|
استمرار حصار غزة جريمة اخرى ضد الانسانية !
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 04:25
المحور:
القضية الفلسطينية
بعد ان توقف العدوان الاسرائيلي المباشر وبشكله العسكري البشع الذي استخدمت فيه الاسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا ـ قنابل الفسفور الابيض ، وذخيرة تحتوي على عناصر اليورانيوم المنضب " دايم " ـ والذي كان متواصلا وباجرام واضح طيلة 22 يوما من البر والبحر والجو ، وبعد ان تم توثيق خسائره البشرية بما يتجاوز 7000 شخص نصفهم من الاطفال والنساء ، بين شهيد وجريح ، مع تدمير 21 الف منزل و55 مدرسة و20 مسجد و33 مركز للشرطة واغلب المرافق العامة وتضررت اغلب الجسور والطرق المعبدة ، وبعد ان جعل من غزة ارضا محروقة لا تملك ابسط الاحتياجات الانسانية كالماء والكهرباء والصرف الصحي ، وكأن العدوان ينتقم من المدنيين ومن عمرانهم نتيجة فشله في اخضاع مقاومة غزة ، او نتيجة يقينية مسبقة لديه ، بان غزة كلها تقاومه حتى الاطفال والنساء والشيوخ ورجال الاطفاء والاسعاف والاطباء ، انتقام جبان ينشر الرعب المخبول والمجبول على العنصرية والارهاب ، لقد جرف الحقول وقتل صيادي الاسماك ولم يعترف بالممرات الامنة والملاذات للمشردين !
بعد كل هذا وبعد ان زار الامين العام للامم المتحدة وتعرف بنفسه على حجم الدمار وعلى عدم احترام اسرائيل حتى للمقرات التابعة لمنظمته ، وبعد ان شهد الشهود المحايدون وبعد ان اعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية " جون هولمز" بان هناك كارثة حقيقية اذا بقيت المعابر مغلقة ، وبعد ان طالب واستغاث وناشد العالم اجمع للضغط على اسرائيل من اجل فتح المعابر وبكل طاقتها وعلى مدار الساعة ، وبعد ان توالت التقارير والمناشدات ـ منظمة العفو الدولية تناشد ، الاطباء النرويجيون يناشدون ، منظمة الصحة العالمية تناشد ، منظمة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة تناشد ، وشقيقتها التابعة للاتحاد الاوروبي تناشد ، وكل احرار العالم يناشدون دولهم لمقاطعة اسرائيل حتى ترضخ للارادة الانسانية وتلتزم بالقوانين والقررات الدولية ، ، بعد كل هذا اسرائيل تعلن استمرار اغلاق المعابر بوجه حملات الاغاثة واعادة اعمار غزة ! مصر مبارك شريكة اسرائيل وامريكا بالحصار ، جعلت من معبر رفح الذي اختصر ليكون فقط منفذا لمرور الافراد ، وسيلة من وسائل الابتزاز ، فهي تعلن بعد اندلاع الحرب باسبوع اغلاقه تماما لان فتحه يتطلب اشراف اوروبي وفلسطيني ومصري وهذا غير متوفر وجاء هذا الكلام على لسان مبارك نفسه ، وعندما جاء مبارك الى قمة الكويت قال هناك : ان المعبر لم يغلق طيلة الفترات السابقة ! ! اسرائيل تعلن عن تفاهمات امنية بينها وبين مصر تستجيب لتفاهمات اسرائيل وامريكا حول محاصرة الحدود بذريعة مكافحة تهريب السلاح لغزة ، ومصر تنفي ، والكل يفهم ان النفي ينفي ذاته بذاته بمجرد متابعة السلوك المصري ! زيف وتناقضات وخلط للاوراق ومحاولات للتضليل والكذب لتجنب الاحراجات امام شعوبهم وامام الراي العام ، فهم يعملون كشركاء فاعلين مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية لممارسة كل انواع الضغوط على المقاومة في غزة لتنصاع للشروط الاسرائيلية في وقف المقاومة المسلحة والانخراط بمسلسل "دالاس وانا بوليس " للتسوية الاستيطانية والتهويدية مقابل الاقرار بسلطة تلك المقاومة على المتبقي من شعبها والى اجل مسمى حيث ستقضم كل الارض ويهجر كل الفلسطينيين ليحل محلهم المستوطنين !
