أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - طزطزات السيد -الرئيس- وهيباخات أخيه برزان















المزيد.....

طزطزات السيد -الرئيس- وهيباخات أخيه برزان


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1412 - 2005 / 12 / 27 - 15:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(( لقد هَزُلت حتى بدت من هزالها كلاها وحتى استامها كلُّ مفلس ))

خلال متابعتي للجلسة السادسة من محاكمة صدام وأعوانه اتصلت بأحد الزملاء الكتاب ممن يعانون من انخفاض ضغط الدم المزمن ، ونصحته بمتابعة تلك الجلسة فاعتذر بأنه لا يستطيع الاستمرار في متابعتها لأنها لا تحتمل ..
ومع ذلك نصحته باستعمال خطة طريفة اخترعتها لتوي لأنني من المعانين من ارتفاع ضغط الدم أصلا وهي : أن أتابع مشاهد المسرحية ، أقصد المحاكمة الصدامية وفي الوقت عينه أراجع مسودة مقالة على الحاسوب .. يعني : عين على المقالة وأخرى على المحاكمة وخصوصا حين يحتد النقاش وتتصاعد عنطزات برزان التك..ريتي ويطلق واحدة من عباراته البليغة من قبيل :
- هياباخ ...! ( وفي رواية أخرى : أيباخ !)
- والأخ أمي أخاف يقصد هو أمه ..
- والشهود الأفاقين .
- ويدي بيضاء مثل يد سيدنا موسى ..( تصوروا برزان التك ريتي يشبه نفسه بالنبي موسى! )
- سيادة القاضي ،هناك بعض السفلة يضحكون علينا فوق ..
وغير ذلك من العبارات " البليغة " و"المحترمة "التي يتقنها أمثال برزان ممن يعرفهم القارئ فتعطي فكرة واضحة عن مكنوناتهم الأخلاقية والروحية والصحية النفسية .
أما الفاجعة الرئاسية الكبرى ، فقد سُجلت في الجلسة السابعة ،حين وقف رئيس الجمهورية العراقية لأكثر من ربع قرن ، والذي يحتضن المصحف الشريف حتى ظنَّ البعضُ أنه تمكن من حفظه وختمه خلال فترة اعتقاله التي قاربت على الثلاثة أعوام بعد أن كان يجبر السجناء في جمهوريته " العظيمة " على حفظه لينقص فترة محكومياتهم إلى النصف وأورد – صدام ما غيرو - بضع كلمات من إحدى الآيات القرآنية ونسب الكلام فيها إلى النبي موسى وقد أيده في ذلك نائبه الفهمان الفطين " بالراء " والذي يكاد الذكاءُ يقطر من أذنيه طه الجزراوي ..
الآية التي لم يتمكن من حفظها أو قراءتها السيد الرئيس "العبقري نص اردان " ونسبها بشكل خاطئ إلى النبي موسى ، هي الآية 260 من سورة "البقرة" والتي يحاور فيها أبو الأنبياء إبراهيم الخليل ( من مواليد أور / ناصرية يعني !) اللهَ تعالى ويقول له ( ربِ أرني كيف تحيي الموتى ) فيسأله الله جلَّ شأنه ( أولم تؤمن ؟) فيجيب النبي إبراهيم ( بلى ولكن ليطمئن قلبي ) .
المأثرة الأخرى والأبرز من مآثر صدام في تلك الجلسة ، والتي لن نتوقف عندها طويلا لتفاهتها هي توجيهه لكلمة طظ ( وتلفظ بالزاي إذ يبدو أن أصلها تركي ) عدة مرات إلى "البوشَين " الابن والأب ، ولكن لا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه الفعلة ليست عراقية أو تكريتية محضة إذ سبق لرئيس عربي آخر أن اشتهر بتوجيهها إلى أعدائه السياسيين حين كان ثورجيا على خط الضغط العالي قبل أن "يقلب عقرب " فيرتد عميلا علنيا لأولئك الأعداء عنينا العقيد القذافي ، فالطظ بهذا المعنى تحمل براءة اختراع قذافية وليست صدامية فاحذروا التقليد !
