أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وحيد حسب الله - هل من حقوق للإنسان في ظل الشريعة الإسلامية ؟















المزيد.....

هل من حقوق للإنسان في ظل الشريعة الإسلامية ؟


وحيد حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 09:37
المحور: حقوق الانسان
    


شاهدت على قناة أل بي سي البنانية برنامج "أنت والحدث" والذي تناول قضية الساعة الخاصة باعتناق محمد أحمد حجازي المسيحية وما ترتب على ذلك من ردود فعل هستيرية من جانب بعض الأخوة المسلمين وبعض من يعتبرونهم علماء . وقد تحدث في البرنامج كل من (محمد أحمد حجازي) بيشوي ويوسف البدري والدكتور طارق حجي والمهندس مايكل منير وتم أخد رأي الدكتورة سعاد صالح بجامعة الأزهر .
وأريد أن أرد بصراحة على ما قيل على لسان يوسف البدري الذي أدعى أنه عالم ومفتي وخاصة أن من يتابع تصريحاته يخلص إلي أنه رجل غير متوازن على الإطلاق ولا ينظر إلي أي شيء في الوجود بمنطق العقل .
فيوسف البدري تخرج في جامعة الأزهر والتي أصبحت منذ عدة سنوات بحق جامعة تقوم بتخريج ما أشبه بجزارين والتي يتخرج منها بدلاً من طلاب علم وعقل ، جزارين يتعلمون فنون ذبح البشر وسلخهم كل حسب طريقته كما ظهر ذلك جلياً من الدكتورة سعاد صالح أستاذة الشريعة والتي لم تتردد أن تقول "لابد من إقامة الحد على المرتد ... وهو في الإسلام القتل سيفاً" ! وشاركها في ذلك يوسف البدري مستشهداً بحديث لنبيه محمد على الرغم من الشكوك حول صحة هذا الحديث "من بدل دينه فاقتلوه" أي ترك الإسلام !
وإذا أضفنا إلي ذلك الحملة المسعورة التي تقودها جريدة "المصريون" الجهادية والتي تخرج علينا كل يوم بأخبار مفبركة وكاذبة بالادعاء إن هناك شبكات تنصير تستغل ظروف البلاد والإهمال لممارسة نشاطاتها لتسكب الزيت على النار حتى تثير فتنة وتحرض المصريين ضد بعضهم البعض ، فتارة تحرض السنة ضد الشيعة وتارة تحرض المسلمين ضد القرآنيين وتارة أخرى ضد البهائيين وتحرض المسلمين ضد المسيحيين . ولا نعلم لمصلحة أي دولة أجنبية تعمل بعض الجرائد الخاصة المصرية وبعض العاملين بالصحافة المصرية القومية . ولكن الكل يشترك في هدف واحد هو محاولة القضاء على الأقباط بكل الطرق والوسائل المتاحة : إجبارهم على الهجرة أو أسلمتهم بالقوة أو بالتحايل كتغيير هويتهم الدينية التي ولدوا عليها في الأوراق الرسمية أو بخطف بناتهم واغتصابهن وأسلمتهن تحت حماية أمن الدولة أو بالهجوم على عقائدهم ومحاولة التشكيك فيها وذلك من خلال أسطورتين تسيطر على عامة المسلمين بما فيهم "علمائهم" :
أسطورة نسخ الأديان : يتداول المسلمين منذ قرون هذه الأسطورة دون أي سند كتابي أو منطقي . فالمسيحية لم تلغي اليهودية ، بل هي امتداد لها وقد قال المسيح له المجد : "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (متى 5 : 17 – 18) . إن أسطورة أن المسيحية نسخت اليهودية وبالتالي الإسلام نسخ المسيحية لا أساس له أطلاقاً ، لأن المسيحية لم تنسخ اليهودية بل كانت تكميلاً لها . فالنسخ هو مشكلة إسلامية بحتة وكلنا يعلم الجدل الدائر حول الناسخ والمنسوخ في القرآن ولا نود أن نفتح هذا الباب على مصراعيه في هذا الموضوع الذي كتبت فيه مئات الكتب وظهرت مؤخراً مؤلفات لعلماء مسلمين اعترفوا بأن هناك تحريف في القرآن كما أن هناك آيات ناقصة وحدث تبديل وما إلي ذلك مستشهدين بمئات الأحاديث التي تناولت هذه المشكلة والتي ما زالت قائمة حتى كتابة هذه المقالة (http://www.ladeeni.net/forum/viewtopic.php?p=184048) .
ما أكتبه هنا لا يعني من قريب أو بعيد ازدراء بالإسلام أو اتهام مني بتحريفه فهو لا يعدو أن يكون إلا مناقشة وأعتقد أننا لدينا العديد من الشواهد التي يتهمنا فيها المسلمين بتحريف الإنجيل واليهود بتحريف التوراة ولم يعتبروا هذا الاتهام ازدراء بكتبنا المقدسة وعقائدنا .
وهذا يقودنا إلي الأسطورة الثانية وهي الازدراء بالدين الإسلامي والذي حاولت الدول الإسلامية استصدار قرارات دولية بخصوصه تحت تسمية خبيثة "الازدراء بالأديان" بالجمع بدلاً من المفرد ويهذا يتسنى لهم استخدام ذلك كسلاح ضد من ينتقد الإسلام أو الشريعة في دول العالم المختلفة وفي نفس الوقت يرفضون تطبيقه على المسلمين والدول الإسلامية عندما تتبارى الأقلام في التهجم والتهكم على عقائد المسيحية والمسيحيين . سياسة الكيل بمكيلين ، فهم كما يقول المثل "ضربني وبكى وسبقني واشتكي" . فهذه وسائل ابتزاز لا تليق بشعوب من المفترض أنها -متحضرة .
