بشكل كبير عند اكتمال تنفيذ هذا السد ، فكميات المياه الواردة إلى العراق بشكل طبيعي لا تقل عن 20,93 مليار م3 في السنة، ستنخفض عند إنشاء السد إلى أقل من النصف، حيث سيرد إلى العراق منها 9,7 مليار م3 أي ما يشكل 47% من الإيراد السنوي الطبيعي للعراق منذ بداية التاريخ مع زيادة هذه الكميات خلال الفيضانات الكبرى وتلك حالات استثنائية . هذا النقص الفادح في مياه نهر دجلة ، سيؤدي إلى إخراج مساحات هائلة من الأراضي الزراعية من الاستخدام كما يؤكد الباحث، ونضيف نحن فنقول : سيؤدي إلى إخراج مساحات هائلة من الأراضي الزراعية خصوصا في شمال العراق / إقليم كردستان فالأحزاب والمليشيات هناك تتصرف وكأنها لا علاقة لها بنهر دجلة ، بعد أن اعتبرته ولزمن طويل "نهرا كرديا" تباكى عليه أحد شعرائهم هو عبد الله كوران وتأسف لأن مياهه تمضي جنوبا! وأقصى ما يمكن لهذه الأحزاب والمليشيات والزعامات المتناحرة على وسخ الدنيا فعله هو " التفاني " في الصراع على كراسي الحكم والامتيازات والمطالبة بإنشاء المزيد من السدود على فروع وروافد دجلة داخل العراق لحجز ما يتبقى من مياه النهر . باختصار إن الأراضي الزراعية في شمال ووسط وجنوب العراق التي ستتحول إلى صحاري مهملة وغير مستخدمة في الزراعة، ستتقلص بنسبة الثلث بعد انتهاء الأتراك من بناء هذا السد القاتل.
- أما الأضرار البيئية التي ستنتج من تقلص رقعة الأراضي الخضراء والمراعي الطبيعية وزحف ظاهرة التصحر فسوف تنعكس على الطقس في العراق وستتكرر العواصف الرملية طوال العام وسيحول سد أليسو العراق إلى صحراء .
- من الناحية السكانية، كما يضيف الباحث ، فإن السد سيحرم أعدادا كبيرة من السكان من مياه الشرب، وسيلوث مياه الشرب المتبقية، لأنها ستمر في منظومات الصرف الصحي للمدن الواقعة على نهر دجلة. وسيرتفع مستوى التلوث والملوحة في هذه المياه إلى 1800 ملغ /لتر كما هي الحال في مياه الفرات التي تسمح تركيا وسوريا بمرورها إلى العراق بعد أن تشبعها بالملوثات والأملاح الناتجة عن الاستهلاك والزراعة والصناعة في سوريا، في حين أن المعدل العالمي للتلوث لا يزيد عن 80 ملغ/ لتر .. لاحظوا الفرق بين ألف وثمانمائة ملغ/ لتر وبين ثمانين ملغ/ لتر .. أليس هذا قتلا للعراقيين بسلاح التلوث من قبل جيراننا العرب والمسلمين المستفيدين أكبر الفائدة من الصفقات التجارية والنفطية العراقية ؟!
- سيتغير نمط معيشة السكان إلى أنماط غير منتجة، فتتدهور الزراعة والرعي وتتراجع إعداد الثروات الحيوانية .
- ستتأثر عملية إنعاش الأهوار حين أن انخفاض واردات العراق في دجلة وفي الفرات بنسبة 90% بسبب السدود التركية ونضيف إلى ذلك المشاريع الإيرانية الخطيرة "ع ل" وسترتفع نسبة الملوحة والتلوث في مناطق الأهوار
- سيؤدي انخفاض مناسيب المياه في دجلة إلى توقف العمل في منظومات الطاقة الكهربائية المقامة على طول نهر دجلة، وخصوصا في سد الموصل وسد سامراء، وسيؤثر ذلك على النشاط الصناعي والبنى التحتية كمحطات تصفية المياه ومصافي النفط والمستشفيات.