في سياق دفاعه عن نظامه ، أورد صدام بعض الآراء المثيرة لاهتمام مربي الحمام وصناع النكات والطرائف من ذلك مثلا تفسيره لاعتقال الأطفال العراقيين من بلدة الدجيل مع أسرهم بما سماه "طبيعة الشخصية لعراقية " التي يصعب عليها التفريق بين الأم وابنها فتركوها تصطحبه معها ، جزاهم الله خير الجزاء .. المؤسف هو إننا لم نسمع أحدا يسأل الريس الصنديد السؤال التالي : ولماذا اعتقلتم أمه وجدته وخالته وعمته أصلا وأرسلتم بهن إلى المصيف الصحراوي ؟
وفي السياق ذاته ، تفاخر صدام بالحرية والرحمة التي تميز بها تعامل نظامه حين نفى أهل الدجيل إلى صحراء " ليّا " مدللا على ذلك بالسماح للمنفيين بالتحطيب في الصحراء بعيدا عن مساكنهم بعشرات الكليو مترات ، وبترك أبواب تلك المساكن مفتوحة لساكنيها ..ولو سمح لصدام بالاستمرار في تعداد الأمثلة و الإنجازات لبلغ نقطة التفاخر بالسماح للعراقيين من منفيي الدجيل بالشهيق والزفير والتبول مجانا في الصحراء !ولكن لماذا في الصحراء ؟ ومن أوصلهم إلى هناك ؟ تلك أسئلة مطروحة للنسيان يا سيادة الكاكه القاضي !
يبدو لي أن موضوع محاكمة الدكتاتور وعصابته أخذ يخرج عن مساره المرغوب به والمخطط له أمريكيا، فالمحتل الأمريكي أراد أن يقدم للعراقيين فُرْجة مسرحية هزلية لا أكثر ولا أقل ينفسون بواسطتها عن غيظهم وغضبهم على الجلادين ، وحين نجح صدام ومجموعته جزئيا ، وبفعل غباء المخططين التنفيذيين الطائفيين للمحاكمة ، في تتفيه وتسفيه الشهادات المقدمة من قبل الإدعاء وتحويل المحكمة إلى سيرك سياسي لا أحد فيه يرد عليهم فيفحمهم ويلقمهم حجرا ، بل إن المتهمين فضحوا هيئة الادعاء العام بكونها مؤلفة من عملاء سابقين للمخابرات الصدامية ذاتها، وزعموا - والراجح أن زعمهم صحيح - أنهم تعرضوا للتعذيب الشديد على أيدي قوات الاحتلال ، حين ذاك خرج الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية ليهاجم المحكمة التي صنعها رؤساؤه .. فهل سنرى نهاية قريبة للقاضي الهادئ رزكار وطاقمه الملغوم تجعلهم يختفون من ساحة القضاء العراقي ؟
والحال ، فالعراقيون كانوا بحاجة - وسيظلون - إلى محاكمة حقيقية لصدام النظام ،وصدام النهج ، وصدام الفكر ، وصدام الممارسات ، وصدام الأخلاق الحزبية المريضة ، وصدام طريقة التفكير المانوية ، وصدام المفتون بشخصه ، والمقطوع عن الواقع الحي ، والعاجز عن حفظ آية قرآنية واحدة ، والقادر على إطلاق " حملة إيمانية " .. وأخيرا : صدام الشخص الجاهل والذي لم يهبط علينا بصحن طائر قادم من زحل بل قذفت به المقادير والمصادفات التاريخية الغامضة والمفضوحة من قرية "العوجة " العراقية لكي يلعب هذا الدور الكوميتراجيدي في تاريخنا الحديث شديد المرارة .
اعتقدت شخصيا، وقد كتبت ذلك منذ عدة سنوات في أكثر من نص ومناسبة ، بأن صدام حسين كنظام مات سريريا بعد انسحابه من إمارة الكويت ونشوب انتفاضة ربيع 1991 ،
واليوم ،
وبعد المظاهرات التي شهدتها بغداد احتجاجا على نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي قادتها مجموعة من الأحزاب السياسية المعروفة الهوى والتوجهات أعتقد بأن صدام كشخص وكسياسي وكزعيم وجزئيا كحزب ( مع إنني أرفض النزعة الشمولية الاجتثاثية التي يحملها البعض من أدعياء الديموقراطية من حلفاء الاحتلال والقائلة بوجوب تحريم حزب البعث كحزب سياسي ، فالسياسي ، كما علمتنا الحياة ، لا يمكن مواجهته إلا بالسياسي والاقتصادي بالاقتصادي والفكري بالفكري والرصاص الاحتلالي بالرصاص المقاوم ) لقد كانت تلك المظاهرة - في العمق الدلالي لها - تشييعا غير معلن لصدام و ولنهجه ،
ليس لأن صوره وذكره قد غاب عنها نهائيا،
بل لأنها من حيث الجوهر تمثل دفنا عمليا لكل ممارساته الدموية ونهجه الاستبدادي وفكره المتخلف وأعتقد أن الأيام القريبة القادمة ستشهد الكثير من الأمثلة والأدلة على صحة هذه الافتراضات .
بالعودة إلى محاكمة الطاغية نقول :
كنا نريدها محاكمة لتاريخنا الملتبس والغائم ،ولمجتمعنا المكتوم والمتشظي في آن ، ولزعاماتنا السياسية والدينية المثقوبة شكلا ومضمونا ، ولمثقفينا المجوفين والمنفوخين بالنرجس والهواء الفاسد ، المصفقين للغزاة والهازين أذنابهم للسلاطين وأشباه السلاطين ، كنا نريدها هكذا أو "هكذا تقريبا" فصارت مهزلة يسيل فيها لعاب الطائفيين لرؤية الجثث المسحولة والعيون المفقوءة ..