نعود لمشكلة حرية العقيدة في الإسلام بما أنه هو موضوع الساعة ليس الآن فقط بل منذ قرون . لقد أجاب يوسف البدري على هذا السؤال الخاص بحرية العقيدة في الإسلام بقوله: "نعم حقاً لا إكراه في الدين ، بمعنى أنني لا أستطيع أن أجبر يهودياً أو مسيحياً ... أن يدخل في الدين الإسلامي وأن يكون مسلماً ... ولكن إذا دخل الدين الإسلامي أو أبواها أو أبيه أو أمه (وهذا يعنى أن الشخص سيتحول للإسلام بدون رغبته واختياره في حالة إسلام أحدي والديه) في هذه اللحظة هناك إجبار بتطبيق الشريعة عليه بالإكراه . فقد انتهى بالنسبة له "لا إكراه في الدين" . وبهذا يتضح جلياً أن الآيات التي يتلوها علينا بعض الشيوخ عن سماحة الإسلام ووسطية الإسلام لا وجود لها على ارض الواقع . ومن الغريب حقاً بل قل أنه درباً من الجنون أن يحاول يوسف البدري أن يقنعنا بأن تطبيق حد الرد هو لحماية المجتمع من الفتنة وإثارة القلاقل وزعزعة الدولة .
ونحن نقول له أن بالعالم دول كثيرة جداً طبقت فصل الدين عن الدولة وتركت الحرية كاملة لكل مواطن فيها أن يعتنق ما يريد وأن يشهر ذلك وأن يتكلم مع الآخرين عن اعتقاده دون أن يؤثر ذلك على أمن هذه الدول أو المجتمعات . ولنا في أوروبا وأمريكا التي تكرهونهم مثالاً لذلك ويمارس المسلمين فيها الدعوة للإسلام ولم يصدر قانون حد الرد على أحد ممن يعتنق الإسلام ولم يسجن احد ممن يزدري بالمسيحية وعقائدها في هذه الدول وتعيش هذه المجتمعات في سلام إلا إذا دعا أحدهم لارتكاب العنف ضد مواطني هذه الدول أو ضد مصالحها وأمنها أي القيام بتكوين منظمات إرهابية أو من يقوم بالتحريض على العنف وما تسمونه بالجهاد .
ولقد أثار يوسف البدري قضية وفاء قسطنطين واختفاءها عن الأنظار مطالباً بظهورها لتعترف علانية أنها "رجعت للمسيحية" وبهذا يحق لك أن تطلب تطبيق الحد الشرعي عليها وهو القتل كمرتدة عن "الإسلام" . فموضوع وفاء قسطنطين ليس إلا قصة نسجها أمن الدولة المصرية ضمن خططها لإبادة الأقباط واستعمل كل الأساليب القذرة باستخراج أوراق وشهادات مزورة أنها أسلمت كما يحدث مع العديد من بنات الأقباط يومياً . فاستيقظ من غفلتك ولا تعتقد بما تنشره صحف أمن الدولة من قصص ملفقة ومفبركة لتشغلك أنت وغيرك عن القضايا الأساسية والهامة للشعب المصري مثل الأكل والشرب والسكن والعمل والقدرة علي الزواج وتأسيس أسرة . فبينما أنت وأمثالك مشغولين بقضايا لا أساس لها من الواقع ، يستمر المسئولين في نهب خيرات وثروات البلد . فأترك وفاء قسطنطين لله وهو أقدر منك على حسابها .
أنتم تخافون من الحرية والسبب هو خوفكم من أن يترك ملايين المسلمين الإسلام . فقد جعلتم كل المسلمين أسرى بلا حرية اختيار ، بمعنى أخر معتقلين للأبد ومن يحاول أن يتركه فسيقتل وأن لم يتركه فهو ميت لأنه فقد إنسانيته بفقدانه هبة الله له وهي حريته .
يقول لنا يوسف البدري بلا خجل "ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه" وهذا اعتراف صريح ورد على سؤال مايكل منير له إن كان يعتبر المسيحية ديناً سماوي أم لا ؟
نحن نقولها صراحة له "ومن يبتغي غير المسيح مخلص فلن يقبل منه" وهو ما سيفاجأ به يوم الحساب . لأن المسيح له المجد قالها صراحة في إنجيل يوحنا "قد أكمل" (يوحنا 19 : 30) وهو الذي قال لنا أيضاً "ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرون" (متى 24 : 11)
كفى يا يوسف البدري تعطشك لدماء البشر ، فمصر بها النيل فاشرب من مائها بدلاً من أن تبحث أنت وأمثالك عن الذين دعاهم السيد المسيح لنوره لتروي عطشكم من دمائهم . لا تسلب الله سلطانه بحجة تطبيق الشريعة ، فالله قادر أن يحاسب خليقته حسب صلاحه هو وليس حسب أحكامكم الظالمة .
أطمئن فمن يدخل في مملكة المسيح يصبح نوراً لمن حوله وملحاً صالحاً فلم نرى مسيحياً يهدد أمن مصر أو يتآمر عليها ، بل أنت وأمثالك بعتم أنفسكم كعبيد للسعودية وأصبحت مصر في خطر بسبب أفكاركم النازية . لقد حولتم الجامعات من ساحات للعلم والتقدم إلي سلخانات يتعلم فيها شبابكم فنون الإرهاب والقتل والذبح . رحمة ببلدكم التي أكلتم من خيراتها وشربتم من نيلها ، رحمة بشباب المستقبل واتركهم ينهلون من العلم ما يعود بالرخاء على مصرنا بدلاً من علوم الكراهية والحقد والضغينة التي تسقونه لهم ليلاً ونهاراً . أنكم سبب خراب لمصر .
[email protected]