- ستنخفض مناسيب الخزانات الطبيعية التي يعتمد العراق عليها في عملية خزن المياه للاستفادة منها في مواسم الجفاف كبحيرتي الثرثار والحبانية ..
- ستمتد تأثيرات سدود تركيا في مجاري الأنهار حتى شمال الخليج حيث دلت الدراسات العلمية والعينات المأخوذة في سواحل الكويت أن تأثيرات ضارة بسبب المياه الملوثة قد رصدت في مناطق صيد الأسماك والروبيان .
- يخلص الباحث في نهاية هذا الجزء من دراسته إلى أن العراق سيفقد 11 مليار م3 في السنة .
أما بخصوص المواقف من إنشاء السد يتوقف الباحث عند موقف الحكومة العراقية والأرجح انه يقصد حكومة المحاصصة الطائفية في ظل الاحتلال الأجنبي دون أن نجزم أن المقصودة هي حكومة علاوي أو الجعفري أو المالكي فيخبرنا بأنها قامت بحملة دبلوماسية على نطاق دولي واسع لشرح أبعاد وتأثيرات سد أليسو وليست هناك أمثلة أو أدلة على تلك الحملة للأسف سوى ما ورد عن الناطق الرسمي باسم وزارة الموارد المائية طلب باسم وزارته إلى مجلس الوزراء و وزارة الخارجية مفاتحة المسؤولين الأتراك لشرح تأثيرات مشاريع الخزن على منسوب المياه في دجلة .وأن وزير الموارد المائية التقى بالسفير التركي في بغداد لبحث تطورات هذا الموضوع إضافة إلى إجراء سلسلة اتصالات مع أطراف أوروبية لبحث أبعاد هذا الملف الخطير.
ومن الأمور المهمة التي أشار إليها الوزير المذكور هو ان مشروع سد أليسو ( لا يقتصر على المجال الاقتصادي وإنما هو مرتبط بتوجهات بتوجهات سياسية أيضا ) ويضيف الوزير العراقي ( أن موقفنا القانوني بخصوص استغلال مياه نهري دجلة والفرات هو أن العراق لا يعترض على مسألة التنمية في منطقة جنوب شرق الأناضول ولكن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب حقوق العراق التاريخية واستعمالاته القائمة وبما ينعكس سلبا على حياة المواطنين العراقيين وإن على الحكومة التركية أن تُعْلِم الدول المتشاطئة قبل إنشاء السد من الجانب التركي وهو ما يخالف المعاهدات بين البلدين وأحكام القانون الدولي . والواقع فإن اتصالات وتصريحات هذا الوزير هي الاستثناء للقاعدة التي تأخذ بها الحكومة العراقية ألا وهي الصمت والانتظار والغياب عن التطورات .. أن غيابا خطيرا للحكومة العراقية من الدفاع عن أنهار العراق هو الذي شجع الأتراك وشجع أكثر الإيرانيين على المضي قدما في مشاريعهم التي تحمل الدمار والخراب للعراق وطنا وشعبا.
موقف المنظمات الدولة من إنشاء السد : هناك معارضة دولية وتركية قوية جدا لمشروع سد أليسوا الذي سيقضى على أكثر من نصف نهر دجلة في المراحل الأولى من بنائه، وسوف تتزايد تلك النسبة في المراحل اللاحقة حتى يتم القضاء على دجلة ويغدوا أخدودا متربا تذروه الرياح . وقد نجحت تلك المعارضة في سنة 2002 وما بعدها في دفع البنوك السويسرية والنمساوية والألمانية إلى التراجع عن تمويل السد، وعاودت الحكومة التركية محاولتها مع هذه البنوك وفشلت ، وقبل بضعة أيام نشرت الصحافة العراقية والعربية اليوم خبرا خطيرا يفيد بأن تلك البنوك الأوروبية سوف تتراجع عن قرارها القديم وتبدأ بتمويل السد التركي ولكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة ورفضت تمويل مشروع السد فردت الحكومة التركية بأنها ستستمر بأعمال البناء بتمويلها الذاتي ..وبكل تأكيد فإن هذا القرار بتمويل السد لم يأت من فراغ بل شجع على اتخاذه صمت الجهات العراقية فحكومة المحاصصة الطائفية والعرقية في شاغل عن إبداء أي ضغط حقيقي لحماية أنهارنا، والمثقفون العراقيون والجمعيات والمنظمات المدنية العراقية وما أكثرها لم تعد تشرب أو يشربون – كما يبدو - من مياه دجلة والفرات بل من قناني البلاستيك الكويتية والسعودية !
