أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - فليحة حسن ولعبة الاختفاء والظهور














المزيد.....

فليحة حسن ولعبة الاختفاء والظهور


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 04:33
المحور: الادب والفن
    


بعد عناء طويل بدأت اتلمس خطاي في حدائق الشعر الحديث ، لالم الكلمات التي عمد الشاعر ان يخلق المفارقات المدهشة بينها او اراد ان يثور بعنف في باديء الامر ضد الوحدة الموسيقية التي اكتشفها الخليل الفراهيدي داخل كلمات الشعر ما قبل الخليل رحمه الله وظل الشعراء يتواردون هذا الهم الموسيقي ، ليرصعوا كلماتهم بمعاني من ذهب وظلت ثورة الشاعر الحديث قائمة ، لكن بدأت تأخذ طريق الهدوء والثبات مستمدة ينبوعها من التلاعب في كلمات الاختفاء والظهور .. كما فعلت الشاعرة فليحة حسن وخلقت مسافة زمنية من خلال عنونة ديوانها (ولوبعد حين) وتماهى العنوان ، ليخلق هذه المسافة الزمنية التي امتصت حركة العناوين الفرعية داخل متون الديوان وبهذا أسست لرحلة حاولت فيها ان تعطي للعربة حق امتصاص المعاني وحذف العناوين بقولها (نكشف عن احزاننا بلا عناوين)(منتصرين) بماذا؟ (بالخمول) أذن العربة هنا علبة ذهنية برغم ان افقها كان نحيلا ، وتبدأ الشاعرة تقسم تقاويم الزمن بوحدات خاصة جدا ..
(نصف لبنات لم تعرف بعد العد على اصابعها
او المشي حاسرة القلب
ونصف للرجل القابع فوق العمر ثقيلا كالحرب)
وما بين النصفين غير المتماثلين ..
(الاطيار الحبلى بالابيض
كالنوارس الهاربة
او فراشات تلثغ بالسحر)
وكل هذا اقاصيص عن الجان والمرجان ..
(يسكن في اعماق الحلم المحكي من الجدة)
فالعربة العلبة الذهنية المتحركة تصاعدت في امتدادها الزمني لما اختزنت الذاكرة من الحكايا المطعمة بويلات الحرب ، ومافتئت الشاعرة توزع اصواتها وفق سمفونية المسافة الزمنية التي خلقتها بالعنونة الرئيسية ..
(ما بيننا فارق بسيط .... بسيط
هو الجرح ياصاحبي غير اني صداه )
واكدت الشاعرة ضمن ما اكدته هي خلق هوات زمنية بالحضور والغياب بان حاضر الحرب لاشيء ..
(لو جئت امس لوجدت العالم وردة) لاننا ..
(نتسربل باليأس
منقسمين على انفسنا
مخضرموا حروب
ننتقل بين صفعات التأريخ
دونما بارقة نصر )
ف(هذا زمان الريح)
(وكان ابي
يدافع عن بعض ارض سراب
ويسأل ظله
لمن هي في الاصل)
لكن (ما يفرقه
سوى قلبه
كان مثل بلادي
كبيرا ويصعب حمله )
وتصر الشاعرة على سراب الزمن وانها بصدد محاولة اثبات شخصيتها من خلال نموذج الانسان المقابل التي تعتبره اكتمال لما تبحث عنه ولكنها تُفاجأ بغير هذا وهي تقول:
(لملمت مساماتي
وأتيت اعطرها بشذاك
لكني تفاجأت بأنك دفلى)
(وأنا في زاوية الهم
احسب توقيتا قدريا ،
لتفاصيل لاتحدث ابدا)
هكذا تلوي ناصية الزمن تنخب جسدها الغربة و..
(تهوي ..
كمنفذة للرماد)
ثم تلجأ للترميم المتعثر وهي ترفل بالحزن وتردد اغنية يابانية ..
(لوكانت الارض مربعة
لاختبأنا بأحدى الزوايا
ولكنها مدورة
لذا يجب ان نواجه العالم !)
وهذه حقيقة مرّّة ، بدهية الارض مدورة وواجب المواجهة التي لايمكن تهشيم الزمن فيها انما تهشم شاكلة الذات المعلقة بين الاشياء ومغايراتها بين الوجود الحسي واللاوجود ..
(في احصاء الجنات المخبوءة
في اكداس القهر)
(والا فالموت ريق في الاعناق) وتقول :
(ياهذا الوالج في التيه
لااحد
يدعوك بأن تحضر في وعي المجنون
كي تعلم اسرار الصحوة
فغيابك موجود .. )
الحقيقة الشاعرة ابدعت في ابتلاع الخيبات وترميم الذات لانها بدأت قوية جافة ثم سرعان ما طعمت هذا الجفاف بالخضوع لذات الانثى الرقيقة داخلها وهي تردد في مشاغباتها ..
(الاكثر مني صراخا
قلبي
ينبض احبك احبك احبك
وانا الهث فوق جبال الغيرة)
ثم تقول : (لست في نقطة الاختيار
فأينما تبرك الناقة
ثمة منفاي ....
النايات المتصاعدةمن رئة الرجل الشرقي
تحكي قصة
شر ـ وطأ الارض
وشر ـ طي الكتمان
تلتف عليه الاضلع وهي مسافرة نحو البرد)
وتقول في مكان اخر من رحلتها الشعرية الممتعة لتوطئة المكوث على جناح الثبوت العاطفي ..
(أزيح عن كاهلك الصمت
وأخيط جلابيب الشوق
ألبسها للقاك
وتراتيل لم تبق صالحة لسواك
ياهذا الممتد من ذاكرتي ... الى ذاكرتي
لم تصنعني من وهج )
وأنا في رحلتي مسرعا اتجول بين حدائق الشعر وخيمه الضاربة اطنابها اقف عند الشاعرة فليحة حسن مرة اخرى وهي تكشف عن الشعر .. خيمة الحلم ، ليكون كلمات ودية تفي بالغرض من الوفاء لذات الانسان الشاعر احمد آدم .. تقول الشاعرة :
( لا
لأرثيك ..
ولكنني من اخر العمر جئت ،
لاجمع ما تركته الحروب
واثبت ان المسافة بيني وبينك
مثل المسافة بين الصداقة
وظل الصديق !)
وهنا توهج النص الشعري عند فليحة حسن في حضرة الشاعر
( فقلت يا أحمد المستمر بروحي ستبقى )
( لا لأرثيك وأنت الأرض توأمها
وأنى لها الارض أن تبقى بلا أثر ..)
فسوف أسكت الآن ( ولو بعد حين ... ) لأن ما طرحته الشاعرة في ديوانها الكثير الكثير نواياَ الرجوع اليها ...

الشطرة أواخر صيف 2007



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمنة عبدالعزيز تشهر السنة العطش
- على استار المدن
- كنت بلا أجنحة
- كل النوافذ .. الانافذة الخبز
- احلى وطن
- مدن قديمة .. مدن جديدة
- محطات غربة
- تعالي سيدتي
- ترقبات
- زوايا مختلفة
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- اما آنّ الآوان
- مطر صامت
- خارطة المشي بالمقلوب
- الانتظار
- اني احمل ملامح وجهي
- نوارة لحرش وأنسنة الاشياء
- غزل بريء
- الشمعة الاولى في استعادة الثقافة الشطرية
- حوار حب في الشطرة 3/4/2003


المزيد.....




- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - فليحة حسن ولعبة الاختفاء والظهور