أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابوذر ياسر - الطائفيه في العراق هل هي حقيقه أم بضاعة رائجه في سوق السياسه العراقيه؟














المزيد.....

الطائفيه في العراق هل هي حقيقه أم بضاعة رائجه في سوق السياسه العراقيه؟


ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 06:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتهم البعض نظام صدام حسين بانه نظام طائفي ويذهب آخرون الى ابعد من ذلك ليتهموا الدوله العراقيه الحديثه ( التي برزت الى الوجود في عام 1921 ) بالتهمه نفسها ويجهد هؤلاء انفسهم ( حسن العلوي مثلا" في كتابه الشيعه والدوله القوميه ) بتقديم احصاءات عن عدد رؤساء الوزارات والوزراء وكبار الضباط الذين ينتمون الى هذه الطائفه او تلك ليجعلوا منها مصداقا" لما يدعون.
ان الحديث عن طائفية الدوله كان يجري بصوت هامس هنا وهناك حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي فلقد كان الصراع السياسي في العراق يأخذ اشكالا" اخرى ( بين القوى الوطنيه المعاديه للاستعمار البريطاني من جهة والسلطه الحاكمه في العهد الملكي من جهة اخرى) ثم تحول في العهد الجمهوري الى صراع بين حلفاء الامس ( القوى اليساريه من جهة والقوى القوميه من جهة اخرى ).
ومع انتكاسة اليسار في العراق اواخر السبعينات وانتصار الثوره الايرانيه ومن ثم نشوب الحرب العراقيه الايرانيه تهيأت الاجواء في العراق لانتعاش التيارات السياسيه الاسلاميه ومعها انتعشت الطروحات الطائفيه والتي ساعدها كثيرا" سياسات نظام صدام حسين التي سحقت بقسوه ليس فقط التنظيمات السياسيه الاسلاميه وانما سحق ايضا" كل مظاهر التشيع الشعبوي مما ولد ردود فعل عكسيه ساهمت في تعميق مفهوم المظلوميه الذي عزفت على وتره الحركات السياسيه الاسلاميه الشيعيه.
وعلى صعيد التنظير كان لكتاب ( حسن العلوي: الشيعه والدوله القوميه) دور كبير في اذكاء الطروحات الطائفيه بسبب انتشار هذا الكتاب على نطاق واسع جدا"وملفت للنظر داخل العراق منذ نهاية عام 1990!!.
ورغم ان حنا بطاطو في كتابه ( العراق ) الصادر عام 1977 بأجزاءه الثلاثه قد اولى الموضوع الطائفي اهتماما" كبيرا" ( وهذه مثلبه الكتاب الوحيده) الا ان الترجمه العربيه لهذا الكتاب لم تدخل الى العراق على نطاق واسع وبقي تداوله مقصورا على بعض النخب الثقافيه في داخل العراق.
ان اتهام الدوله العراقيه بالطائفيه رغم ما يورده المنادون بهذه النظريه من حجج يمكن الرد عليه بمايلي:
1- ان عدم التوازن في الوظائف العامه يمكن ان يكون مرده الى موقف المراجع الشيعيه التي حرم بعضها العمل في الوظائف العامه عند نشوء الدوله العراقيه عام 1921( انظر:لمحات اجتماعيه من تاريخ العراق الحدبث لعلي الوردي ) واستمر هذا الموقف السلبي من الدوله فترة طويله.
2- ان الجيش العراقي السابق الذي انشأ عام 1921 اعتمد بشكل اساس على الضباط العراقيين الذين كانوا في الجيش العثماني وهم ينتمون الى مدن محددة في العراق وبفعل النزعه المناطقيه القويه في المجتمع العراقي جذب هؤلاء ابناء مدنهم الى الجيش العراقي فنشأت في هذا الجيش تكتلات مناطقيه للضباط من قبيل ( جماعة الموصل ) و( جماعة تكريت) و( جماعة الرمادي) ( انظر ليث الزبيدي : ثورة 14 تموز) لذا فان ماكان سائدا" في الجيش العراقي السابق هو ( المناطقيه ) وليس ( الطائفيه) . وانا من خلال تجربتي الشخصيه اعتقد ان النزعه المناطقيه هي الاقوى .
3- ان الحكومات العراقيه المتعاقبه( وبشكل خاص واستثنائي حكومة صدام حسين) قد سحقت معارضيها السياسيين بقسوه دون ان تنظر الى انتماؤهم الطائفي. فلقد اعدم الحكم الملكي الضباط المتمردون عام 1941 وهم من( السنه) واعدم زكي محمد بسيم ( حازم) وهو سني اسوة بيوسف سلمان ( فهد) وهو مسيحي وحسين الشبيبي ( صارم) وهو ( شيعي) ويهودا صديق وهو ( يهودي). اما صدام حسين فقد قتل حردان التكريتي وعبد العزيز البدري وعبد الخالق السامرائي ومحمد عايش ومحمد محجوب وصفاء الحافظ وفريال السامرائي والالاف غيرهم من ( ابناء السنه) لانهم عارضوا نظامه بهذا الشكل او ذاك.
وبعد سقوط نظام صدام بدأ الساسه الطائفيون يزعقون ان ايران تتدخل في العراق لصالح الشيعة وان الدول العربيه تتدخل لصالح ( السنه) والحقيقه ان لا ايران ولا الدول العربيه يهمها مصالح الشيعه او السنه.ان ايران تريد نظاما" ديكتاتوريا" في العراق ولو كان سنيا" والدول العربيه تريد نظاما" ديكتاتوريا" في العراق ولو كان بقيادة سياسيين شيعه والمهم للجميع افشال مشروع ديمقراطي في العراق قد يشكل مصدر اشعاع في المنطقه.
ان تجربه العراقيين مع النظام السياسي الجديد تؤكد زيف ادعاءات القابضين على السلطه الان حول حرصهم على انهاء مظلومية ( الشيعة) فالشيعه اوضاعهم اليوم اسوأ مما كان عليه في ايام النظام السابق ولا يختلف عن اوضاع ( السنه) المزريه في النظام السابق. والحكومه العراقيه الحاليه تتعامل مع معارضيها بنفس الطريقه سواء كانوا شيعة او سنه.
ان مايحرك الساسه الطائفيون الجدد في العراق هو فقط مصالحهم السياسيه وليس مصالح الطوائف التي يدعون تمثيلهم لها اما الناس المسحوقين فليس لهم اي مصلحة حقيقه اصلا"في الخطاب السائد وانما هم الضحيه الوحيده لهذا الخطاب الذي لم يجلب للعراق سوى الخراب والدمار وانهار الدماء.