* أدناه نص المقالة المشار إليها :
يا للفضيحة .. المثقفون الأتراك والأوروبيون المناؤون لسد "أليسو" العدواني أكثر غيرة وحرصا من المثقفين العراقيين على نهري دجلة والفرات!
في الساحة الثقافية والأدبية والفنية العراقية داخلا وخارجا ، لا تكاد تقرأ شيئا ذا علاقة بالكارثة المحدقة بالنهرين الخالدين دجلة والفرات بسبب المشاريع التركية الجشعة والعدوانية... فالمثقفون العراقيون اليوم في شغل شاغل عن ذلك، وكأن التقاط وهبش الغنائم، والركض وراء المناصب وقطع الأراضي السكنية والإيفادات الباذخة صار رياضة وطنية لا يكاد ينفر منها إلا من عصم ربك ...وكان هادي العلوي وقبل رحيله الأبدي بسنوات قد قال بحق هؤلاء المثقفين ما يستحقونه وأكثر ووصم الغافلين منهم عن قضايا شعبهم ووطنهم بعار لا يكاد يمحى، لكنه سامحه الله ظلم الثقافة الغربية والغربيين حين قال حرفيا في إحدى دراساته ( إن حذاء نصنعه ونقدمه لفلاح عراقي أفضل مائة مرة من كل الأدب الغربي المعاصر ) ومع إن العلوي يميز بين الثقافة الغربية التي يعتبرها عدوانية ولا إنسانية قائمة على الأورومركزية والعنصرية وبين الثقافة الحديثة التي هي نتاج إنساني هائل شاركت فيه شعوب الأرض كلها ..ولكنه ظلم الغرب كما قلت سنرى في التالي كيف ولماذا ..
كان الراحل أبو الحسن قد شكل صحبة كاتب الأسطر لجنة باسم " لجنة الدفاع عن الرافدين " قبل عقد ونيف من السنوات تقريبا، ولم تتسع تلك اللجنة كثيرا، بل حوصرت وُشوِّش على أدائها ، ولكنها أفلحت في قرع جرس إنذار مبكر، أتت الأخبار اليوم لتعطي القارعين الحق ، وقد تحقق قرع ذلك الجرس عن طريق عدد من الفعاليات والنشاطات التي قامت اللجنة بها بإمكانياتها المحدودة من قبيل نشر عدد من المقالات والدراسات وخصوصا في صحيفة القدس العربي والسفير وبعض صحف المقاومة الفلسطينية كالحرية والهدف كما صممت اللجنة وطبعت العديد من الملصقات الفنية بمساعدة فنان عراقي ووزعتها في دول الجوار العراقي وخصوصا سوريا وإيران ،وتمكنت اللجنة من طبع وإصدار كتيب صغير ومهم باسم " الكتاب الأحمر: المؤامرة الإمبريالية على دجلة والفرات " وقد فوجئنا بالإقبال على الكتيب وخصوصا في سوريا فأعدنا طبعه عدة مرات .. و قد احتوى الكتاب المواد التالية :
