|
عن الجرائم الحضارية و الإنكار , ترجمة من ز نت
مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 11:18
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
عن الجرائم "الحضارية" و الإنكار بقلم : هدية موغهيشي و شهرزاد مجاب ز نت , تاريخ 9 كانون الثاني يناير 2008
قتل أب مسلم متحمس ابنته في تورنتو أثناء ثورة غضب بسبب رفضها ارتداء الحجاب . كان "صائدو الذباب" العنصريون المعادون للإسلام أسياد اليوم , أنكر قادة إسلاميون أن لهذه المأساة أية علاقة بالإسلام , فيما التزم الكثير من الناشطات النسويات الكنديات و ناشطي حقوق الإنسان و اليساريين بالصمت كيلا يتهموا برهاب الإسلام أو العنصرية . تراوحت تقارير الإعلام و التعليقات من بعض الإدانات غير المتحفظة لهذا الفعل الفظيع من العنف الأبوي و الاعتقادات الحضارية و الدينية التي وراءه إلى الاستهجان الحذر , الذي يصر على أنه ما هو إلا مثال آخر عن النموذج العام للعنف ضد النساء . ما يزال آخرون يعتبرونها حادثة معزولة , محذرين من أن نقفز منها إلى أية استنتاجات . لا شك أن العنف ضد المرأة هو مشكلة اجتماعية متجاوزة للحدود بين الحضارات يعود أصلها إلى السيطرة الأبوية على المرأة . في هذه الحالة فإنها تستخدم التبرير الديني , قواعد السلوك الأخلاقي الإسلامي , لتسلب حياة مراهقة تمردت على فرض قواعد اللباس بالقوة , قواعد رأى والدها أنها مركزية لإيمانه . الواقع هو أننا في كندا نواجه مشكلة متزايدة و جدية جدا في تصاعد الحماسة الدينية . إن تعدد الثقافات في كندا , و التي فشلت في مواجهة العنصرية و رهاب الإسلام , تتقدم تدريجيا نحو تبني تعدد ثقافات يقوم على الإيمان , سامحة بتشكيل غيتوهات حضارية منيعة على التفحص الاجتماعي و القانوني ضد انتهاكات حقوق الإنسان . تخدم هذه السياسات مصالح القادة المسلمين المحافظين . متمتعين بالاعتراف الرسمي من مستويات مختلفة من الحكومة فإنهم يرفضون علنا القواعد المدنية للسلوك و يبشرون بفهمهم الظلامي و المتصلب لطاعة الوالدين و الحياء إلى جمهور يكافح للتكيف في الشتات . إن بعض التعليقات التي أدلى بها بعض القادة الدينيين في مؤتمر صحافي بعد مقتل أقصى برويز كانت توضيحية إلى حد كبير . فقد دعموا هذا العمل بشكل غير مباشر بتحذيرهم من أن الثقافة لا يمكنها أن تحل مكان الدين و أصروا على أتباعهم أن "يقنعوا" بناتهم بارتداء الحجاب . تمثل حالة أقصى برويز مثالا يكشف عن حياة الكثير من أطفال المهاجرين المسلمين الذين جاؤوا إلى كندا في التسعينيات أساسا و الذين يتقدمون في السن اليوم . تتأثر الأغلبية العظمى بشكل حتمي بالنماذج الثقافية و السلوكية الكندية السائدة . كثير من الآباء ليس لديهم أية مشكلة مع هذا و يتبنون خليطا صحيا من ممارسات حضارية أوسع إضافة إلى تلك التي تخصهم . لكن عددا متزايدا من العائلات المحبطة من الظروف الصعبة للحياة و تحت تأثير الأئمة المتشددين المستوردين , تريد القيام بالمهمة المستحيلة بتكرار نمط حياتهم الماضي في البلاد التي نشئوا فيها . إنهم يحاولون فرض "خياراتهم" على أطفالهم . كثير من هؤلاء الكنديين الصغار , خاصة الفتيات و النساء , يعيشون حياة مزدوجة فعليهم أن يخفوا مشاعرهم الفعلية و أن يخضعوا لفرض آبائهم . أزالت قضية أقصى برويز القناع عن قضية امتثال امرأة مسلمة لما يريد والدها منها أن تلبسه و من هنا جاء تعرضها لأقسى عقاب يمكن تخيله على يديه . يحتاج المجتمع الكندي و واضعو السياسة العامة فيه و بشكل عاجل أن يتفهموا و يقدروا التنوع الثقافي الملحوظ للناس الذين جاؤوا من دول ذات أغلبيات مسلمة و نظراتهم المختلفة للتقاليد الإسلامية و درجات تدينهم و علمانيتهم . في الإسلام نفسه قراءات مختلفة منذ البداية تقريبا مع قراءة متشددة حرفية و صارمة من جهة و قراءة تفسيرية عقلانية على الجهة الأخرى . لقرون كانت هذه القراءة الأخيرة هي السائدة بين الأغلبية العظمى من المسلمين . فقط في العقود الأخيرة أدت الخيبات السياسية و الاقتصادية و السياسات الإمبريالية تجاه المجتمعات ذات الأغلبية الإسلامية و التسلطية و القضية الفلسطينية التي بقيت بدون حل , أدت هذه جميعا إلى صعود الإسلام الصارم الشمولي المغرق في المحافظة . إن اعتبار هذا الصوت على أنه صوت كل المسلمين هو خطأ قاتل و له نتائجه الرهيبة . أسوأ من ذلك فسواء عن اطلاع أو عن غير اطلاع , فإن الانصياع لمطالبهم باسم