أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - خالد عيسى طه - عراقيون يَجدون في الموت طريقاً للخلاص!!!














المزيد.....

عراقيون يَجدون في الموت طريقاً للخلاص!!!


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:49
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


مااتعس حال العراق والعراقيين هذه الايام... اذ بدءوا يرفعون ايديهم الى السماء طالبين الخلاص عن طريق الموت من وطئة اجرام المليشيات وتغاضي الحكومة وضعفها التي ادت الى فلتان أمن مستديم جعل من الامعان في الاغتصاب عملاً يومياً بدعم تجدد فتاوي العمائم بجواز قتل المرأة البصراوية وغير البصراوية بافتراءات فتاوية واغراض شخصية وبعض اطماع جنسية .
انا عراقي وانا من الذين اضطهدهم صدام حسين ولو تأخرت بالبقاء في الوطن بعد الاحتلال لكنت اليوم رافعاً يدي مع رافعي الايادي العراقية ، انا ممن كانت زمرة صدام قد وضعتني دائرة المخابرات التي تقع بالطابق الثالث والمرقمة 60 وهي الغرفة المعدة للسجن الانفرادي والمخصصة للمتهمين الخطرين الذي تصل عقوبتهم الاعدام هذه الدائرة كانت قرب محكمة تحقيق جزاء الرصافة وفي شارع مستشفى الحيدري.
كان قدري ان انال من ظلم حكومة صدام حسين الدكتاتورية وتصيبني منها قطرة من الظلم ورذاذاً لطشار الاتهام العشوائي ورتبت تهمة ضدي ادخلتني الى دائة التحقيق المشار اليها وثم الى سجن ابو غريب بعد صدور قرار السجن لمدة خمس سنوات فجرى نقلي الى السجن اثناء فترة التحقيق تنقلت من غرفة صغيرة مخصصة للخطرين على امن وحكومة صدام حسين هي ايام حفرت في ذاكرتي استمرت هذه الايام مئة وتسعة عشر يوماً فيها لمعت عيوني من نجوم من ضربات بالهروات التي كان يستعملها جلاوزة التحقيق هذه الحالة اقتنعت بان الموت لا بد منه خلاص مما انا عليه ولكن طلب الموت لا يعني القدرة عليه فوجدت ان الطريق الوحيد له هو الصيام والامتناع عن الاكل رغم علمي الانتحار محرم ولكنني كنت افضل نار جهنم على مااعانيه من عذاب من مخابرات رجال صدام.
لقد اكتشف المسؤولين بواسطة ملاحظات الحرس الذين كانوا يمنعون اي شئ صلب ممكن ان يستعمل في ايذاء الغير او النفس من المرور الى مخادعنا ولقد اختمرت في ذهني فكرة الخلاص الانتحاري وبدئتها عملياً حينما اضربت عن تناول الطعام تدريجيا وهذا الاضراب جعل وزني يتناقص وصحتي تضعف وتتراجع حتى وصلت الى حالة احتاج ان استعين بمن حولي وكان منهم صديقي الضابط العسكري علاء الطيار وشباب من التركمان اخرين هؤلاء زملاء السجن كانوا يعينوني بعد ان تلاشت قوتي الى الحمام ويرجعوني الى مكاني وكنت اركد باستمرار بشبه اغماءه على ماخصص لي من مساحة وهي ثلاث كاشيات فقط وكان حلمي ان تكون هذه الثلاثة كاشيات قبر لي ان نجحت للوصول الى الموت ولقد مرت على ايام طويلة وانا في شبه غيبوبة وللاسف حين ذاك ان اكتشف امري فنقلت الى مستشفى المخابرات في معسكر الرشيد وقد ظنوا ان بي مرضاً عضالاً فاصروا على اطعامي بشكل مستمر وبعد ان تعافيت ارجعت الى الدائرة بعيداً عن الخلاص بالموت الذي تمنيته رغم طبيعة الانسان وحب تمسكه بالحياة ولكن الظلم والقسوة هي التي تدفعه للانتحار خلاصاً.