فاتحة بقلم أبو الحسن يليها " إعلان تشكيل اللجنة : لم يعد الصمت ممكنا"، وبعدها دراسة موثقة وموسعة بعنوان " أضواء جديدة على المشروع الأطلسي الطوراني لإزالة نهري دجلة والفرات وتصحير العراق بقلم كاتب هذه الأسطر ونشرت الدراسة في صحيفتي "السفير" اللبنانية و"القدس العربي" اللندنية خلال شهر نيسان من عام 1996 ، فمقالة قصيرة لجريدة " طريق الشعب " بعنوان " الحكام الأتراك يواصلون نهجهم المعادي للعرب "، يليها تحذير بتوقيع اللجنة إلى حكومتي السعودية والكويت من المشاركة في تمويل السدود العدوانية التركية فمناشدة من اللجنة إلى قيادة الحزب الشيوعي العراقي / جماعة حميد مجيد لأن تهتم بهذا الموضوع و لم ترد تلك القيادة " العتيدة " عليها أو تنتبه إليها قط، فدراسة لأكرم عبيد بعنوان " المياه العربية في الإستراتيجية الصهيونية والتحديات التركية " نشرت في جريدة الحزب الشيوعي السوري، فرسالة من اللجنة إلى رئيس الوزراء التركي آنذاك نجم الدين أربكان ،فمجموعة من النصوص العربية القديمة عن الفرات .. نذكر بمحتويات هذا الكتيب على صغر حجمه لأننا بحاجة إلى ذلك ولأن بني قومنا وبخاصة من فئة المثقفين كتابا وفنانين وسياسيين تركوا الفرات ودجلة يقاتلان جبال الأسمنت المسلح بقواهما الذاتية بما يذكرنا بما قاله بنو إسرائيل لنبيهم موسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ! وبالمناسبة فقد استقبل مثقفونا وخصوصا الذين كانوا مقيمين في سوريا أو لنقل أغلبهم تشكيل ونشاطات لجنة الدفاع عن الرافدين بالهزء والسخرية أو بالا مبالاة في أقل تقدير، وكان أحد الشعراء العراقيين الشعبيين المشهورين قد وعدنا بكتابة أغنية أو مجموعة أغاني عن دجلة والفرات ووعدنا صديقه الملحن المشهور أيضا بتلحين تلك الأغاني وبقيت تلك الوعود كلاما في الهواء! وقد أضطر يوما ما إلى نشر اسميهما و إلى نشر رسائل الراحل هادي العلوي الشخصية إلي، والتي كان يطلعني فيها على تفاصيل مهمة بهذا الخصوص! فبحوزتي أكثر من مائتي رسالة بخط يده ، أرجو أن لا يضطرني الآخرون بمواصلتهم لصمتهم ولامبالاتهم إزاء قضية خطيرة كقضية تجفيف الرافدين إلى نشرها ذات يوم ! ماذا ؟ ابتزاز !؟ نعم ..موافق ، أعترف بأنني أتبز المثقفين العراقيين ومستعد لأن أزيد الجرعة من النقد والهجاء لمن لا غيرة له على وطنه وأنهاره وتاريخه ومن اليوم فصاعدا سأرفع شعارا يقول : من لا غيرة له على الرافدين لا غيرة له على شرفه الشخصي !
ومع ذلك فلا يخلوا عرين الأسد من العظام ، كما يقول المثل الشامي السائر، فلو خليت لقلبت كما يقول عراقي مثل آخر ... فقد وقعنا على دراسة مهمة للغاية للزميل نوار جليل هاشم نشرتها مجلة " المتابع الاستراتيجي التي يصدرها " مركز دراسات الجنوب في مدينة الناصرية " العدد 14 ..والأستاذ نوار واحد من القلة الشريفة القابضة على الجمر نأمل أن يتكاثروا كما تتكاثر بقية السيف .