احترام تراثهم الثقافي يعني التنازل في مبادئ مساواة المواطنين أمام القانون و أفكار حقوق المرأة التي جرى الفوز بها بصعوبة . و حتى أسوأ من ذلك فإن تجاهل الممارسات الحضارية الوبيلة كما يفعل بعض اليساريين و بعض الناشطات النسويات يعني احتمال ما يفعله الآخرون الأشياء التي هي غير محتملة بالنسبة لنا "نحن" . إنها تروج للسيطرة الأبوية على النساء اللواتي كن غير محظوظات كيلا يولدن ذوات بشرة بيضاء أو غربيات . إنها تلغي قوة ملايين النساء ( و الرجال ) من كل المجتمعات المسلمة من دون استثناء , الذين أطلقوا أكبر تحدي يستحق الإعجاب للتفسير المحافظ الكاره للنساء للتقاليد الإسلامية القانونية و الأخلاقية . إن العدول عن المواقف العنصرية عن التفوق القومي و الحضاري يمكن أن يتم من دون تبني موقف عدم التدخل . يجب على كل مستويات الحكومة في كندا أن تعترف بهذه الحقائق و أن تتخلى عن عادتها بالإصغاء فقط إلى أكثر الأصوات المحافظة داخل الجالية المسلمة الكبيرة . يمكن أن تكون الأسرة , و هي غالبا كذلك , مكان أكثر اضطهاد جدي خاصة و أن انتهاك الحقوق في هذا القطاع "الخاص" يجري غالبا بالمشاركة النشيطة من الأمهات . إن سياسة الحكومة في هذه القضية و في قضايا مشابهة هامة جدا حيث يجب أن تكون تأديبية و تعليمية . سيظهر موقفها الحازم ما يمكن تحمله و ما لا يمكن تحمله في هذا البلد , بغض النظر عن أي قيم ثقافية مقدسة أو دينية تكون محلا للخلاف . كما أنه سيرسل رسالة قوية لأفراد الأسر المسلمة و للمبشرين المسلمين و إلى منظمات المجموعة التي تدعم الحماسة الدينية عن نتائج إذعانهم و تبشيرهم و دفاعهم .
هدية موغيشي : بروفيسورة في علم الاجتماع و دراسات المرأة في جامعة يورك و كاتبة الكتاب الحائز على جائزة "الحركة النسوية و الإسلام الأصولي" و مؤلفة مرجع من 3 مجلدات عن النساء و الإسلام . شهرزاد مجاب : بروفيسورة و مديرة معهد دراسات المرأة و الجنس في جامعة تورنتو و الكاتبة المساعدة لكتاب : العنف باسم الشرف : التحديات النظرية و السياسية .
ترجمة : مازن كم الماز نقلا عن http://www.zcommunications.org/znet/viewArticle/16155
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الماركسية و الديمقراطية , ترجمة عن توني كليف
-
عن النظام لبيتر كروبوتكين ترجمة مازن كم الماز
-
الحاجة إلى منظمات جماهيرية إلى جانب منظمات النخبة للبدء في ا
...
-
الليبرالية و الاشتراكية
-
نقد رفاقي ضروري..نقد لأطروحات تجمع اليسار الماركسي في سوريا
-
مشروع لحل الأزمة اللبنانية و السورية و ماشئت من أزمات
-
خصائص الشيوعية التحررية
-
ما هو موقفنا...
-
خارج الأحاديات التي لا تحتمل النقد أو النقاش!!....
-
على المعارضة أن تنظر إلى الوراء قليلا , الشعب السوري قادر عل
...
-
ثرثرة عن القوة و البشر
-
لحظة ظهور الإسلام
-
بيان للتضامن مع الأناركيين و الحركات الاجتماعية الفنزويلية..
...
-
نحترم تضحياتكم..أنتم أعزاء علينا لكن الحق أعز..ليس باسمنا
-
أطلقوا سراح الطلاب الإيرانيين
-
اقتصاديات المشاركة : الحياة بعد الرأسمالية
-
من أجل شرق أوسط جديد....
-
بين الحرية التي يتحدث عنها بوش و وطنية النظام السوري...
-
حاول تفهم !....
-
خيار الانتفاضة الشعبية
المزيد.....
-
تطبيقات الصحة النسائية قد تعرض خصوصية المستعملات للخطر
-
كانت تبيع فتاة بمبلغ 2300 دولار.. القبض على امرأة بتهمة الات
...
-
عارضات أزياء بملابس البحر في حدث فريد بالسعودية.. الأبرز في
...
-
دراسة: الموظفون تحت إدارة امرأة أكثر سعادة!
-
تقرير تقتيل النساء – الظاهرة المسكوت عنها، يكشف العنف الأبوي
...
-
أغنى امرأة في أستراليا تطالب بإزالة لوحة من معرض فني.. ما ال
...
-
حقيقة منتجات إطالة العضو الذكري
-
هل فيه منتجات بتطول العضو الذكري؟ #الحب_ثقافة #اكسبلور
-
استقبل أروع قنوات الاطفال .. تردد قناة توم وجيري على نايل سا
...
-
دراسة تكشف الجنس الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات مرض السكري
المزيد.....
-
العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا
/ وسام جلاحج
-
المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما
...
/ محمد كريزم
-
العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا
...
/ فاطمة الفلاحي
-
نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟
/ مصطفى حقي
المزيد.....
|