اليوم ورغم فرق التاريخ .. تاريخ محاولة موتي خلاصا من تعذيب وتلفيق دوائر مخابرات العراقية والتي كانت في فترة حياتي في سنة 1980 اليوم نجد الكثير من العراقيين وان لم يدخلهم الاحتلال في سراديب سجونه الا انه ساوى بظلمه وبطشه متعاونا مع المليشيات سواء اكانوا داخل الاسوار او خارج الاسوار فالعراق بكامله هو سجن كبير لذا نجد الايادي ترتفع بازدياد طالبة رحمة الموت على ظلم المليشيات وقسوتها وانهم في تعايشهم يموتون الف مرة باليوم الواحد رعباً وفزعاً.
مااتعس شعبنا اليوم..
وماقسوة المليشيات وبطش الاحتلال..
وماابعد الرحمة والتغاضي من قلوب الجحافل المليشية المسيطرة على عراقنا الحبيب ومع تزايد هذه الظلامة والظلم سترتفع ايادي العراقيين اكثر واكثر واعلى واعلى طالبة الموت خلاصا من هذه الحالة الكارثية.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية العراق تقضي تحجيم النفوذ الايراني!!
- دردشات على الساحة ...
- مصير البعث!!! وعبث حكومة المالكي بهذا المصير!!!!!!
- بين التفهم والاعتدال ... والرفض الثوري فسحة أمل!!! الاعتدال ...
- واجبنا القانوني في ملاحقة بلاك وتر بعد مجزرة النسور..!!
- المؤتمر الخريفي في انابوليس (التوقيت والجدوى)
- حقوق الانسان ماهي مفاهيم الاحتلال القانونية في الاغتصاب والت ...
- خطورة استخدام المرتزقة في قوة الجيش الأمريكي
- الفيزياء السياسية وخلط الاوراق!!وعراق موحد
- آه ... لو تبصرت القيادات الكوردية امام الواقع الجديد!!!
- آن اوان غربلة قوانين الاحتلال..في سبيل ديمقراطية واضحة!!
- العراق .. ظلم وظلامة وظلام
- فكرة جديدة تطيح بالمالكي الانقلاب البرلماني
- الواقع يفرض علينا تفعيل الحوار مع الاحتلال!! وما ضير ذلك على ...
- لماذا يتخوف بعضهم من اجراء انتخابات حاضراً...!
- سد التآخي العربي الكردي هو حضن دافئ لامن المنطقة
- نأمل ان يكون التشريع الأمريكي للمحاكم العراقية منفذا يؤدي ال ...
- على الأقتصاد العراقي آثار قانون الأستثمار الأجنبي رقم (39) ل ...
- ضرورة اعادة النظر في تشريعات امريكية لا تلائم مصلحة العراق ا ...
- قانون العقوبات الذي اصدره بول بريمر يحتاج الى نظرة موضوعية


المزيد.....




- بايدن عن طلب الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة ...
- بينهم اللبنانية الأصل أمل كلوني.. خبراء دوليون يدعمون إصدار ...
- أحلام مدفونة في حقول الزيتون.. مأساة المهاجرين غير النظاميين ...
- مخيم البريج.. لاجئون يخنقهم الاحتلال
- بينهم اللبنانية الأصل أمل كلوني.. خبراء دوليون يدعمون إصدار ...
- أنطونوف: واشنطن تنفي شرعية المحكمة الجنائية الدولية لكن تستخ ...
- الأمم المتحدة: سنواصل الاعتراف بزيلينسكي بعد 20 مايو رغم انت ...
- فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- المحكمة الجنائية الدولية
- قوات الاحتلال تقتحم بلدات بالضفة وتشن حملة اعتقالات
- بعضهم أدينوا وآخرون فارون.. أبرز قضايا المحكمة الجنائية الدو ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - خالد عيسى طه - عراقيون يَجدون في الموت طريقاً للخلاص!!!