في هذه الدراسة جانبان : علمي موثق، وإخباري لا يقل موثوقية ..وفي هذا الأخير يعلمنا الكاتب أن هناك معارضة دولية وتركية قوية جدا لمشروع سد أليسوا الذي سيقضى على أكثر من نصف نهر دجلة في المراحل الأولى من بنائه وسوف تتزايد تلك النسبة في المراحل اللاحقة حتى يتم القضاء على دجلة ويغدوا أخدودا متربا تذروه الرياح . وقد نجحت تلك المعارضة في سنة 2002 وما بعدها في دفع البنوك السويسرية والنمساوية والألمانية إلى التراجع عن تمويل السد وعاودت الحكومة التركية محاولتها مع هذه البنوك وفشلت ، واليوم الاثنين السادس من تموز نشرت الصحافة العراقية والعربية اليوم خبرا خطيرا يفيد بأن تلك البنوك الأوروبية سوف تتراجع عن قرارها القديم وتبدأ بتمويل السد التركي وبكل تأكيد فإن هذا القرار بتمويل السد لم يأت من فراغ بل شجع على اتخاذه صمت الجهات العراقية فحكومة المحاصصة الطائفية والعرقية في شاغل عن إبداء أي ضغط حقيقي لحماية أنهارنا والمثقفون العراقيون والجمعيات والمنظمات المدنية العراقية وما أكثرها لم تعد تشرب أو يشربون – كما يبدو - من مياه دجلة والفرات بل من قناني البلاستيك الكويتية والسعودية !
بالعودة إلى واقع المعارضة التركية والأوروبية وأهمها "جماعة بيان بيرن / تركية سويسرية " لهذا المشروع العدواني الخطير نعلم ان أسبابها الدافعة للرفض مختلفة عن أسبابنا فإذا كان الخطر يتهدد العراق كوطن وشعب ويتهدد نهريه العظيمين فإن المنظمات التركية والدولية ترفض إنشاء هذا السد لأسباب بيئية واجتماعية : فالسد سيغرق مئات البلدات والقرى التركية وبينها مواقع أثرية مهمة كما في بلدة " حسنكييف " وسيجبر 55 ألف مزارع على النزوح والهجرة من المنطقة التي سيبنى فها السد كما إنه قد تسبب بفقدان التوازن الهيدروليكي فيتسبب بحدوث انهيارات كبرى وزلازل خطيرة كما إن المشروع لا يستجيب للمعايير الدولية كما أعلنت منظمة " بيان بيرن " وتضم ممثلين وسينمائيين ومثقفين سويسريين و أتراك ، وأن مجموعة الشركات التي تتولى مشروع "أليسو" تقودها شركة بريطانية تدعى " بلفور بتي " المتهمة من قبل منظمات دولية غير حكومية بانتهاك حقوق الإنسان في أفريقيا وآسيا وقد صرح توني جونبير المدير السياسي لمنظمة " أصدقاء الأرض / البيئوية " أنه بصدد رفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية إذا قدمت أية مساعدة لشركة بلفور بيتي .. وقد أيده وتضامن معه نيكولاس هيلديار رئيس جمعية " البيت الزاوية" .وكان قادة هذه المنظمات ومنظمات تركية قد زارت موقع سد أليسو وشارك في فعالياتها فنانون عالميون من بينهم الفنان مارك توماس، والتقت بمسؤولين من شركة بلفور بيتي وسلمتها مذكرة رفض واحتجاج رفض مدير الشركة تسلمها ..
كما أدان رؤوساء ووجهاء منطقة "أليسو" وممثلون عن الجماعات المحلية التركية انعكاسات بناء السد الضخم على حياتهم ومنطقتهم وقد شكلت هذه المنظمات الدولية والتركية وفدا كان يتسابق مع الوفود التركية الحكومية ويرد على مشاريعها ويكشف خطورتها وأهدافها وقد حضرت تلك الوفود فعلا عددا من المؤتمرات الصحفية في سويسرا وألمانيا وبريطانيا وهاجمت هذا المشروع العدواني .. هذه شذرات من تغطية الزميل الكاتب نوار جليل هاشم في دراسته سالفة الذكر تسلط ضوءا قويا على نشاطات المناوئين للسد التركي العدواني من أتراك وغربيين فهل أدركت - أيها القارئ - معنى قولي الآن إن الراحل هادي العلوي ظلم الغربيين الذين يأتي منهم أمثال توني جونبير ومارك توماس و نيكولاس هيلديار ؟ و ماذا فعل المثقفون والأدباء والفنانون وأتباع المنظمات المدنية العراقيون حتى الآن ؟ سنترك التساؤل مفتوحا ومطروحا بانتظار أن يهب مَن يهب من العراقيين إلى الدفاع عن وطنهم المهدد وشعبهم الذي بدأ يختنق بعواصف الغبار والتصحر منذ الآن و يتسارع تجفيف أنهاره التي ارتبط وجوده واسمه بها عبر التاريخ .. التاريخ الذي لن يصفح عن المهملين والاتكاليين والمفرطين بأعز ما يملكه الإنسان : شرفه ووطنه وإيمانه !