#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين هادي العلوي والفضائيه العراقيه
- هل ان الحضارة الغربيه المعاصره هي نتاج المشروع الحضاري المسي ...
- السؤال المركزي في الوضع العراقي الراهن :مالعمل؟
- فينوس وعيد الحزب واشياء اخرى
- الحزب الاسلامي العراقي في الميزان
- هل سينجح حسن العلوي في مشروعه الفكري الجديد
- حسن العلوي ومشروعه الفكري الجديد
- ثلاث كوارث في تأريخ العراق المعاصر
- رساله الى السيدة سعاد خيري:
- مناوي باشا.....مسلسل تلفزيوني عراقي اثلج صدورنا
- هل تحت بانتظار حكومة انقاذ وطني
- اقناة الشرقيه تعرض مسلسلا- تلفزيونيا- يحمل اشارات تمجد الاره ...
- هل بالامكان ان يكون القاضي العراقي محايدا- في قضيه تخص صدام ...
- العلم العراقي .................مرة اخرى
- لماذا يتهم البعض (امريكا) بتدبير الاعمال الارهابيه في العراق ...


المزيد.....




- روسيا تبدأ تدريبات بالأسلحة النووية التكتيكية.. وأمريكا: موس ...
- -اتصل بنا وإلا سننشر أنك وشيت بجيرانك لحماس-.. صحيفة عبرية ت ...
- مجتمع الميم-عين: ماذا يعني أن تكون مثليا في العراق؟
- بلينكن: الإدارة الأمريكية ستعمل مع الكونغرس لصياغة -رد مناسب ...
- مظاهرة احتجاج صاخبة ضد عمدة العاصمة الألبانية تيرانا
- روسيا والعالم الإسلامي.. عرى صداقة ثقافية لا انفصام لها
- زيلينسكي يدعو السوداني للمشاركة في قمة سويسرا حول أوكرانيا
- السفارة الروسية: العقوبات الكندية الجديدة كسابقاتها عديمة ال ...
- تايلور غرين تصف زيلينسكي بالديكتاتور لإلغائه الانتخابات الرئ ...
- أبرز مواصفات هاتف Xiaomi الجديد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابوذر ياسر - الطائفيه في العراق هل هي حقيقه أم بضاعة رائجه في سوق السياسه العراقيه؟