ساركوزي لا يشذ عن سلوك اتحاده المنافق والذي كان ينتظر الموقف الامريكي بلسان رئيسه الجديد اوباما حيث عبر الاخير عن اهتمامه بالاحتياجات الانسانية لغزة لكنه لمح الى المقابل ، وهو ايقاف المقاومة ، فراحت اوروبا وامريكا تردد ما تقوله اسرائيل : المشكلة هي مشكلة تهريب سلاح لا غير !
راح حماة بني صهيون وبمساندة عرب امريكا يتسابقون بكيفية تحقيق المطلب الاسرائيلي ، متناسين ان هناك مليون ونصف انسان قد تعرضوا لجرائم حرب مستمرة حتى الان ومنها جريمة الحصار الشامل والجماعي ! بعد كل هذا ياتي من ياتي وببطر او بتحيز مسبق اوتواطوء منفعي ويقول : الصواريخ هي السبب ، وعندما تقول له ان اسرائيل اخذت الارض بما فيها نصف غزة الاصلية ، وهجرت الملايين ولا بد من حل جذري ، غير حل الكانتونات والسجون الكبيرة وحل الجدار العازل ، يقول لك : مهما يكن لا حل غير الركض وراء سلام اسرائيل اولا واخيرا ! لا احد يقبل ان يعيش كما يعيش اهل الضفة والقطاع اذن لنحترم خياراتهم الفعلية !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انما للصبر حدود !
-
تياسر كاريكتيري !
-
انتخابات المجالس المحلية هم عراقي جديد !
-
البديل الديمقراطي الوطني عن المشروع الامريكي في العراق !
-
عالم لا يخجل من عاره !
-
موسيقى القنابل وشهوة القتل عند النازيين الجدد !
-
موسيقى القنابل وشهوة القتل عند المحتلين واتباعهم !
-
ابشروا لقد وصلت المواكب الى السويد !
-
عراق اللطم والنذور والتوريث وفدراليات الفجور !
-
تواطوء حكام الاعتدال العربي يطلق عنان العربدة الصهيونية !
-
لاسلام حقيقي في الشرق الاوسط دون اندحارنهائي للصهيونية !
-
جرد نوعي في حوار 2008 !
-
اتفق معك يا صديقي الحراك على اهمية الدفع باتجاه البديل !
-
بوش يفي بوعده !
-
لا يصح الا الصحيح يا عبد العال !
-
صدام الحضارات قاعدة لصناعة الارهاب النوعي !
-
من الاكثر تحضرا هتلر ام بوش - المقندر- ؟
-
- القنادر- العراقية في وداع الامبراطور الاخير !
-
من يخلط الارهاب بالكباب في شمال العراق ؟
-
الشرق الاوسط نزوع متصاعد نحو -الأمم النووية- !
المزيد.....
-
بخمس طلقات في صدره.. فيديو يظهر لحظة محاولة اغتيال رئيس وزرا
...
-
السعودية.. محمد بن سلمان -يرغب بأكثر من حل الدولتين-.. السين
...
-
أردوغان يشن هجوما لاذعا على نتنياهو وما سيكون مصيره وسط تفاع
...
-
السعودية.. فيديو إيحاءات جنسية يدفع السلطات للقبض على مقيم س
...
-
الجيش الأمريكي ينشر صورا مع قوات سعودية بتدريبات -الغضب العا
...
-
طائرات مسيّرة لإيصال البريد إلى مرتفعات فيركور في فرنسا
-
روسيا.. الجندي الأمريكي المعتقل في فلاديفوستوك يعترف بجريمته
...
-
استقبال مهيب لبوتين في بكين (فيديو)
-
مسؤول أمريكي: -الرصيف البحري- بدأ التحرك باتجاه غزة
-
القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيرات للحوثيين بالي
...
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|