هامش أخير : قرأت اليوم على صفحات شبكة النت دعوة وقع عليها عدد من المثقفين العراقيين يدعون فيها الشاعر مظفر النواب للعودة إلى الوطن .. لم لا ، أنا معهم في أن يعود النواب إلى الوطن، وليكتب وليلقي ما شاء له الله أن يكتب ويلقي من أشعار - هذا إن نجح فوجد له مكانا بين الندابين واللطامين المعممين وغير المعممين المنتشرين في عراق اليوم - ولكن ماذا لو فكر هؤلاء الأخوة المثقفون أو غيرهم بإطلاق دعوة مماثلة للضغط على حكومة المحاصصة الطائفية والبرلمان في بغداد لكي يضمنوا عودة دجلة والفرات المحبوسين خلف جبال الاسمنت المسلح التركي .. هاأنذا أضع توقيعي مقدما على دعوة كهذه وأضمن نشرها في أكثر من موضع ، إذ لا فائدة من ان يعود النواب أو سواه إلى بلاد الرافدين وقد أمست بلا رافدين والسبب هو إننا سكتنا ، جبناً أو غباءً أو كليهما ، على جريمة شطبهما من الجغرافية والتاريخ من قبل تجار المياه الأتراك الأطالسة !





#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجير سامراء / قراءة في السياق السياسي للجريمة !
- دماء المدنيين الأبرياء في رقاب رجال الدين شيعةً وسُنة
- مقاربة المدنس لفهم المقدس في أقدم مهنة في التاريخ
- محاكمة صدام بين مأزقين ...فهل تخرجها استقالة القاضي رزكار من ...
- قصة -المؤتمر التأسيسي- من الألف إلى الياء :كيف ومتى ولِدَ ول ...
- زوروا موقع -البديل العراقي - ......!
- ثلاثون عاما سجنا لكاتب كردي عراقي انتقد فساد حكم المليشيات
- طزطزات السيد -الرئيس- وهيباخات أخيه برزان
- الطائفيون السُنة والشيعة وقوانين الدخول إلى الحمام الأمريكي!
- مؤتمر القاهرة العراقي : إنجاز أمريكي ثمين بثمن بخس !
- مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :
- هل عاد العراق إلى مرحلة العشرينات من القرن الماضي !؟
- كاترينا- و - ريتا - ومفهوم أو خرافة العقاب الإلهي !
- الحرية لمحسن الخفاجي الروائي العراقي الأسير في زنزانات الاحت ...
- هل أصبح الجنوب العراقي جزءا من بريطانيا ؟
- دولة ولاية الفقيه كأمر واقع في العراق ومعركة العرب السُنة مع ...
- الزرقاوي نفذ تهديداته وقتل مئات المسلمين فهل يكفي اعتذاره ؟
- نعم ، العراق بلد عربي ولكنه ليس جزءا من الأمة العربية !
- المعممون وفاجعة جسر الأئمة : بين تمجيد الموت العبثي والتستر ...
- الفروق الظاهرة والمخفية بين الدستور واللطمية !


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - تفاصيل خطيرة عن السد التركي العملاق - أليسو - ومخاطره المدمرة على الكيان العراقي والعراقيين