كنا نريدها مناسبة لنشر وسيخنا القذر تحت شمس الله والشعوب فصارت سردابا جديدا يضم الكثير من الأسرار الجديدة .
تمنى البعض أن يرى عددا من الجلادين البعثيين السابقين ،وقد استيقظت ضمائرهم ،فحضروا جلسات المحكمة بعد ان أعطيت لهم الضمانات علنا بتخفيف العقاب أو العفو ليدلوا باعترافاتهم عما اقترفوه من مذابح ومجازر بحق هذا الشعب . وعندها كان ممكنا أن نأمل ونحلم برؤية الجلاد الذي أطلق الرصاص على جبين عبد الكريم قاسم أو برؤية الوغد الذي حفر رأس الشهيد محمد باقر الصدر بالبرينة والسفاح الذي ربط الحبل حول عنق الشهيد الشيخ عبد العزيز البدري ،والجلواز الذي والتي واللذين واللتين والذين واللاتي .. ولكن مَن يجرؤ من هؤلاء على الظهور كما ظهر جلادو جنوب أفريقيا العنصريين فاعترفوا واعتذروا لضحاياهم ، من يجرؤ على الظهور بعد أن ظهر أن السمكة القضائية العراقية جائفة بدءا من رأسها، وأن حضرة المُلا المدعي العام جعفر الموسوي كان وكيلا لمخابرات برزان ؟
عموما ،
لا يمكن القول بأن كل شيء انتهى ،
فثمة بصيص من الأمل في أن توضع هذه المحاكمة العراقية بامتياز على مسارها الصحيح لتكون علاجا ودواء ،مجتمعنا بأمس الحاجة إليه ، لكي يتخلص من ويتفادى "الصدامين " القادمين هذه المرة على صهوة صناديق الانتخابات المزورة وفوقهم تخفق بيارق الطائفية والعنصرية والتكفيرية المدمرة ..
ثمة بصيص من الأمل فعلا ،
في أن يحاكمَ العراقُ صداماً ،
ولكن هذا البصيص سيبقى في غياهب العدم ما لم يستعيد العراقيون سليقتهم النقدية ، وأرواحهم الوثابة ، ويصحون من النعاس الطائفي والعرقي الراهن فيقذفون بالمشروع الأمريكي لقتل التاريخ العراقي والإنسان العراقي في أقرب مزبلة ومعه رجالاته وكافة إفرازاته المحلية ليتمكنوا حينها ،
وحينها فقط ،
من تقديم صدام وعصابته إلى المحكمة الحقيقية العادلة الحرة ،
ولحظتئذ سيصرخ جميع شهداء العراق وعيونهم القدسية مسلطة على المتهمين المذعورين في قفص الاتهام :
- محكمة !!!!!!!!!!!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفيون السُنة والشيعة وقوانين الدخول إلى الحمام الأمريكي!
- مؤتمر القاهرة العراقي : إنجاز أمريكي ثمين بثمن بخس !
- مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :
- هل عاد العراق إلى مرحلة العشرينات من القرن الماضي !؟
- كاترينا- و - ريتا - ومفهوم أو خرافة العقاب الإلهي !
- الحرية لمحسن الخفاجي الروائي العراقي الأسير في زنزانات الاحت ...
- هل أصبح الجنوب العراقي جزءا من بريطانيا ؟
- دولة ولاية الفقيه كأمر واقع في العراق ومعركة العرب السُنة مع ...
- الزرقاوي نفذ تهديداته وقتل مئات المسلمين فهل يكفي اعتذاره ؟
- نعم ، العراق بلد عربي ولكنه ليس جزءا من الأمة العربية !
- المعممون وفاجعة جسر الأئمة : بين تمجيد الموت العبثي والتستر ...
- الفروق الظاهرة والمخفية بين الدستور واللطمية !
- إنهم يكذبون ، ويشوشون على مظاهرات الجمعة القادمة ،والكرة في ...
- ماذا يريد التكفيريون : تحرير العراق من العراقيين أم من المحت ...
- فيدرالية فيلق بدر - تنـزع القناع نهائيا عن حزب آل الحكيم !
- مشاهد وشهادات من داخل مؤتمر بيروت حول - مستقبل العراق والجبه ...
- مداخلة ممثل التيار الوطني الديموقراطي في ندوة بيروت - مستقبل ...
- قراءة في الدستور السويسري 2 من11: لغات الدولة والمساواة ومبد ...
- قراءة في الدستور الاتحادي السويسري1من11: خلفية تاريخية وشكل ...
- اقتراح لفدرالية محافظات عراقية تكون فيها -كردستان -محافظة وا ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - طزطزات السيد -الرئيس- وهيباخات أخيه برزان