#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلي الميت الحي
- تصريحات نائلة غير عادلة
- مبارك مبارك لماذا تضطهدني -شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك ...
- إسلاموفوبيا أم مسيحية فوبيا 2
- الحكومة المصرية تخترع أساليب جديدة في اضطهاد الأقباط
- إسلاموفوبيا أم مسيحية فوبيا
- قضية حقوق الأقباط في مفترق الطرق
- وزارة التربية والتعليم المصرية تحول المدارس إلي كتاتيب
- الأستاذ نهرو طنطاوي والجدلية العقيمة حول العقائد المسيحية
- حول ردود الفعل على كلمة بابا روما
- أيجوز حذف نصوص أو كلمات تاريخية وجغرافية من الكتاب المقدس؟
- مفهوم الولاء الكنسي عند الأقباط
- مستقبل قضية حقوق الأقباط
- مرشد الإخوان يهدد الحكام العرب والمسلمين بالقتل
- الأقباط والإصلاحات الدستورية القادمة
- أحقاً قتلنا الله وصارت دور العبادة مقابر له ؟
- الوزير الهلفوت صبي العالمة -العدلي- يتحكم في حياة المصريين
- الأقباط ... في مواجهة ساعة الصفر في مؤتمر واشنطن
- انحطاط الصحافة والاحزاب المصرية
- مِمَّنْ يسخر الأمير سلطان ولي العهد السعودي


المزيد.....




- روسيا والصين تؤيدان طلب بغداد إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة ...
- -ما علاقة التحيز الجنسي والمثلية؟-..عمدة لندن يهاجم ترامب
- 15 دولة أوروبية تقترح -حلولا جديدة- لتسهيل نقل المهاجرين إلى ...
- الأمم المتحدة: دخول المساعدات برا هو الأسرع لتجنب المجاعة بغ ...
- 15 دولة أوروبية تطالب بحلول ابتكارية لنقل المهاجرين
- اعتقال أستاذة بجامعة كاليفورنيا لدعمها احتجاجات الطلبة المؤي ...
- جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن ...
- مطار العريش يستقبل 125 طن مساعدات لإغاثة غزة من روسيا وباكست ...
- من يتحكم بمصير النازحين في العراق؟
- الحركة الشعبية-شمال ترفض مقترحا لمجلس السيادة بشأن الإغاثة ب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وحيد حسب الله - هل من حقوق للإنسان في ظل الشريعة الإسلامية ؟